أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد سليم - تاريخ مانديلا من زواية أخرى!














المزيد.....

تاريخ مانديلا من زواية أخرى!


رعد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرخ مارتن لوثر کينغ بصوت عالي امام آلاف من المتظاهرين (لدي حلم )..
وکان حلم مارتن لوثر الغاء قوانين الفصل العنصري والغاء كافة اشكال التمييز بوجه الموطنين "السود" في امريكا. لكن حلم مارتن بقي حلما حتي ايام قتله في سنة 1968 علي ايدي عصابات من "البيض" في امريكا. وفي نفس الفترة ناضل نلسون مانديلا سويا مع مناضلين اخرين لكن في مكان اخر اي في جنوب افريقيا، من اجل الغاء نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، ومن اجل تحقيق الحلم الانساني لمارتن لوثر. وکان مانديلا ضحي بربع من حياته في السجن من اجل تحقيق هذا الحلم. وکان مانديلا رمزا للنضال من اجل الغاء التمييز العنصري ليس في افريقيا وحسب وانما في العالم باسره. لذلك هذا الانسان لديه مكانة خاصة في تاريخ البشرية.
بعد رحيل هذه الانسان بدا رؤساء الدول والاعلام البرجوازي بمدح ووصف شخصية هذا الانسان، وخبر رحيله غطي جزءا کبيرا من الاعلام العالمي. لكن هذا الانسان کان هو نفس الشخص الذي وصفه بوش وتاتشر ورؤساء العالم الغربي بالارهابي. وان نظام الاپارتايد في جنوب افريقا کان محميا بقوة من قبل تاتشر وبوش وخلال عشرات السنين. وان دفاع الغرب وامريكا عن مانديلا في ايامه الاخيرة في سجنه، کان بعد انتقاد مانديلا لسياسة النضال المسلح داخل المؤتمر الوطني الافريقي، ودفاعه عن النضال السلمي المدني بوجه العنصرية ونظامها.
ان نلسون مانديلا وبرغم انتمائه للمؤتمر الوطني الافريقي، الذي کان الحزب الشيوعي رکنا أساسيا وقويا فيه، قصر نضاله فقط من اجل الغاء قوانين التمييز العنصري. وکان نضاله ليس من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة والغاء عبودية الطبقة العاملة وانهاء أستغلال الرسمالية للملايين من الطبقة العاملة. ان نضال مانديلا ليس ضد النظام البرجوازي، وانما کان من اجل تعايش سلمي بين برجوازيين "بيض" وبرجوازيين "سود"، والآبقاء على النظام الطبقي من اجل استغلال الطبقة العاملة. وان مانديلا اعطي الحق للبرجوازية ان تستمر بظلمها بحق الملايين من الطبقة العاملة.
ان نضال مانديلا ليس من اجل تحسين الظروف المعيشية للملايين من "العمال السود" او الحد من استغلالهم، وانما بالعكس نضاله من اجل ترتيب البيت البرجوازي او تنظيم الطبقة البرجوازية باکملها بمقابل الطبقة العاملة في جنوب افريقيا. ان مانديلا انتصر في الغاء نظام التمييز العنصري، لكن بقيت حياة الملايين من البشر في مكانها ودون أي تغيير.
وبعد توليه السلطة والحكم في جنوب افريقيا، حاول مانديلا ان ينظم صفوف الطبقة البرجوازية ونبذ الصراعات الداخلية، وتهيئة الظروف والارضية المناسبة لاستثمار اکثر مقابل أستغلال أكثر للطبقة العاملة في جنوب افريقيا. وفي ايام حكمه کان بامكانه ان يغير الكثير من القوانين لصالح الطبقة المحرومة من المجتمع، مثل تثبيت قوانين العمل لصالح العمال، او حتي تثبيت قوانين حرية الاضراب والتظاهرات وحق العمال في تشكيل نقاباتهم وتجمعاتهم. كان بامكان مانديلا ان يغير القوانين المدنية الاخري مثل المساواة التامة بين الرجل والمراة والغاء قوانين عمل الاطفال وتثبيت نظام التامين الاجتماعي والصحي لصالح الملايين من فقراء البلد الذي عانوا لعشرات السنين تحت ظلم الحكم البرجوازي العنصري في جنوب افريقيا. ولو غير مانديلا تلك القوانين في ايام حكمه، لم يكن بامكان السلطة الحالية وجهاز البوليس حامي النظام الحالي من ان يقتل العشرات من العمال المضربين بالرصاص الحي وامام کاميرات الصحفيين. اذا كان نيلسون مانديلا قام بتغيير القوانين الاجتماعية وقوانين الرعاية الصحية، لن نجد اليوم النساء "السود" تعمل 12 ساعة في مزارع للملاك "البيض". اذا کان مانديلا شخصا مؤمنا بالحقوق الكاملة للانسان، لن نري اليوم الاطفال تحت السن الـ 16 يعملون في شوارع مدن کيب تاون وجوهانسبيرغ والمدن الاخري. اذا كان مانديلا غير قوانين الرعاية الصحية، كنا لن نري اليوم أي من الفقراء الذين يعانون من مرض الايدز.
اود ان اقول بان رسالة مانديلا ونضاله من اجل الغاء قوانين التمييز العنصري کانت نضالا مشرفا، لكن کان نضاله وثورته ليس کافيا. ان تاريخ مانديلا ينبغي ان نقراه من جميع الزوايا، ونحن کشيوعين يجب أن تكون لدينا نظرة اکثر عمقا في تحليل الثورات والحرکات الاجتماعية. ان تجربة ودرس مانديلا ودروس ما سميبا"الربيع العربي" والثورات الاخري تفيدنا كثيرا، وتضيف للطبقة العاملة في العالم تجربة مفيدة، ان ليس کل الثورات والحرکات بامكانها ان تغير حياتنا بشكل جذري. وان الطبقة العاملة ليس لها اهداف مشترکة مع البرجوازية في الثورة الواحدة.





#رعد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرد العمال الأجانب في السعودية، عمل فاشي
- أنطفى ا‌حد اشعة الشيوعية الذهبية!
- مصطلح -الشهيد- لا يناسب الشيوعيين!!
- لا لشذرات فكر الخميني
- في ذکری الرفاق نذير عمر وعمر محمد فرج
- المالكي، هل انت صادق مع نفسك؟
- حقوق الاطفال تحت نير النظام الحالي!
- عقوبة الاعدام هی الاسم الحكومی لكلمة القتل!
- رسالة الي مدينة الناصرية الحمراء!
- حقوق الانسان، لاتوجد في اجندة حكومة المالكي
- نداء الى الناشطين السياسين والكتاب الاحرار في الحوار المتمدن
- مصر، الثورة مستمرة!!
- قانون مکافحة الارهاب ، هو ارهاب بحد ذاته!
- التلاعب بابحاث منصور حكمت امراً مرفوضاً.
- اسلمة المجتمع او مکافحة البغاء!
- حقوق الأنسان من وجهة نظر الحزب الشيوعي العمالي العراقي!
- وزارة حقوق الانسان، ام وزارة الدفاع عن الاجرام بحقوق الانسان ...
- الحزب الشيوعي، يهنيء مسلمي العالم، بمناسبة الميلاد النبوي!!
- العراق ليس تابعاً لايران، بل الحكومة واحزابها هي التابعة!!
- تخدير الشعب، عن طريق المناسبات الدينية !!


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد سليم - تاريخ مانديلا من زواية أخرى!