أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول














المزيد.....

التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول
يرتفع مستوى التخيل حين تزداد التفاصيل الواقعية التي تبرز من خلالها معاناة الانسان، والدراما المثيرة للانفعالات الحسية التي تعطينا ايحاءات بقصص ومسرحيات ، ومؤلفات بصرية نترجم من خلالها احاسيسنا الفنية بحيث نشعر بتغيرات تلامس الوجدان والجوانب الانسانية التي تحافظ على القيم البشرية وحقوق الانسان المأزوم اجتماعيا، وهذا ما نراه في اعمال الفنان " عباس مكي" وقدرته على صياغة رؤاه الثقافية ومفاهيمه الحياة من خلال لوحات تحمل عناوين مختلفة من حيث الابعاد الفلسفية الظاهرة في اعماله التشكيلية .
حول اعماله الفنية كان لنا معه هذا الحوار..
1- ألالوان الداكنة في اعمالك غارقة بالدراما، بمفهومك الخاص كفنان ما هي خاصية الالوان الدرامية؟.

فيما يتعلق بالالوان الدرامية كما اسميتها في اعمالي، فإنه لا بد لي قبل الاجابة من أن أعرج على تعريف بسيط، ربما يوضح السؤال او الاجابة على حد سواء, فاصطلاح الدراما بشكل عام، بالنسبة للمثقف ، هو شكل من اشكال التعبير عن فكرة تمس الحياة الانسانية على اختلاف جوانبها، وهو شكل تعبيري يحاكي الواقع ويعكسه بكل آلامه واحزانه، أما بالنسبة للعامة ، فالدراما هي تعبير عن الحزن والاحداث الحزينة. أما في الرسم فاللون بلعب هذا الدور في عملية عكس الواقع بحسب رمزية اللون وعلاقة هذه الرمزية بثقافة المجتمع التي ينتمي اليها الفنان. فمثلا نحن اعتدنا ان الألوان القاتمة واللون الاسود هي الوان الحزن بينما يرمز اللون الأسود الى الأرض والخير في الفن المصري القديم. أما في أعمال فالالوان ترمز الى ما درجنا على فهمه في مجتمعنا.


-2في عمق اللوحة معاناة ذاتية مرتبطة بالمعاناة الانسانية ما السبب في ذلك؟
طبعا فالفن فعل وتعبير انساني، وانا برأيي هناك الكثير الكثير من القضايا التي تحيط بنا والتي لا يمكن الا أن يتأثر بها الفنان، فالحروب والآلام والافراح والاحزان ومشاعر الحب والفرح كلها تشكل مادة لي دون تكلّف.
-3 في لوحاتك لغة صامتة توحي بالهدوءالشديد المرافق للتعتيم، بماذا تفسر ذلك؟.
قد أعجبني كثيرا تعبيرك "التعتيم" ، نعم التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول، والمجهول غالبا ما يختبئ في الصمت والسكون لأنه عندما يتخذ شكلا متحركا لا يبقى مجهولا.
-4 هل من مخاوف نفسية ترافق مراحل خلق اللوحة عند عباس مكي؟.
في الواقع لا توجد مخاوف نفسية بالمعنى الحقيقي للخوف في مراحل خلق اللوحة، ولكن يوجد نوع من التردد في كل مرة أقوم برسم لوحة، وهناك سؤال أطرحه دائما على نفسي وهو:" ما الجدوى من رسم لوحة ما ؟" وطبعا هناك اجابات عدة لهذا السؤال.
5- متى تمسك الالوان الزاهية ؟.ومتى تحتاج الالوان الباردة؟.

ان استعمالي للالوان الزاهية والألوان الباردة قد يكون في نفس الفراغ (فراغ اللوحة) ولكن قد تهيمن لونية على أخرى لأغراض تشكيلية حينا وتعبيرية حينا آخر وقد تتفاوت النسب في المساحات المخصصة لكل لون " والضدّ يظهر عكسه الضدّ" من إجل إحداث توازنات اللوحة. أما إذا كان المقصود من استعمال الالوان الزاهية التعبير عن الفرح فهذا أيضا جائز.
6- لوحاتك غير محدودة بأطر انسانية بل هي مفتوحة على تأويلات عديدة هل تقصد ذلك؟
حتى لو خرجت اللوحة عن كونها تصوّر مشهدا انسانيا فإنها لن تكون بعيدة عن الإطار الإنساني، فالإنسان محور القضايا ومحور الوجود، وكل ما يدور في فلكه يتأنسن بإسقاطنا عليه من إنسانيتنا، ففي رسمنا للطبيعة تعبير عن الانسان، فالفنان يستعير من الطبيعة ويوظف عناصرها لتحلّ محله فتكون البورتريه الآخر له من خلال ملامحها الجامدة التي ما تلبس أن تصبح إنسانا يضج بكل أشكال الحياة.
7- ما هو المفهوم الفني الذي تحمله وتحاول ترك رسالة من خلاله؟

