أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى الصوفي - الاخلاق : الماركة المسجلة بأسم المؤمنين















المزيد.....

الاخلاق : الماركة المسجلة بأسم المؤمنين


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 21:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مجموعة كتاب ومؤلفين
الجزء الاول
اعداد : مصطفى الصوفي

“أي حيوان كان, متصف بغرائز إجتماعية واضحة المعالم, من بينها العاطفة الوالدية والولدية, سيمتلك حتماً حساً أخلاقياً أو ضميراً, ما أن تصبح ملكاته العقلية متطورة بقدر الإنسان أو مقاربة له.”- تشارلز دارون

غالبا ما يعتقد المؤمنين بأن الاخلاق هي الماركة مسجلة باسمهم مع تصور دائم بعجز الانسان عن الالتزام الاخلاقي الا باقترانه بالأيمان هذا مفهوم يحمله اصحاب النزعة الاخلاقية المطلقة فمن منا لم يسمع منهم عبارة مديح لخلق فلان من الناس ترفقها عبارات (انسان صايم , مصلي ويخاف الله ) كميزة اخلاقية لهذا الفرد ؟! , لو دققنا في ما ذكر سابقا سنجد ان كل ما ذكر لا يتعدى كونه عبادات , لا تمت للأخلاق البشرية بصلة لا من قريب ولا من بعيد , هذا ما يدل على ان الوعي الاجتماعي الثقافي في الشرق الاوسط يربط بين العبادة والاخلاق ويفرضها كبديهية للإنسانية .

يسرد علينا فاروق عبد الجبار البياتي في احدى مقالاته : في ثمانينيات القرن الماضي حدثني صديق بصري يعمل مهندساً في مصنع البتروكيماويات، أنه أوفد مع صديق له الى اليابان، وكسلوك طبيعي ناتج عن المحرومية الأزلية لمجتمعنا، تجنبا النزول في الفنادق المصنفة بالنجوم لسبب سيتضح لاحقاً، ونزلا عند عائلة يابانية حولت مسكنها الى نزلٍ ومطعمٍ يديره رب العائلة مع زوجته و ابنته، فالزوجة طاهية للطعام والبنت نادلة تقدم الشراب، وخلال الأسبوعين اللذين قضياهما عند هذه العائلة تكونت فيما بينهم بعض ألفة ومودة خصوصا وأنهم كانوا خلال ساعات المساء يتشاركون الجلوس الى طاولة واحدة ليتسامروا معاً، وفي اللحظات الأخيرة من الليلة الأخيرة التي تسبق صباح عودتهم للعراق، طلب المهندس العراقي الأول من الرجل الياباني صاحب النزل أن يحرر له فاتورة الحساب تخالف ما سيدفعونه (أي أن تكون أسعار المبيت والطعام والشراب مشابهة لأسعار الفنادق ذوات النجوم الخمسة!!.


لأن هذه الفاتورة ستقدم للمصنع عند عودتهم، ليحصلوا على الفارق بين السعرين)، فأنتفض الياباني كأن زنبورا لدغه من دبره قائلا (لا ، لا يمكن، هذا تزوير، هذا عمل غير شريف)، فقال المهندس الثاني بلهجتنا الدارجة (صار شريف براسنا وبنته مطلعة زرورها* وتقدم لنا البيرة).

ماهي الاخلاق ؟.

تعرف الاخلاق على انها شكل من أشكال الوعي الإنساني وهي مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة والاحساس والاهتمام بالأخرين واحترام وجودهم , بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتعاملات تلك الشعوب فتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين.

وفقًا لتوماس بول و ليندا إلدر، اللذين يعملان في مؤسسة التفكير الناقد : "يخلط غالبية الناس بين الأخلاقيات و السلوكيات بما يتفق مع الأعراف الاجتماعية ، والمعتقدات الدينية، والقانون ولا يتعاملون مع الأخلاقيات كمفهوم مستقل."
يُعرِف بول وإلدر الأخلاقيات بأنها "مجموعة من المفاهيم والمبادئ التي ترشدنا في تحديد أي السلوكيات تساعد الكائنات الحساسة، وأيها يضرها. "
كذلك يشير قاموس كامبردج للفلسفة إلى " حدوث تداخل عادةً بين كلمة أخلاقيات بالإنجليزية "ethics" والأخلاقية "morality"...وفي بعض الأحيان يُستخدَم مصطلح "الأخلاقيات" على نطاق أكثر محدودية ليعني المبادئ الأخلاقية لتقليد أو جماعة أو فرد معين."


