أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رايس حسان - العقل بين تطوّر العلم و الدين















المزيد.....

العقل بين تطوّر العلم و الدين


رايس حسان

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 00:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مِنا لم يُجرب السّهر و الجلوس وحيداً في الظلام ..هناك في منطقة ما بعيداً عن أضواء المدينة ..أو بعد إتخاذ قرار بتناول سيجارة خارج الغرفة و في وقت متأخر من الليل ..؟
هذا ما يعجبني ويستهويني و يحرّك وجداني و يحدث معي مراراً و تكراراً .... بين المرّة و الأُخرى وبعد دقائق من الوقوف بالظلمة أدركتُ أنني أستطيع رؤية يدي بوضوح ؟ وهو شيء لم يحدث معي في الليالي السابقة ....
نظرت للأعلى منتظراً أن أرى الوهج الصادر من القمر المكتمل ، لكن القمر لم يكن بأي مكان على مرمى البصر ؟
و بدلاً من ذلك كان هناك سحابة مُــضيئة هناك بالأعلى تماماً ...سماها الرومان " فِـــيا جالاكتيكا" ، و تُعرف اليوم بـــ "الطريق اللبني" أو ما يسمى بـــ" مجرة درب التبانة" ...إليكم بعض الحقائق :
سنة ضوئية واحدة تعادل حوالي ستة ترليون ميل
إذا كانت مجرتنا عبارة عن قرص فقطرها حوالي مئة ألف سنة ضوئية ؟
المجرة بدورها لا تمثل إلا جزء صغير من مجموعة تقدر بحوالي مائتي مليون منطقة
تحتوي مجرتنا تقديرياً على حوالي ملياري نجم
هذه بعض الحقائق و الارقام الأساسية لِــفهم ماهية المجرة قد يعترض عليها البعض لأول وهلة ..لكن النظر إلى الأعلى من حين لآخر سوف يُغير حياتك
إنك ترى نجماً ساطعاً أو نُجوماً يُحيط بها ضباب أزرق رمادي ..لكن عند النظر عن طريق تلسكوب عادي سيمكنك فهم ماهية ذلك الضباب : إنه فقط المزيد و المزيد من النجوم الأخرى وهي كالغبار تختفي و تظهر فيما يبدو كاللاّنهاية ...
و ترى النجوم تتحرّك بلا هدف بسرعات تصل إلى مئات الكيلومترات في الثانية ...وسط و ميض أزرق و مادة كونية و فجوات سوداء لا تكاد الكرة الأرضية تظهر فيه لِصغر حجمها بل يكاد يكون موقعها كموقع الصِفر في الجمع و الطرح و الضرب ؟
في ضوء هذه الحقائق الملموسة و القاسية ، و المصحوبة على الأقل بالأدلة ، ما هو المكان المناسب في القرن الحادي و العشرين أو فيما بعده لبعض الإدّعاءات السحرية للديانات المنظمة و المتطورة –بدورها- تاريخيا
و كما هو معلوم فالديانات الأولية كانت بدائية بأي تعريف لها لأسباب متعلقة أساسا ببدائية الإنسان و التعداد السكاني المنخفض ووسائل الإتصال المنعدمة ، و الجغرافيا الصعبة ... فلم يزيدوا عن كون اهتماماتهم محلية ، ليعتقدوا أن هيجان البحر له علاقة بأخطبوط عملاق اسمه "الكراكِن" ... و تطورت التصورات مع الوقت و نمت كثيراً ،لأن كُل جيل من رجال الدين و القساوسة عرف ما الذي يعمل ، و ما الذي لا يعمل ؟ و ما الذي يجعل الناس صاغرين و ما الذي يسبب الثورة ؟ ما الأفكار التي يُمرّرها الناس بسهولة ؟ و ما الأفكار التي ستطاردهم حتى يتوجب عليهم الصلاة و يتوقفوا عن الخوف المزعج تجاه الموت المحتوم ؟
