أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع














المزيد.....

- المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 01:33
المحور: الادب والفن
    



أحد ملامح الشعرية المعاصرة ، أنها شعرية التجريب . و إحدى السمات الفارقة التي تميز التجريب ، أنه تجريب لا علي مستوي اللغة ، وليس علي مستوي بناء الصورة فحسب ، كما كان يحدث قبلاً مع ممارسات الشعرية العربية عبر قرونها الطويلة ، وإنما هو أيضا تجريب في أسلوبية كتابة النص ( بنياته ودواله وأدواته ) ، وفي موضوعاتهِ ، وما يمكن أن تحدثه من وعي مفارق ، بما يمكن تسميته بصدمة التلقي ، تلك الصدمة التي تعتمد في الأدب علي مفهوم المفارقة .

وإن كانت المفارقة في أساسها " بنية سردية " ، تتجلي أكثر ما تتجلي في الحكي ، وبخاصة المقامات التي كانت تنتهي بطرفة ، كما تتجلي علي نحو أوضح في النكتة العامية التي تحكي حكاية ما تفتأ تنتهي بكسر لخط الحكي علي نحو ينقلنا فجأة إلي وعي مغاير وحالة مغايرة .

ومن هنا فإن التجريب في المفارقة الشعرية المعاصرة يمكن رصده من خلال :

- آلية اشتغال عقل الكاتب في إبداعه للنص ، وما يمكن أن يرتبط بذلك من بحث عن آليات جديدة لإنتاج النص .

- وكذلك يمكن رصده من خلال التلقي ، الذي يكشف عن وعي مفارق للوعي الجمالي السائد .

إن التعبير بالمفارقة يكاد يكون أكثر الأبنية انتشارًا في شعر الحداثة ، ذلك لأن الشعر القديم في مجمله كان أحادي النظرة ، بمعني إدراك جانب واحد من وجهي العملة؛ وذلك ناتج من اختفاء أحد الجانبين عند النظر إلي الجانب الآخر .

" هواء جاف يجرح الملامح " للشاعر مؤمن سمير ، تتجلي فيه بنية المفارقة الشعرية ، بوصفها بنية أساسية اتكأت عليها نصوص الديوان في إنتاج تدلالها العام .

ومنذ النص الأول " دوام " تتجلي هذه البنية لتكشف عن وعي بالتجريب ، يقول :

لا فكاك من التقزز

صدقني

فأنت ستتخيل حالاً

أن العقارب الثلاثة ، تركب

فوق بعضها ، بسوقيةٍ لا نهائية

وأن .. وأن ..

لكن ما يحزن في الأمر حقاً

أنك ستموت بعد قليل ...

حقيقة بسيطة ، لا يجهلها أحد ، لكنها ، وفي سياق بناء النص تأتي بوصفها صدمة تصنع مفارقة شعرية تعتمد علي آليات سردية ، ومفارقة ترتبط بعالم ما خارج النص ، وتضع المتلقي علي حافة السؤال المصيري ، سؤال النهاية والعدم والموت ، إن المفارقة هنا تنتج من العالم المنبني عبر النص ( العالم الممكن ) بتعبير المناطقة ، ذلك العالم الذي ليس موجودا خارج النص ، ولكن أوجدته الكلمات .

وفي نص بعنوان " مشيئة " تتشكل المفارقة الشعرية من عدة مفارقات تأتي مفتتة في شكل وحدات سردية عبر النص ، ثم تنتهي بمفارقة أشمل يختتم بها النص ، ففي المقطع الأول ، يقول :

الأم تهرع إليه قبل النزول

ترقيه

إحساسها بأنه المسروق لا محالة .

- وفي المقطع الثاني :

الأب من أسفل العدسات

ينظر إلي الجيب المطرز ، ويتمتم

بدعاءٍ مكتوم .

- وفي المقطع الثالث :

كلهم لا يسمعون الهاجس

وهو يقض مضجعه كل ليلةٍ ، بكلِ قسوة .

- وفي المقطع الرابع :

لكنه يخرج في آخر العام ، متخفياً ، فيمر قرب الناصية

ظِلُّ البنت المضيئة

فيسرق

قلبه ..

