أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيرينى سمير حكيم - ملحدون مؤمنون














المزيد.....

ملحدون مؤمنون


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 01:30
المحور: المجتمع المدني
    


لنبدأ التفكير هنا بطرح ثمر سؤال

ما هو الإيمان؟
وهل الإيمان هو حالة وجدانية ترتبط بدين أم بمعتقد بشكل عام؟

إن كلمة إيمان فى قاموس اللغة العربية تعنى التصديق، ولا تلتزم فى تعريفاتها بمفهوم دينى إنما تلازم التصديق فى فكر بشكل عام، وبولس الرسول احد قديسى الكنيسة، قال عن الإيمان معرفا إياه بأنه "هو الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا تُرى"، وبغض النظر عن خلفيته العقائدية واتفاقى العقائدى معه، فانا فكريا متفقه معه فى حيز المبدأ العام الذى يتحدث عنه فى الدلالة عن تعريف الحالة الإيمانية، فانا أرى أن الإيمان هو حالة من التصديق بفكرة معينة لم يتقابل الإنسان مع حقيقتها بالعيان إنما ملأت وجدانه قناعة بها، مؤثرة على العقل والقلب معا، لذا فمصطلح الإيمان لا يرتبط بالمؤمنين بالله فقط، إنما هو مصطلح يلاصق حالة كل شخص يصدق غيابيا فى شئ أو فى شخص، انه توصيف لشعور يمتلك إحساس الإنسان حين يثق فى مجهول واقعى له، حيث يكون مُعرّف لآخر ورَّد له القصة أو النظرية أو برهانه الشخصى، فأصبح من المُسلَّمات بالنسبة له.

والحقيقة هى
أن الإيمان جزءا لا يتجزأ من كيان الإنسان.

فإن كنت كملحد اخترت أن ترفض الإيمان بالله فهذا شئ يخصك وحدك وليس من شأن احد التدخل فى اختياراتك النفسية والفكرية، فهذا رأيك، وان كنت ترفض أن يحدثك احد بخصوص معتقدك الشخصى أو يتطفل على قراراتك، فقطعا هذا من حقك، إنما لا تعود لتلهث عبثا داخل دائرة التطرف الفكرى والنفسى العقيمة التى هربت منها سابقا، رافضا حينها الأشخاص الفاعلون التطرف وربما كان هذا السبب ذاته إحدى أسباب قناعاتك بإلحادك، ورفضك لجميع الالتزامات الروحية والارتباطات الدينية، وتعود الآن لتسخر من الإيمان ومن يؤمن فأنت تؤمن لا بالله إنما بشئ آخر، تصدق فى فكر مختلف لا فى الأعماق الدينية، فليس من حقك إذن أن تسخر وتهين فكرة الإيمان والتصديق فى أمور لم تُرى فأنت أيضا لم تفعل وربما لن تستطيع أن تتحقق من كل أجوبة استفساراتك بنفسك، فلا ترتدى الآن ثوب التطرف واللا منطقية التى تصر على رفضك له، دعك من هذا الفشل الذى تصر على إتباعه فقد ادعيت انك تخلصت من تبعية تطرف الإنسانية السقيمة سابقا.

فيا عزيزى الملحد لديك الكثير من الحقائق والوقائع فى حياتك وأفكارك الشخصية التى تحتاج منك وقتا أكثر فى التدقيق بدلا من هدر وقتك فى تأمل معتقدات غيرك لنقدها، فعلى سبيل المثال إن كنت ممن يتشبثون بحقائق العلم لدحض إيمانيات دينية لآخرين لثقتك فى مصداقية العلم، فلتدرك إذن انك فى هذا الصدد أنت بالفعل تكن للعلم الكثير من الإيمانيات التى تعتنقها فيه وتُسخرها دون لمس لحقائقها بنفسك لتثمر المزيد منه، الم يحدث وان صدقت فى نظريات فى الطبيعة عاينها آخرون وأنت لا؟ فأنت تؤمن أن الأرض كروية وربما لم تطر يوما فوقها لتراها بعينيك، بالإضافة إلى انك إن لم تصدق وتسلم بحقائق تأكد التاريخ من صحتها دون تحقق شخصى منك، فحياتك ستتوقف كثيرا فالواقع يٌحضر لك الكثير من العوائق التى تجعلك تقف عاجزا عن التحقق من كل شئ.

