أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين عبدالعزيز - بين الماضي والحاضر - فصل من رواية مشتركة














المزيد.....

بين الماضي والحاضر - فصل من رواية مشتركة


محمد حسين عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


بين الماضي والحاضر (فصل من روايه مُشتركه)
بين الماضي والحاضر

" إن غالبية الناس تٌمارس الإنقسام طيلة حياتها,لهذا يتمسك بها,لذا,وحين تجلس حتي وحيداً تواصل تظاهرك لأنه اصبح طبيعتك الثانيه,ولم يعد مسأله حقيقيه أو تًصنُع بل عاده"
إستمرت نور في التقدم وكأنها تُلبي نداءاً لمجهول, لاتعرفه,لا تراه, لكنها تستشعر بدافع داخلي,صوت روحاني يخبرها بأن تستمر, إبتعدت قدامها شيئا فشيئا عن ملامسة القاع الرملي للمياه فإفترشت بظهرها البحر كبُساط وأسلمت له جسدها ليتخلله,ليعبر من فوقه ومن بين ثناياه لعله يغسلها وينيقيها من رواسب,شحون,ضغوط, إلتزامات, واجبات.
كانت لحظه إشتاقت لها منذ زمن,لقاء طالما تأجل مع رفيق عزيز وغالي إسمه "نور"
أغمضت عينيها, واستسلمت, أمواج البحر من حولها تهدر,تسمع صوت الأمواج المتلاطم, أتُراه صوت المياه فعلا, أم صوت صراعها الداخلي, لم تُحدد, أو بالأحري لم تشأ أن تُحدد, أرادت أن تلغي ذلك الصوت القابع في أعلاها المسمي بالعقل وأن تستمع وتستسلم لسلطان آخر طالما قهرته, كبتته, قهرته, إرضاء لإعتبرات مجتمعيه,زوجيه, حياتيه, جعلتها للفُصاميه أقرب منها الي الشخص السوي سلطان جسدها العاجي,سلطان شعرها الفاحم الأسود, ببساطه إنه سلطان الأنوثه.
تذكرت رغما عنها الحوار بينها وبين زوجها سيف. أسئلة إبنها بدر ظلت تدوي في رأسها... من الواضح أن العقل الباطن ليس بالضيف الخفيف علي بيت جسدها.
" الكتب اللي بوظتلك دماغك" , " نعم يا اختي", " قومي إستغفري وصليلك ركعتين"
تسائلت بينها وبين نفسها, هل تغير سيف ؟, ام انها من أعطته الفرصه ليستبيحها بمثل تلك الأجوبه المُستفزه !!! .
هو ده سيف اللي اعرفه, ده حبيبي, لم تشأ ان تفتح باب الأسئله, لم تشأ أن تعترف بأنها قد اخطات في التقدير.. زي ما تكون قالتله انا عايزه أضرب كاسين..., إشمعن هو بيتبرفن ويتكلين كل يوم, إشمعن هو مفيش قيود علي لبسه ولا علي شكله, إبتسامه ممزوجه بالأسف إرتسمت للويحظات علي شفتيها التي لم تعد ابدا كما كانت, بعدما تحولت من حيوية الشتاء, الي جفاف الخريف.
مجتمع مبتور الفكر, اعور التوجه, ديما بيتسلط علي الكيان الأضعف؟؟ , بس مين قال إني ضعيفه !!!
رجال الدين, اللي بيتجوزوا بالعشره والعشرين, ولا مشايخ البترول, ولا الشرائع اللي توارثنها من الفكر البدوي الجاهلي ..
بفعل الماء, إلتصقت ملابسها بجسدها, فمدت يدها تتحسسه, وكأنها باتت تشك في كونها أُنثي, إستمرت في المرور علي جسدها, وكأنها تتأكد.
" مش هو ده اللي شدك فيا اول حاجه, مش هو ده اللي كل الرجاله بيهتموا بيه, " تذكرت أيام الجامعه حينما كان يصارحها بأنه يعشق أن يراها تسير أمامه, فكانت تجيب مٌبتسمه, " إنت قليل الادب" ولا يخلو الموقف حينها من وكزه من يديها علي كتفه.
لا تدري لما قفز إلي ذهنها بيت الشاعر " أتٌراكم نسيتم ام تناسيتم فالكلُ ينسي بفعل الدهر احيانا"
أهو عتاب لسيف؟؟ أم بكاء علي ذكريات لم يعد منها سوي الاطلال !!! . تذكرت كيف تنازلت عن حريتها من أجل حبهما, كيف إستسلمت لرغبات " الحاجه أٌمه" بشأن ارتدائها الحجاب , وكيف قبل هو من أن يتخذ من حبهما ذريعه ليضغط عليها من اجل ان تقبل
بدأ الأمر بالحجاب وشيئا فشيئا الإسدال, ثم أٌخُتتمت السيمفونيه الفجه بجوانتيات الأذرع , وكأن جسدها تٌهمه أو سٌبه عليها أن تتفن في كيفية إخفائها. ضغطُه عليها من ناحيه,حبها له من ناحية أخري, قناعتها وقتها بأنها قادره بحبها أن تجعله يغير من أفكاره, تبريرها لتصرفاته وأرائه الجاهليه بانه من مجتمع شرقي, ولا زال يحمل في جيناته فكر سي السيد...
هل حقُ عليها الآن أن تعترف بفشلها !!!! ضاعت الإجابه وسط صخب الموج أو وسط صخب أفكارها الأشد تلاطم
عادت بذاكرتها للواراء , منذ عشر سنوات, حينما كانت نور غير التي نتحدث عنها , وقت الحوار الساخن بينها وبين حماتها والذي كاد أن ينٌهي قصة إرتباطها بسيف
حماتها / يا نور يا حبيبتي احنا عيله محافظه ومفيش حد منا بيمشي بشعره عريان
نور/ يا ماما , مُتفهماكي, بس أنا من حقي اعمل اللي أنا عايزاه طالما مش هسبب أذي لحد
حماتها/ الحجاب حشمه للبنت
نور/ وحضرتك متصوره اني لو عايزه اعمل أي حاجه الحجاب ده هو اللي هيمنعني, لازم القناعه تكون داخليه
التحرش اللي بيحصل بره حصري فقط للي لابسين فيزون, وكًت ومسيبين شعرهم, عيب يا طنط انتي مُخضرمه وفاهمه اكتر مني
حماتها/ بصي يا بنتي بصراحه انا من يوم ما شوفتك وانا مش عاجبني لا لبسك ولا كلامك ولا مظهرك, وكنت متصوره اني ابني سيف هيقدر يغيرك
نور/ لبسي ومظهري ده هو اول حاجه شدت المحروس إبنك ليا , ولو هو انا لازم اكون مبهدله عشان انول الرضا السامي
حماتها/ شكلك عنديه وهتتعبيني
نور/ انا مش صغيره ولا حد وصي علي واللي هعمله مش هعمله خوف ولا إرضاء لحد, ثانيا انا لسه في بيت أبويا, وبأي حق تتكلمي معايا بصيغة الإلزام دي
حماتها/ شكلك مش ناويه تجيبيها لبر
نور/ انا كده, وطبيعتي كده, ولا كذبت ولا نافقت, وابنك عارفني, ولو مش عاجبه عادي إحنا لسه علي البر.
وقفت آلة الزمن عن عجلتها, وفي إستفاقه خفيفه, إرتسمت علي شفتاها نفس الإبتسامه الساخره
" وانت يا ختي كنتي فين وقتها, كان مشربك حاجه اصفره, دلوقتي بس عرفتي بعد عشر سنين جواز ..." أتت الإجابات من داخلها
وهنا تمتمت شفتها فعلا " مراية الحٌب ......



#محمد_حسين_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغربة
- رحلتي - مع العريفي
- عم مُختار المكوجي
- لروح الراحل أحمد فؤاد نجم
- الآثار الجانبية للمعرفه
- سلسلة الرد المٌلجم علي صحيح مسلم-2
- إنتي مين -قصيده
- قطار البدرشين-قصيده عاميه


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين عبدالعزيز - بين الماضي والحاضر - فصل من رواية مشتركة