أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - مهمة في غاية السرية !!















المزيد.....

مهمة في غاية السرية !!


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 20:47
المحور: كتابات ساخرة
    


لي قريب اعتقد في بداية الثمانينات بأن الوطن والامة امانة في عنقه هو بالذات !!..نحن الكرد اناس شرقيون غير مختلفين عن باقي شعوب الشرق...نحن وطنيون وقوميون ومتدينون كباقي امم الشرق..وكما نادى ولا يزال ينادي الكثير من العرب بالوحدة العربية الكبرى من المحيط الى الخليج كلها دون نقص شبر منه !!..لدينا نحن الكرد ايضا من ينادي بوحدة كردستان الكبرى من منطقة ناكورني قرباغ والى سواحل بحر المتوسط شمال لبنان دون نقص ربع شبر منها !!..ودعاوى القومية والتطرف القومي ليس له حد أو حدود لدى الشباب وكان قريبي احد اولئك الشباب الكرد القوميين جدا واستهوته جدا الاسطوانات القومية التي حركت الكثيرين وانا منهم في يوم من الايام..وخاصة مع تلمس وتحسس الظلم الواقع على ارض الواقع يوميا انذاك...كانت الدولة في حالة حرب مع الجارة ايران وكذلك مع الحركة الكردية لذا كان ابسط اتهام لكردي بالانتماء لاحدى الاحزاب الكردية كفيلا بأن يرى الويل والثبور من نظام الحكم واجهزته انذاك ...كان قريبي كثير الثرثرة عن تطلعاته في تحرير كامل التراب !!..لذا نصحه والده بأن يتعقل وان يلتفت الى المحافظة على شرفه وسمعته وشرف وسمعة شقيقاته !!!..ها ؟!..بالمناسبة ؟!...نسيت ان اذكر ،، في العادة الاجهزة الامنية في الشرق عامة وفي بلاد ما بين النارين خاصة عادة ما تبحث عن الادلة بحق المتهم المعتقل في مؤخرته !!!..أو تهدده بأن تواصل البحث عن الادلة في الاماكن العضوية الحساسة من اجساد اقاربه خاصة الام أو الاخت أو الزوجة ان توفرت !!!..السلطة في الشرق تعتقد بأن هناك دليلا ما مخبأ في مؤخرة المواطن المتهم !!!..لهذا كانت نصيحة الاب الى ابنه تأتي على شكل عبارة...يا ابني الاتخشى على كرامتك؟!!..اليست لديك حمية على شرف اخواتك وامك ؟!!..طبعا اذا استمع انسان من فرنسا أو نرويج أو من الغرب يعتقد بأن الاب هو رجل وطني أو موال للنظام أو ان الحوار عن شرف الوطن !!!..ماعلاقة جواب الاب ونصائحه الغريبة التي جاءت ردا على رغبة الابن في الانطلاق نحو الدفاع عن الكردستان الكبرى؟!!..كنا قد تعلمنا في كلية القانون بأن المحكوم في جريمة شريفة لا يعتبر من اصحاب السوابق في الاجرام لأن المحكوم يعتبر رجلا شريفا حسن النية نقي السريرة تدفعه دوافع يعتقد بأنها غاية شريفة لغرض خدمة قضيته..فالمحكوم عن جريمة سياسية هو محكوم شريف عن جريمة شريفة!!!..هكذا كان اساتذة وفقهاء القانون يعلموننا ...وهي موجودة على الاقل في شروح القوانين العقابية وان كانت الآية قد انقلبت على الارض...ارض الواقع !!..فما موجود على الارض يقول بأن مجرد اتهام شخص في الشرق وفي بلاد مابين النارين بتهمة سياسية فهذه تعني ..انه خائن وعميل ومنحط وادبسز والى اخرها من نعوت وتهم !!..لهذا كله كان والد قريبي محقا الى حد بعيد في نصائحه فهم كانوا فقراء جدا وهذا يعني انعدام واسطة كليا..وكان قريبي الابن الوحيد الباقي بعد فقد الاول في معارك ديزفول على الجبهة بعد ان سيق الى هناك دفاعا عن (البيبان الشرقية)!!..