أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - السخرية السوداء في فيلم -111 فتاة- لناهد قبادي وبيجان زمانبيرا














المزيد.....

السخرية السوداء في فيلم -111 فتاة- لناهد قبادي وبيجان زمانبيرا


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 12:29
المحور: الادب والفن
    


تنوعت موضوعات الأفلام الروائية الطويلة المُشارِكة في مهرجان لندن للفيلم الكردي هذا العام بشكل لافت للنظر، ومردّ هذا التنوع أن الأفلام المشاركة في مختلف محاور المهرجان قد قدِمت من أقاليم كردستان الأربعة الموزعة بين العراق وإيران وتركيا وسورية وكان من بينها فيلما الأخوين قبادي وهما "فصل الكركدن" لبهمن قبادي و "111 فتاة" لشقيقته ناهد قبادي التي أخرجت هذا الفيلم بالاشتراك مع بيجان زمانبيرا، وهو فيلم يرتقي إلى مصاف الأفلام الإيرانية الناجحة فنياً والتي لا تغادر ذاكرة المتلقي بسهولة. ويبدو أن ناهداً تتتبع آثار أخيها بهمن في انتقائها للموضوعات الانتقادية المثيرة للجدل. فمثلما اختار بهمن في فيلمه الأخير "فصل الكركدن" موضوع السجن وقمع الحريات الشخصية والعامة من قبل النظام الثيوقراطي الإيراني فقد وقع اختيار ناهد على تداعيات الحرب الإيرانية من جهة، وقلة الاستثمارات الاقتصادية في كردستان إيران من جهة أخرى مع اعتمادها على نَفَس كوميدي لاذع ينتمي إلى السخرية المُرة أكثر من انتمائه إلى السخرية العابرة التي تُضحك المتلقي لمدة وجيزة من الزمن.

أوديسة معاصرة
لا تحتمل القصة السينمائية لهذا الفيلم أكثر من الإشارة إلى أن "111" فتاة من إقليم كردستان الإيراني قد كتبن رسالة إلى رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران يخبرنه فيها بأنهن سيقْدمن على الانتحار الجماعي خلال مدة أقصاها أربعة أيام إذا لم يجد حلاً لمشكلتهن الجماعية في انعدام الأزواج بسبب الحرب وقلة الاستثمارات الأمر الذي دفع الرجال لترك هذا الإقليم بحثاً عن العمل في أماكن أخرى بغية تأمين الرزق الحلال.
ينتمي هذا الفيلم في تقنيته إلى "أفلام الطريق"، ذلك لأن البطل نظام دونيادده "جسّد الدور ببراعة رضا بهبودي" سيقطع مسافات شاسعة داخل إقليم كردستان الإيراني بصحبة سائقه "صادقي" ومترجمه الصبي الكردي الذي سيذلل لممثل رئيس الجمهورية العديد من المصاعب اللغوية التي ستعترضه. ثمة فتاة تحتل مساحة كبيرة في ذهن "صادقي" الذي نزل إلى بئر ماء عميقة واضطجعت إلى جواره في حلم يقظة عابر سنكتشف لاحقاً أنها قد تكون واحدة من الفتيات اللواتي سيقدِمن على الانتحار الجماعي، لكن هذه القصة العاطفية أو الحلمية لم تتضح أبعادها بدقة وظلت غامضة بعض الشيئ. وهي قصة جانبية على أية حال وتكاد تشبه تماماً قصة الرجل المتهم بقضية أخلاقية محرمة وكان الأهالي على وشك رجمه بالحجارة، إذ رأيناه غير مرة وهو في حراسة الشرطة، أو وهو يغذ الخطى هارباً من الجموع البشرية التي تريد أن تنقضّ عليه، وتقتصّ منه.
هذا الغموض يمتد إلى بعض المقاهي التي كانت تضم بعض الشخصيات المحلية التي تسرد حكاياتها لدونيادده الذي لم يدخر وسعاً من أجل وضع حل لهذه الجريمة الإنسانية الكبرى خصوصاً وأن قناة "السي أن أن" قد بدأت تعرض هذا الخبر بين أوانٍ وآخر.
تتدخل الحكومة التركية من جهتها فترسل عدداً كبيراً من العرسان في محاولة لتلافي هذه الكارثة وسنكتشف أن بعض الأحزاب المحلية تتاجر بهذه القضية الإنسانية طالما أن الانتخابات على الأبواب، إذ نكتشف أن حفل الزواج الذي أقيم في تلك المضارب هو حفل مزيّف وأن العرائس هن رجال في حقيقة الأمر وقد اكتشف دونيادده هذا الأمر بنفسه.
يمرّ ممثل رئيس الجمهورية دونيادده بعدد المواقف المربكة بالنسبة إليه كمسؤول حكومي إذ يُقيَّد، ويُحجَز لمدة من الزمن، وحينما يمْثل أمام بعض المسؤولين الأمنيين يتصل بأحد أعضاء الحلقة المقربة من الرئيس فيطلب منه العودة لأن القضية قد تمّ تسويتها من قِبل الجهات المعنية، لكن دونيادده يرفض ويصر على مواصلة مشواره وحينما يصل إلى الموقع المطلوب الذي ستنتحر منه الفتيات يصل الفيلم إلى نهايته الجميلة من الناحية الفنية حيث يتسلق الجبل الوعر راكضاً بطريقة الحركة البطيئة التي تمنح الفيلم لمسة فنية نادرة.

