أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)















المزيد.....

سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 19:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


"لاتشيدوا له صرحا..لم يكن يولي لكل ذلك الا القليل من الاهتمام لما كان حيا..ان كنتم ترغبون في احياء ذكرى اسم فلاديمير ايلتش،شيدوا حضانات،ومنازل للمعاقين..الخ.واكثر من كل شيء،نفذوا وصاياه"..
-كروبسكايا-

مثل ماجرى لتحويل منهج وافكار ماركس الى نظرية مطلقة ومغلقة،لا يعتري بعضا من عناصرها:الشيخوخة ،والوهن،والضعف،والتقادم،كسيرورة تاريخيةجدلية،بل اعتبرت كحقيقة ميتافيزيقية مكتملة،ونهائية،كنص قداسي ثابت،غير قابل للتأويل او التجديد،لمواكبة التغيرات في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلمي.جرى نفس الشيء بالنسبة لنظرية وافكار وممارسات لينين السياسية ايضا،بتحويلها الى دوغما متكلسة،ونظام جامد،اطلق عليه اسم"اللينينية"،رغم انه صناعة تحنيطية ستالينية،بأمتياز!.ولعله ليس من الصعوبة فهم تشابك العلاقات بين مفاهيم لينين من ناحية،ومفاهيم ستالين من الناحية الاخرى.،ومدى ترسيخ لاهوتية نصوص لينين،ك"لينينية"في الصراع السياسي ،وحول العديد من القضايا السياسية الاساسية،بعد موت لينين.وقد كتب الكثير من الدراسات التحليلية،وبعضها شخص بعمق ووضوح،تلك العلاقة بالغة التعقيد-بين لينين وستالين-وعملية توظيفها،بمكر ودهاء سياسي،في الصراع على السلطة،ولم يعد هناك مجالا لجديد يضاف.ان اعقد القضايا،واكثرها اثارة للجدل،هي تلك التي تبدو غير قابلة للنقاش والجدل!.ويمكن التعبير بهذا الشكل:انه صحيح ان ستالين اقام صرحه تاريخيا،فوق ارضية مانسب للينين،والتجربة التاريخية للبلشفية بكاملها،وانتفاضة اكتوبر،وتداعيات ماقبلها ومابعدها.ولكن يبرز السؤال المشاكس والشكوكي:اليس من الضروري من اجل قطع جذور الستالينية في الميدان النظري والممارسة السياسية،ان نقطع كل صلة لنا ب"اللينينية"نفسها المفبركة،كما تحنطت على سرير ستالين المقولب؟!.وسؤال متفرع:وهل تم تجاوز فكر وتجربة لينين بالذات من قبل الاوصياء الامناء؟!.لبحث هذه المسألة بخطوط عريضة دون ادعاء العمق والاحاطة،ودون افتراضات او قناعات او آراء مسبقة،تصادر على المطلوب،قاطعة ونهائية،ومن اجل ان لاتنقلب الماركسية الى مجرد صيغة دوغمائية متحجرة،نرددها كأدعية دينية جوفاء!.فهل يستطيع الماركسيون اجتياز هذا الامتحان العسير،اليوم او غدا،ليستوعبوا ويواكبوا المتغيرات الواقعية الموضوعية،للالفية الجديدة؟!.من الضروري ان نمعن النظر في قضية:ما اذا كان التمييز بين ماركس ولينين،ملحا وضروريا،لاختلافهما،وتناشزهما،ان لم نقل تناقضهما!.وهل يكفي هذا لحماية الشيوعيين من عودة"الظاهرة الستالينية"مجددا،ومرة اخرى،او(و)بأشكال اخرى؟!.ام ان النتيجة التي نصل اليها على النقيض من مظهرها الخارجي،وهي:ان" الستالينية"حقيقة سابقة على"اللينينية"وايضا سابقة على الماركسية،وبشكل اساسي؟!.واذا كان هذا صحيحا،فلابد من البحث عن اجداد"الستالينية"وجذور الاستبداد في اماكن وازمنة اخرى!.ومن اجل المعالجة والمقاربة الجادة،يجب الابتعاد عن المحاباة والانحياز،لان هذا غير مجدي ويقود فقط الى طمأنة وتأييد الذات المستسلمة لقناعتها!.ونقطة انطلاقنا هي:عندما نقول ان ستالين،بنى صرحه السلطوي تاريخيا على ارضية اللينينية،والتجربة البلشفية..الخ،فيجب ان نبين بأن كلمة او مصطلح"اللينينية" يعني بأختصار:تصورا نظريا لم يجري استخدامه على نطاق واسع الا بعد وفاة لينين!،وان نوضح ايضا كيف زور هذا التصور!وكيف استغله،واستخدمه ستالين لصالحه!.وهل من السهل والممكن فصله عن "الستالينية"؟!.ان مجرد القول،ان ستالين:زور وشوه وصنع"اللينينية"غير كافي اطلاقا،ومتحاملا كجواب!،الا اذا استطعنا ان نحدد تلك السمات الاصلية لذلك الذي تم تزويره وتشويهه وصنعه.ان اول ماينبغي تسليط الضوء عليه هو:ماهي الضرورات التي حفزت على اختراع وصناعة"اللينينية"(وهي الصفة او الاسم الذي استخدمه اعداء لينين في السابق،وبصورة رئيسية في معاركهم الفكرية معه،كنسبة اسمية لافكاره)على انها نظام نظري للماركسية(الكلاسيكية)متطورة وكاملة؟!.ولدت"اللينينية"واصبحت دلالة ايجابية قيد التداول لدى البلاشفة،وكل الاحزاب الشيوعية التي تأسست اثناء الحقبة الستالينية،والدائرة في فلك الحزب الام!،لتصف نظاما في التكتيكات السياسية.