أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أ بوكيلة - مستقبل التجربة الحزبية المصرية















المزيد.....

مستقبل التجربة الحزبية المصرية


محفوظ أ بوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن قامت ثوره 25 يناير بالإطاحه بسيطرة القوى المحافظه الجامدة والمتسلطة على مقاليد الحكم وتحطيم القيود المكبله لحركه المجتمع، إنخرطت كافه القوى الإجتماعيه والسياسيه فى خوض غمار العمل الإحتجاجى والسياسى، وتشكلت خريطه سياسيه جديده بظهور فاعلين جدد هم قوى الثوره والقوى الإجتماعية المحتجة والقوى الحزبيه السياسيه بالإضافة إلى قوى الإسلام السياسى. وقد تنامى الدور السياسى لهذه القوى وتعددت تنظيماتها فقوى الثوره شكلت شبكات واسعة تتكون من مئات الجماعات والمنظمات والإئتلافات وجماعات التواصل الألكترونى، وقوى الأحزاب السياسية شكلت عشرات من الأحزاب الجديدة بالإضافة إلى عدد من الأحزاب القدبمة، أما جماعات الإسلام السياسى وأزرعها السياسة فقد برزت على الساحة السياسية بروزا طاغيا، كما أنه بعد 30/6 أتجه عدد كبير من منظمات المجتمع المدنى وجماعات القوى المحافظة التقليدية والأفراد غيرالمنظمين (حزب الكنبة) إلى الساحة السياسية، ولا يمكن إنكار حق أى من هذه القوى أو العمل على التقليل من شأنها. ولكن يجب أن نضع فى الإعتبارما أكدته تجربة مصر ودول الربيع العربى من أن تنامى دورالقوى غير الحزبية فى التأثيرعلى الحياه السياسيه، مع إفتقادها للأفق السياسى على حساب دور الكيانات السياسيه الكبيره والكفؤه سيؤدى حتما إلىفقدان الرؤى السياسية المستقبلية وتجاهل وعدم إحترام أحكام القانون، وتدهور مؤسسات الدوله وإحداث قدر كبير من الفوضى لن تصب بالتأكيد فى صالح بناء الدولة الحديثة. إذن كيف سنعالج هذه الإشكالية؟ حيث أن الأحزاب المتواجدة على الساحة غير قادرة على التعبيرعن الحركات الإجتماعية سواء الإحتجاجية أو المنظمة وكذلك الحركات الثورية وملئ هذا الفراغ السياسى.
فى محاوله التعامل مع هذه الإشكالية وتحويلها الى فرصه للمصريين لإستكمال بناء دولتهم الحديثه ومجتمع القانون والمواطنه. إرتأينا الإستعانه بالتاريخ والجغرافيا ، فلنفتش فى تاريخنا ومحاولاتنا وتجاربنا السابقة عن كيف أبدع المصريون فى بناء كيانات تمكنهم من تحقيق أهدافهم السياسيه. بإستعراض تاريخ الأحزاب السياسيه المصريه منذ بدايات القرن العشرين و حتى الآن ( مع إستبعاد فترتى حزبى مصر والوطنى بإعتبارهما أقرب إلى أن يكونا إدارات حكوميه من كونهما أحزاب سياسيه ، وكذلك إستبعاد حزبى الحريه والعداله والنور بإعتبارهما أذرع سياسيه لمنظمات أهليه دينيه وليسوأحزاب سياسيه) يتضح لنا إنه لم يتمكن أى حزب من الحصول على أغلبيه او أكثريه برلمانيه فى أى إنتخابات غير مزورة سوى حزب الوفد القديم الذى تميز بخاصيتين مهمتين يمكن إيجازهما فى :
- أنه لم يكن يملك برامج أولوائح مكتوبه ( بالشكل الذى نعرفه حاليا ) ، أوهيكل تنظيمى هرمى أوعنقودى منضبط ، بل كان يدار من خلال هيكل فضفاض وقواعد عرفيه ( من الناحيه العمليه ) إرتضاها أعضاؤه وقياداته، وكانت هذه القواعد من المرونه بحيث سمحت بتكون تيار سياسي قوى ومتماسك داخل الحزب، إلا وهو الطليعه الوفديه.
- انه كان يملك مشروعا وطنيا ديموقراطيا شعبيا، كان مرجعيته فى كافة مواقفه وتصرفاته سواء ماكان منها متعلقا بقضية الإستقلال الوطنى، أوبقضايا إستكمال بناء الدوله الديموقراطيه،أومتعلقا بمصالح وحقوق الفلاحين وصغار ومتوسطى الملاك وحقوق العمال والموظفين وباقى فئات الطبقه الوسطى. ولوإستعرضنا عينه من القوانين التى أصدرها البرلمان أثناء السنوات التى شكل فيها حزب الوفد القديم الأغلبية، لأدركنا كم كان هذا الحزب وفيا لمشروعه.