والمعنى العام للأخلاقيات: هو القرار العقلاني والنموذج المثالي (الذي يُعتبَر أفضل الحلول المطروحة) القائم على أساس الحس السليم بالأخرين . لا يعني ذلك استبعاد احتمال التدمير إذا كان ضروريًا وإذا كان لا يحدث نتيجة إيذاء متعمد. على سبيل المثال، إذا شعر الشخص بتهديد بصراع بدني، ولم يكن أمامه حل آخر، يكون من المقبول أن يحدث بالطرف الآخر القدر اللازم من الإصابات من منطلق الدفاع عن النفس.


ومن ثم، فإن الأخلاقيات لا تقدم قواعد، مثل الأخلاق، لكن يمكن استخدامها كوسيلة لتحديد القيم الأخلاقية (المواقف أو السلوكيات التي تمنح الأولوية للقيم الاجتماعية، مثل الأخلاقيات أو الأخلاق).
يحدثنا أستاذ الفلسفة عبد الرحمن بدوي في كتابه (الأخلاق النظرية) بإسهاب عن الفرق بين الأخلاق كثوابت وقيم إنسانية وبين الأعراف كتقاليد متغيرة من مجتمع لآخر وتأخذ شرعيتها من شيوعها، وحتى لا أذهب بالقارئ بعيدا في متاهات فلسفة الأخلاق وفصول كتاب البدوي، أوجز الفكرة بجمل قليلة.

الأخلاق مجموعة قيم وصفات خيرة لا يستقيم الإنسان والمجتمع بدونها ومن أهمها على سبيل المثال الصدق والأمانة، والعالم المتحضّر يعدها معياراً لـ (الشرف)، ولا يمكن أن تجد إنساناً أو مجتمعاً يقول بخلاف ذلك، أي أن يقول معترضاً أن الكذب والسرقة صفات حميدة.

أما الأعراف فهي (عقد) إجتماعي يتضمن عادات وتقاليد يُتفق عليها ويرسخها المجتمع، وقد تختلف معاييرها من مجتمع لأخر، فهناك أعراف حميدة بنظر مجتمع ما قد تجدها سيئة ومنافية لقيم وأعراف مجتمع آخر.
تقع الأعراف خارج المنظومة الأخلاقية، أما قيمتها الإعتبارية فتحددها التقاليد والعادات المتوارثة لذلك المجتمع، ولا يمكن في أي حال أن تكون بديلة أو متقدمة على القواعد الأخلاقية، فالأخلاق أولا والأعراف تاليا، الأخلاق ثابتة والأعراف متحولة، وقد لاحظنا أن هذه الأعراف تضعف وتنحسر وتتلاشى أمام القيم الأخلاقية الحقيقية كلما تطور وتحضّر المجتمع ونَظمّ سلوكه الإنساني.



عندما نغوص في تاريخنا الإجتماعي نجد أننا محكومين بأعراف وعادات وتقاليد منذ عشرات القرون ثابتة ومترسّخة، أعراف تنحسر وتتلاشى أمامها كل القيم الأخلاقية، بمعنى أننا مجتمع أعراف وليس مجتمع أخلاق، ونكتشف أيضا أن التخلف تربة خصبة تشجع على تقديس الأعراف وتفضيلها على أيةِ قيمٍ أخلاقية.
والأخطر من هذا كله أننا نتعامل مع الأعراف على أنها هي الأخلاق، ومنذ أن تفتحت عيوننا على الدنيا ونحن على دين آبائنا، فالمفردة اللغوية (الشرف) مرتبطة رباطاً راسخا بالجنس والأعضاء التناسلية، فعندما يُنعت أحدهم (غير شريف) يتبادر الى أذهاننا فوراً أن أعضائه التناسلية منتهكة!، فبإمكان الفرد العربي أن يكذب ويزوّر ويسرق ويخون الأمانة ويعتدي على الآخرين دون أن تطلق عليه الصفة (غير شريف).


