أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - بنكيران يستعين بأربعة حراس شخصيين هل أضحى الوزير الأول يخشى على سلامته ؟















المزيد.....

بنكيران يستعين بأربعة حراس شخصيين هل أضحى الوزير الأول يخشى على سلامته ؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 21:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن السؤال الذي يتبادر إلى الدهن هو : هل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، أضحى يخشى على سلامته الشخصية إلى حد تعزيز حراسته القريبة خلافا لما كان سائدا من قبل ؟
إن الصورة التي ظلت سائدة هي أن عبد الإله بنكيران يتنقل وسط الناس دون اتخاذ أي احترازات، وفي كثير من الأحيان يتحرك لوحده مع سائقه فقط ، و دون موكب أو مرافقة أمنية بادية للعيان ودون حراس شخصيين .
يبدو أن مثل هذه المشاهد أصبحت من الماضي اليوم. فهذا الإجراء الجديد، بات مفروضا بفعل اتساع دائرة الغاضبين على بنكيران وحكومته جراء إحباطهم من جهة ، ومن جهة حث جهات عليا على تشديد حراسة رئيس الحكومة الشخصية، وخاصة بعد تزايد استهداف مقرّ إقامته من قبل المتظاهرين والمحتجين من الخريجين العاطلين عن العمل ، الذين دأبوا على السعي لمحاصرته في أي مكان يصادفونه فيه، سيما في مقر حزبه ، حزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط في كل نشاط أو تظاهرة ينظمها الحزب ، أو يتربصون به بالقرب من منزله.
فمنذ سبتمبر الماضي ، دأب الخريجون العاطلون عن العمل ، على تطويق سيارة رئيس الحكومة ، حتى ولو كان عبد الإله بنكيران في خرجة خاصة أو عائلية في المدينة.
هؤلاء المعطلون الذين يتظاهرون باستمرار ويحتجون على الدوام في الساحات العمومية المهمة أو أمام بعض المؤسسات خصوصا البرلمان، يعتبرون الحكومة المسؤول الأول عن محنتهم وعدم تحقيق مطالبهم.
رغم أنهم رفعوا أكثر من شكوى ضد الحكومة لدى المحكمة الإدارية ولم يبق أمامهم إلا محاصرته بمطالبهم وشعاراتهم في كل فرصة تُتاح لهم وفي أي مكان .
فقد أقدم العشرات من المعطّلين، على محاصرة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بُعيد مغادرته لـ "المشور"، من داخل أسوار القصر الملكي بالرباط، حيث يوجد مقر رئاسة الحكومة. ورفع الشباب الغاضب من تدبير بنكيران شارة "الصفر" في وجه الأمين العامّ لحزب العدالة والتنميَّة ومطالبته بـ "الرحيل" مع قرن ذلك بعبارة "زِيرُو"، علامة على عدم الرضا تجاه سياسته التدبيرية في مجال التشغيل.
وحاصر معطلو محضر 20 يوليوز رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بأحد شوارع الرباط، بعد أن تصادف مروره مع تنظيمهم لمسيرة من أجل المطالبة بتنفيذ الاتفاق الذي أبرموه مع الحكومة السابقة، وتدخل عدد من رجال الشرطة والقوات المساعدة من أجل تحريره.
وقام المجازون المعطلون بمحاصرة سيارة رئيس الحكومة ، عقب خروجه من البرلمان ، مرددين شعارات تندد بتجاهل الحكومة لملفهم . ولم يستطع بنكيران النجاة من المحتجين إلا بعد تدخل قوات الأمن .
اليوم أصبح رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يتمتع بحراسة خاصة من طرف أربعة حراس شخصيين - يلتزمونه أينما حل وارتحل- بعد أن كان يكتفي بحارس شخصي واحد نادرا تتم ملاحظته، وذلك منذ تعيينه.
وليست هذه المرة الأولى التي تطفو فيها إشكالية سلامة عبد الإله بنكيران على السطح، فقد سبق أن أثيرت سلامة رئيس الحكومة الجسدية في أشغال مجلس حكومي في صيف 2012 ، إذ تحولت إلى نقطة ساخنة، خاصة بعد أن اعتبر بنكيران نشر وترويج معلومات بشأن إيقافه عملية توزيع 700 رخصة نقل بمثابة "تحريض" يستهدفه و"تهجم عليه ". وقتئذ أقرّ مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في الندوة الصحافية التي الاجتماع الحكومي وجود حالة من الاستياء العام تسيطر على أعضاء الحكومة، جراء نشر بعض المقالات الصحافية، التي اعتبرها "مستهدفة" للحكومة ولأعضائها،خاصا بالذكر ما نُشر ورُوّج والذي نفاه جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه "يستهدف رئيس الحكومة شخصيا، وقد يتسبب مستقبلا في تهديد السلامة الجسدية لرئيس الحكومة".
كما سبق وأن أعلن عبد الإله بنكيران خوفه من الاغتيال عندما فاز ، لمطاردة أحد الأشخاص له ، وأعلن عن النازلة في مؤتمر صحافي. كما سبق وأن سمعنا أن منع امحند لعنصر- وزير الداخلية وقتئذ- نشاطا لحزب رئيس الحكومة كان حماية لحياة بنكيران، إذ قيل إن منع بنكيران من حضور ختام شبيبة حزبه في ساحة عمومية لأسباب أمنية خوفا من المساس بسلامته الجسدية ، قبل أن يغير بيان الداخلية تقييمه في قضية " ساحة الأمم " بطنجة ، ويطلق لعنصر بيانا حزبيا للحركة الشعبية ، يقرّ بأن المنع استوجبه الحفاظ على نزاهة الانتخابات ، الجزئية في المدينة .
ويأتي تشديد الحراسة الشخصية لعبد الإله بنكيران في ظل وجود حرب نفسية ووجود طرف أو أكثر يريد إسقاط الحكومة أو المزيد من إضعافها ، بما لا يمكنها من أداء مهمتها.

