أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - على حسن السعدنى - الفارس الصامت














المزيد.....

الفارس الصامت


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 16:55
المحور: سيرة ذاتية
    


روح تقية طيبة، تُرشرش العلم والأمل والطهر على المحيطين بها، تؤمن أن الحق أحق أن يتبع، لا تخشى الوقوف أمام ظالم، وتتهافت على دروب الثورة مؤمنة أنها السبيل لخير البلاد، فاضت إلى بارئها في 16 ديسمبر 2011، برصاصة غادرة اخترقت جسد صاحبها النحيل ذو الوجه المبتسم، الشيخ عماد عفت، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أثناء أحداث مجلس الوزراء، لتتحقق أمنيته التي راودته لسنوات عديدة بأن يموت شهيدًا، تاركًا خلفه تلاميذ يذكرونه بكل خير، وعلم ينتفع به، وقاتل مجهول لم يُعثر عليه رغم مرور عامين على مقتل شيخ الثوار.
منعرفوش، كان واقف جتبنا، خد رصاصة في صدره ، جملة صرخ بها أحد المتواجدين بشارع القصر العيني، متحدثًا عن الشيخ عفت، بينما يحاول المسعفون انعاش قلبه المتوقف عن الحياة، في محاولة بائسة لإعادته لعالمنا.
هكذا اختار الشيخ الذي ولد بمحافظة الجيزة في أغسطس 1959، أن يكون مجهولا، لا يظهر في وسائل الإعلام، لا يتاجر بوطنية، يشارك في صمت خلال الأيام الأولى لثورة 25 يناير، يترك عقيقة ابنه إبراهيم في 28 يناير ليقف على خط المواجهة مع قوات الأمن، ورغم إصابته بالرصاص المطاطي ليلتها، داوم على نزول الميدان باقي أيام الثورة ثم كافة المليونيات والوقفات المطالبة بتحقيق أهداف الثورة، واصفًا تعلقه وعشقه لميدان التحرير قائلًا أشم رائحة الجنة في التحرير .
لم يكن الشيخ يطيق المكوث في منزله أو في محراب علمه بين تلامذته بالأزهر بينما يتعرض الثوار لمكروه ما، بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتولي المجلس العسكري حكم البلاد، فدائمًا ما يُرى في الصفوف الأولى، يقف كتفًا لكتف مع المتظاهرين، في مواجهة قوات الأمن أو البلطجية، يتصدى لبطشهم، يحث زملائه وتلاميذه على نزول المسيرات لاستكمال أهداف الثورة، ويجاهر رغم حساسية منصبه، برفضه لحكم وممارسات المجلس العسكري الشعب والمجلس مش أيد واحدة .
عُرف عن الشيخ عفت، الذي ألتحق بالأزهر الشريف في عام 1995، بعد 4 سنوات من حصوله على ليسانس اللغة العربية من جامعة عين شمس، أنه لا يمل ولا يكل من تلاميذه، يهتم بهم، يعاملهم برفق، يحسن إليهم، ويحثهم على المعرفة والتفكير السليم، ويدعمهم في تعلم النحو والصرف والفقه، ويشجعهم بالمكافأة المستمرة- قطع من الحلوى أو مبالغ مالية بسيطة- في حالة نجاحهم، ويفتح نقاشات مستمرة معهم في أمور الدين والدنيا، بسلاسة وأفق رحبة.
للشيخ مواقف حاسمة متسقة مع مبادئ لم يحنث بها قط، فقد أفتى بحرمة التصويت لفلول الحزب الوطني المنحل خلال الانتخابات، معتبرًا أنهم أفسدوا الحياه بداخل البلاد، واختلف مع معلمه الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية حينذاك، لعدم مساندته الثورة وانحيازه للميدان، وانتقد أفعال من يطلقون على أنفسهم إسلاميين لأنهم ينظرون إلى ملابس وتصرفات شباب ونساء الميدان، لكنه بخلافهم يرى قلوب مهمومة بقضايا الانسان، على حد قوله.
في 17 ديسمبر 2011، ومن الجامع الأزهر حيث كان يُلقي دروسه، صلى عليه آلاف المشيعون، من أسرته وأساتذته وتلاميذه ومحبيه، ورفقاء الميدان ممن عرفوه بعد الثورة، وشُيعت جنازته في موكب مهيب يليق بشيخ الثوار، تعانقت خلالها أصوات تلاوة آيات القرآن، بهتافات مناهضة لحكم المجلس العسكري، وآخري تطالب بالقصاص، خلقت حالة من الإيمان أن الثورة رغم كل شيء مستمرة، بخطى فارسها النبيل، سطرها فيما بعد الشاعر الشاب أحمد عبدالحي في قصيدته عن الشيخ واحنا يا شيخنا عيال، ماسكين في توبك ضي.. ما يهدناش الغاز، ولا الرصاص الحي .



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة الازمات الدولية والقفز على عرش مصر
- رسائل مفتي مصر من كواليس الدستور
- على حسن السعدنى يكتب :مليونية البحث العلمى
- مانديلا زعيم الحرية وقائد التحرير
- على حسن السعدنى يكتب : محدش عجبة حالة
- على حسن السعدنى يكتب مصر قلب الحضارة
- العناصر الاستراتيجية للقضاء على الهجرة الغير شرعية
- على حسن السعدنى يكتب : دموع مصرية
- الرئيس عرفات والبولونيوم
- على حسن السعدنى يكتب الهجرة الغير شرعية طريق الموت
- على حسن السعدنى يكتب : الفوكويامية
- على حسن السعدنى يكتب : المحكمة الاماراتية والاخوان
- راى خطاء
- مسرحيات سياسية
- على حسن السعدنى يكتب : مصر قيد المحاكمة
- على حسن السعدنى لماذا انحسرت أهمية الشرق الأوسط للولايات الم ...
- على حسن السعدنى يكتب : كيف يمكن فهم الدبلوماسية السعودية في ...
- اعرف بلدك (الحلقة الاولى)
- المتطلبات الرئيسية للإدارة الاستراتيجية
- ماذا نعني بالمنهج الاستراتيجي في الإدارة؟


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - على حسن السعدنى - الفارس الصامت