يجب ايقاف حمامات الدم الاسرائيلية والاسلامية فوراً

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 02:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في تصاعد جديد للاعمال الارهابية التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية ومنظمات حماس والجهاد الاسلامي، قتل امس 27 اسرائيلياً وجرح مايقارب من 250 شخص في عمليات انتحارية متفرقة جرت في مدن حيفا حيث قام انتحاري بتفجير حافلة لنقل الركاب، فيما جرت عمليات انتحارية وتفجيرية ثلاثة يوم امس الاول في مدينة القدس الغربية. وقد اعلنت منظات حماس والجهاد الاسلاميتين مسؤوليتهما عن الحادث على انها جاءت "انتقاماً لمقتل محمود ابو هنود القائد العسكري لكتائب القسام" ول"العمليات الاخيرة التي قامت بها اسرائيل"!.

بين مطرقة الارهاب الحكومي الوحشي للدولة الاسرائيلية‍ الشوفينية القومية- الدينية وسندان العصابات الاسلامية البربرية لحماس والجهاد، تحول الابرياء والعزل من جماهير اسرائيل وفلسطين الى طعم هذه البربرية المنفلتة العقال. زرعوا الرعب والموت وانعدام الامن في كل زاوية من زوايا حياة ومعيشة الجماهير. لم يبق مكان لم تطاله الايدي المجرمة لكلا العصابتين. تحولت المطاعم والحافلات والاسواق والمناطق المكتظة بالسكان الى "مذابح جماعية". قرعت حكومة اسرائيل طبول الحرب وهي ترى ضوءاً امريكياً اخضر! ان جماهير اسرائيل وفلسطين لفي رعب وهلع شديدين جراء هذا الكابوس الجاثم على قلوبهم والذي لا يعرف حدوده ولاساعة خاتمته. يجب لجم هذا الرعب اليومي فوراً.

ان مسؤولية استمرار مسلسل الارهاب هذا يقع على عاتق اسرائيل نفسها التي هي دولة عنصرية حتى نخاع العظم، مناهضة للعرب، ارست سلطتها عبر اكثر من نصف قرن من الارهاب والاضطهاد الدموي بحق الفلسطينيين، دولة تعد الشوفينية احد الاركان الاساسية لسلطتها وحكمها. انها مسؤوله عن اقامة المذابح الجماعية وقتل الالاف الالاف من الفلسطينيين ومصادرة اراضيهم وحرق قراهم وتهجير وتشريد الملايين. ان سلطة هذه الدولة لا يمكن ان تعيش يوما دون شوفينيتها، من دون قمعها وظلمها لجماهير فلسطين والانتهاك اليومي لحقوقهم وسلبها.

اما التيارات الاسلامية من امثال حماس والجهاد، فهي عصابات مناهضة لكل ماهو انساني، مدججة بالحقد الاعمى لكل ما هو اسرائيلي: اطفال، نساء، شيوخ. انها تيارات تتعكز على اوضاع الظلم هذه وتوظفها من اجل اهداف مناهضة لنفس جماهير فلسطين. انها لاتستهدف رفع الظلم القومي، لاتستهدف تحرر جماهير من هذا الظلم. انها تستهدف السلطة والنفوذ لتقيم حكمها بكل ما ينطوي عليه من قمع واستبداد ومصادرة الحريات والحقوق السياسية والمدنية وبالاخص فيما يتعلق بالمراة. ان نموذج سلطتها الذي تسعى لاقامتها على رقاب جماهير فلسطين لن يكن بافضل من الانظمة القروسطية لطالبان والجمهورية الاسلامية. ان بقاءها مديون للظلم الاسرائيلي. ان بقاء هذا الصراع هو اساس بقاء عمرها المشؤوم.

ان التيارات الاسلامية التي ترى مستقبلاً كالحاً بعد 11 ايلول، يعصف بها كابوس مرعب، كابوس مسار ولوج قضية ارساء دولة فلسطين واحلال السلام في الشرق الاوسط، بعد 11 ايلول، مرحلة جديدة تتمثل باقرارها على الصعيد العالمي بكونها مسالة لاتحتمل التاجيل. انها ترى في ذلك ناقوس خطر عزلتها وانزوائها وهي التي تغذت من هذا الصراع. ان فعلتها هذه تهدف الى عدم جعل هذه القضية تفلت من يدها. ولهذا، فان لكل من هذه التيارات وحكومة شارون على السواء مصلحة في قلب هذا المسار. انهما ينحران قضية فلسطين، ومعها الجماهير التواقة لإنهاء هذه الاوضاع المريرة، على مذبح مصالحهما الرجعية القذرة. يجب تفويت الفرصة على سعيهما هذا.

ان تاجيج وشحذ سكاكين الصراع و النفخ باحط المشاعر والاحاسيس والكراهيات الدينية والقومية الاسرائيلية والعربية، اليهودية والاسلامية، لاتهدف الا الى اطالة امد عمر هذين الطرفين الموغلين بالرجعية ومناهضة كل مايمت للتحرر والمساواة، لاتهدف الا الى وضع العوائق الجدية امام خلاص الانسان في فلسطين واسرائيل من هذا الكابوس.

ان الحزب الشيوعي العمالي، وفي الوقت الذي يعبر عن عظيم استنكاره وشجبه لمثل هذه الاعمال الاجرامية، يؤكد مرة اخرى على ان سبيل تحرر جماهير اسرائيل وفلسطين من هذه الاوضاع والمصائب وتعايشهما السلمي رهن بولوج الجماهير التحررية الميدان وعدم سماحها برهن امنها وحياتها ومصيرها بايدي هاتين القوتين عديمتي الرحمة، رهن بكنس نفوذ واثر هذين الطرفين الرجعيين، رهن بقلع الانياب الشوفينية والعنصرية لحكومة اسرائيل وارساء دولة علمانية غير قومية وغير دينية، رهن باقرار دولة فلسطين المستقلة.



لا للأرهاب الشوفيني لدولة اسرائيل!

لا للأرهاب الاسلامي!

نعم لإرساء دولة فلسطين!



الحزب الشيوعي العمالي العراقي
3 كانون الاول 2001

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات