أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - ليس دفاعا عن العمامة















المزيد.....

ليس دفاعا عن العمامة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي الشبهات والمغالطات التي نستمع إليها وهي تتردد على السنة الكثير ممن نلتقيهم ونتجاذب معهم أطراف الحديث بشكل يومي لا سيما تلك الأحاديث التي تتعلق بالسياسة نظرا لما تشكله من أهمية بالغة على مجمل حركة أبناء المجتمع.
ولا شك ان تلك الشبهات والمغالطات إنما تصدر في اغلب الأحيان عن القواعد الشعبية والجماهيرية والتي هي ابعد ما تكون عن عملية استقراء الواقع السياسي بشكل صحيح ومتوازن, وهي لا شك تعي مثل هذا الأمر لكنها لا تنفك عن الخوض في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة سعيا منها للتنفيس عما يعتريها من سأم وملل وإحباط جراء ما تعيشه من ظروف صعبة وما تواجهه من أزمات ترتبط بالسياسة بشكل واخر . ولعل ابرز تلك الشبهات والمغالطات التي يخوض بها البعض والتي نود ان نتعرض لها في هذا المورد نظرا لأهميتها أولا ولأنها أصبحت لا تقتصر على شريحة بذاتها ثانيا حيث اخذ يسوق إليها جمعا من المتابعين والمثقفين بقصد منهم وبغير قصد .
ان ابرز واهم ما يترامى إلى أسماعنا اليوم من شبهات، يتلخص في ان ما وصل إليه العراقيون اليوم من أزمات سياسية إنما كان بسبب دخول المعممين معترك العمل السياسي وبالتالي فان هؤلاء هم سبب ما نشهده من تأخر ونكوص في ملفات بناء الدولة العراقية التي أعقبت سقوط النظام البائد .
ولا شك إننا هنا لا نريد الدفاع عن عمامة المعممين ، فللعمامة من يدافع عنها ويرد على من يستهدف رموزها وتاريخ رجالاتها لكننا إنما نريد الاقتراب القدر الممكن من عملية وضع النقاط على الحروف كما يقال عبر النظرة الموضوعية التي يجب ان تكون ضالة جميع الكتاب والباحثين حيثما كانت توجهاتهم الفكرية .
والان لنأتِ ولنسأل أنفسنا من هم المعممون الذين كانوا سببا في تأخر عجلة البناء والاعمار داخل العراق كما يذهب البعض ؟ من هم المعممون الذين كانوا سببا في فشل الكثير من مشاريعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟ من هم المعممون الذين كانوا وراء تناحر مكونات الطيف العراقي بشكل لم نألفه من قبل ؟ فإذا ما جئنا الى الدستور العراقي فإننا سوف نجد ان من كتبه هي أحزاب الإسلام السياسي بما تمليه عليهم إيديولوجياتهم ومصالحهم السياسية ولم يكتبه المعممون الذين تمثل دورهم في المرجعية الدينية العليا في مدينة النجف وقد اقتصر هذا الدور على تضمين الدستور ان يكون الإسلام دين الدولة الرسمي وعدم جواز سن أي قانون يتعارض مع ثوابت الشريعة وهما الفقرتان التي قد نجدهما في كثير من دساتير بلدان عربية بما فيها البلدان التي تحكمها أنظمة علمانية وبالتالي فإننا أمام دستور لم يكتبه رجال الدين بل خطته أنامل رجال القانون والاجتماع والتربية والاقتصاد .
أما إذا جئنا إلى البرلمان العراقي فسوف لن نجد بين ظهراني من يجتمع تحت قبته سوى عدد قد يتجاوز أصابع اليدين الاثنتين بشيء قليل وهم لا شك يمثلون أجندة سياسية وحزبية صرفة, تتخذ من العمل البراغماتي سبيلا لتحقيق أهدافها ومقاصدها ومراميها ضمن مظلة العمل الديمقراطي وآلياته المتعارف عليها والمتفق حول تفاصيلها كذلك الحال بالنسبة لمجلس الوزراء بكامل أعضائه فرئيس الوزراء وان كان ينتمي إلى حزب إسلامي شيعي له تاريخه السياسي (حزب الدعوة الإسلامي ) لكنه يتحرك كرجل سياسة وفق ما تمليه عليه المصالح والتسويات السياسية . يبقى شيء واحد لا بد من التذكير به والتوقف عنده وهو ان العمامة في عراق ما بعد صدام وبعد ما شهدته من تغييب لفترات زمنية متعاقبة قد وجدت لها كلمة مسموعة داخل الأوساط الشعبية والرسمية وهذا ما أدى بدوره الى تشجيع جهات مناوئه متربصة بعملية التغيير التي أعقبت التاسع من نيسان ان تتزيا بثياب وشعارات رجال الدين وهي شعارات تنطوي على أهداف ومآرب سياسية مناهضة للأحزاب الإسلامية الفاعلة,وهذا ما ولد انطباعا لدى الكثير وهو ان الحرب الدائرة بين ظهرانينا اليوم هي حرب دينية سببها العمامة علما إنها حرب أجندات ومصالح سياسية ليس إلا . كذلك فان هناك سببا اخر أدى إلى الوقوع في مثل هكذا شبهات وهو ما تمثل في ولوج كتل بشرية (الانتهازيون ,النفعيون ,الوصوليون )على خط الدين والتدين مستغلة الظرف الايجابي الذي اخذ يصب باتجاه منزلة العمامة ولا شك ان مثل هؤلاء قد عززوا بدورهم قناعات مغلوطة لدى الكثيرين من ان ما يحدث من اضطراب وفساد هو بسبب عمامة المعممين.
وفي ذلك الصدد نود ان نورد تلك الحكاية والتي تفيد بان احد المحسوبين على احد المرجعيات البارزة داخل العراق كان قد ذهب إلى مرجعه يشكو إليه ما آل اليه حال الكثير من المعممين قائلا (سيدي لقد أصبح المعممون سراقا ) فما كان من مرجعه إلا ان رده قائلا ( بل قل ان أكثر السراق قد أصبحوا معممين ) تكشف لنا تلك الحكاية عن حقيقة اجتماعية كبرى يعيشها مجتمعنا العراقي منذ التاسع من نيسان حيث أخذنا نشاهد طوابير من المعممين والذين كانوا قبل ذلك التاريخ لا يحسنون آية من كتاب الله لكنما السياسة هي التي دفعت بهم في ذلك الاتجاه ليكون الحديث بعد ذلك سهلا يسيرا عن تحميل العمامة الوزر الأكبر مما وصلنا إليه من انسدادات حادة في مجمل جوانب المشهد العراقي السياسي الراهن .
ان مجتمعنا العراقي هو كسائر المجتمعات الأخرى التي تضم بين جنباتها جموعا من الوصوليين والنفعيين والانتهازيين الذين نجدهم على أتم الاهبة والاستعداد لركوب أية موجة يمكن ان توصلهم الى أهدافهم ومراميهم بغض النظر عن طبيعة هذه الموجة أو تلك فذلك أمر هين في حسابات أولئك الذين لا يهمهم شيء سوى تحقيق مآربهم ولو عبر خلط الأوراق وحرق الأخضر بسعر اليابس .يمكن القول ان منشأ تلك المغالطات التي تحمّل المعممين وزر ما نشهده اليوم من عدم استقرار المشهد العراقي الى عاملين أساسيين يتمثل الأول بدخول مجاميع من الطارئين على الخط الديني أما العامل الأخر وهو العامل الأهم فيتمثل برفع التنظيمات المتضررة من عملية التغيير بعد التاسع من نيسان (التنظيمات البعثية )مقولات واطاريح إسلامية مسيسة .
ان المعركة التي يشتد أوارها اليوم داخل الساحة العراقية هي ليست معركة بين المعممين وغيرهم لكي نحملهم الوزر ظلما وتجنيا كما إنها ليست حربا بين أحزاب الإسلام السياسي والمعسكر العلماني كما يحدث في مصر وهي ليست حربا بين السنة والشيعة كما يحب ان يروج له من قبل ذات الجهات التي عارضت وما زالت تعارض عملية التغيير الجارية تحت مسميات مزيفة جوفاء ,إنها باختصار معركة بين معسكرين أحدهما يؤمن بالعراق الكبير الذي يتعايش فيه الجميع بحب وخير ووئام وأخر لا يؤمن إلا بعراق يكون بستانا لفئة معينة من المجتمع تقضمه كما تقضم الإبل نبتة الربيع بينما يكون نصيب الآخرين القتل والظلم والاضطهاد .أخيرا يجب ان يعلم الجميع ان العمامة في العراق متمثلة بالمرجعيات الفاعلة (المرجعيات الأربعة )في مدينة النجف لا تتبنى ولا تروج لمشروع سياسي معين كما في الجمهورية الإسلامية في إيران , بينما تمتلك أحزاب الإسلام السياسي مثل تلك المشاريع والرؤى والأجندات وهي أحزاب دخلت العملية السياسية طائعة غير مكرهه وفقا لاشتراطات العمل الديمقراطي البناء .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى جريدة المدى
- هل فشل الساسة الشيعة في ادارة حكم العراق ؟
- قضية الشيعة والسنة
- حكاية من سالف العصر والزمان
- ثنائية الثورة والانقلاب
- الله ليس رغيفا
- المترحمون على الطغاة
- عقدة الهلال
- رسالة عاجلة الى السيد رئيس الوزراء
- شيوخ الظل
- حديقة الدار
- دماء العراقيين هل تحتاج إلى فتوى لتحريمها ؟
- رجل دين ، رجل سياسة
- هل تقف امريكا وراء تقسيم العراق؟
- هل من معجزة؟
- وماذا عن المرجعية ؟
- ما الذي يجري في العراق واقعا ؟
- هل تعيد المصافحة للعراقيين قتلاهم؟
- مزامير الاغنياء
- الصحابة في ميزان علي ( عليه السلام )


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - ليس دفاعا عن العمامة