أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مانديلا الموحد للشعب والمالكي المفرق للصفوف














المزيد.....

مانديلا الموحد للشعب والمالكي المفرق للصفوف


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انحنى شعب جنوب افريقيا بسوده وبيضه بالكامل وانحنت شعوب العالم كلها إجلالا واحتراما وحباً امام واحد من ابنائها الأبرار الكبار الذي برهن في السراء والضراء على قدرة الإنسان على التفاعل الواعي والإيجابي والفعال مع أحداث الماضي لشعبه وتجارب الشعوب الاخرى ووعى الواقع المعاش بجزئياته الكثيرة والمعقدة ومهام وخطوط سير المستقبل. وبهذا الإدراك العميق للعلاقة الجدلية بين الحرية والضرورة تصرف المناضل المقدام الذي قضى ٢٧ عاماً في سجون النظام العنصري الفاشي في جنوب افريقيا وعانى من التعذيب والحرمان وتعلم الصمود امام المحن الشخصية والتي شملت شعبه لكي يتسنى له المشاركة في تحرير شعبه من عبودية العنصرية الظالمة ودعم نضاله لانتزاع حريته التي لا تمنح بل تنتزع بالنضال العنيد والصبور. وقد أدرك بأن الحرية هي ادراك الضرورة غير المجردة وغير الجبرية بأي حال . لقد كان مانيلا مثقفا رفيع المستوى ومناضلاً وطنياً وأمامياً مخلصا لشعبه والإنسانية في آن واحد.

لقد تبنى مانديلا منذ البدء فكرا مادياً جدليا ووعيا مادياً بحركة التاريخ وفعل القوانين العامة وأدرك الأهمية القصوى للربط العضوي بين الشروط الذاتية في نضال شعبه والشروط الموضوعية والتي تجلت في سلوكه ونشاطه السياسي قبل وأثناء وبعد السجن وحين اصبح رجل دولة كان من طراز رفيع المستوى وغير تقليدي.

ففي سلوكه اليومي بعد تحرره وتحرر شعبه جسّد بألمعية رائعة جملة من السمات الاساسية التي ساعدت شعبه على تذليل صعاب المرحلة الاولى من التحرير وإدارة الصراع بين شعبه الأسود والحكام العنصريين الذين أذاقوا شعبه مر العذاب والحرمان .

السلطة لدى مانيلا لم تكن الهدف بل الوسيلة والسلاح في النضال من اجل التغيير الديمقراطي لصالح المجتمع. فلم يكن عاشقاً للسلطة بل كانت اداة لتحقيق هدف أساسي هو الانعتاق والحرية والمساواة لكل شعب جنوب افريقيا وليس الثأر والانتقام من الحكام العنصريين البيض وإغراق البلاد من جديد بالدم والدموع. وبهذه السياسة الحكيمة أعطى مانديلا دروساً غنية في الاعتراف والاحترام المتبادلين والثقة بالنفس وفي التعامل التسامحي مع مضطهدي شعبه السابقين. وحين نجح في وضع قطار جمهورية جنوب افريقيا على سمكة المبادئ الصحيحة وهو على رأس الدولة المدنية الديمقراطية، رفض الترشح ثانية وترك السلطة وفسح في المجال للمنافسة بين رفاقه في النضال. وبهذا أرسى مبدأ عدم احتكار السلطة وعدم الاعتقاد بعجز الآخرين على قيادة البلاد وعزز الثقة بمن يخلفه في المنصب، كما أرسى مبدأ التداول السلمي والديمقراطي للسلطة. ورغم كا الصعوبات نقل مانديلا بلاده الى شاطئ السلام. ولكل ذلك وغيره من المنجزات عبر الناس في جنوب افريقيا وفي العالم عن حزنهم العميق لوفاته وغيابه النهائي عن المسرح السياسي والفكري والاجتماعي وعن احترامهم لهذا الرجل الكبير بعيون شعبه وشعوب العالم والذي قدم نموذجاً واعياً ومدركاً لدور الفرد في التاريخ.




وبالضد من هذه الشخصية العصامية يعرف العالم اليوم ومنذ سنوات شخصاً اخر لم يع الواقع الذي يعيش فيه شعبه ولم يقدر قدراته الفعلية وبالغ فيها كما لم يدرك ان الحرية هي ادراك الضرورة ليتجنب المطبات الهائلة التي سقط فيه. ولأن الرجل لا يحمل فكراً نيراً وحراً بل فكرا ظلامياً واستبدادياً لا يقبل بالآخر. رجل تعوزه الثقافة الديمقراطية وإدراك العلاقة الجدلية بين ماضي الشعب وحاضره وما يفترض ان يكون خط سير مستقبل هذا الشعب. واصطدمت إرادته الذاتية ورغباته بقوانين التطور الاجتماعي وبإرادة الشعب الجريح المستباحة حقوقه ودماؤه، انه رئيس وزراء العراق، انه نوري المالكي.