دكتاتورية اخلاقية الدين

رغم ان الدين انبثق من الاخلاق فهي من كونت الدين كمؤسسة فكرية ذات نهج قائم على الاخلاق (بغض النظر عن كون هذه الاخلاقيات هي تعود للقرون الوسطى ) , الا ان اتباع الاديان لايزالون مصرين على ان عقائدهم حكم الأمر والناهي على السلوك البشري بمعاييره الأخلاقية, وينعى قادتها بإستمرار – منذ نشأتها والى اليوم – ما يدعون أنه التفسخ الأخلاقي الذي يرونه في المجتمع. ويؤكدون أن لهم الحق في إخبار سائر البشر ما هو الصح وما هو الخطأ لأنهم يملكون حبلاً ممدوداً خاصاً يصلهم بماكنة تعريف الصح والخطأ – أي علم الله.
بل حتى المؤسسات العلمانية تقر لهم بهذا الزعم. فكلما ظهر شأن أخلاقي في ميدان السياسة, مثل بحوث الخلايا الجذعية أو متى يجب فصل أجهزة دعم الحياة, ينادى على رجال الدين ليقدموا حكمتهم. ومن جهة أخرى, فأراء الملحدين, المفكرين الأحرار, والإنسانيين نادراً ما تستشار وكثيراً ما تستهجن.
والمعنى هو أن الملحدين والإنسانيين هم بشكل ما أعضاء غير مرغوب بهم في المجتمع, أشخاص لن ترغب في دعوتهم الى منزلك. فوفقاً للمحامي فيليب جونسون, يعتقد “غير المؤمنين” بأن البشر أتوا من القردة, وهذه العقيدة هي مصدر لعديد من “شرور” المجتمع, بما فيها المثلية, الإجهاض, الأفلام الإباحية, الإبادة الجماعية. وبإمكاننا القول أن فيليب جونسون هذا يعتقد أن هذه الشرور ام تكن موجودة قبل أن يحيى دارون.

يخبرنا الوعاظ بأن أي معايير أخلاقية شاملة لا يمكن أن تأتي إلا من مصدر واحد – الإله الخاص بهم. وإلا فستكون المعايير نسبية, تعتمد على الثقافة وتختلف عبر المجتمعات والأفراد. ولكن البيانات تشير الى أن أكثرية البشر من كل الثقافات والأديان أو حتى بدون الأديان تتفق على مجموعة مشتركة من المعايير الأخلاقية. ومع أنه يمكن العثور على فروق خاصة, فيبدو أن هنالك معايير شاملة. وكما لاحظ الإناسي anthropologist سولومون أش: “نحن لا نعرف عن مجتمعات تحقر فيها الشجاعة ويمجد الجبن, وفيها يعتبر الكرم خطيئة والجحود فضيلة”

مهما كان شائعاً قول أن الدين هو مصدر السلوك الأخلاقي, فما تقوله البيانات هو ما يهمنا. لم أرى أي أدلة على أن غير المؤمنين يقترفون جرائماً أو أي أفعالٍ غير إجتماعية بنسب أكبر من المؤمنين. بل العكس, فوفقاً لإحصائيات من مكتب السجون الفيدرالي, يشكل المسيحيون حوالي 80 بالمئة من خريجي السجون, بينما يقف تعداد الملحدين الى ما يقارب الـ 0.2 بالمئة . يجدر الإقرار أن هذه البيانات لم تنشر في مجلة علمية, ولكني أظن أنه من الأمن أن نستنتج أن الكفار لا يملأون السجون. فالدراسات المنشورة تشير الى أن خطر تعرض الأطفال للإيذاء الجنسي على يد فرد من أفراد العائلة يتزايد كلما كانت الطائفة الدينية للعائلة أكثر تحفظاً, أي كلما كانت تعاليم النصوص المقدسة وسائر العقائد تطبق بحرفها . وبالمثل فإحتمال إيذاء الزوجات تزداد مع صلابة تعاليم الكنيسة أو المسجد فيما يخص أدوار الجنسين والقوامة, ولا أعتقد أنني بحاجة الى إعادة ذكر قصة المرأة في الإسلام بين الأحاديث “الشريفة” وأيات الذكر “الحكيم”.



