أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟














المزيد.....

هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 21:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كتب الاقتصاديان مصطفى النابلي -وهو محافظ سابق للبنك المركزي التونسي-، وإسحاق ديوان -أستاذ اقتصاد ومسؤول سابق في البنك الدولي-، مقالا مشتركا تحت عنوان كيف يمكن بناء رأسمالية "أخلاقية" بالعالم العربي. نشر المقال في مدونة البنك الدولي، وتناول كيفية تمهيد الساحة لشكل من أشكال الرأسمالية يكون أكثر فعالية في بلوغ الأهداف الاجتماعية المتمثلة في إتاحة وظائف أكثر وبنوعية أحسن، فضلا عن تحسين الأحوال المعيشية والخدمات العامة، وأن يحظى هذا النموذج بالقبول الاجتماعي. مطالبين باطلاق حوار مجتمعي حول كيفية بناء رأسمالية "أخلاقية" وعادلة، في ظل بروز العدالة الاجتماعية كمطلب اجتماعي رئيسي.
كل التقدير للاساتذة الكرام حول اهتمامهم لمواجهة اهم تحديات المنطقة، وصولا لنموذج اقتصادي يحقق العدالة الاجتماعية، واذ اتفق مع المقال حول ضرورة وأهمية تحقيق العدالة الاجتماعية، لكنني اختلف حول كيفية تحقيقها، لسبب وحيد هو ان الاسلوب المقترح لن يفضي بتحقيق الهدف النبيل، مع ذلك ارحب بفتح حوار حول هذا الموضوع، باعتبار المنطقة تمر بمرحلة انتقالية، فالثورة الشعبية التي اجتاحت الوطن العربي وادت الى اسقاط نظم طاغية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هدفها الرئيس الوصول الى نظام ديمقراطي ذي ابعاد اقتصادية واجتماعية، لانتشال هذه البلدان من حالات الفقر والبطالة والتخلف، وبناء دولة تتمتع بإرادة سياسية تمكنها من استثمار مواردها، وعدم تمركز الثروة واتساع الفجوة بين الفئات الاجتماعية.
عنوان المقال ومضامينه يعبران عن رؤية طوباوية غير قابلة للتحقيق، تعيدنا الى ما طرح في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حول دور البرجوازية حين كانت طبقة صاعدة في مواجهة الاقطاع، عبرت عن موقف تقدمي وظهرت بمظهر انساني جعل بعض الفلاسفة يعلق امالا عليها في انقاذ الانسانية. مثل النظرية الطوباوية التي تبناها الفلاسفة الفرنسيون وفي مقدمتهم سان سيمون في القرن التاسع عشر، بالدعوة لتحرير الإنسانية من الظلم، وبسط سيادة العقل والعدالة الخالدة، لكن سيادة العقل لم تكن سوى سيادة البرجوازية، وأن العدالة الخالدة تجسدت في البرجوازية الجائرة.
دعنا نتوقف عند دور البرجوازية في الوطن العربي، ونطرح السؤال التالي: اين تتموضع البرجوازية العربية ان صح التعبير؟ وهل نشأت في بلادنا برجوازية انتاجية على انقاض النظام القديم وشكلت حالة تقدمية،على غرار اليرجوازية الغربية، ونقلت الاقتصادات العربية من حالة التخلف والتبعية، ام وقفت منافسة للاحتكارات الرأسمالية كما هو الحال في البلدان الصاعدة، حتى نفكر بعقلنتها والتخلص من سلبياتها الاجتماعية ونتفيأ في ظلها وننعم بفضائلها، كما يتمنىيان بالفقرة التالية من مقالهم: "... يعود العرب لقراءة أدبيات الاقتصاد وسيكتشفون فضائل كل من اللوائح المنظمة للأسواق، والحوار الاجتماعي بين الشركات والعمال والدولة، ودور النشاط الحقوقي وإتاحة المعلومات في نجاح الأسواق والمؤسسات، ودور السياسات الاجتماعية في التخفيف من شطط الأسواق".
