أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد وجدي - ناسوت المسيح : هل هو مخلوق أم أزلي ؟؟؟؟















المزيد.....

ناسوت المسيح : هل هو مخلوق أم أزلي ؟؟؟؟


محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)


الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 01:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الموضوع شائك ، ويتحرج حتى بعض أساتذة اللاهوت في الخوض فيه فيصيرون ملكيين أكثر من الملك ، رغم أن آباءنا الأطهار الأوائل خاضوا في لجج كل المواضيع اللاهوتية وقتلوها بحثا ً ولم ينثنوا أن يوضحوا ما غمض منها وما ظهر ، ويدافعوا عن الحقائق المجيدة للاهوت ، ويردوا كيد الهراطقة إلى نحورهم ... وهنا أقوال آباء الكنيسة نذكرها في جلاء ، ولن أذكر الكثير من نصوص الإنجيل لئلا يتم اتهامي بلي عنق الآيات أو تفسيرها بخلاف ما اتفقت عليه الكنيسة الجامعة :

القديس أثناسيوس:

قال "لأنهم (الهراطقة) يطلقون على جسد المسيح أوصافًا مثل "غير مخلوق" و"سمائي" وأحيانًا يقولون أن الجسد "من ذات جوهر اللاهوت".. لكن كل ما قالوه ليس إلاَّ سفسطة فارغة وآراء عاطلة.. من أي مصدر أخذتم البشارة التي تجعلكم تقولون أن الجسد "غير مخلوق" ألا يجعلكم هذا تتخيلون أمرين لا ثالث لهما ‍!‍ أما إن لاهوت الكلمة قد تحوَّل إلى جسد، وإما أنكم تعتقدون بأن تدبير الآلام والموت والقيامة خيال لم يحدث، وهذان التصوران كلاهما خطأ، لأن جوهر الثالوث هو وحده غير المخلوق، والأبدي، وغير المتألم، وغير المتغيّر. أما المسيح حسب الجسد (رو 9:5) فقد وُلِد من الناس الذين قيل عنهم " أخوته " بل تغيَّر بقيامته فصار بعد قيامته " باكورة الراقدين" (كو 1: 18).. فكيف تسمون الناسوت الذي تغيَّر من الموت إلى الحياة "غير مخلوق"؟... عندما تصفون الجسد المتغيّر المكوَّن من عظام ودماء ونفس إنسانية، أي كل مكونات أجسادنا. والذي صار ظاهرًا ومحسوسًا مثل أجسادنا، عندما يصفون كل هذا بأنه "غير مخلوق" تسقطون سقوطًا شنيعًا في خطأين: أولهما أنكم تفترضون أن الآلام التي احتملها هي مجرد خيال، وهذا تجديف المانويين، وأنكم تعتبرون أن اللاهوت له طبيعة ظاهرة محسوسة، رغم انه جوهر غير مخلوق.. وهذا التصوُّر الأخير يضعكم مع الذين يتصوَّرون أن الله كائن في شكل بشري جسداني، فما هو اختلافكم عن هؤلاء، مادام لكم نفس الاعتقاد؟"
****************

القديس كيرلس الكبير: قال عن السيد المسيح "هو هو واحد مع أبيه، جسده كله مخلوق بلا خطية، في بطن العذراء كطبيعة واحدة لاهوتية غير مدركة، وهي التي ولدته بالجسد.. هو أيضًا الذي شرب اللبن من ثدي العذراء، وهو أيضًا الإله بلا تغيير لعلوه ومجده، وتسجد له المجوس كالإله، وتمجده الملائكة، وتأتي إليه المجوس بالقرابين كالإله"
*************

وقال أيضًا "غير ممكن أن يتغير شيء من المخلوقات إلى طبيعة اللاهوت، لأن الجسد مخلوق والكلمة غير مخلوق"

**************

القديس باسيليوس أسقف قيسارية: قال "ويجب أن تقال هذه المعاني على ناسوت المخلص أنه خُلِق، وليس على لاهوته

وقال أيضًا "ولما رأى الابن أن الخطية قد كثرت، تنازل وسكن في العذراء مريم بمثال لا ينطق به، ولا يبحث عنه، وصار فيها تسعة أشهر، وأخذ منها جسدًا تامًا، وبناه هو فيها بإرادته ومشيئة أبيه"