ورغم ان الاخ الاكبر حين سيق الى الجبهة لم يكن يفهم اللغة العربية ابدا لكونه نشأ في المناطق الجبلية البعيدة عن المركز في كردستان العراق..الا انه تم سوقه الى الجبهة للدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي !!!..تصور كردي يقف وراء الباب الشرقي للوطن العربي ليمنع قلعه أو تهاويه؟!!..يعني اذا الشغلة شغلة دفاع عن البوابة الشرقية أو باب بيتونة الاسلام لتفهمنا الامر...ولكن كردي جبلي لا يعرف التكلم بالعربية ولا يفهمها ولاول مرة يشاهد مدينة بحجم بغداد وتتجمد جفنيه عن الحركة حين يرى فتاتا لاول مرة في حياته وهي تمشي في شارع حيفا بتنورة قريبة من الركبة !!؟..ويقف لساعة يراقب اشارات المرور الملونة وهي تضيء وتنطفيء !!..ويضل الطريق في المدينة ويمشي لساعات لكي يهتدي الى العنوان المراد بعد جهد جهيد ثم يؤخذ الى الجبهات ويعيش لأشهر تحت امطار النار ثم يؤسر ثم يسجل كمفقود ؟!!..كل ذلك من اجل الدفاع عن البوابة الشرقية ؟!!..فهذا غير مفهوم ولا متفهم لدى الكثيرين ..لم يكن الاب يريد ان يفقد الابن الثاني بعدما فقد الاول لذا هو كان على حق في نصائحه المسداة لأبنه الحامي...تلك النصائح التي ذهبت ادراج الريح بعدما عقد الابن العزم للانطلاق نحو القمم..قمم الجبال لكي يصبح مقاتلا معارضا للنظام وقد اصبح كذلك وكلف باول مهمة سرية في حياته واكد المسؤول له بعد اصراره على ان يجتمعا دون ثالث لهما فقط هما الاثنين عند سفح احدى الجبال..المهمة سرية جدا..ولا تحتمل معرفة شخص ثالث !!!..ترى ما هي هذه المهمة السرية؟!!..في البداية كان لف ودوران ثم الدخول في لب الموضوع ...هنالك عشرين بندقية كلاشينكوف تجلبها من القصبة الى القرية على مراحل على ان تكون المرحلة الاولى جلب بندقية واحدة فقط فيها ثلاثون رصاصة فقط !!!..استسهل قريبي المهمة كما قال هو لي وودع قريبي المسؤول الذي قال له انطلق يابني...كردستان بانتظارك !!!..وانطلق نحو مدينته أو قصبته ووصل ليلا لداره ونام في الدار بمعرفة الشقيقات وخلسة عن الاب!!..وفي الليلة التالية انطلق نحو الهدف!!..المكان الذي وضعت فيه البندقية...برميل قمامة !!..والتقطها من تحت القمامة داخل البرميل ووضعها ولفها بقماش وانطلق بدراجته الى بيتهم ووضعها تحت درج المنزل وهي ملفوفة بقماش من بقايا قماش الخيام وذهب ونام في البيتونة فوق سطح المنزل!!.على ان ينطلق في الليلة القادمة نحو القرية ..كانت هناك مهمة سرية اخرى اضطلع بها شبح تسلل كالسهم والبرق نحو موضع البندقية واخذها ليدفنها في مكان قريب من منزلهم تحت القمم(بضم القاف وفتح الميم الاولى ) !!!..ووارى كل الزبالة على السلاح الملفوف المدفون تحت الزبالة ثم عاد للدار ليضع ال (البريمز) القديم ملفوفا بقماش مماثل تحت الدرج !!..في ذات مكان البندقية!!..البريمز والبندقية فوهة واحدة ؟!!..ثم تسلل الشبح ونام مع بناته في غرفتهم من دون ان يشعرن باتمام الاب الشيخ لمهمته السرية !!..وماهي سوى دقائق حتى تتقدم القوات!!..اكثر من خمسين رجل امن طوقوا الجميع كالاشباح داخل المنزل وجلبوا الابن النائم فوق السطح قبل ترتد اليه جفنه أو طرفه!!..وفتشوا المنزل انج انج وليس فقط شبرا شبرا !!..اذا هناك مهمة سرية ثالثة !!..وصلوا الى تحت الدرج وفتشوا وكاد الابن يغمى عليه من الرعب...وظن الجميع بأنهم وجدوا البندقية وقد خابوا ولما لم يجدوا شيئا اخذوا (الثائر البطل) نحو معاونية الامن حيث تعرف هناك على وجبة الفطور الشرقية الحقيقية الاولى في حياته...