تأتي المفارقة الأخيرة باعتبارها خاتمة ، إذ في ظل هذا الجو المشوب بالتوجس والقلق ، والألم وانتظار الموت ، يمر به ظل البنت المضيئة فيسرق قلبه .

إنه الانحراف الدلالي الذي يعمد الشاعر إليه لكسر الألفة المعتادة ، ومن ثم الخروج من المعتاد إلي غير المعتاد ، وهي المفارقة الأبدية التي تتشكل بين الموت والحياة ، حيث يبني النص فلسفته ويتبناها ، ففي أعمق لحظات الموت تكمن لذة الحياة ، وفي أعمق لحظات الحياة يكمن ألم الموت .

ومن هنا تعد أداة الاستدراك " لكن " تقنية أساسية في بناء النصوص ، إذ المفارقة هنا تنبني من خلال الموقف والموقف المضاد .

وتتشكل آليات المفارقة في نصوص الديوان من خلال :

- أدوات الاستدراك والاعتراض وبخاصة الأداة " لكن " وتحولاتها .

- وتتشكل أيضا من خلال بناء الموقف والموقف المضاد ، والصورة و الصورة المضادة .

يقول :

حين سرت وحيداً

في هذا المساء الشتوي

اصطدمت بأربعة أشباح

كان كل منهم يسير وحيداً

في هذا المساء الشتوي

لكننا أصبحنا رفاقاً حقيقيين

بعد أن أسرَّ كلٌ منا

للمحلات المغلقة

بأنه حزين ووحيد

في هذا المساء الشتوي .

فالأداة " لكننا " تفصل بين حالتين ، الأولي لقاء الأشباح ووحدتهم في المساء الشتوي ، والثانية هي الموقف المفارق المتمثل في الرفقة الحقيقية ، وتكشف المفارقة عن بُعْد آخر خفي ، هو الغربة والوحدة في المدينة التي يسكنها الأشباح ، وهو ما تكشف عنه دلالات " المحلات المغلقة " ، إن المفارقة هنا تعبر عن رؤية الإنسان الشاعر بالمدينة ، وما يكتنفها من أبعاد غير مرضي عنها بالطبع كتحول سكانها لأشباح . وهو ما يشكل أيضاً حالة من المفارقة مع الغائب المضاد للمدينة ( قرية كان أم أي عالم آخر يرتضيه الشاعر ويجد فيه الرفقة ) ..

* جزء من دراسة بعنوان " السردي في الشعر/ الشعري في السرد ... " بقلم/ د . محمود الضبع . شبكة الانترنت – عدة مواقع ..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - بهجة الاحتضار والبحث عن الذات - بقلم / د.عفاف عبد المعطي
- ( ديوان -غاية النشوة - وذات تختبئ خلف الأشياء ) بقلم / عبد ا ...
- - سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد
- ( جدلية الهواء .. في محاولة تضميد جرح الملامح : قراءة أولية ...
- - غاية النشوة - بقلم / بهيج إسماعيل
- ( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ...
- - ممر عميان الحروب لمؤمن سمير: اعتيادية القهر وألفة الاغتراب ...
- - كونشرتو .. العتمة - بقلم / محمد مستجاب
- - مؤمن سمير: قراءة في دفتر البهجة - بقلم / عيد عبد الحليم
- - مؤمن سمير وكيمياء بهجة الاحتضار - بقلم / د.مصطفى الضبع
- - خلفيات شعرية - بقلم د.عبد الحكم العلامي
- - مؤمن سمير يحاصر الاحتضار بالبهجة - بقلم / يسري حسان
- - في جَوْفِ كلِ نغَمَةٍ - شعر / مؤمن سمير
- - في الصباح الأول ، شربتُ ماءَ اللَّعنةِ .. واَنْتَظَرْت -
- - غابةٌ أخرى -
- - طائرة ورقية .. تَحُطُّ على مَرَايَاكِ - شعر/ مؤمن سمير
- ديوان - رفة شبح في الظهيرة - 2013 شعر / مؤمن سمير
- ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ
- - عن الذاكرة و الصورة - قراءة في ديوان - يطل على الحواس- للش ...
- - منطاد - شعر / مؤمن سمير


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع