أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن المنصور - بيتهوفن وسمفونياتة التسعة















المزيد.....

بيتهوفن وسمفونياتة التسعة


مازن المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 1225 - 2005 / 6 / 11 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


من العوامل التي عملت على النهوض بالفن الكلاسيكي إ لى مرحلة رومانتيكية جديدة نهظة أ وربا، مما جعلها تتطلع من جديد إ لى الفنون القديمة. اليونانية والرومانية ‘ من شعر وتمثيل وموسيقى فأخذ الغرب منها مصادر هامة ‘ وقصصا شائعة في السحر والخرافة، كما لحن البعض منها تلحينا موسيقيا رائعا، يصور بصدق وإخلاص مظاهر الكون الخلابة . فهاهو بيتهوفن يفصح في سيمفونيته الثالثة عن الثورات الفرنسية ، فسيمفونية البطولة لبونابرت تعتبر فتحا جديدا في عالم الموسيقى الرومانتيكية. ثم اتبعه . بقية الفنانيين امثال شوبرت ، فون فيبير ، فيليكس ماندلسون ، وفردريك شوبان ، وروبرت شومان وغيرهم وسأكتفي بذكر نبذة موجزة عن حياة فطاحل العصر الرومانتيكي مع ادراج تحليلات لبعض مؤلفاتهم الهامة .

1. لودفيج فان بيتهوفن (1870_1827)

ولد في المانيا عام 1770 ، من عائلة موسيقية، فتلقن دروسه الأولى على يد أ بيه وقد عكف ا لصبي منذ الخامسة من عمره على دراسة الة الكمان والبيانو .وفي سن الحادية عشرة وضع أ لحانآ من المارشات والتحولات تحت اسم(variations) . وقد تقابل في سن السادسة عشرة مع هايدن وموتسارت ، فأعجبا بنبوغه وعبقريته، حتى ان موتسارت قال جملته المأثورة ( اهتموا بهذا الصبي فسيكون حديث العالم في المستقبل ).
بدأ بيتهوفن يشيد شهرته الفنية بالعزف في أ وساط فيينا وغيرها ، ولاكن داء الصم لازمه منذ عام 1798 ، واشتدت به العلة حتى افقدته السمع تماما في الخمس سنوات الأخيرة من حياته . وعندما بلغ الفنان الثلاثين من عمره سلك حياته كمؤلف له أ سلوب خاص ، يختلف به عن هايدن وموتسارت . ويرجع هذا الأسلوب الجديد الى النظريات التي اقتبسها بيتهوفن من كليمنتي وكروبيني، كذلك كتاب الثورة الفرنسية الذي تأثر بهم بيتهوفن إ لى حد كبير، فوضع سيمفونيات رائعة تعتبر أ عظم ما أ نتجته اليد البشرية حتى وقتنا هذا. وتتجلى لنا أ عمال بيتهوفن كالصرح العظيم، شيد فوقه تسع سمفونيات . الفها الفنان العبقرى في مدة تقرب من ربع قرن .وظهرت هذه السيمفونيات التسع لتقتحم الصالونات الفاخرة ، وبزغت في صورة جديدة فلسفية ، عميقة في التعبير وقوة التفكير ، فضلا عن روعة ألحانها وأ نغامها .

حركات الأ لحان والعواطف في سمفونيات بيتهوفن .

السمفونية الأولى: أ لفت عام 1800 وكان عمره ثلاثين عاما. وعملت من مقام ال( دو ميجر) وكأنت مهداة إ لى البارون( فان سويتن) وهذه السمفونية ذات فكرة موسيقية مرحه تصور لنا كيف يحس المرء بالأمل والرضا في بدأ حياته ، وكثيرا ما نفاجأ فيها بنغمات منخففظة قاتمة كأنها تنذر بمأساة قادمة. وكان نهجه في وضع هذه السمفونية كلاسيكيا بحتاً ، منبعثا من طابع موسيقى هايدن وموتسارت ، فلم يكن بيتهوفن في ذلك الحين قد اهتدى الى طريقته الخاصة في تصوير الحقائق وتجسيم المعاني بالأ لحان الموسيقية، تصويرا عميقا كما فعل في سمفونيته الثالثة ( البطولة) .