تكالب عليه في الضرب المبرح اكثر من عشرة رجال امن !!..وظل لشهر بين الحياة والموت ..ضرب بواقع ثلاث جرعات اسبوعيا..ثم احالة ونقل سريا الى الشعبة الخامسة في العاصمة (الحبيبة) ثم الى مكان ما تحت الارض ..سرداب ضيق وتعرف على صديقيه اللذان كانأ يكبرانه بعقد واللذان علماه ابجديات القانون والف باء الاستجواب واصول الدفاع القانوني عن النفس..استاذ جامعي شيعي !!..وطبيب سني !!..وحدة وطنية من نوع خاص جدا !!..سني وشيعي وكردي يجمعهم سرداب تحت الارض مساحتها ثلاثة امتار في ثلاث !!!..الوان الطيف العراقي الجميل والغير المرئي بسبب ظلمة السجن وقسوة السجان !!..صاحبي السجن علماه كل شيء لتخليص نفسه من الموت بالتعلق بالامل الباهت الخافت ..بعد اول جلسة تحقيق حقيقية عصر فيه روحه وجسده تفاجأ بتسجيل صوتي عرضه عليه المحققون!!..صوت يعرفه جيدا !!..صوت لرجل جمعهما يوما كهف في جبل!! ولن نكمل البقية!! كان سماعه الصوت اقسى عليه بكثير من تعذيب جسده !! لان روحه كان هدف التعذيب وعذاب الروح اشد من تعذيب الجسد!!...ان نجوت من التعذيب ولم تمت فسوف تغادر السجن ولو بعد سنين!!..فقط تماسك ولا تعترف بشيء ولو سلخوا جلدك!! بعد سنتين وبعد التعذيب وبعد احراق الكرامة والجسد حتى الذبالة وبعد امتهان قيمة الانسانية فيه حتى العظم افرج عواد البندر عنه لعدم كفاية الادلة كان صاحبي السجن هما المنقذين كما يقول دوما...لا يعرف عن صاحبي السجن شيئا،، هل اكلت الطير من الخبز فوق رأس احدهما،، هل اصبح الثاني عاصر الخمر للملك؟!..لا احد يعرف..قريبي هذا طرق باب جمعية السجناء السياسيين لكي يستقطع له راتب كما باقي السجناء الساسيين..طلبوا منه اثباتا على انه قبع يوما في غيابات الجب يوما لا اثبات لديه سوى شهود سماعيين لا تأبه الجمعية بشهاداتهم...يريدون منه ورقة مكتوبة !!..ولو ورقة من الرجل الذي ارسله ابتداءا في المهمة السرية الموؤدة!!..صديقي يأبى ذلك!!..لأنه متيقن من ان الكهف الذي جمعهما لوضع خطة المهمة السرية لم يكن فيه احد سواهما !!..صديقي وقريبي عزيز النفس!!..رغم فقره ورغم عوز وفقر اطفاله...كان يوما ما صاحب حلم بتأسيس دولة كردستان الكبرى!!..اليوم حلمه ان لا يرى اطفاله جياعا !!..الحكاية المسرودة هذه حقيقية وقريبي حي والمسؤول حي...اما الظمائر فالكثير منها ميتة.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات مرتين....او عدة مرات !!
- انت سجين سياسي...لهذا تستحق راتبا !!!
- الرهان الخاسر !!
- سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!
- لاوطنية الوطنية...ووطنية ال لا وطنية !!
- الظل وظل الظل !!
- حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!
- الوطن في شواربكم!!
- فاشل دراسيا....ناجح سياسيا !!
- الانسلاخ والانسلاخ من الانسلاخ
- لكل منا ..توباد
- قلبي...وقلب نظام الحكم!!
- لازالت الجدران تحفظ بصماتك يا ابي
- الدولة المقيمة والدولة العقيمة !
- زينب..زينب؟!...ماذا تعمل الان؟!
- اليوم رأيت البقرة السعيدة!!! ولهذا انا تعيس اليوم!!!.
- كفري.... احلام من الباطن
- ارفع السبابة عاليا ...وكن سعيد وفخورا ايها العراقي
- مصباح علاء الدين او الحظ وحده.. لاشيء آخر!!
- كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - مهمة في غاية السرية !!