المثُل النبيلة
تحتوي النصوص المقدسة اليهومسيحية والإسلامية فقرات عديدة تعلم مثُلاً نبيلة كان النوع البشري قد أدى ما عليه في تبنيها كمعايير سلوك, وحيث لاءمه الأمر, في صياغتها كقانون. ولكن دون إستشناء, فحقيقة أن هذه المبادئ تطورت في ثقافات وتاريخ أسبق تدلنا على أنها تم تبنيها عل يد – ولم يتم تعلمها من – الدين. ومع أنه من الجيد أن تعلم الأديان مدارك أخلاقية, ولكن ليس من حقها الإدعاء أن هذه المدارك ألفها الإله الخاص بها أو أي إله على الإطلاق (كما تؤكد لنا نظريات التطور الثقافي).

ربما يكون المبدأ الأساسي الذي يمكن أن تعاش وفقه حياة أخلاقية هو القاعدة الذهبية: (عامل الأخرين كما تحب أن تعامل). في المجتمع الغربي الذي تسوده المسيحية, يفترض معظم الناس أن هذا كان تعليماً أصيلاً ليسوع من موعظة الجبل, وحتى في المجتمعات العربية يظن أن هذا من مقومات الإيمان بالله, على الرغم من أنها هنا يتم حصرها على المسلمين: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

ولكن القاعدة الذهبية ليست ملكاً حصراً لقبيلة صغيرة في المتوسط يملأها الفخر بنفسها, ولا لراعي غنم في شبه الجزيرة العربية حين حصرها على المسلمين. إليك مصادر مستقلة أخرى تظهر أن القاعدة الذهبية كانت بالفعل تعليماً شائعاً قبل يسوع ومحمد بكثير:

في عقيدة المعنى 13, التي كتبت حوالي 500 قبل الميلاد, يقول كونفوشيوس “ما لا تريد أن يفعله الأخرون بك, لا تفعله بالأخرين”.
قال إيزوقراطيس 375 قبل الميلاد “لا تفعل للأخرين ما قد يغضبك لو فعله الأخرون بك”.
تعليمات المهابهاراتا المكتوبة قبل حوالي 150 قبل الميلاد : “هذا هو جماع كل التقوى الحقة: عامل الأخرين كما تود لنفسك أن تعامل”.
في الحقيقة بإمكاننا أن نجد القاعدة الذهبية وكثير من القيم الأخلاقية الأخرى في مجمل الأديان القديمة والمعاصرة, فلا نستنتج من ذلك سوى أنها كانت جزءاً من أسس المجتمعات البشرية, تبنتها الأديان كنقطة تحسب لها.
وكمثال أخر, يفخر المسيحيون بتعاليم يسوع في موعظة الجبل أيضاً حين حض على معاملة السيء بالحسن, ومرة أخرى, فهذه تعد معاني مسيحية فريدة لدى عموم الناس, ولكن نداء “أحبوا أعداءكم” يسبق يسوع بكثير ولا يظهر في العهد القديم حتى:
أعامل الأخيار بالخير. وأعامل أيضاً غير الأخيار بالخير, وهكذا يُحرز الخير. أنا أمين مع الأمناء, أنا أمين مع غير الأمناء وهكذا تُحرز الأمانة (الطاوية, التاو تي تشينغ 49).
أقهر الغضب بالحب. إقهر الشر بالخير. إقهر البخيل بالهبة. وإقهر الكاذب بالحق (البوذية, دهامابادا 223)
إن كائناً أعلى لا يرد الشر بالشر؛ هذه قاعدة على المرء إلتزامها؛ إن زينة الفضلاء سلوكهم. على المرء أن لايؤذي الخبيث أو الطيب أو حتى المجرمين المستحقين للموت. إن روحاً نبيلة ستمارس التعاطف دوماً حتى تجاه من يستمتعون بأذى الأخرين أو ذوي الخصال القاسية حين يقومون بإرتكابها – لإنه من منا دون عيب؟ (الهندوسية. رامايانا, يودها كندا 115).

