أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الربيع العربي -...سم لأمريكا وندى لروسيا














المزيد.....

-الربيع العربي -...سم لأمريكا وندى لروسيا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"المكتوب يقرأ من عنوانه" هكذا يقول المثل الشعبي الدارج عندنا، وكذلك فإن الأمور تقاس بخواتيمها، ومن يضحك أخيرا يضحك طويلا، وعلى نفسها جنت براقش....كل هذه الأمثال بمفرداتها ،تشتبك مع هذا الموضوع وتؤكد معطياته .
صحيح أن البداية كانت تشير إلى أن أمريكا هي الرابحة من النار التي دبت في الهشيم العربي، وأنها كرئيسة للناتو حسمت الأمر في ليبيا سريعا بالطائرات، وأنها كسبت في العراق قبل ذلك ،ومعروف أن العراق وليبيا كانا يدوران في الفلك الروسي ،بغض النظر عن الإسم الحقيقي "الإتحاد السوفييتي"....
في حقيقة الأمر، ربما نلتمس العذر لموسكو لأنها لم تفرد جناحيها فوق العراق وتحميه ،كونه حليفا لها ،لكن واقع روسيا في تلك المرحلة لم يكن ليسمح لها بمواجهة الغرب الرأسمالي وزعيمته أمريكا ،لكن غض النظر عن ليبيا وبغض النظر عن شخصية القذافي ،لا يبرر لروسيا ذلك الصمت وكأنها شريكة في الجريمة.
ليس سرا القول أن أمريكا التي صنعت الأنظمة الديكتاتورية وغذتها بدعمها ،هي التي قلبت ظهر المجن لهم، وسحبت الحماية عنهم وتركتهم عرضة لرياح السموم الشعبية، وأدى ذلك إلى تساقطهم واحدا تلو الآخر، ولو بقيت اللعبة على حالها ولم تتحرك موسكو لما بقي على البيدر العربي قشة واحدة دون أن تلتهمها النيران.
أمريكا التي صنعت الديكتاتوريات العربية هي ذاتها التي أسقطتها ،لأن هذه الديكتاتوريات بدأت تتحدى واشنطن بعد أن قامت بالتشبيك مع إسرائيل وفهمت أن رضى واشنطن يمر عبر تل أبيب وفضلت إرضاء تل أبيب فقط ، لأن واشنطن ذاتها تأتمر بأوامر تل أبيب. وليس تجنيا القول أن امريكا القرن الحادي والعشرين قلدت العرب في عصر الجاهلية وقبل ظهور الإسلام ،الذين كانوا يصنعون الصنم من التمر ويصلون له وعندما يجوعون يلتهمونه.
مجمل القول أن الديكتاتوريات التي كانت تدور في فلك امريكا قد تهاوت على مسمع ومرآى من أمريكا نفسها التي غذت تحالفاتها الجديدة مع الإسلام السياسي وفرحت كثيرا لأنه إصطادت السمكة الذهبية ،وهذا ما يبرر موقف واشنطن من الإنقلابيين في مصر وتمسكها بشرعية مرسي.
بعد هذا التشخيص لا بد من التعرض للمعطيات الأخرى التي يتوجب إظهارها وهي أن العرب حكاما ومحكومين فقدوا الثقة بأمريكا ،لأنها لا حليف لها ،وهذا ما تبين لحلفائها العرب متأخرا ،مع أن تحالفها مع إسرائيل بصيغة التبني المعروفة كانت دليلا دامغا على نظرة أمريكا للعرب والمسلمين على حد سواء.
بلغ السيل الزبى عند حلفاء أمريكا ،مؤخرا بكل التجليات المعروفة عندما وقعت أمريكا وحلفاءها الغربيين الإتفاق النووي مع إيران ،وبذلك قلبت الطاولة بدون سابق إنذار ،وتبين أنها تستطيع التحرك بعيدا عن الضغوط الإسرائيلية.
أما روسيا التي كانت خارج النطاق ،فقد حسبتها بطريقة الفرجار والمسطرة وإعتمدت إستراتيجية مضمونة في حماية مصالحها والدفاع عن حلفائها ،لأنها أدركت أن إخراجها من المطقة سيكون وبالا عليها.
لهذا فقد قامت بدورها متسقا مع إستراتيجيتها وكسبت الجولة في سوريا وثبتت وجودها في قاعدتها العسكرية البحرية في طرطوس، وأثبتت أنها قوة يتحالف معها، وتقف مع أصدقائها وتثبت وجودهم ،رغم أن الجميع يعرفون من هي القوى التي تحالفت لإسقاط الأسد.
وعليه فإن " الربيع العربي" كان سما لأمريكا وندى لروسيا، وما نراه على أرض الواقع يؤكد هذه الحقيقة ،فعلاوة على تثبيت الوجود الروسي شرقي البحر المتوسط في سوريا، فإنها وبخطوة مفاجئة وغير منتظرة عادت إلى مصر ومن خلال السيسي الذي لا تدعمه سوى إسرائيل ،وربما هذه يقودنا إلى فتح ملف التحالف الإسرائيلي مع قوى عديدة في المنطقة لطرد أمريكا منها كما فعلت ذات حقبة مع بريطانيا.
روسيا باتت مشغولة بحصد مكاسبها ،ففي مصر عرض عليها السيسي قاعدة عسكرية بحرية إما في السويس او في بور سعيد ،وعقد معها صفقة أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار تكفلت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وها نحن نسمع تلميحات من العربية السعودية لفتح خطوط عملية مع روسيا ،ولهذا التوجه تبريران الأول نكاية بأمريكا التي لم تحافظ على أصدقائها ، علما أن السعودية كانت مرشحة لتداعيات ما يسمى " الربيع العربي"والثاني لأنها تصالحت مع إيران ،ولذلك إتخذ القرار السعودي برشوة موسكو لصفع واشنطن .
الجزائر هي الأخرى التي نجت من حملة الربيع العربي الأخيرة مع أنها دفعت ثمنا غاليا منذ العام 1992 ،تتحدث عن نيتها شراء كميات كبيرة من الأسلحة الروسية، ومن قبيل الإستشراف فإن كافة دول الخليج العربي ستتوجه لموسكو لشراء أسلحة لحاجة في نفس يعقوب ،بمعنى أن أمريكا تصرفت كالدب الغبي الذي كسر جرة العسل.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة الملك إلى بروكسيل ليست ككل الزيارات
- الصفقة الصفعة؟؟!!
- هند وعرفات..قضية سياسية بإمتياز
- العسكر ..إذ يفشلون على الجبهتين؟؟!!
- إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عيدها الوطني
- أوباما ..السيد الرئيس
- خطاب الكنيست ..أبو الكوارث
- عباس ..حذار من الإعتراف بيهودية -إسرائيل-!!!!؟؟؟؟؟
- إغتيال عرفات
- عودة روسيا إلى المنطقة
- في الذكرى التاسعة لرحيله ....الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حك ...
- الأردن أقوى
- إسرائيل .....ذات السياج
- -الربيع العربي-.... من يقرأ الفاتحة؟
- إسرائيل ...أمريكا ..الضربة القاضية
- يهود أمريكا لإسرائيل:كفى!
- مريكا -تطوّب- الشرق الأوسط لإسرائيل
- قطر تنجح في إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من سوريا
- مفاوضات واشنطن ...الكونفدرالية مع الأردن
- الأزمة المالية الأمريكية ... الضربة اليهودية القاضية


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الربيع العربي -...سم لأمريكا وندى لروسيا