أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - من بنات أفكار بنات آوى














المزيد.....

من بنات أفكار بنات آوى


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت المحاصصة السياسية اولى ألمع حيّل بنات آوى من الاحزاب والقوى السياسية المتسلطة على الحكم التي اخترعتها بدعوى تمثيل المكونات برعاية العراب الامريكي بول بريمر. وقد جرى الحديث عنها وعليها مطولاً, ولازال المواطن العراقي يعاني من نتائجها الكارثية بينما تتنعم شلّة المنتفعين من نعمها. كما انها لازالت تخترع الوسائل لتأبيد بقائها في سدة الحكم مرة بطريقة توزيع الاصوات الزائدة الجائرة في القانون الانتخابي السابق او استخدام اساليب الترهيب والترغيب مرة اخرى وتوظيف المال العام واجهزة الدولة العسكرية والمدنية واجهزتها الاعلامية وابنيتها وسياراتها وكذلك الجوامع والحسينيات ونفوذ مرجعيات دينية وتسلط ميليشيات اجرامية وتأثيرقيم عشائرية وطائفية عفا عليها الزمن, ثم سلوك طريق التأزيم السياسي الى حافة الهاوية في علاقاتها السياسية وادامة حالة القلق وعدم الاستقرار لدى المواطن الذي يتطلع الى حياة آمنة مستقرة. لكن كل ذلك لم ينفع ! فالاحتجاجات والغضب الشعبيين في تصاعد بعد ان كُشف الاحتيال والروّغان مع الزوّغان بنقض الوعود ونكث العهود.

وكما قال الشاعر فلاح هاشم :" ابن آوى, له في كل الفصول... لعبة ", فآخر ما جادت به العقلية المراوغة لبنات آوى وهن على شفا حفرة الانتخابات البرلمانية بعد استجماع كل ملكات المُكر السياسي لديها ومستشاريها للالتفاف على الوعي الشعبي المتنامي وسحب البساط من تحت اقدام القوى المطالبة بالتغيير, كان توزيع الادوار بين مكونات وشخصيات كتلها وائتلافاتها السياسية للترشح بقوائم منفصلة, مظهرة رياءاً ظاهراً, بأدعائها الخلافات واختلافات الرؤى سبباً لذلك, بينما الغرض الحقيقي هو اضاعة دم العراقيين وتوزيع ثرواتهم بين قبائلهم السياسية مع التقليل من شأن السرقات المليارية للمال العام وتتفيه حجم الجرائم التي أرتكبت وتُرتكب كل يوم بحق العراقيين بشكل مباشر او غير مباشر, وجعل حصص كل حزب او تكتل او شخص منها, كل على حدة, من هذه الجرائم والسرقات ضئيلاً, ليصبح حسابه تبعاً لذلك يسيراً يمكن تمريره على الوعي الشعبي والتنصل منه اسهل.

ان قيادات احزاب الفساد لن تألُ جهداً من المحاولة بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة للوصول الى هدفها الأسمى, السلطة والمال, واستعدادها لعمل أي شيْ يضمن فوزها في الانتخابات القادمة بعد ان فشلت الشعارات الاسلامية من اقناع المواطنين بنزاهتها, منها ان تلجأ الى حيلة التخلي عن يافطاتها الاسلامية السابقة وأطلاق تسميات مدنية وديمقراطية على قوائمها الانتخابية مع الاحتفاظ بجوهرها الطائفي لأيقاع المواطن في حيرة من أمره, وحتى دفعه الى حدود اليأس ليتخذ قراره السلبي بعدم المشاركة بالاقتراع العام لتأتي النتيجة لصالحها.

ورغم تنوع اشكال الدعاية الانتخابية, فأن افضلها وأسهل الطرق لضمان الحصول على مقعد تحت قبة البرلمان في أجواء الاستقطاب الطائفي المصطنعة الحالية, هو ما تفتق عنه عقل وزير العدل حسن الشمري عن حزب الفضيلة الاسلامي الشريك في ائتلاف دولة القانون بمداعبة الغرائز الطائفية, بأستباقه جميع مشايعيه من احزاب الطوائف باعداده المبكر لهذه الضربة, بتقديم مشروع قانوني الاحوال الشخصية والقضاء الجعفريين. لقد حاول الوزيرالشمري وحزبه تمرير مشروعه من خلال مجلس الوزراء , لكن دهاءه للاسئثار بالمجد الطائفي لوحده, قد خانه, فؤجل الاقرار الى ما بعد الانتخابات القادمة.

وكانت بنات آوى من قوى التحاصص قد آثرت خرق الدستور على الاعلان عن حالة الرئيس جلال الطالباني الصحية, ودفعاً للتعقيدات من تبعات الاعلان عن وضعه وتأثير ذلك على طبختها التحاصصية الماسخة, فالدستور قد حدد امكانية غياب الرئيس عن دائرته بثلاثين يوماً وبعدها يجب انتخاب بديلاً عنه على ان يقوم نائبه بمهامه خلال هذه الثلاثين يوماً. وكما هو معروف فان فترة غياب الرئيس طالت حتى بلغت عاماً كاملاً وهم صمٌ بُكمُ, دافعهم الاول طبعاً, حب البقاء والاستمرار على قمة السلطة, ثم الامساك بمركز اضافي من مراكز القرار في الدولة بايديهم. لقد فضلوا التضليل بشأنه على قول الحقيقة عنه.

ان ادعاءات من قبيل الالتزام بالدستورالذي يخرقوه متى يشاؤون لصالحهم, اوالحفاظ على العملية السياسية التي لايمكن ان يقودها غيرهم, لها دائماً حسب رأيهم معنى واحداً وحيداً وهو بقاءهم المؤبد على قمة السلطة, وغير ذلك خرق للدستور واستهداف معادي للعملية السياسية, حتى لو كان غريمهم الشعب كله.

انهم يراوغون ويخاتلون ويمارسون كل فنون الخداع والتضليل ثم يدعون التقوى والورع والتباكي على الصالح العام...وكان محقاً أمير الشعراء احمد شوقي عندما قال: "... مخطيْ من ظن يوماً ان للثعلب دينا ".



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذاكي الحكام... إستغباء للمحكومين
- الحق الغائب في حادثة رفع راية الحسين وانزالها
- المطر سلاح ذو حدين: يوم علينا وايام لهم
- انعدام الجاذبية القانونية - انعدام الوزن المواطني
- نفرة الحكام الى صعيد العم سام
- عرض/ جواكان مورييتا بين بابلو نيرودا وايزابيل الليندي
- الطَلَق بميليشيا جديدة !!!
- سنفرة المحاصصة وسوف التسويف
- من بعيد كوميديا... من قريب تراجيديا
- ولد للضرب
- شيعة عمر على سُنّة علي
- وثيقة شرفهم الذي يُراق على جوانبه الدم العراقي
- شويّة من جمهورية إيبوط*... شويّة من دولة الزعبطيطو*
- ملياراتهم وشسع نعل علي
- الفئران المذعورة من ثورة مصر المنصورة
- أُلعبان سياسي... چُقلبان قانوني !
- چلچ تايه* !
- صحة فخامته لا غبار عليها !
- اقطاعية السيد العميد وسراكيله !
- إرتكابات الزمن المرّ


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - من بنات أفكار بنات آوى