أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فرات المحسن - ذكرى فارس أسمه طارق محمد البوعزيزي/ بسبوسة














المزيد.....

ذكرى فارس أسمه طارق محمد البوعزيزي/ بسبوسة


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 15:26
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



فجر يوم 17 ديسمبر / كانون الأول عام 2010 اعترضت عناصر الشرطة التونسية عربة الفاكهة التي كان يجرها محمد بوعزيزي في أزقة حيه محاولا شق طريقه نحو سوق الخضار عند طرف المدينة، حاولت الشرطة مصادرة عربته، ولكنه استطاع الإفلات والوصول إلى هناك ، ولكن شرطية أسمها فادية حمدي لم تعافه ولحقته إلى السوق وبدأت بمصادرة بضاعته، وضعت أول سلة خضار في سيارتها وعندما شرعت في حمل الثانية أعترضها بوعزيزي ، فدفعته وضربته بهراوتها، ثم حاولت الشرطية أخذ الميزان، فحاول منعها، عندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة لوجه بوعزيزي أمام حوالي 50 شاهدا . عندها عزت على البوعزيزي نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل، وبحسب الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي بالشرطية قائلا : لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط لا أريد سوى أن اعمل. بعد ساعات من الحدث وقف محمد البوعزيزي أمام مبنى البلدية وسكب على جسده مخفف الأصباغ ( ثنر ) وأضرم النار بجسده، أسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت جميعها كما حظ الفقراء فارغة.
لم يكن يتوقع بو عزيزي التونسي حين أضرم النار بجسده، أن الأمر سوف يؤل لما جاءت به صناديق الاقتراع في بلده أو في مصر ، فعلى الرغم من نيته المبيتة لإثارة الجماهير للتعاطف مع حالته فقد سعى للأمر بطيبة مفرطة اعتراضا على حاله المزري وموقف حكومة زين العابدين بن علي وسلطاتها الداخلية من البطالة المستشرية بين أوساط الشباب وانعدام العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد وسرقة المال العام. والبوعزيزي حاله حال الآلاف من أقرانه اضطرته البطالة أن يعمل بائع خضار وفاكهة وسط الشارع في بلدته الصغيرة سيدي بو زيد.
وبعد أن هرب زين العابدين بن علي اثر انتصار الثورة رفض الأخ الأكبر لمحمد بو عزيزي بيع عربة أخيه لرجال أعمال من الخليجيين عرضوا عليه مبلغا مغريا، وقال أنه يريد أن يراها كمعلم يتوسط أحد ساحات المدينة يعيد للناس ذكرى لحظة إضرام أخيه طارق الطيب بن محمد بو عزيزي الملقب لفرط طيبته ببسبوسة، النار بجسده وسط المدينة، والتي كانت الشرارة التي اخترقت حدود بلاده تونس الخضراء لتشتعل شررا في مصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وما زالت حرارتها تنذر بأحداث جسام في عواصم أخرى مرشحة للإصابة بعدوى لهب طارق بن محمد بو عزيزي.
رسالته الأخيرة التي كتبها في مدونته على الفيس بوك قبل استشهاده وباللهجة التونسية تشي مقدار الوجع الذي حمله قلبه، بعدها توجه نحو مركز الشرطة ليشعل النار بجسده أمام مضطهديه ولينهي عذابات روحه، لم يكن ليخطر في باله أن تكون تلك اللحظة هي اللهب الذي أمتد في هشيم الأوضاع في بلده وبلدان أخرى
(( ‎‫-;-مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا، سامحيني إن كان عصيت كلام لأمي، لومي على الزمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوع, يزي ما بكيت وما سالت من عيني دموع، ما عاد يفيد ملام على زمان غدّار في بلاد الناس، أنا عييت ومشى من بالي كل اللي راح، مسافر ونسأل زعمة السفر باش ينسّي ....‬-;- ‎‫-;-طارق محمد بو عزيزي‬-;- ))
بكائية بوعزيزي التي أنهى بها علاقته بمخزون عذاباته ومواجعه هي ذاتها دراما حياة الناس التي تحكي فواجعهم وخيباتهم في بلداننا العربية والإسلامية، فالوجع متوارث مثل وباء، الكل مرشح للاحتراق بلهب القهر والفجيعة دون مخارج يلوح من بين ثقوبها بصيص أمل.
هل يخمد لهب روح بو عزيزي والملايين من الشباب أمثاله. سؤال يلف العالم منذ قيام الساعة دون جواب شاف.
هل أن صناديق الاقتراع قطعت أصابع الناخبين ووهبتها لمن لا يعني له لهب جسد طارق بسبوسة وغيره من الشباب المهمش التائه والغارق في البطالة سوى كومة من لحم شواء يبدو النظر أليه غير مستساغ.
ياترى هل استحوذ رجال المال على عربة بو عزيزي بثمن بخس ليلقموا مدافئ قصورهم العامرة بخشبها المتهرئ .
بسبوسة ، أيها الباسل لروحك الطاهرة المجد والخلود. وإذا كنت قد عييت ومشى من بالك كل اللي راح فيكفي أنك كشفت عورات شعوب.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد أدباء العراق مقدمة رسالتكم كانت غير حكيمة
- بوري صدام واستشهاد الزعيم عبد الكريم
- رواتب المؤلفة قلوبهم في البرلمان العراقي
- نوري المالكي يستنسخ تجربة نوري السعيد
- أبو قاسم ينال عضوية منظمة لوكَية بلا حدود
- رئاسة الجمهورية العراقية إلى أين
- أين تختفي نتائج التحقيقات
- رأي .. درءاً للخطر القادم ودفاعا عن شعب سوريا
- مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية
- سلموهم للقضاء في الانبار وليس لغيره
- الأحزاب السياسية العراقية ومهام إجهاض الهوية الوطنية
- التدمير الذاتي مشروع الشرق أوسط الجديد
- أنهم يقتلون الجياد
- ليلة من ألف ليلة وليلة حكتها طيور دجلة
- الاخوان المسلمون ومشروع إحياء دولة الخلافة الإسلامية
- كل ما عرف عن تأريخ شارع اسمه المتنبي
- وداعا حمارنا الحبيب أبو صابر
- من دروس الأخلاق في أعراف السياسة
- من يستحي من ما حل بتمثال معروف الرصافي
- ما آل أليه حزب الدعوة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فرات المحسن - ذكرى فارس أسمه طارق محمد البوعزيزي/ بسبوسة