****************

القديس غريغوريوس أسقف نيصص: قال "المسيح غير مخلوق (اللاهوت) ومخلوق (الناسوت) اجتمعتا في موضع واحد معًا، أما الغير مخلوق، فنقول لأجله أنه أزلي قبل كل الدهور، وانه دائم إلى الأبد، وهو خالق كل شيء كائن، فإما المخلوق (الناسوت) فهو المشاركة التي صار فيها مع جسد تواضعنا بالتدبير (التجسد)

وقال أيضًا " جوهر واحد ليس أثنين، لم ينقل لاهوته الخالق فيجعله مخلوقًا، ولا نقل المخلوق فجعله غير مخلوق، هو هو واحد ليس أثنين"

*****************

القديس بوليدس أسقف روما: قال "لا نجعل اللاهوت مخلوقًا ولا عبدًا، لأنه غير مخلوق، ولا نجعل أيضًا الجسد غير مخلوق.. (( بالفعل نوافق ونعترف به باتفاق واحد، إن الجسد هو من العذراء مريم، وإن اللاهوت من السماء، وإن الجسد مخلوق من البطن، واللاهوت غير مخلوق في خاصته بل هو موجود في كل حين"

وقال أيضًا "هكذا نعترف بالمخلوق بإتحاد الخالق لما اجتمع بالمخلوق، طبيعة واحدة قائمة ثابتة من الجهتين"

********************

مازال أحد يتساءل: أليس القول بأن جسد المسيح مخلوق يتعارض مع ما جاء في قانون الإيمان الذي يقول " مولود غير مخلوق"؟

فنجيبه بهدوء شديد قائلين إن قانون الإيمان يحدثنا عن طبيعتي المسيح، فتكلم أولًا عن لاهوت المسيح قائلًا "نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء " فهذا ينطبق على اللاهوت الأزلي المولود من الآب والمساو له ولا ينطبق على الناسوت، لذلك يكمل قانون الإيمان قائلًا " هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء. تأنس .. " فالذي نزل من السماء هو اللاهوت وليس الناسوت، واتخذ جسدًا من مريم العذراء، والروح القدس هو الذي هيأ أو أنشأ أو خلق هذا الجسد المقدس للإبن الكلمة.

ولكن لنحذر في التعبير، فقولنا أن "جسد المسيح مخلوق" فهذا قول أرثوذكسي صحيح. أما القول بأن "المسيح مخلوق" فهو هرطقة أريوسية في منتهى الخطورة يجرّمها الكتاب والآباء يحرمون من يقول بها.

وورد في مجلة الكرازة الغراء عدد يناير وفبراير 1967 سؤال من أحد الآباء يقول فيه "ما معنى قول قانون الإيمان {إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق} وهل تنطبق هذه العبارة على المسيح أم على لاهوته أم على ناسوته"؟

وأجاب القمص باخوم المحرقي (نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي)، قائلًا " أن المسيح له المجد مولود غير مخلوق أولًا من حيث لاهوته. على أنه لما كان لاهوته متحدًا بناسوته إتحادًا تامًا فما يقال على اللاهوت قبل التجسد يقال على مخلصنا وفادينا يسوع المسيح من غير تفريق بين لاهوته وناسوته. حيث أن فيه أتحد اللاهوت بالناسوت، إتحادًا كاملًا من غير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.. إن السياق السابق واللاحق لعبارة "مولود غير مخلوق" يقتضي أن يكون معناها منصبًا على الله الكلمة، الأقنوم الثاني قبل التجسد، من حيث لاهوته الأزلي الكائن قبل كل الوجود، وقبل كل الدهور. وفي هذا التوطيد رد مباشر على البدعة الأريوسية والأريوسيين ومن يذهب مذهبهم من إنكار أزلية المسيح ووجود السابق على التجسد منذ الأزل من أمثال شهود يهوه وهم الأريوسية الجديدة.