وهذه الحقيقة اكدها بوخارين بالذات،عندما اعلن بعد اسابيع قليلة من وفاة لينين،وذلك في خطاب له القاه في الاكاديمية الشيوعية يوم17شباط عام1924وبشكل رسمي،ان:"اللينينية هي نظام نظري".اما محاضرات ستالين"اسس اللينينية"(التي لازال كثير من الشيوعيين يعتبروها توراتهم)!،فقد القيت في نيسان من نفس العام في جامعة سفردلوف،وهي المحاضرات التي ساهم في كتابتها الاكاديمي البلشفي"كسينوفونتوف"!ولم يشلر اليه ابدا!والذي جرى اعدامه عام1937 اثناء التحقيق معه في قضية"خيانة"ملفقة كما جرت العادة في اتهام الخصوم الفكريين المختلفين في الرأي،طيلة فترة حكم ستالين:خيانة..عمالة..تجسس..عدو البروليتاريا او الفلاحين!!..وقد ركز بوخارين،منتقدا الصيغة التي تبناها اساتذة الاكاديمية الشيوعية وهي:"الماركسية في العلم،واللينينية في التكتيك"،بحجة انها تعكس الفكرة السائدة،والتي تقلل من اهمية لينين كمنظر،على تحديد مكمن الاقلال من اللامنهجية واللابنيوية المتميزة لتطور عمل لينين.يقول بوخارين:"ان لينين لم يقم بشحن وتركيز وتصنيف مساهماته النظرية في سلسلة من العروض المترابطة عضويا..فكل المفاهيم والصياغات والتعميمات التي يمكن العثور عليها في كتاباته العديدة هي في الحقيقة مقدمة للقاريء اليوم في قالب محكم ومحدد.وهذا هو السبب الذي جعل العديد من الناس يظنون بأن لينين المنظر اقل بكثير من لينين صاحب الممارسة العملية".هذه الحجة لبوخارين،اصبحت اكثر التباسا وغموضا،عندما اشار الى الحاجة لعمل ما لم يقم به لينين:اي اعطاء فكره شكلا منهجيا،فقد قال بوخارين:"اظن ان عدم تمكن لينين من صياغة مفاهيمه النظرية بشكل مركز،ناتج عن طغيان الجانب العملي في حياته.هذا الجانب الذي يضرب عميقا في طبيعة عصرنا.الذي هو عصر العمل".وهنا يقفز السؤال فارضا نفسه وهو:هل تغيرت بموت لينين طبيعة العصر،لتتحول بقدرة قادر من طبيعة"عملية"الى طبيعة تمتاز بالميل الشديد الى التأمل النظري الهاديءوالمحض؟!.فأولوية العمل وضرورته كانت اكثر الحاحا ومضت مستمرة في تاكيد نفسها،لانها كانت مطروحة وبحدة في تلك الاقات العصيبة بعد موت لينين.-فمن كان متفرغا لترف التنظير؟!-.كان بوخارين يعي ذلك اكثر من غيره،وهو الذي اعتبر ان:"اكثر سمات ماركسية لينين اشراقا،هي فهمه العميق للدور التابع الذي تلعبه البنى النظرية،مهما علا شأنها".ان التباس الصياغة واضح بشكل جلي!ولم يصبح هذا الفهم "عميقا" حقا وكاملا الا عند ستالين!عندما اصبح على طرف نقيض مع الوجه المعاكس تماما لنظرة لينين المتميزة!.ان رأي بوخارين كان يمثل البذرة الصيغرة التي ستنمو لاحقا الى غابة كثيفة من التعاليم والوصايا المقدسة،على يد الرفيق "كوبا"!ومهما يكن من امر،فان التناقض الاصلي الذي فرخ اسطورة"اللينينية"والتناقض الذي كانت هذه الاسطورة تسعى لابقاءه في الظل والغموض!.فمن جهة اعترف بوخارين:ان افتقاد النظام والبنيان المتسق لم يكن عيبا او نقصا عرضيا،بل سمة اساسية،لمجمل العمل النظري للينين،ومن جهة ثانية،سعى من اجل ازالة هذه السمة بالذات!!موكدا على ضرورة منهجة فكر لينين،لكي يفرض قوته النظرية على الجميع،وهذه الضرورة تتفق تماما مع ضرورة ضمان وحدة الحزب،حول نواة نظرية اصيلة،ولكن الاسلوب الذي اتبع لذلك تضمن عواقب وخيمة ومميتة!لم يشك لابوخارين ولا غيره،ولو للحظة في ذلك الوقت،ولو مجرد شك،بامكان حدوثها،وكونه واحدا من ضحاياها الكثيرين!!..................
................................................................................................
يتبع..
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(3-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(1-3)
- الماركسيون..واشكالية الموقف من الطقوس وحضور ذاكرة التاريخ ال ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(15)
- فؤاد النمري/ حوار الدم...مطاردة الساحرات!!!
- لينين-تروتسكي ...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(14)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(13)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
- كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(10)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(9)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(8)


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)