فهل تشديد الحراسة دلالة أخرى عن تدهور شعبية رئيس الحكومة؟
لقد سبق أن تم الحديث بشكل كثيف عن شعبية عبد الإله بنكيران ، بناء على استطلاعات رأي أشارت إلى أن شعبية بنكيران مازالت في مكانها، لكن اليوم تغيرت الصورة.
فرئيس الحكومة تميز منذ بداية ترؤسه للحكومة بشعبوية نادرة لم يتميز بها غيره من رؤساء الحكومات السابقين. آنذاك رأى الكثيرون أن شعبية بنكيران ليست سوى شعبوية مرتبطة بإنتاج الخطاب وليس إنتاج الثروة التي تهم المواطن أساسا أو الاستجابة لانتظارات المغاربة. وقد أجمل جملة من متتبعي الشأن العام مؤشرات هبوط شعبية بنكيران، في ثلاث، فقدان الثقة في الحكومة والتراجع عن الوعود وتدهور الواقع المعيشي المستمر.
ومن المعلوم أن تقييم المواطنيين السلبي للسياسات العامة كمن بالأساس في التناقض الصارخ الملحوظ بين المأمول والمنتظر من جهة والواقع المعيش الفعلي من جهة أخرى، حيث يثق المواطنون في الحكومة عندما يشعرون بأنها تعالج القضايا بكفاءة، ويفقدون الثقة فيها عندما يشعرون بأنها مسؤولة عن الاتجاهات غير المرغوب فيها، وأن حالة نقص الثقة السياسية تؤدي إلي انعدام الثقة في المؤسسات السياسية المختلفة وعدم الثقة تعبر عن حالة من سخط الرأي العام. وهذا ما حصل لعبد الإله بنكيران بسبب فشل الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين والاستجابة لانتظاراتهم الأمر الذي أدى إلى تآكل شعبيته وأحيانا حتى الشرعية السياسية للحكومة. لقد وعد بنكيران بالكثير الإجراءات في حال حصوله على رئاسة الحكومة، وعد بنمو مرتفع وبإنتاج للثروة وتوزيع عادل لها، ووعد بحد أدنى للأجور لا يقل عن ثلاثة آلاف درهم، ووعد بتحجيم البطالة. وبعد سنة ونصف من تولي الحكومة سقطت الوعود في الماء. وهكذا تأكدت حقيقة أن صناديق الاقتراع، ليس الحكم الفيصل في قياس ثقة الشعب في الحكومة من عدمه، وإنما هي آلية من آليات الديمقراطية المتعددة، ولا يمكن أن تكون معيارا لمدى ثقة الشعب في الحكومة، وأحسن مثال الحكومة الحالية. لأن الثقة السياسية تشير إلي وجود توافق في الآراء فيما بين أفراد المجتمع حول القيم والأولويات والاختلافات المشتركة، وعلى القبول الضمني للمجتمع الذي يعيشون فيه، كما تشير أيضا إلى توقعات المواطنين لنمط الحكومة التي ينبغي أن تكون عليه، وكيف ينبغي للحكومة أن تعمل وتتفاعل مع المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، ومع مجموع المواطنين وسلوك الموظفين. وتتولد الثقة السياسية من خلال شبكة العلاقات التفاعلية مع الأفراد والمجتمع المحلي، ويترتب عليها ارتفاع مستوى المشاركة المدنية والسياسية، وبالتالي تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق التكامل الاجتماعي والاستقرار الديمقراطي. وهذا ما أخلت به حكومة بنكيران في الكثير من المناسبات.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحصد ما زرعناه
- تحريف التاريخ طريق مسدود الشباب الجزائري يتفاءلون بقرب سقوط ...
- معضلة زواج المال والسياسة ومصيبة الجمع بين الحكم والاقتصاد
- اتساع مقلق لمد التشيع لكن وزير الأوقاف اختار الصمت
- -عداء مستدام- استراتيجية الاختراق الجزائرية
- في خضم ماراطون السباق نحو التسلح لحفظ التوازن البحرية الملكي ...
- ميزانية الجيش من التمرير مرّ الكرام إلى المطالبة بضرورة الزي ...
- انتهت جولة -كريستوفر روس- الثالثة في الصحراء و لا مخرج واضح ...
- السفير الأمريكي -دوايت ل. بوش-: -يجب أن نكون خائفين من الشبا ...
- المغرب يغادر مجلس الأمن والسعودية ترفض كرسيّها به
- قضية الصحراء الغربية: هل عزمت إسبانيا على كشف أنيابها وإسقاط ...
- خطب الحسن الثاني النارية
- قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغر ...
- -من أجل مصلحة الوطن- مقولة حق أريد بها الباطل المستطير
- يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساري ...
- طموحات الذهب الأسود المغربي لا تنضب
- تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة
- حكومة بنكيران لا تجيد إلا شيئا واحدا سياسة تنغيص حياة المواط ...
- أطول شريط تخصصه القاعدة للمغرب يستهدف النظام الملكي هل هي ال ...
- تزوير العملة جريمة اتسعت بالمغرب


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - بنكيران يستعين بأربعة حراس شخصيين هل أضحى الوزير الأول يخشى على سلامته ؟