ولا تنسى انك لم تستخدم العلم فى التحقق من كثير من المُسلَّمات الحياتية ومنها الاجتماعية مثلا، وهنا نذكر انك قد تلقنت انك تنتمى لأسرتك التى نشأت بها وامنت بالمعلومة واستسلمت للواقع، هاملا انجاز العلم فى تقديمه خدمة تحليل الحمض النووى (DNA)، لتتأكد من صحة معلومة أن والديك هم حقا والديك!، لذا فلا تسخر من إيمان غيرك ولا تدعى الشك والعلم وتتعالى بهما على إنسانيو مجتمعك طوال الوقت، وأنت تؤمن فى أدق تفاصيل حياتك بأشياء ربما لم تنتبه انك تتعامل معها من منطلق الإيمانيات وها أنت تسخر ممن يؤمنون بالله، فأنت مازلت إنسان شقىّ كسائر الناس، تقع تحت ضعف البشرية كغيرك من البشر، ولم تصبح خارقا بعد بأفكارك غير المنطقية المدعية المنطقية فى بعض الأحيان!، فلأجل سلامك النفسي وسلامة من حولك توقف عن نعت من حولك بالجهلاء لإيمانهم فى شئ أنت تؤمن بغيره لم تره أيضا ولم تلمسه.

لذا أيها الملحد المؤمن بفكرة ما، عليك أن تحترم إيمان الآخرين بأفكار تختلف أو تتناقض مع أفكارك، وعٌد حقيقة فى تفعيل تًقبُل الآخر واحترام التسامح الذى بغيته قبلا وتنادى به دوما.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ادخل جنتك
- -ربنا يستر عرضِك- دعوة إلى الله أم إهانة إلىّ
- الإنسانيون الجُدد فى مجتمعنا بين الغزو النفسى والاحتيال الفك ...
- لو كان التاريخ إنسانا
- عرض -عن العشاق- حلم عاشه الجمهور
- من كان منكم بلا ضعف فليرمهم أولا بحجر
- صلاة منتحر
- ورشة -تنمية مهارات الأطفال- فى جمعية المحافظة على التراث الم ...
- حصول فرقة التنورة على شهادة التقدير لمشاركتها فى المهرجان ال ...
- رحلة بالية -زوربا- من الشارع إلى دار الأوبرا يحكى مسيرة تمرد ...
- فريق Like Jelly يُمتع الجمهور بحكىّ وغناء وفكرة
- مسلسل -القاصرات- دراما صارخة بنحر طفولة الأنوثة فى مجتمعنا
- ترشيح مسابقة Coptic Got Talent لإقامة نهائيات موسمها الثالث ...
- الفانتازيا المُضحكة للرجل العناب تسخر من واقعنا المأساوى بكو ...
- سادية برامج الكاميرا الخفية فى رمضان هذا العام هى جرائم بإسم ...
- قطة ورجل يتبولان فى الشارع وشتان الفرق بين الحضارة والهمجية
- ظاهرة الُمتحَررون الأَتباع اجتاحت مجتمعنا
- الفيلم القصير -حاضر مع المتهم- أصبح المتحدث الرسمى عمن يواجه ...
- قنوات الأطفال المصرية ما بين التشدد الدينى والابتذال وتشويه ...
- مصطفى درويش يُحاضِر المجتمع بصور آدمية فى طىّ النسيان


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيرينى سمير حكيم - ملحدون مؤمنون