السمفونية الثانية : الفت عام 1802 من مقام ال( الري ميجر) وهي تمثل لنا حب بيتهوفن الى الجموح والشهرة ، أ نه يقاوم تلك الأ فكار الحزينة التي تتراكم عليه من حين لآخر ، إ نها موسيقى تصور البطولة الفائقة التي يرفض صاحبها الهزيمة والانكسار . إ ن بيتهوفن يرغب في السعادة ، ولا يود الخضوع الى مصيبة الصمم ا لعضال .

السمفونية الثالثة : الملقبة بسمفونية ( البطولة ) أ لفت عام 1804 من مقام ال
( مي بيمول ميجر ) لتخليد حياة نابليون بونابرت وبطولاته في الحروب الفرنسية . كان بيتهوفن يريد لفرنسا الاستقلال ، وكان يأمل في نابليون ان يضع أسس الحرية والمساواة بين شعوب العالم أ جمع. إ ن هذه السيمفونية تصور لنا بألحانها الثورة الفرنسية، وما يتجلى فيها من حوادث عظمى . تسمع في الحركة الثانية منها مارش الجنازة يصاحب نابليون إ لى مقره الأ خير . أ ما موسيقى الحركة الثالثة ذات الطابع البهيج فهي قبس من الأ مل يظهر من جديد للبشرية فتتسابق الأنفس إ ليه فرحة مغتبطة .

السمفونية الرابعة : الفت من مقام ال ( سي بيمول ميجر) نتخيل في موسيقاها انبثاق السعادة أ مام عيني بيتهوفن . ففي عام 1806 خطب بيتهوفن تلميذته المفضلة تريزا ، وكأن تريزا وردة طاهرة يتنسم بيتهوفن فيها عبير السعادة والحب والطمأنينة.



السمفونية الخامسة: ألفت هذه السمفونية من مقام ال( دو ماينر ) . وهي عبارة عن دراما موسيقية من أ ربعة فصول ، تعبر لنا بألحانها الفلسفية عن خلجات النفس البشرية ، وما يعتريها من محن . فالحركة الأ ولى تمثل لنا ضربات القدر يطرق باب الإ نسان . ثم يبدأ الصراع بين الإنسانية ، وبين الرذائل والفضائل . وكأنها معارك موسيقية دامية . تتدرج تارة بين اللين والشدة ، وتارة تتلاشى ضرباتها في فضاء الكون . وهاهو الإنسان يرفع صوته إ لى السموات العليا ، ولاكن صوته الضعيف يضيع بين العواصف الهوجاء . أ ما الحركة الثانية فهي تعبير صادق لتقلبات الإنسان مع القدر ، تارة يضهر كشاعر متأمل ، وتارة موسيقي ملهم انجبته الطبيعة المتغيرة. والحركة الثالثة نغمات يأس دفين يرزح الإنسان تحت عبئها ، طارقا أ بواب النجدة ، ولاكنه لايرى امامه غير أ شباح تحوم حوله ، تسخر منه وتهزأ به ، وكأنها موسيقى شيطانية تبعث في النفس الرهبة والخوف . أ ما الحركة الرابعة فهي نغمات حارة تصور لنا انتصار الفنان على عوامل اليأس ، فالإنسان الذي لم يتذوق طعم السعادة في الدنيا ، سينعم بزحيقها المختوم في العالم العلوى بعد موته ، وهذا اكبر انتصار له . كذلك الشخص الذي لازمه الفقر طول حياته ، فإ ن أعماله الخالدة ستكون بلا ريب أ كبر فوز له بعد الممات .

السمفونية السادسة : لحنت من مقام ال ( فا ميجر ) وعزفت لأول مرة في فيينا في 22 ديسمبر عام1808 ، وهي تصوير واضح لمشاعر الفنان وحبه للريف والاستمتاع بمناظره الخلابة .
فالحركه الأولى نحس فيها بهدوء القرية أ يام فصل الخريف ، فالرعاة يجوبون المرعى ، ينصتون إ لى تغريد الطيور والبلابل ، وينظرون فوقهم فيرون السحب تتجمع وتتفرق . بينما تصور الحركة الثانية مياه الجدول تتدفق فوق العشب الأخضر . أ ما الحركتان الثالثة والرابعة فتصفان جلسات الفلاحين ، يرقصون ويطربون على ترنيمات الناي ، وقد أ رادت الطبيعة أ ن لاتدوم هذه اللحظات والجلسات السعيدة، فأخذت السحب تتجمع وتتوافد من كل حدب ، ثم أعلن الرعد قدومه بزمجراته ، وبدأ المطر يتساقط رويدا ، ثم ازدادت العاصفة تدوى برياحها وأخذت تطارد العازفين والراقصين . والحركة الخامسة والأخيرة تنبؤنا با نتهاء العاصفة بسلام ، وقد بزغت الشمس بأشعتها الذهبية من جديد على الريف الباسم ، فخرج الريفيون من أ كواخهم رافعين أ ياديهم الى السماء يقدمون الشكر والعرفان إ لى المولى عز وجل .