وبديهي أن تعبير "مولود" مقصود به لا الميلاد الزمني من الروح القدس ومريم العذراء، وإنما المقصود به أولًا الميلاد الأزلي حيث أن الله الكلمة هو الابن والابن الوحيد لله الآب.. وأما قوله "غير مخلوق" فهو رد مباشر على أريوس الذي زعم إن الله قد خلق المسيح، وأنكر بذلك لا أزلية الابن فقط بل أنكر عقيدة الثالوث أيضًا، وأراد أن يجعل من المسيح مخلوقًا مثل سائر الناس.. الأمر الذي رفضه آباء مجمع نيقية في شدة وحزم لأنه يخالف نصوص الكتب المقدسة وتعليم الرسل المستقرة بالتقليد في الكنيسة المقدسة.

وهنا نجيب على سؤال آخر: هل جسد المسيح مخلوق؟

أقول نعم إن الجسد من حيث هو جسد، مخلوق، وقد تكوَّن بالروح القدس من مريم العذراء، ومن دمها ولحمها.. "فلذلك عند دخوله العالم ذبيحة وتقدمة لم تشأ لكنك هيأت لي جسدًا" (عب 10: 5). (أنظر يو 1: 14، عب 2: 14، 5: 7، 1 بط 2: 24).

ومع ذلك بعد التجسد لا نجرؤ على أن نفصل بين ناسوت المسيح ولاهوته، لأنهما منذ التجسد قد اتحدا بغير افتراق ولا انفصال. ولا يجوز بتاتًا أن نميز أو نفصل بين الناسوت واللاهوت أو نفرق بينهما. وإذا فصلنا بين خصائص الناسوت وخصائص اللاهوت، فنفصل بين الخصائص فصلًا ذهنيًا فقط لا فصلًا واقعيًا، لأنه في الواقع لم يعد في الإمكان أن نفصل بينهما بعد الإتحاد، لأنه إتحاد كامل لا يقبل الانفصال أو الافتراق" (1).



تذكَّر

+ السيد المسيح = إله كامل + إنسان كامل (في إتحاد طبيعي إقنومي)

+ طبيعة السيد المسيح = طبيعة إلهية + طبيعة ناسوتية

جوهر اللاهوت جسد بشري + روح بشرية

+ من البدع والهرطقات التي ثارت بشأن طبيعة المسيح:

طعن أريوس في لاهوت الابن وقال أنه مخلوق.

أنكر أبوليناريوس وجود الروح البشرية في السيد المسيح.

اعتقدت الغنوسية والمانوية بأن المادة شر، فلذلك قالوا أن السيد المسيح اتخذ جسدًا خياليًا أو شبحيَّا.

أنكر أوطيخا ناسوت المسيح وقال أنه ذاب مثل نقطة خل أُلقيت في محيط.

القول بأن السيد المسيح مخلوق قول أريوسي يستحق الحرم. أما القول بأن جسد السيد المسيح مخلوق فهو قول صحيح باعتبار أن هذا الجسد ليس أزليًا مثل اللاهوت بل له بداءة ونشأة، وهذا ما أكده الآباء القديسين.


..............................

أرجو أن يفيد موضوعي هذا ولا يكون سببا ً في بلبلة . بل لإيضاح حق كثيرا ُ ما غمض .



#محمد_وجدي (هاشتاغ)       Mohamed_Wagdy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لقراءة وقائع الفتح العربي لمصر من مصادر متعددة – 2
- قيد - شعر عامية
- كلمتين - شعر عامية
- لا ترحلي - شعر
- بدون النساء - شعر
- بحر التمني - شعر
- مشاعر متعثرة
- محاولة لقراءة وقائع الفتح العربي لمصر من مصادر متعددة – 1
- كذبة - شعر محمد وجدي
- بعض السؤال - شعر محمد وجدي
- التعنت الكنسي في فهم وصية السيد المسيح حول الطلاق
- لماذا نؤمن بألوهية السيد المسيح ؟
- محمد أصبح ميشيل - رحلتي إلى حضن الآب السماوي
- سقوط نبوة محمد في الكتاب المقدس - 2
- سقوط نبوة محمد في الكتاب المقدس - 1
- حول قضايا تغيير الديانة والحق فيها - بيان بشأن الحكم الصادر ...
- ما بين النموذج السويسري والانهيار المصري
- كتاب : مشكلة الحديث عند المسلمين ( الأجزاء الخمسة مجمعة معا ...
- نوح يترك السفينة
- لم أعد طفلا ً


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد وجدي - ناسوت المسيح : هل هو مخلوق أم أزلي ؟؟؟؟