ما من فكرة أخلاقية فريدة لها أي أهمية يمكن العثور عليها في العهد الجديد. ففي أوائل القرن العشرين, أشار المؤرخ جوزيف مكيب الى أن “المعاني المنسوبة الى المسيح هي موجودة أصلاً في العهد القديم. فقد كانت مألوفة في المدارس اليهودية, ولدى كل الفريسيين, طويلاً قبل زمن المسيح, كما كانت مألوفة في كل حضارات الأرض – المصرية, البابلية, والفرس, الإغريق والهندوس”.


وكما هو الحال مع الكتاب المقدس, فالقرأن يحتوي معاني عديدة قد يعدها معظمنا جديرة بالثناء. فهو يأمر المسلمين بالبر بوالديهم, أن لا يسرقوا من الأيتام, أن لا يقرضوا المال بربا فاحش, أن يساعدوا المحتاجين, ولا يقتلوا أولادهم خوفاً من الفقر. ولكني بصراحة لا أتخيل أن النقيض من هذه الأفعال السيئة – أي القيم الحسنة – لم تكن موجودة أبداً في العشائر القريشية وما حولها. وبالفعل, فكما يشير المؤرخون : فهذه ليست مبادئ أخلاقية أصيلة, فالأديان المعاصرة لمحمد كانت تمتلئ بمثل عليا نشأت خلال التطور التدريجي للمجتمعات البشرية, حيث أصبح أكثر تحضراً طورت عمليات التفكير العقلاني (الى حد ما) وإكتشفت كيف تعيش معاً في تناغم أكبر. فالأدلة تشير الى مصدر غير الإلهامات المدعاة في هذه النصوص المقدسة, وأقرب مما يخطر على بالي هي الديانة الزرادشتية التي كانت بالفعل معاصرة لمحمد وأخذ هو بنفسه الكثير من أسسها ومدركاتها الأخلاقية)10). وبإمكاننا ان نجد جهوداً بشرية كثيرة فاقت قدرات محمد لإنتاج – أو تبني – قيماً أخلاقية معينة من شأنها تنظيم العلاقات الإنسانية في المجتمعات البدائية.

لتبقى التساؤلات التالية بحاجة الى إجابة صريحة منك: هل تمكنت الديانات من القضاء على الأفعال السيئة؟ هل خطت الديانات دستوراً يخلو تماماً من أي فعل مشين ضمن معاييرنا الحالية؟ ألم نكن بحاجة في كثير من الأوقات الى تبني قوانين تخرج عن النصوص المقدسة ونضعها كقيم إنسانية أخلاقية (كحقوق الإنسان مثلاً) ؟ لماذا تفشل تجارب السياسات الثيوقراطية وتنجح السياسات العلمانية؟ .

يتبع ..........



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء هل هو صفة ذكورية ؟.
- لماذا يعتبر الباراسايكولوجي علم زائف ؟.
- التحرش الجنسي اساسيات المشكلة والحلول مع الباحث الاجتماعي وا ...
- التحرش الجنسي اساسيات المشكلة والحلول مع الباحث الاجتماعي وا ...
- حائط الاخطاء : مغالطات في طريقة التفكير .
- ايها المتدينون الى اين بالعراق ؟.
- التطور البايولوجي : نظرية علمية
- المؤمن بالمطلق : ازدراء الدين
- الجينوم دساس
- تكتيكات ذكورية : إليات التحرش الجنسي
- مع مكاريد الاخرس(ثقافة العنف).
- مع مكاريد الاخرس(لن تصبح زيونه منطقة للشروكية).
- مع مكاريد الاخرس(الحان مكَرود)
- مع مكاريد الاخرس (بين الوردي و الاخرس ).
- مع مكاريد الاخرس (ذكرياتي عن المكاريد).
- مع مكاريد الاخرس( المكَاريد في تكريت).
- مع مكاريد الاخرس( هل ليلى مكَرودة؟.)
- السيد المسئول جاسب المجيد حفظة الله ورعاة
- حَدَوث و عُربان
- الحريق العربي


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى الصوفي - الاخلاق : الماركة المسجلة بأسم المؤمنين