أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد الديوان - وهم حادث تكرر في بغداد














المزيد.....

وهم حادث تكرر في بغداد


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 21:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



- يمكن دعمت (صدمت) واحد بالسيارة
قال ذلك بعد ان سمع ضربة يد على الباب الخلفي لسيارته، وعبر هاتفه النقال، يعبر عن شكه في وقوع حادث. لم يشاهد امامه شخصا يصدمه، ولم يستخدم الفرامل، ولم تكن هناك مفاجاة في الشارع العام، ولم يسمع اي اصوات من الناس في الشارع، ولم يتجمع الافراد كما هو معتاد في مثل هذه الحوادث.
ربما هناك خط فاصل بين الشك واليقين، وعندها تختلف اشكال سلوك الانسان. وربما لم يتصور هذه الاشكالات (الوقوف بين الشك واليقين) ديكارت او ابن رشد او الغزالي. بحثوا في الشك واصوله واهميته في العلوم وكذلك الاثباتات، الا الايحاء بالشك. واعتبروا الشك ترددا بين نقيضين بلا ترجيح لاحدهم.
استاذ في الجامعة وباحث في تخصصه وله نشاطات واضحة فيه. له تاريخ ابى الانحناء خلاله لغير الله، وغادر العراق مسترزقا بعيدا عن عيون السلطان، وحاملا لهموم العراقيين. وبذلك لم يدفعه الشك للتردد في التعامل مع حادث مفترض، وكأنه تيقن من مسؤوليته عن الحادث، رغم ما يفصله عن الشك فيه لا يتجاوز دقيقتين.
وضعوا المصاب في سيارة حديثة فارهة! لينقلوه الى اقرب مستشفى، ولم يتذكر اي مستشفى قريبة للمكان. اقترح احدهم اسما، وانطلق خلفهم يصحبه شاب منهم كريم العين!. لم يسأل عن قرابته للمصاب، ولكنه تفاجا بهدوئه.
ربما تسلسل الشك الى نفسه مجددا، عندما تحدثوا عن معالم الشارع في غير مكانها! انه يحفظ معالم ذلك الشارع عن ظهر قلب. احتج وتوقف في تقاطع منفعلا:
- يعطوني احداثيات خطا. قال ذلك مضطربا عبر هاتفه النقال
يعبر عن قلقه وخوفه من حوادث خطف وغدر تشابهت تفاصيلها مع هكذا حادث. لم يقتنع بمحاولات الشاب كريم العين لتفسير ذلك الخلل "انهم غرباء". وعادت السيارة الفارهة ادراجها للتقاطع. ورغم قلقه وخوفه بقى الشك في حصول الحادث بعيدا عن تفكيره. وبقى تعامله العاطفي معهم واضحا.
تم نقل المصاب الى مستشفى خاص، وفي الطريق تجاوزت السيارة الفارهة مستشفى خاص واضح المعالم، واستقرت عند بداية استدارة، ومنها تقدمهم بسيارته الى مستشفى اهلي اخر، ومن طرق فرعية عديدة يتبع علامات الدلالة.
- الا تؤمن انت بالقدر.
قالوا له، لتخفيف لومه لنفسه على عدم الانتباه. وكانت اشارات عن الاسلام والايمان بالقدر خيره وشره. وردد مع نفسه بصوت خافت وربما مسموع "وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شي قدير" وكذلك "ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا. الا ان يشاء الله".
وضعوا المصاب على كرسي متحرك، ونقلوه لصورة شعاعية لركبته. وبفلم واحد اي باتجاه امامي خلفي وبدون جانبي. وخرج من المستشفى بجبس يغطي رجله من الكاحل الى منتصف الفخذ!.
ربما مع بلاهة واضحة، لم يستغرب عدم وجود سحجات او جروح وبقايا دم متخثر او غير متخثر، او وذمة في منطقة الاصابة، بل لم تقنعه دشداشته النظيفة وبدون بقع دم على عدم حصول حادث. وبقى الشك في مرحلة متاخرة من ادراكه للتغيرات في المجتمع.