من المعروف ان الصفة الغالبة على تكوين البرجوازية في البلدان العربية، من وكلاء الشركات الاجنبية والاحتكارات المتعددة الجنسيات التي تنحسر مهمتها بالترويج للمنتجات الخارجية، والدخول بصفقات مالية عبر المضاربات اضافة الى الاستثمارات العقارية، ودور ملموس في قطاع الخدمات، ومحدود ومتواضع في القطاعات المنتجة في الصناعة والزراعة. وهي غير مؤهلة في التصدي للتحديات التي تواجه الوطن العربي، وانجاز مشروع تنموي اقتصادي واجتماعي، للنهوض في البلاد وتوفير فرص عمل لمواجهة البطالة ومعالجة قضايا الفقر. فالبرجوازية الكمبرادورية غير مؤهلة للقيام بهذا الدور، بحكم ارتباطاتها المباشرة بالاحتكارات الرأسمالية متعددة الجنسيات، وفي احسن حالاتها يمكن ان تنشىء صناعات تحويلية، غالبا ما تكون عبارة عن تجميع وتغليف. اما الطبقة العاملة في بلادنا حديثة العهد ضعيفة التكوين غير مؤهلة على خلق توازنات اجتماعية بعد، كما هو الحال في الغرب.
اما البرجوازية العريقة في المراكز الرأسمالية الثلاث والمطلوب السير على خطاها وفق ما اورد السادة في مقالهم، فهي اولا: لم تعد برجوازية النهوض، فهي رأسمالية الاحتكارات المتعددة الجنسيات. ثانيا: تمر بأزمة خطيرة لم تتجاوز الاسوأ بعد، على الرغم من مرور عامها الخامس على الازمة، وقد اعتدت على منجزات الطبقة العاملة التي حققتها تاريخيا عبر نضالات مئات السنين عبر سياسات التقشف، ولم تنجح النقابات والاحزاب العمالية من حماية مكاسب العمال من الاعتداءات المتكررة.
كما انني اوافق الاساتذة الكرام الرأي حول تشخيصهم للحالة التي نشأت خلال العقود الماضية حول فشل الانظمة المستبدة من تحقيق تنمية اقتصادية او اجتماعية، ونحن لسنا امام خيارين لا ثالث لهما اما تحالف البرجوازية البيروقراطية المتسلطة مع الكمبردور والرضوخ لشروط التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، او اختيارالموديل الغربي مع عقلنته، فالقضية ليست خيارات، فالاول اخذ البلدان العربية نحو الجحيم، وما يجري في الوطن العربي من كوارث الا نتائج سياساته، والثاني غير متاح موضوعيا على الرغم من ازماته واثارها الاجتماعية. سأحاول في مقال لاحق طرح رؤية اقتصادية اجتماعية، متمنيا مواصلة الحوار بمساهمة الكتاب والمفكرين التقدميين في انتاج فكري يسهم في اثراء الحوار وصولا لافكار خلاقة تراعي خصائص بلادنا مع الاستفادة من التجارب الانسانية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمات في الثورات ...؟
- فشل سياسات التقشف في معالجة الأزمات
- تحية لصمود غزة وسلامات للرفيق غازي الصوراني
- من المسؤول عن تفاقم الأزمة…؟
- خيارار الشعب المصري نحو المستقبل
- البرامج الاقتصادية لمرشحي الرئاسة
- نحو سياسة اقتصادية وطنية تخرج البلاد من أزماتها
- ابرز التحديات التي تواجه البلاد
- الاول من ايار عيد العمال العالمي
- هبة نيسان ... وواقع الاقتصاد الاردني
- عندما تصبح الحمائية شعارا انتخابيا..!
- ازمة حكومة ... ام ازمة نهج
- الاستحقاقات الاقتصادية أمام القمم العربية
- الاقتصاد الفلسطيني بين النهوض والتبعية
- الدور التنموي للدولة في البلدان النامية
- الجبهة الوطنية تسجل حضورا سياسيا وشعبيا
- لا يا معالي الوزير
- موافقة اللجنة المالية والاقتصادية على الموازنة .. !
- الثورات العربية الى اين ؟
- اعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة


المزيد.....




- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