أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - عقدة الخوف في بلد الموت















المزيد.....

عقدة الخوف في بلد الموت


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مقولة لجيفارا : لوذ المثقف بالسكوت اكثر خطرا من الحاكم الذي يقتل شعبه .
ومقولة لعلي ابن ابي طالب ع : صحيح ان الواقف على التل لم ينصر الباطل لكنه خذل الحق .
العراقييون سيطرت عليهم عقدة الخوف ، ولاحقتهم حتى في الدول التي اعطتهم الحريات الكاملة ، فهم يحكمون من خارج بلدانهم الجديدة ، لايتحركون ولايتظاهرون ووو الخ الا بأمر من المرجعية الدينية التي لاحقتهم حتى في المهجر ، وخالفت بل وقفت امام قوانين تلك الدول ، ووجهت ضحاياها للمصير المجهول الذي يزيدهم تخلفا مابعده تخلف .
عقد الخوف في بلد الموت ( العراق ) ، هذا الخوف وعقدته سببا انواعا من الموت ، موت الاحياء ، والموت البطيء والسريع ، وموت العقول بعد تجميدها .
في زمن ما قبل الاحتلال الامريكي كنا نسمع من اباءنا والاخرين ( اسكت ، وخفف اشويه ، والحائط له اذان وووالخ ) من مقولات الجبن والخوف والانهزام النفسي ، حتى وجدنا انفسنا في المنافي ارقاما بدون هويات ابدت غربتنا ، وهناك من يثقف ويدفع بإتجاه عقد الخوف وهم رجال دين ووسائل اعلام وساسة وطابور خامس ، والهدف هو مصلحة الحاكم بالامس ورجل دين اصبح اليوم هو الحاكم الظالم .
رجل دين متسلط اخطر من الديكتاتور ، كمم الافواه وقطع الالسن ، واخرس اخرين تحت حجج كثيرة منها مخالفة الله والراد على رجل الدين كالراد على الله ، والعداء للشعائر الحسينية ، وتحت عناوين كثيرة ابدلت مشانق الامس بمسدسات دينية كاتمة الصوت ، وتعددت الاليات وتعددت معها انواع الموت .
بعض الاباء والمثقفين هم سبب بلاءنا ، ولازالوا ، ولحد هذه اللحظة نواجه الاعتراضات عندما نعبر عن اراءنا ، يضغطون علينا وعلى الاخرين ( اسكت وخفف وووالخ ) .
سببت هذه الافكار والمقولات للعراقيين البلاء والتشرد والمآسي والالام ، واعطت للطغاة والمجرمين الغطاء الشرعي ليفعلوا فعلتهم بشعب انبطح قسم منه ، وقبل بسياسي جالس في الكويت وايران وامريكا وكندا وباقي دول العالم ، وقبل بخطاب انا عراقي ومرجعتي ايران .
هل ستأتي لحظة كالتي اسقطت طاغية رومانيا ، وهل يتخلص اصحاب مقولة اسكت من الخوف ؟.
يوجد بيننا اليوم من لازالوا يعيشون الماضي ، وغير قادرين على الحديث عن الحاضر والمستقبل ، والزمن قد تجاوزهم بمئات السنين الضوئية ، يريدون ان يفرضوا علينا معاييرهم الاخلاقية في التعبير عن الرأي ، لصالح شخصيات تقدست وتلبست بلباس الدين المزيف ، يعترضون على طريقتنا واسلوبنا في كتابة المقالات ، والحديث عبر المنتديات السياسية ، ويدافعون عمن لاكرامة له ، من حنث اليمن ، وقتل وسرق وسلب وفعل كل دونية وتباهى بها .
اصبح التباهي بالرذائل عنوانا للدولية العراقية تحت المظلة الامريكية والايرانية ، وصار البرلمان الاكذوبة ، والحكومة الناقصة التي نصبها سفيرا اميريكا وايران قرآنا منزلا من الله ، وكأن الديمقراطية خرجت من رحم سلطة الكنسية .
مسخت هويتنا ، وصفرت دولتنا ومؤوسساتنا ، وتطايرت اشلاء اهلنا في كل مكان ، ويخرج علينا من يقول : اسكت اسكت وخفف اشوية .
يريدون منا ان نلتزم بمعايرهم الاخلاقية التي لاعلاقة لها بالاخلاق ولا بالمنطق ، في الوقت الذي يجب فيه ان نعلن عن المسكوت عنه حتى في الاحلام .
اليوم هو يوم الاعلان عن المسكوت عنه ، لا يوم الخنوع والانبطاح ، هذا لمن يريد القانون السماوي والوضعي ، اما قانون الاحتلات المركبة فلا نحترمه بل نحاربه بكل الوسائل ، والواقع المريض يجب ان لايستمر ، والحالة الشاذة لاتدوم .
كم من العراقيين اليوم في زمن الاحتلالين الامريكي والايراني ، من لايستطيع ان يتكلم بصراحة ، وكم من العراقيين يخشى ان يكتب كلمة او يقول رايه في مداخلة خوفا من التصفية ، وكم من العراقيين اليوم يكتب باسم مستعار سواء على المواقع الالكترونية او مواقع التواصل الاجتماعي ، وكم من العراقيين اذا عرفوه يهددونه ، او يطلبون منه ان يسير مع التيار وبالتالي يوجه مع بوصلة الاحتلالين ؟.
الشجاعة والجرأة ان تتحدى الحاكم في زمن حكمه وفي زمن جبروته ، اما اذا رحل وانطلقت الالسن شاتمة له ، فلا فخر ولا رجولة ، وللاسف ارى الكثير من العراقيين اليوم عندما يتحدث عن صدام ينطلق لسانه ، ولاتستطيع ايقافه ، يشتم ويعربد ويتحدث عن بطولات وهمية ، وعندما يصل الى ساسة اليوم الحرامية ، يخرس لسانه كما خرس ايام صدام حسين .
الحاكم مهما كان ، يجب ان تحاسبه ، وتذله وتتابعه ، وتضعه في دائرة الشبهات حتى يستقيم ، فلو كان الحاكم موضع ثقة الناس لما ذهبوا الى سن القوانين .
عقدة الخوف التي سببها الدين لكثير من العراقيين جعلتهم يسكتون عندما يستمعوا لرجل دين ، وهو يدعو للفساد ، ويقول : انتخبوا هذه الحكومة مرة واخرى وحافظوا عليها نصرة للمذهب ، ولايعترض عليه احد ، وكأن الدين عطل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاجل مسمى .
السياسي ورجل الدين اذا اراد ان يلعب على الناس يلعب ، عندما كانت للترابي ايام حكمه مصلحة ، وهي ان يستميل ساسة جنوب السودان ، غير احكام الدين لمصلحته ، وزوجهم بنات مسلمات ، وكتبت الاقلام : الله الله الله هذا هو الاسلام الحقيقي ونفخوا بالرجل ، حتى فرط اخوان المسلمين بكل دول المنطقة وخربوها لصالح المشروع الامريكي .
وفي العراق صدرت الفتاوى اخرجوا انتخبوا ، تحرم عليكم نساءكم ، وخروج المرأة كخروج زينب يوم الطف ، والنتيجة ان زينب العصر التي خرجت لانتخابات امريكا ، تأكل من المزابل ، وتنام في الشارع .
في كل خطاب تقحم المرجعية ، في الانتخابات في حياة الناس ، والعراق خراب ، واسكت اسكت وخفف اشوية ، والموت بطيء .
أنها عقدت الخوف في بلد الموت .
القادم اسوأ مع وجود غلمان امريكا وايران في هذا العراق .
لم تكن المواجهة مع رجال الدين اليوم بل بدأها الشاعر محمد مهدي الجواهري عام 1929 م :
وكفانا من التّقهقُرِ أنّا لم نعالج حتى الأمورَ الصغارا
هذه حالُنا على حينَ كادتْ أممُ الغربِ تسبِقُ الأقدارا
وبلاءُ الأديانِ في الشرق هُوجٌ باسمه سامَوا النفوسَ احتكارا
تُزدَرى رغبةُ الجماهيرِ في الشرقِ وتُنْسى إنْ خالفت أنفارا
أسلَموا أمرهم إلى " الشيخ " عُمياناً وساروا يَقفونه حيثُ سارا
وامتطاهم حتى إذا نالَ بغياً خَلَعَ اللُّجْمَ عنهُمُ والعِذارا
نَبذَ القِشْرَ نحوهم باحتقار وَحوَى اللبَّ وحدَهُ والخِيارا
دفعوا غُنْمَهمُ إليه وراحواً يحمِلون الأثقالَ والأوزارا
عاطلاتٍ نساؤهم ونساء " الشيخ " حُلِّينَ لؤلؤاً ونُضارا
وإذا جاءت الشدائدُ تَترى قدَّموهم وولَّوا الأدبار
حالةٌ تُلهب الغيَارى وتستصرخ غُلبَ الرجالِ والأحرارا
ان بينَ الضُلوعِ ، مما استغلوه بتضليلهم ، قلوباً حِرارا
يُعوزُ الشعبَ كي يسيرَ إلى المجد حثيثاً وكي يُوَقَّى العِثارا
حاكمٌ مطَلَقٌ يكون بما يعرف من خير شعبه مختارا
يتحرَّى هذى الشنائعَ في الشرق بنفس لا تَرهَب الأخطارا
إن يُطَعْ كان مشفقاً ، واذا ما أحوجوا كان فاتكا جزارا
أو فلا يُرتَجى نهوضٌ لشعبٍ ان يُقدِّمْ شبراً يُعيَقْ أشبارا





#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط خلافة مرسي
- العراق يسير بإتجاه المجهول
- ( الجهاد الانتقائي )
- المخرج والديكور
- الخيول الاسلامية
- هيبة الجيش
- تجريح وتهشيم الهوية الوطنية العراقية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - عقدة الخوف في بلد الموت