إن مفهوم " عباس مكي" للفن يختصر في مدى تفاعله من خلال فنه مع المحيط، المحيط الكوني بكل عناصره، فالإنسان الفنان جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة ويجب عليه محاولة فهمها والتفاعل معها بكل ما فيها من جمال وخير. الهدف دائما هو المحاولة الدائمة لعدم الإنغماس في المادة.
8- لوحاتك تحمل انماطا من مشاهد مسرحية وكأنها انتزعت من مسرحيات مكتوبة تنادي بحماية البشرية هل هذا نتيجة المخزون الثقافي عند عباس مكي؟.
لقد أعجبني سؤالك كثيرا خاصة أنني قد باشرت عملي على أطروحة الدكتوراة التي أتناول فيها هذا الموضوع، وهو علاقة الفن التشكيلي بالفن المسرحي وهي علاقة وثيقة فمصممو المشاهد المسرحية (السينوغراف) هم فنانون تشكيليون أيضا يصيغون السيناريو من خلال تجسيده لونا وديكورا وإضاءة في فراغ ثلاثي الأبعاد، بينما اللوحة وهي فراغ ثنائي الابعاد لكنه تعبير لفراغ ثلاثي الأبعاد، وعلى اللوحة أن تكون هادفة كما المسرح فلوحة بلا قضية من وجهة نظري الخاصة هي كمسرحية بدون موضوع أي نها مجرد حركات غير مرمّزة.
9- متى تقف وترسم في الشارع بسرعة لتلتقط المشهد المأساوي او المفرح؟.
عادة أقف في الشارع لألتقط الشارع بكل ما فيه، لكنني لا أرسم في الشارع، فالمحترف هو المكان الذي استعيد فيه وبكل عفوية ما بقي من مشاهداتي، ولي البصرية منها فقط، بل أذهب أبعد من ذلك.
10- ماذا تقول لمن يقرأ لوحاتك الفنية؟
كما كنت قد بدأت معك حديثي، هناك نوعان من قرّاء اللوحة: المثقفون والعامة، حتى أننا لا نستطيع أن نتصور قراءة واحدة للوحة واحدة، فالخلفيّة الثقافية ووجود الذاكرة المشتركة أو عدم وجودها بين الفنان والمتلقي قد يؤثر قس كيفية قراءة اللوحة، واللوحة تقرأ بظاهرها وباطنها، لكني أدعو إلى قراءة العمل الفني على أساس أنه فعل إنساني وهو حصيلة تجربة إنسانية يعبر عنها فرد واحد وهو الفنان.
اعماله الفنية من مجموعة متحف فرحات
حاورته ضحى عبدالرؤوف المل
[email protected]



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترجمة الحركات الاستشراقية التي رصدت التراثيات والعادات الشرق ...
- ذاكرة الصورة العربية
- بذرة حياتنا المؤجلة
- الجمالية الميثولوجية النابعة من مادة الطين
- تشكيلات بصرية تحاكي الذهنية الفنية
- فلكلورية التراث التشكيلي المرتبط بوجودية فنية
- معنى فني أصيل مترجم باللون والخط والواقع الدرامي
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- موجة...ضحى عبدالرؤوف المل
- علي احمد اسعد: لبنان رفيق الحريري سينهض والربيع قادم
- إيقاع الحياة بين رجل وامرأة وشيطنات طفلة
- القدرة على تصنيع المشهد الحي.
- من أين لي بفاطمة؟
- لا أدري كيف بدأ بكَ زماني؟..
- الهلال الأسود...
- والماء حين يغضب....
- هي في قبضة الريح...
- أبعد من الحواس...
- ذوبان الأجساد...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول