أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - الجهاد المقدس :من بلاد الرحمة الى نشر النقمة














المزيد.....

الجهاد المقدس :من بلاد الرحمة الى نشر النقمة


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 01:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشاهد التي صدمت العالم في الإسبوع الماضي للاجئين السوريين في المخيمات التركية وهم يدفنون أحياء في الثلوج ، بحيث أن الأمهات يستيفيقن ليجدن أطفالهن وقد فارقوا الحياة متجمدين من البرد والصقيع ،دعت عدة جهات عالمية وإقليمية لفتح قنوات التبرع والمساعدات والمعونة لهم ، حتى أن في العراق المحطم بالإرهاب والفساد أطلق فيه عدة نشطاء حملة بعنوان ( دَفَيني ) لجمع البطانيات والأغطية والمدفأت لهؤلاء اللاجئين الذين يعيشون محنة لامثيل لها أمام كل العالم الحرّ وغير الحرَ بحيث ان أحد رجال الدين السعوديين المتشددين قد أفتى بحرمة القتال في سوريا تجنبا ً لمزيد من المآسي الإنسانية التي تشهدها سوريا منذ تحول الثورة السورية ضد النظام هناك الى حرب طائفية ذهب ضحيتها حتى الأن أكثر من 125 الف إنسان أغلبهم من المدنيين الأبرياء كالعادة في الحروب الإنتقامية العشوائية التي لاتميز بين البريء والمحارب ، فالجهاد المقدس وعبر التاريخ تكون ضحاياه بالدرجة الأولى هم الأبرياء من البشر .
الجهاد المقدس وتأويله بين متشددي الطائفتين المسلمتين في كل من العراق وسوريا أخذ أشكالا ً مرعبة من القسوة والإنتقام والوحشية ، فهناك ألاف المقاتلين الأجانب والعرب والسوريين والعراقيين يقاتلون في سوريا الى جانب داعش (دولة العراق والشام الإسلامية ) وجبهة النصرة القاعدية ،أجانب من بلجيكا وفرنسا واستراليا والشيشان والباكستان وافريقيا ،بدعم سعودي وتركي وخليجي مكشوف وواضح للعلن ، وعلى الجانب الآخر هناك النظام السوري وحزب الله وايران أما العراق وعلى الرغم محاولة حكومته الإسلامية النأي بنفسها عن التدخل خوفاً من (العمّ الأميركي ) صاحب النعمة الذي منح السلطة والشرعية لها ، فأن هناك أكثر من عشر ميليشات عراقية تقاتل في سوريا وأشهرها ( لواء أبي فضل العباس ) ولواء ( سيد الشهداء ) وهذه الألوية ولو أنها عراقية الملامح إلا انها تضم إيرانيين وأفغان وباكستانيين ولبنانيين ، وتقدر المصادر أن حوالي 15 الف مقاتل أجنبي وعربي يقاتل جنبا ً الى جنب مع قوات النظام السوري .
في الشهر الماضي إجتمع اكثر من 600 شخص استرالي مسلم ، نساء ورجال ،في غربي سيدني من أعضاء حزب التحرير الإسلامي العالمي – الفرع الإسترالي في مؤتمر الحزب السنوي ، وتباحثوا في ضرورة عدم التعاون نهائيا ً مع الحكومة الأسترالية ومؤسساتها الأمنية المتمثلة بالشرطة الفيدرالية وجهاز المخابرات الأسترالية ، واتهموا تلك المؤسسات بالتضييق عليهم ومراقبتهم ومنح ( رشوة ) قيمتها 500 دولار للشخص الذي يقوم عن الإبلاغ عن أي عمل أو (نوايا مشبوهة ) لشخص أو أشخاص من المسلمين وخاصة فيما يتعلق بالجهاد المقدس في سوريا ، وقبل أقل من اسبوعين قامت الحكومة الأسترالية وجهاز مخابراتها بالغاء 200 جوازا لمسلمين استراليين على خلفية تتعلق بالذهاب والقتال في سوريا ، مصادر الحكومة الأسترالية تؤكد أن هناك اكثر 100 استرالي يقاتلون في سوريا ضد النظام السوري في (جبهة النصرة ) الإسلامية المتشددة ، وان ذلك ُيعد إحراجا ً للحكومة الأسترالية ، فهذا نوع من التدخل الإسترالي في الحرب الطائفية – الأهلية الدائرة هناك منذ ثلاثة اعوام تقريبا ً ، وهذا الأمر يخالف سياسة الحكومة الأسترالية في الدعوة الى السلام وإنهاء القتال من خلال المفاوضات لوضع نهاية للأزمة التي تحولت الى مآساة إنسانية كارثية ، وأن 100 مقاتل من مواطنيها هناك هو نوع من نشر النقمة من بلاد الرحمة ، فاستراليا بلد وقارة وحكومة وشعب مشهود لها في مساعدة الدول والشعوب بكل انواع المساعدات اكثر من تدخلها السياسي والعسكري بسبب ارتباطاتها المصيرية وتحالفاتها السترايجية من أجل امنها القومي واستقرارها السلمي وتقدمها العلمي ونهوضها الإقتصادي والأقليمي .
إلغاء جوازات هؤلاء ، أعطى اشارة حمراء وتهديد صارم باتخاذ فعل شديد لمن يتورط في استخدام حرياته التي يكفلها القانون للذهاب ونشر الفزع والرعب والموت والمساهمة بقتل الأبرياء وتخريب البلدان ورفع راية التشدد ، وهو قادم من بلد يصون الحريات الدينية للجميع ويكفل العيش بسلام وكرامة لكل المواطنين ،المقاتلون الأستراليون في سوريا ، تركوا عوائلهم في استراليا يعتاشون على أموال دافعي الضرائب ، يتمتعون بالسلام والإستقرار والرفاهية وكل نعم الله ، بينما هم ذهبوا الى سوريا لكي يتشرد الأطفال والنساء والشيوخ ، وتحترق الأرض وما عليها ،وتسيل الدماء ، بحجة الجهاد كفريضة دينية ، المشكلة التي سوف تواجه استراليا تكمن حين يعود هؤلاء الى المدن والضواحي الأسترالية ، فالجهاد هو فعل مستمر مادام المؤمن يعتبره فريضة مستمرة وقائمة .
ياله من عالم وحوشي مقلوب ..!!؟



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخ التراث العربي المحكي:الصحابية عاتكة بنت زيد (زوجة ا ...
- النفط عدو والمطر أيضا ً، الدين هو الصديق الحميم
- القائد الروحي ...ما هو ؟؟
- ثقافة العدو وجوهر الجحيم
- مُلخصات ..!!
- التعليم والحرية وتراكم الشعارات
- تنويعات ساخنة ..!!
- سيرة حياة بنكهة عراقية
- من هو العدو؟
- لوتي وَنغِلّ وألله ما يحمله..!
- عن إنتخابات أستراليا والعراق
- إعتراف شخصي : في ذكرى المعلم علي الوردي
- أمنيات عراقية بنكهة تمرّد مصرية
- إشارات عن العنف الديني الطائفي الإسلامي ...
- الديمقراطية أو الإسلاميون والبقرة الحلوب
- عن تركيا والسلطان أردوغان ..!!
- ماذا تعني 15 مفخخة يومياً في بلاد مابين الطائفتين ؟؟
- شخصيات لا تنسى : عكَلة الحاج حيدر
- أفكار تتسلق الجدران
- أفكار تحت الشمس


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - الجهاد المقدس :من بلاد الرحمة الى نشر النقمة