- قال الطبيب هناك فطر في العظم وتهتك في الانسجة والاوردة، هكذا وصف المصاب حال.
مرة اخرى يتأرجح بين الشك واليقين عندما سحبوا الاشعة منه وبانفعال واضح، ولم يسمحوا له ان يلقي نظرة. وبانتظاره فصل اخر في الشارع العام بعيدا عن المستشفى الخاص. انها المناقشات من اجل التعويض بعيدا عن العشيرة والشرطة والمحاكم. سيتوقف عن العمل لفترة ما، ويتعطل رزقه واطفاله، ووصف حال العائلة والمدارس والحاجات. انها استثارة عاطفية يراهن فيها الشابان والمصاب على ابعاد الشك كلما ظهر واضحا عليه، وتغيرت بعض ملامح تصرفاته معهم.
كانوا في طرقهم لزيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام، وحصل الحادث اثناء توقفهم. اقسموا اليمين مرارا واحدهم كرر
- اجتافاتي للامام موسى الكاظم عليه السلام، واتجه بوجه صوب ضريح الامام ذا القباب المذهبة.
ومرة اخرى خارج سياق المتعارف عليه، فقد تعارف الناس على هذا القسم بالتوجه للائمام العباس عليه السلام. اقحموا العشائر في الامر، والمصاب من عشيرة .......... تنتشر في بغداد، وغيرها من الجمل التي تثير هواجس الخوف لديه. ويسعون للتغلب على اشكاليات تقاليد العشائر من عطوة وجلسات الفصول، وهي تكلف اموالا اضافية. وللشرطة روتين قاتل ومراسلات ومراجعات تكلف مالا بطريقة غير مباشرة. المحاكم والمحامون لهم كلفة وازعاجات من نوع اخر. دفع لهم مقدم على ان يدفع المتبقي لاحقا!.
لم تتنبه القادرية والاشاعرة وغيرها من الجماعات لهذا النوع من الشك في فعل يقوم به الانسان. ولن يستوعب هذا الشك اي وسواس قهري او غير قهري. واستغرب كثيرا تكرر هذه الظاهرة بين زملاء المهنة او لغيرهم، وبنفس الاسلوب، او بتغيير في التفاصيل البسيطة، مثل تدخل رجل مرور او شرطة او غيرهم لدفع الامور نحو الصلح، انهم يمثلون القانون!. روى بعضهم له تسليب السيارة بعد مرافقه الضحية! واسعار السيارات تفصيخ اي سكراب تتجاوز ارقام مغرية. انها وسيلة ارتزاق جديدة، المراهنة على طيبة قلب، وحجم عاطفة كبير في الشخصية وتصرف حضاري لامثاله.
ينتبه لتنازل العشيرة عن تقاليدها واعرافها التي اكتسبتها عبر الزمن تدريجيا، وتتخلى الدولة عن فرض القانون، فتدفع امثاله لاهمال الشك!



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة اب - ابو الشهيد
- سيرة اب حب المغامرة
- هروب من ماضي
- ملاحظات حول شخصية الفرد العراقي
- دوافع وحاجات (مشاهدات من العراق)
- هذيان سياسي
- الجلبي يكرم الاول على الرياضيات – كلية العلوم في جامعة بغداد
- شخصية رحامية (افكار خاصة)
- ثقافة العنف: نظرة خاصة
- لو يسعى التيار الديمقراطي من اجل كتلة سياسية
- ملاحظات حول مستقبل العراق
- تغيرات في اليات التعليم الطبي
- نائب
- شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)
- نموذج ام عراقية (والدتي)
- ادوار سياسية
- الاكاديمي والعمل السياسي في العراق
- غضب الاطفال
- اغنية خي خي وذكريات خاصة
- العراق بحاجة لتحالف القوى الديمقراطية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد الديوان - وهم حادث تكرر في بغداد