السمفونية السابعة: أ لفها بيتهوفن عام1812 من مقام ( لا ميجر ) وتسمى بالسمفونية الضاحكة إ ذ يظهر فيها بيتهوفن كأنه رجل ممل ، مفكوك الأ زرار ، لا يعبأ بالمجتمع الارستقراطي إ نها أ لحان تخلط بين المرح والنقمة ، إ نها انفجارات عميقة تغمر ’’ جوته ‘‘ وأشباهه بجو من الهلع والرعب عند مرور الامبراطور وحاشيته بالقرب منهم . اما الحركة النهائية فيها فتمثل لنا ’’ ديونيسيوس ‘‘ يتقدم مواكب الحرية .

السمفونية الثامنة : لحنت من مقام (فا ميجر ) وكانت مهداة إ لى امبراطورة روسيا، وقد تم انجازها عام 1812 ، وتلقب بالسمفونية الصغيرة ، فلم يحاول بيتهوفن اعطاء تعبيرات خاصة عن موضوع معين ، ولربما كان اهتمامه بها منصبا على الناحية الإنشائية فقط .

السمفونية التاسعة : لحنت من مقام ( ري ماينر ) وقدمت عام 1824 ، ا ستغرقت عشر سنوات كاملة ، تصور بيتهوفن وهو ينتقل من هاوية الحزن إ لى قمة الفرح ، إنها عبقرية ملموسة ، تمثل لنا الفرح يهبط من السماء يتحسس بعذوبته القلوب النقية الطاهرة ، وما أ سرع مايجتاح الفرح الكون بأسره ، يعلن الحرب على الأ لم بجيوشه الجبارة ، فالأناشيد القدسية تسمو إ لى العالم العلوي ، تمتزج نغماتها بأنفاس بيتهوفن وهتافاته العميقة ، ثم تتبدل النغمات بأخرى ، تصور الفنان الملهم يرتاد الحقول والمراعي ، يسجل مؤلفاته الجنونية تحت رذاذ المطر، ومنها تعبر إ لى جنون الحب العذري، حيث تمثل الموسيقى ملكا طاهرا يمد ذراعيه إ لى السماء ، يهتف من أعماق قلبه، فيستقبله الفرح من جديد، ويضمه إ لى صدره الحنون.

وعندما قدمت هذه السمفونية في فيينا أ ثارت حماسة الكثيرين، فصفق من صفق ، وبكى من بكى، وأغمى على بيتهوفن من قوة الانفعال فحملوه إ لى دار صديقه ’’شنيدلر‘‘ وظل فاقد الوعي طوال الليل وصباح اليوم التالي ،إ ن النجاح كان عظيما ولاكن الربح كان قليلا، فلم تتبدل حياته المادية، وظل يائسا وحيدا إ لى أ ن توفي عام 1827 أ ثناء عاصفة ثلجية، وكأن الطبيعة أ رادت ان تودع ابنها الموسيقار الأ لماني العظيم في جو من موسيقاها العاصفة الحزينة يحوطه الاجلال بالتقدير .



#مازن_المنصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى مانويل ضيف الله الاسباني
- الموسيقى في عصر الباروك
- ناريخ الموسيقى
- تاريخ موسيقى الراي
- تاريخ السمفونية
- نوادر الموسيقى
- تاريخ موسيقى الأوبريت
- تاريخ موسيقى الفلامنكو
- تاريخ ألة الكيتار
- تاريخ موسيقى الآوبرا
- تاريخ موسيقى البالية
- تاريخ الموسيقى الكلاسيكية


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن المنصور - بيتهوفن وسمفونياتة التسعة