أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد علم الدين - عندما يتعملق لبنان بشهدائه يتقزم القتلة















المزيد.....

عندما يتعملق لبنان بشهدائه يتقزم القتلة


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 13:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قبل البارحة احتفل لبنان بذكرى استشهاد الزعيم الوطني كمال جنبلاط.
و البارحة احتفل لبنان بذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رينيه معوض.
وغدا سيحتفل لبنان بذكرى استشهاد الصحفي الشجاع جبران تويني.
وبعد غد سيحتفل لبنان بذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعلى مدار السنة هناك احتفالات وقداديس بذكرى استشهاد رجال دولة كبار واجهوا الوحش القاتل الغدار، الذي اراد باغتيالهم اغتيال فكرة لبنان كبلد عربي وحيد مميز بحريته وديمقراطيته ورسالته الانسانية في التعايش الأخوي التاريخي بين المذاهب والاديان.
هؤلاء الشهداء الفرسان واجهوا المجرم بصدور عارية ليبقى لبنان الرسالة وطنا للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
هم كوكبة كبيرة من شهداء لبنان، حيث دفعوا ثمن مواقفهم الوطنية السياسية السيادية الصلبة " التي لم تعجب القاتل" حياتهم من اجل ان يبقى لبنان سيدا حرا ديمقراطيا مستقلا.
وسيحيا لبنان الى الأبد في وجدان شعب انتصر على الحروب ونشر الفوضى والمحن وسينتصر على كل الاغتيالات ومحاولات الاغتيال والفتن.
وكلما احتفل لبنان بشهدائه الكبار تعملق بشهادتهم في العلاء وطنا للبهاء!
فالشهادة هنا ليست نهاية للإنسان، بقدر ما هي قيامة للأوطان وتحرر للشعوب من نير الظلم والقهر والاستبداد والطغيان.
والشهادة ليست وجهة نظر ، بقدر ما هي قمة في التفاني بالروح والتضحية بالجسد من أجل القضية الوطنية العادلة، وهي بحد ذاتها انتصار على العدو والقدر.
والشهيد لا تنتهي حياته بالشهادة، بل تتحول الى ذكرى وعيد وظاهرة حية سرمدية ازلية وطنية ترددها الأجيال أغان وأناشيد. تماما كاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
والشهادة هي في الوقوف بشجاعة البطل في وجه آلة الشر والقتل دون خوف أو وجل. تماما كما فعل شهداء الصحافة الشجعان سليم اللوزي وسمير قصير.
والشهادة هي ان تؤمن بلبنان ال 10452 كلم2 ، كما فعل الرئيس الشهيد بشير الجميل، وقدم الروح وهو مبتسم.
والشهادة هي ان تشعر بأن القاتل يتربص بك على المنعطف ولا تتراجع خوفا على حياتك ولا تنحني وأن ترتجف، بل تتابع السير بخطى ثابتة على طريق الجلجلة والآلام، تماما كما فعل الشهيد اللواء وسام الحسن.
والشهادة هي وجدان شعب وعنفوان وطن، وروح متمردة متوقدة للعطاء تتوق للحرية وترفض الخنوع للاستبداد والظلم والفساد والعفن.
والشهادة في لبنان تتمثل في شهداء استقلاله الكثر من الشهيد رياض الصلح ...... الى كل شهداء انتفاضة الاستقلال وثورة الأرز الذين اغتالتهم أيدي الحقد وابناء الظلام.
والشهادة هي ان نموت بفخر لكي يحيا الآخرون، لا ان نفطس بعهر ومجون لكي ينتصر الطغاة والقتلة والمجرمون.
والشهادة تفقد قيمتها ورمزيتها ومعناها عندما تصبح بثمن، كمفتاح جنة من هنا ووعد بحورية من هناك، هيهات ان يتم قبضه بعد موت وعدم!
وهنا نأتي الى قضية الاتجار بأرواح البشر والتغرير بالسذج والمغفلين لتحقيق مشاريع دنيوية دنيئة قذرة وأوهام لا علاقة لها بالأخلاق والانسانية والدين، وليس لها علاقة بالتضحية والعطاء، بقدر ما هي انتحار وقتل ونهاية وفناء.
لقد ولت مشاريع التوسع الاستعماري والغزوات القبلية والعدوان، والحروب الثأرية الحاقدة على الجيران وبث الجواسيس لنشر الفتن والحروب والاجرام، من كل حكام العالم ما عدا ملالي ايران، حيث ما زالت ترفع شعارات دينية عاطفية تدغدغ بها مشاعر السذج والعوام، وهي في الحقيقة أكاذيب تهدف فقط لاستعادة امجاد امبراطورية بني ساسان، ومن يمت من اجل هكذا مشاريع فهو تابع للقطعان، وقد خسر حياته ولن تعرف روحه السلام.
اين الامبراطوريات العظام قديما وحديثا لقد ولت جميعا ولم يبق منها أثر.
ليست الشهادة ان نفجر الأبرياء وننتحر، او نذبح الاطفال الصغار ونفتخر، وانما هي قتال شرس في وجه عدو غاصب ومعتد او موقف شجاع وكلمة حرة تدفع القتلة الى سلاح الاغتيال القذر.
والشهادة الحقيقية ليست واجبا جهاديا للاعتداء على الآمنين الأبرياء ودعم المفسدين الطغاة وذبح الأطفال والرجال والشيوخ والنساء بلا رحمة ولا انسانية او ضمير.
غدا سيحتفل لبنان بذكرى اغتيال شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع فارس الصحافة اللبنانية ابا عن جد المفكر جبران تويني.
الذي هوى عملاقا من اجل ان يستعيد لبنان استقلاله وسيادته واصالته الديمقراطية التي تقزمت بوجود مخابرات وعصابات الاسد الاجرامية.
هي لحظة احتفال بانتصار امام قوى الغدر والشر والاغتيال.
وعندما يتعملق لبنان بشهداه الكبار تتجلى شجرة الارز الخالدة مبتسمة بحنان كملكة الزمان والمكان على قمم جبال المجد والعنفوان ملامسة السماء باطمئنان لتتلألأ على أغصانها أسماء زعماء شهداء قادة ومفكرون وصحفيون أبرار قدموا أرواحهم الزكية على مذبح الحرية ليبقى لبنان السيد الحر الديمقراطي التعددي المستقل مشعلا لها في هذا الشرق المنكوب بآفة القمع والظلم والاستبداد، ووطنا أبديا سرمديا واحدا بشعبه موحدا بجميع مذاهبه وأطيافه وعرقياته، مشرقا ببناته وأبنائه مقيمين ومغتربين. تحية هنا لابن لبنان الأديب الكبير امين معلوف الذي زرع لنا ارزة الخلود في فرنسا مذكرا بجبران خليل جبران الذي زرعها في بلاد الأمريكان.
ويبقى لبناننا الصغير بهمومه الثقيلة ومشاكله المعقدة في القلب ومهما ابتعدنا عنه وتغربنا في مشارق الأرض ومغاربها وباعدت بيننا المسافات. وكلما ابتعدنا عنه زادنا الفراق والبعد حنينا وحبا الى بلاد الأرز التي ما خضعت لعدو منذ ابد الدهر، وقاومت كل موجات الغزو والحرب، ولن تخضع اليوم لمحتل فارسي خبيث بلباس العفة الدينية والطهر هو في الحقيقة محور شر عدواني متطرف كافر بالقيم الاخلاقية والانسانية طائفي مذهبي عنصري ليس له رب.
وعندما يتعملق لبنان بشهدائه الكبار يتقزم امام عظمتهم القتلة الصغار.
استشهاد هؤلاء الأبطال اعطانا القوة والعزيمة والاصرار على الحفاظ على لبنان كما حلمو هم به. شهداء لبنان يحتفل بهم سنويا وكأنهم احياء في وجدان الشعب. أما القتلة فهم أموات حقيقيين حيث تنهال عليهم اللعنة من كل حدب وصوب.
ومنذ ايام كانت ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رينيه معوض. الذي اغتاله المجرم حافظ الاسد يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين ثاني عام 1989 كهدية العيد للبنانيين. ولماذا اغتاله؟ وبكل بساطة لانه دكتاتور حقير لا يستطيع ان يسمع كلمة لا.
ولأن الرئيس معوض لم يتنازل عن السيادة الوطنية وجمع شمل اللبنانيين الذين فرقتهم الحرب المفروضة عليهم من عصابات البعث.
ولأنه رفض تسليم القرار اللبناني الحر لحافظ الأسد. وان يشكل المجرم حافظ حكومة لبنان.
ولأنه كان وطنيا لبنانيا سياديا، احب لبنان واللبنانيين ومن اجل خلاصهم من نظام القتل والاستبداد الاسدي استشهد. وروى بدمائه الزكية ارض لبنان المقدسة.
وهنا نصل الى الخاتمة المرة وهي أن كل شهداء لبنان الكبار هم ضحية اجرام وغدر وخسة ولؤم وحقارة ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة، لأنهم قالو لا لهذا المشروع الايراني الشرير. وحزب الله ينفذ اوامر اسياده لاغتيال قادة لبنان وإلغائهم من المعادلة السياسية ليستتب له الأمر ويسيطر على لبنان يحوله الى ولاية من ولايات الولي الفقيه.
العدالة قادمة وقريبا ابواب المحكمة ستفتح