والحاله المناقضة التى يمكن تناولها فى هذا المجال، هى حزب التجمع، فقد تملك لائحه تنظيميه مفصله و مفعله، و هيكل تنظيمى هرمى منضبط يتكون من تسع مستويات ( لجنة الوحده القاعديه – لجنة القسم – مؤتمر المحافظه - لجنة المحافظه – أمانة المحافظه – المؤتمر القومى العام – اللجنه المركزيه – الأمانه العامه - المكتب السياسى ) . بالإضافه إلى اللجان التنظيميه ولجان النشاط ( التنظيم – العضويه – الإتصال – التثقيف – العمل الجماهيرى - المهنيين ....... ) ، بالإضافه إلى اللجان التى تتكون طبقا لظروف النشاط المتغير . و لك أن تتخيل حجم الوقت والجهد الذى يبذله العضو فى العمل الحزبى ومدى الإنهاك الذى يصيبه فى حياته اليوميه جراء الإنهماك فى حضور الإجتماعات التى تدور فيها المناقشات التى لاتنتهى, و لا يتبقى لدى الأعضاء طاقه ولا وقت لممارسة النشاط السياسى الجماهيرى. وقد أمتد هذا النمط من التنظبم إلى غالبيه الأحزاب الفاعله قبل وبعد الثوره ، رغم أنه ينتج عنه نفس المشاكل .
وإذا نظرنا إلى تطور نظم الأحزاب السياسيه فى مجتمعات العالم سنجد أن الكيانات السياسيه الفاعله فى عالم اليوم لاتعمل طبقا لمعاييرالأحزاب السياسيه التقليديه فالحزب الديموقراطى الأمريكى وكذلك الحزب الجمهورى يرتكزان فى أنشطتهم السباسيه على جماعات الضغط ومراكز البحوث ومستودعات الأفكار وشركات الإعلان والعلاقات العامه ومنظمات العمل الأهلى وجماعات التواصل الألكترونى . كذلك تحولت غالبية أحزاب الدول الأوروبيه إلى إتباع هذا النهج ( أنظر كتاب الطريق الثالث –تجديد الدبموقراطيه الإجتماعيه – لأنتونى جيدنز –مكتبة الأسرة ) . وهذا بالضبط ماحدث ويحدث فى روسبا، ودول اورويا الشرقيه وامريكا اللاتينيه، وكثير من دول العالم.
إذن فلابد أن تدرك الأحزاب المصرية المتواجدة على الساحة السياسية حاليا أن الكيانات السياسيه الفاعلة فى عالم اليوم، قد تخلت عن النموذج الحزبى التقليدى القائم على التنظيم المركزى الهرمى والمعايير البيروقراطية للأحزاب السياسيه التقليديه. ولذلك فأنه ينبغى على الحزب أن يأخذ شكلا جديدا يمكن إيجازه فى :
* التخلص من الشكل الهرمى الجامد والأتجاه إلى التنظيم الشبكى المرن المكون من : شبكات منظمات مساندة ودعم حقوق الفئات الإجتماعية المختلفة وتمكينها من التفاوض الناجح،و كافة أشكال منظمات المجتمع المدنى،و جماعات التواصل الألكترونى، هذا بالطبع إضافة إلى الأفراد.
* الإعتماد على الوسائل الألكترونية فى الإتصال بالأعضاء وتثقيفهم، وإستخدام الصحف والوسائط الألكترونيه والشبكات التليفزيونية فى التواصل مع الأنصار والمؤيدين.
* الإعتماد على مراكز البحوث والدراسات، منظمات المجتمع المدنى، مستودعات الفكر، مراكز الإستبيانات وإستطلاعات الرأى، شركات العلاقات العامه فى تنفيذ عمليات تثقيف وتدريب الكوادر وتزويد نواب الحزب وممثليه فى المجالس المنتخبة بالمعلومات والمعارف والدراسات والبحوث وتنفيذ بعض الفاعليات وتطوير السياسات والبرامج.
* استيعاب التطور السياسى الذى جرى فى بلدان العالم وقارب بين برامج ومشاريع كافة الأحزاب اليمينى منها واليسارى، حيث أصبحت تتبنى فى مجملها سياسات التنمية الشاملة المستدامة.



#محفوظ_أ_بوكيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل وسط تاريخى
- لماذا تفشل بوروندى وتنجح سويسرا ؟
- ثورة ثروت
- المجتمع المدنى بين الواقع والمنشود
- لكى لانعيد إختراع العجلة
- التدخل الحكومى فى أاقتصاد السوق


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أ بوكيلة - مستقبل التجربة الحزبية المصرية