لقد ساهم بسلوكه وفرديته ومن ثم استبداده وممارسته سياسة فرق تسد واعتماده على نهج الطائفية السياسية المقيت كأداة في تكريس حكمه لدورة ثانية وهو يسعى اليوم لدورة ثالثة ستكون وبالا على الشعب ان حقق ما يريد. لقد نشأت الظروف المناسبة بعد سقوط الدكتاتورية لإعادة لحمة الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية، كما فعل مانديلا، ولكنه عمل خلاف ذلك تماماً مما تسبب في إغراق العراق ومن جديد بالدم والدموع وبالمزيد من القبور والمعوقين.

العراق يقف امام رجل يعيش ظلاميته بكل جوارحه ويدفع بالشعب نحو ثقافة صفراء ووعيا مزيف وظلامي مناهض لروح ومبدأ المواطنة الحرة والمتساوية.

شخصية بائسة عبرت عن رفضها للديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المجتمع حين أكد العمل بقاعدة المستبدين الذين لا يعرفون معنى لتداول الديمقراطي للسلطة حين قال ( أخذناها بعد ما ننطيها، هو ليش اكو واحد يگدر يأخذه )، وهي نفس القاعدة الاستبدادية التي قالها صدام حسين حين ذكر ( جئنا لنبقى). والجميع يعرف مصير صدام حسين في مزبلة التاريخ، وهو مصير كل المستبدين.

بقدر ما حصد مانديلا حب واحترام شعبه وشعوب العالم، بذات القدر يحصد نوري المالكي اليوم كره غالبية الشعب العراقي وشعوب المنطقة لزرعه الشقاق والنفاق في المجتمع ولكونه يمارس سياسة الثأر والانتقام ضد أبناء العراق وبناته وسمح بذلك لأن كثر القوى رجعية ووحشية و تطرفا استثمار هشاشة الدولة وهزال الحكم لقتل المزيد من البشر بالعراق. ومن الطبيعي ان سيأتي اليوم الذي لن ينفع نوري المالكي الندم وهذا اليوم آتٍ لا ريب فيه.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن الفساد وكيف يكافح؟
- تحية وتهنئة وشكر إلى المشاركين في مؤتمر أصدقاء برطلِّة بالعر ...
- هل ينسجم وضع صورة المالكي في -جواز سفر إلى حقوق الإنسان- مع ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم حول التغيير السكاني ...
- بغداد ومدن أخرى تغرق ... هلهولة للدعوة الصامد...هلهولة..
- قراءة في كتاب صيدُ البطَّ البرّي للروائي محمود سعيد
- هل مشكلات البلاد تحل بالعراق أم في البيت الأبيض؟
- إعادة قِراءة في كتاب -جدار بين ظلمتين- لبلقيس شرارة ورفعة ال ...
- قراءة في كتاب السيدة بلقيس شرارة الموسوم -محمد شرارة من الإي ...
- الحزب الذي أصبح كارثة ورئيسه الذي أصبح طامة كبرى بالعراق!!!
- قراءة في مسرحية -ثور فالارس- للكاتب والصحفي ماجد الخطيب
- نقاش هادئ مع أفكار افتتاحية طريق الشعب في 10/10/2013
- هل من أخطاء فادحة ارتكبتها المعارضة السورية؟
- جرائم بشعة متلاحقة ترتكب يومياً بالعراق!!!
- قراءة في كتاب -نبوة محمد- للكاتب الدكتور محمد محمود
- الحذر ثم الحذر ثم الحذر من مخاطر التلويث الإضافي لبيئة عراقي ...
- قراءة في كتاب هروب موناليزا -بوح قيثارة- للشاعرة بلقيس حميد ...
- بشاعة الجرائم الدموية التي ارتكبت بمدينة الثورة ببغداد، فمن ...
- هل وقع حكام العراق على وثيقة شرف جديدة, أم إنها محاولة جديدة ...
- من المسؤول عن قتل وتهجير أتباع المذهب السني وآل السعدون في ا ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مانديلا الموحد للشعب والمالكي المفرق للصفوف