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشايخ العار وفتاوي الانتحار
- الحرب التي اشعلها الملالي ترتد عليهم
- من هم اطفال الاخوان؟
- المرشد بديع ومرسي المطيع
- انتصارات الأرانب
- مصر أمانة في عنق المجلس العسكري
- تعقيبا على كلام الدكتور سمير جعجع
- شتان بين العدو الاسرائيلي والنظام الأسدي!
- المفتي يستقبل شبيحاً والبطريرك يتغنى بنظام الشبيحة
- ولماذا لا ينأى بنفسه البطرك الراعي عن أحداث سوريا؟(1)
- الهزيمةُ الماحقةُ مرسومةٌ على وجه بشار
- انتفضوا ايها الكاتبات والكتاب الأحرار!
- فضيحة روسية معطوفة غباءً سياسيا
- تماسيحٌ وخنازيرٌ ، أفاعي وحيتان
- الجيش الحر حاميها وشبيحة الأسد حراميها
- واذا ما خربت ما بتعمر يا احرار سوريا !
- دعوة لجمعة الغضب الإسلامي دعما للشعب السوري
- نداء عاجل
- تقرير المصير حق للجميع
- شعب سوريا البطل: أشجع شعب في العالم


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد علم الدين - عندما يتعملق لبنان بشهدائه يتقزم القتلة