حكاية واقعية
ربما يتساءل البعض عن مصداقية هذه الحكاية وهل يمكن لها أن تحدث في المجتمع الكردي في إيران آخذين بنظر الاعتبار أن السينما هي فن الواقع بامتياز؟ لا شك في أن الجواب يصطف إلى جانب هذه القضية الملحّة ويؤازرها بالمعنى الإيجابي. فالحرب هي كارثة بشكل من الأشكال، وهي التي تنفي غالبية معطيات الحياة ومن بينها هروب رؤوس الأموال، وغياب الاستثمارات، وتفشي الفساد الإداري والمالي وما إلى ذلك من قضايا لمسناها عبر هذه الرحلة الأوديسية التي كشفت لنا العديد من الأشياء المحجوبة التي تُقْصيها السلطة عند قصد.
تتمتع المخرجة ناهد قبادي بخبرة بصرية جيدة و "111 فتاة" هو فيلما الروائي الطويل الأول. وقد سبق لها أن أنجزت تسعة أفلام وثائقية وقصيرة نذكر منها "الدائرة المغلقة"، "الرحلة الأولى" ""نهاية حمّى"، "لنبني وطننا"، و "الجندي والطريق". وجدير ذكره أن ناهد قبادي هي من مواليد مدينة "بانه" الإيرانية عام 1964. درست علم المكتبات في جامعة طهران، والسينما في أميركا، كما تكتب الشعر أيضاً. وقد عملت لمدة طويلة مع أخيها بهمن قبادي ككاتبة ومساعدة مخرج فلا غرابة أن تمتلك ناصية السينما وتقدم لجمهورها فيلماً روائياً ينضاف إلى قائمة الأأفلام الكردية المتفردة التي لا تقل مستوى عن الأفلام الإيرانية التي أنجزها رموز السينما الإيرانية المعاصرة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربة المثقف العراقي في المنفى البريطاني في فيلم وثائقي ثقافي
- السينما الرقمية بين الصدمة والإبهار
- المهاجرون في مجتمع متعدد الثقافات
- الملتقى الأول للرواية العراقية المغتربة بلندن
- الصناعي والناشر عبد الصاحب الشاكري:أصدرتُ مجلة -الحذاء- التي ...
- اللغة العربية بين هاجسَيّ البقاء الفناء
- جودي الكناني: حلمي الكبير أن أحقق فيلماً عن المتنبي
- جودي الكناي:أهتم كثيراً بالبورتريت الذي يتناول دواخل الشخصية ...
- السينما فن تعبيري أكثر تعقيداً من الفنون الإبداعية الأخرى
- الواقعية التعبيرية في لوحات الفنان إبراهيم العبدلي
- -الصمت حين يلهو- لخولة الرومي
- الخصخصة وتأثيرها على الاقتصاد العراقي
- قصيدة للشاعر صلاح نيازي في العدد التاسع من مجلة -Long Poem- ...
- المعيار المنهجي للناقد عبد الرضا علي في النقد والتقويم
- تقنيات الخط العربي وأشكاله الجمالية
- قراءة نقدية في المجموعة الشعرية الثالثة لسلام سرحان
- مدينة كاردِف تحتضن أمسية ثقافية عراقية منوعة
- بدايات المنهج العلمي ومراحلة منذ عصر النهضة وحتى الوقت الراه ...
- الطاقة في جسم الإنسان
- بغداد عاصمة الثقافية العربية بعيون أبنائها المغتربين


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - السخرية السوداء في فيلم -111 فتاة- لناهد قبادي وبيجان زمانبيرا