أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - عندما يبكي السجان دموع النفاق














المزيد.....

عندما يبكي السجان دموع النفاق


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من حق كل الذين حاربوا ووقفوا في وجه كل انواع سياسة التمييز القومي العنصري التي مارسها الاستعماريون ضد المواطنين السود من سكان جنوب افريقيا وكل بقعة من بقاع العالم دنستها اقدام الاستعمار ، من حقهم التعبير عن أحزانهم وأسفهم على رحيل أحد كبار رموز الكفاح والانسانية في العصر الحديث نلسون مانديلا .
ان مقاس نبي السياسة والمحبة هذا لما ابداه في مسيرة حياته القاسية من تحمل العذاب والارهاب لهو اكبر من كل النعوت والتعابير التي جمعتها معاجم اللغات المختلفة ، لقد جمع ما بين التواضع والهدوء والعزيمة الصادقة والتحدي ، مما حوله الى رافد انضم الى روافد عشرات القادة الذين ساهموا في تغيير مجري التاريخ الحديث ، وشكلوا معا نهراً جارفا ساهم في تطهير مساحات واسعة من الكرة الارضية من رجس التبعية والفوقية والعنصرية والشوفينية ، لم تمخر في مياه هذا النهر سوى مراكب تحمل رايات تطالب بحق الحرية والمساواة لجميع الشعوب .
كان نلسون مانديلا احد قبطان هذه المراكب ، لحق بمن ابحروا قبله فشكلوا جميعا مثالا للبشرية في المطالبة بحق جميع الشعوب العيش بسلام وامان ، من هؤلاء القادة نذكر الزعيم الشيوعي لينين ، والزعيم الصيني ماوتسي تونغ ، والهندي جواهر لال نهرو والزعيم العربي جمال عبد الناصر والكوبي فيدل كاسترو وزعيم الكونغو باتريس لوممبا ، والزعيم الاممي جيفار والجزائري احمد بن بلا والفلسطيني ياسر عرفات وآخرون ، لم يتردد أي واحد من هؤلاء ان يجعل من نفسه منارة لتخفيف الظلمة عن قلوب الشعوب التي كانت ولا تزال مغلوب على امرها ، شكلوا مدرسة بشرية حولوا فصولها الى بيانات واحكام وقواعد وخطوط لمكافحة الفقر والجهل والمرض ، كما ساهموا في نزع فتيل العنصرية التي زرع بذورها الاستعمار القديم والحديث ، ان ثلاثة عقود من السجن المتواصل قضاها نلسون مانديلا داخل زنازين جلاديه الذين كانوا من مخلفات ورواسب الاستعمار البريطاني ، لم تثن عزيمته عن مواصلة الكفاح ، بهذا ضحى بحريته كي يوفر الحرية لأبناء شعبه ، كان شعاره بأن الحرية لا يمكن ان تقدم على جرعات فالمرء اما ان يكون حرا او لا يكون ، لقد رفض ان يطلق سراحه مقابل تنازل حركة المقاومة التي قادها عن الكفاح المسلح ، هذا الموقف الشجاع يتمشى مع مقولته المعروفة " بأن الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم ، والشجاع لا يذوق الموت الا مرة واحدة " .
كان مانديلا واقعيا في نضاله ، لا يسبح في البر ولا يحرث في البحر ، ولا يبذر في الصخر، ولا ينسج خيوطا في الخيال ، الحرية بالنسبة له فوق كل شيء ، والعزة فوق النعيم والكرامة فوق كل متعة وسعادة ، لقد سارع سجانوه وجلادوه السابقين للتعبير عن أسفهم على رحيله ، فعلوا ذلك لانهم يعرفون اتساع مساحات التسامح التي عبر عنها مانديلا بعد تحرره من السجن لكن هذا لم يمنعه من القول " بأن التسامح الحق لا يعني نسيان الماضي " .
الشعب الذي حرره نلسون مانديلا من نير العنصرية في جنوب افريقيا لا يمكن الا يغفر او ينسى مواقف الحكومات والدول التي سارعت للتعبير عن حزنها واسفها لرحيله في مقدمة هذه الدول بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا والبرتغال والولايات المتحدة ، ان ايادي الكثير من ساسة هذه الدول لا تزال ملطخة بدماء ضحايا سياسة الابرتهايد التي استخدمها البيض اثناء حكمهم في جنوب افريقيا .
لكن المضحك المبكي مشاركة قادة وزعماء اسرائيليين في زفة النفاق السياسي من خلال مسارعتهم للانضمام الى فرق الردح الكاذبة في واشنطن ولندن وباريس وغيرها من العواصم الاوروبية ، فقبل ان تغيب من الذاكرة صرخة رئيس الدولة شمعون بيرس اثناء زيارته الاخيرة للمكسيك طالب من خلالها زعيمه نتنياهو وحكومته بعدم التراجع عن مخطط برافر العنصري ، سارع بيرس هذا وتبعه نتنياهو الى تقديم فاتورة من النفاق عبرا من خلالها عن حزنهم لرحيل مانديلا ، كل مواطن في العالم وفي اسرائيل يعرف بان هذا نفاقا سياسيا ، لأن اسرائيل لا تختلف في ممارستها العنصرية حتى اليوم عن حكومة الابرتهايد التي حاربها نيلسون مانديلا مع شعبه ، الكل يعرف بأن اسرائيل منذ نشأتها حتى انتصار الحركة الوطنية التي قادها مانديلا كانت الحليف الاستراتيجي لحكومة الابرتهايد في جنوب افريقيا ، لقد قدمت اسرائيل الاسلحة لأجهزة القمع التابعة للحكومة المذكورة ، كما قدمت الدعم المعنوي والسياسي والاعلامي لكل ممارسات القمع العنصري ليس في جنوب افريقيا فحسب ، بل لكل القوى التي كانت ترفض منح الشعوب الافريقية استقلالها ، آخرها البرتغال في انغولا وقبلها بلجيكا في الكونغو عندما قدمت الدعم للانفصالي " تشومبي " .
كيف يمكن للحكومة الاسرائيلية ان تثني وتبكي على مانديلا احد رموز القادة الذين وقفوا ضد سياسة التميز القومي في بلاده وخارجه ، واسرائيل نفسها سباقة في ممارسة هذه السياسة ، تمارسها منذ قيامها ليلاً ونهاراً ، من خلال احتلالها لأراضي دولة فلسطينية ، نريد لرئيس الدولة بيرس ورئيس الحكومة نتنياهو ان يسمعا ما قاله نلسون مانديلا وهو يعانق شريكه في الكفاح والنضال ياسر عرفات قال مانديلا :
" لم تكتمل حرية شعب جنوب افريقيا ما لم ينل الشعب الفلسطيني حريته " ، عندما قال مانديلا هذه الجملة كان يدرك بأن اسرائيل هي التي تصادر هذه الحرية .
وقد تحدث أحد سفراء اسرائيل السابقين في جنوب افريقيا ويدعى " الون ليان " بأنه خلال لقائه الاول مع مانديلا بعد خروجه من السجن كان مطلبه الاول السماح له بلقاء ياسر عرفات كما اشترط مانديلا على السفير الاسرائيلي المذكور بأن علاقة جنوب افريقيا المتحررة سوف تصبح طبيعية في حالة انتهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية .
رحل نلسون مانديلا وهو يقول :
امقت العنصرية لأنني اعتبرها امراً بربريا ًسواء جاءت من شخص اسود او ابيض .
الدرس " المنديلي" لم يتعلمه الاسرائيليون حتى اليوم ، وهوأن دولتهم لم تكن اقوى من توأمها دولة الابرتهايد في جنوب افريقيا عندما قررت اعادة الحكم الى اصحابه الشرعيين



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل
- بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد
- النقد هو الجانب الآخر للحقيقة
- قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة
- تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - عندما يبكي السجان دموع النفاق