أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - هل أنا على صواب..؟














المزيد.....

هل أنا على صواب..؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1225 - 2005 / 6 / 11 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    


مشكلتي أنني عنيدٌ جداً – طبعاً كما يصفني معارفي – فعلى سبيل المثال لا الحصر:
· تم اعتقالي مدة سنتين تعرّضتُ خلالها لأبشع أساليب التعذيب. بسبب عدم موافقتي المحقق على اتهامه الظالم لي, بأنني عضو قيادي خطير في أحد التنظيمات المعارضة للنظام! وقد لامني أغلب رفاقي في المعتقل على (عنادي الشديد) واعتبروا تحمّلي للتعذيب بأنه (جحشنة) لا نظير لها!
· حزبياً, كنت على خلاف دائم مع قادة الحزب الذي كنت منتسباً إليه, بسبب ملاحظاتي على سياسة التحالف؛ فمثلاً لم أقتنع أبداً بالحظر المفروض على أحزاب الجبهة بالعمل بين الطلاب! كما أنني لم أقتنع يوماً بتوزيع جريدة الحزب سراً! وبألاّ تكون لدى منظمات الحزب مقرات علنية أسوة بالحزب الحاكم! وغير ذلك الكثير...
· لم أعتنق أي مذهب ديني – رغم احترامي لكل الأديان - بسبب تساؤلاتي التي لا جواب عليها. وبقيتُ منبوذاً من جميع أقاربي حتى تاريخه!
· عنّدتُ ولم أنتسب للحزب الحاكم لألف سبب وسبب. وبقيت في الظل مستبعداً ومهمّشاً رغم (مواهبي) التي يزعم البعض أنني أتحلّى بها!
· عنّدتُ ولم أشارك بانتخابات مجلس الشعب في كل دوراته بسبب ملاحظاتي على القانون الانتخابي؛ اللهمّ إلا مرة واحدة شطبتُ خلالها أغلب أعضاء قائمة الجبهة. وقد سبب لي ذلك طبعاً (وجع راس !)
· عندما كنت أُلزم بالمشاركة في المسيرات (الوطنية) وبيوم العمل (الطوعي), كنت أتذمّر وأبدي امتعاضي بوضوح رغم تحذيرات زملائي. مما سبّب لي الكثير من المتاعب!
· لم أقمْ يوماً بزيارة المدير العام في مكتبه من أجل (تعييده) لقناعتي بأن المدير هو الذي يجب أن ينزل إلى العمال ويقوم بإلقاء تحية العيد عليهم. مما جعله يصنّفني بخانة الحاقدين عليه!
· لم يعدّل وضعي الوظيفي وأنتقل إلى الفئة الأولى بالرغم من حصولي على الشهادة الجامعية (حقوق) منذ أكثر من عشر سنوات! ذلك لأنني عنّدتُ ولم أقبل برشوة المعنيين بالأمر!
· لم أقم يوماً بتعزية شخص بوفاة حماته أو خاله أو عمه؛ خاصةً ممن ناهز منهم التسعين من عمره... لقناعتي بأن التعزية هي فقط لـ (الأب, الأم, الأخوة, الأولاد) لا غير! مما جعل البعض يصفني بأنني لست اجتماعياً ولا أجيد المجاملات...
· في يوم زفافي وقبل حصوله بعدة أشهر, قررت أن يكون في 10 آب (ذكرى خروجي من السجن) وقد صادف وقوعه يوم الإثنين. ومن المعلوم أنه بهذا اليوم تغلق جميع صالونات الحلاقة. ومع ذلك عنّدتُ ولم أغيّر الموعد! وقد سبّب لي ذلك خلافاً مع الجميع وكادت عروسي أن تطير منّي!
· ومنذ أيام ذهبتُ إلى طبيب الأسنان بسبب آلامٍ مبرّحة في أحد الأضراس. فاقترح عليّ حفر الضرس لمعرفة السبب! ذكّرته بضرورة تصويره بواسطة الأشعة للتأكد من وجود النخر, فأجابني: الحقيقة لا يوجد عندي جهاز أشعة, ثم إننا لن نخسر شيئاً, نحفر ثم نطمر إذا لم نجد نخراً! عنّدتُ ولم أستجب له, ونهضتُ عن الكرسي وبصقت عليه وشتمت الجامعة التي أعطته الشهادة!
· ومؤخراً تعطّل خطّي الهاتفي لمدة خمسة عشر يوماً! ورغم تدخّل العديد من الوسطاء خلال هذه المدة لإصلاحه, إلا أنه بقي معطلاً بسبب عنادي وعدم موافقتي على دفع رشوة للمعنيين بالإصلاح. حتى أنني وبسبب طول مدة العطل أُصبْتُ بداء السكري من شدة انفعالي وقهري!
· وأخيراً وبسبب عنادي و (يساريتي الطفولية) فقد أخسر فرصة نشر زاويتي (أوراق خريفية) في هذه الجريدة بسبب مقص الرقيب القاسيوني الذي بدأ يضيق ذرعاً بي...
ومع ذلك يلومني البعض على كثرة تدخيني وعلى تفكيري بالصعود إلى سطح البناية لأقفز منها...!
يا قرّاء يا شرفاء يا وطنيين يا مثقفين يا معارضة... بالله عليكم أجيبوني:
هل أنا على صواب, أم إنني بالفعل عنيدٌ جداً وأفتقر إلى موهبة التكيّف الاجتماعي؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى في الصحراء...؟
- ملح الحياة
- الرهان
- استراتيجيا... ديماغوجيا
- يوميات معتقل سياسي بعد الإفراج عنه
- الكوز والجرّة
- إلى معلمتي... سابقًا
- إلى من يهمه الأمر
- أنا أسعد منه
- جمهورية الفرح الشعبية
- عزاء مُعتبر
- - عيسى وخديجة -
- ..!تنفيس مسؤول
- الفحل
- تدشين
- عتاب رفاقي
- حرائق وغنائم
- ليلة رأس السنة
- !...سيناريو
- شكراً سيادة الرئيس


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - هل أنا على صواب..؟