عندما نمت الكثافة السكانية بسبب الزيادة البطيئة و المستقرّة في المعرفة ، حدث كما لو أن الأديان واجهها موسم حصاد فقد ذهبت لسباق تسليح فيما بينها ، بدءاً من آلهة متعددة كآلهة الريح و البرق و البحر و الشمس ، دفع الإنسان المسكين آلاف الأرواح و الدماء و القرابين و الفتيات الجميلات لإرضاء الآلهة ، بل إنه دفع ثمن غبائه ...و بين تصاعد هذه التهديدات و ادّعاءات القوة من كل طرف ، وصل الأمر أنه أصبح لكل ديانة منظمة إله قادر و مُحب و يعرف كل شيء و تُستخدم كلمات تفوق قدرة الإنسان على التصور كالأبدية و اللانهائية ...لتبقى بقية الكلمات تحت بند الإساءة إلى أن ترضخ و تعني ما يريده الكهنة و الدين ؟
أنا الذي مررتُ بتلك التجربة تحت ضوء الطريق اللّبني في تلك الليلة لا أُسمي هذا أبداً تجربة دينية ، لأنني عرفتُ أنها لم تكن دينية بأي طريق كانت ، و نظراً للحقائق و الفيزياء يُمكن لكَ فقط أن تتصوّر " ما هو ما .." و ليس " ما يجب أن يكون" ..حتى أن كل فكرة أو تجربة جديدة يستولي عليها أصحاب الديانات و الروحيون هُنا و هناك ، و كِلاهما سوف يغضب عندما يُخبرهم شخص "لاديني" أنه مرّ بأسعد التجارب على الإطلاق بعد رفضه لأي شيء فوق طبيعي ....
هذه مجرة واحدة ، أنظر إليها .. أحبها .. إقبلها تعوّد عليها لأن هذه هي الحقيقة و في أغلب الأحيان لن تتغير كثيراً ...والخالق سوف يُريدك أن تنظر إليها ..و تتعلم عنها و تحاول فهمها ...
لقد قال أحد الأساقفة (لانسلوت أندروز) ذات مرّة : "كلما اقتربت الكنيسة ، ابتعد الرب"
تُرى ؟ هل على الإنسان أن يبتعد عن دور العبادة مهما كانت و أين كانت ؟ هناك بعيداً عن الكنيسة و المسجد و الإمام و القِس ؟
علّكَ تجد فرصتك لليقين ....و الراحة بعيداً عن الخوف و الحشو و التوريث و التلقين ....
إعتصر جُزءاً من المجرّة بعقلك و عِندها سوف تعلم ما تبحث عنه ، إن الأمر يبدو كما لو أَنكَ تصبح حقيقياً أكثر ...وواقعياً و مُقنعاً ...أنتَ لكَ مكان فقط تنتمي إليه دون حاجة منكَ لرفع مؤخرتك مجدداً ، فتكوينك جديد لكن عمره عشرة ملايير عام ...هكذا بكلمات باردة ناتجة عن عمليات تكوين مذهلة ، و هذا الطفل هو أنت ...لستَ فقط حياً لكن لديك عقل ...
في الأخير ليس عليك فقط إلا أن تقارن بين ما فعلته المعرفة العلمية لك و بين ما فعلته لك الأديان أو ما تُحاول القيام به نحوك مجدداً
الدين يخبر الأطفال أنهم ذاهبون إلى جهنم ، بينما يخبرهم العلم على الأقل أنهم فقط جزء من كون لا متناهي و أن مصدرهم النجوم ، فيقدم لهم منطقا مقبولا ، إعجاب منهم و فضول ، بينما تتلاشى المعتقدات يوماً بعد يوم بسبب سعيها لإيقاف الحقيقة حتى تصبح هي بدورها حقيقة لا يمكن التعاطي معها ...
أنظروا ماذا فعلت الأديان بين البشر ، و ماذا جعلتنا نفعل بأنفسنا قبل غيرنا ، تخيّل أن حُبك لأباك مختزل في الإنحناء له دائما و أبداً ، هل هو تعبير عن الحب و الولاء ؟ و الإخلاص ؟ بالمقابل سوف تنمو و تكبر و أَنت مُدمّر و ذلك ليس صحّياً لأي طِفل خاصة عند البلوغ ناهيك عن الفوقيات و وراء كل ما هو غير طبيعي و بعيداً عن الطلاسم و اللامفهوم ....
و آخر القول أن إذا كان لدينا ما يُسمّـــــى بالروح ، و كانت تحتاج إنقاذا : فالعلم كفيل بها .
حسان ر



#رايس_حسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفاق
- الإخوان و السلفيين وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رايس حسان - العقل بين تطوّر العلم و الدين