أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن نبو - بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 2 من 2 )















المزيد.....

بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 2 من 2 )


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 16:17
المحور: حقوق الانسان
    


وفيما يتعلق بالجانب السياسي لهذه الحقوق ,والحريات يمكن القول أن الحقوق والحريات الواردة في الإعلان تشمل :
حق اللجوء السياسي والاجتماعي هربا من الاضطهاد السياسي أو غيره ( المادة 14 )، وعلى الدولة الملتجأ إليها طالب اللجوء أن تمنحه حق اللجوء بصرف النظر عن مدى الانسجام أو الاختلاف في النظم والعلاقات بين الدولة اللاجئ منها والدولة الملتجأ إليها . وحرية التفكير والدين ( المادة 18 ) أي قدرة الإنسان على الدعوة للأفكار التي يؤمن بها ويمارسها سواء كانت منسجمة مع رأي النظام الحاكم أم لا .
أما حرية الدين فهي قدرة الشخص على ممارسة شعائره الدينية وتغيير ديانته إلى ديانة أخرى أو مذهبه الديني إلى مذهب آخر وعدم منع معتقدي الديانات الآخرين من ممارسة شعائرهم الدينية . وحرية الرأي والتعبير والنشر ( المادة 19 )
أي قدرة الشخص على التعبير عن رأيه بالقول وبالتظاهر وبالإضراب وبالكتابة والنشر في الصحف والمجلات ووسائل النشر الأخرى ، بغض النظر عن اتفاق رأيه مع رأي النظام الحاكم أم لا . وحرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السياسية السلمية ( المادة 20 ) أي قدرة كل فرد أو جماعة على تكوين الجمعيات والأحزاب السياسية والانتساب إليها والترويج لأفكارها ، شريطة أن تكون أهدافها ووسائل عملها سلمية . وحق الإنسان بإدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة أو بواسطة ممثلين يختارهم بانتخابات حرة ونزيهة تعبر عن إرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات ، وحقه في تقلد الوظائف العامه في بلاده بشكل متساو مع غيره ( المادة 21 )
وبالنسبة للحقوق والحريات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الواردة في الإعلان فتشمل ما يلي :
حق الفرد في الضمانة الاجتماعية ( المادة 22 ) . والضمانة الاجتماعية هو مصروف تنفقه الدولة على الفقراء والمعوقين والمرضى وذلك لوقف اتساع الهوة بين الفقراء وبين الأغنياء وعدم حصول مشاكل سياسية واقتصادية جراء ذلك . وحق الإنسان بالعمل الذي يختاره وبأجر يكفل له ولأسرته عيشة لاثقة بكرامة الإنسان ، مع حقه حمايته من البطالة وحقه بإنشاء النقابات وبالانضمام إليها مع الحق بالإضراب عن العمل ( المادة 23 ) . وحق الإنسان بالراحة والإجازات بأجر مع تحديد ساعات العمل ( المادة 24 ) وحقه بالعيش مع أسرته بمستوى كاف للمحافظة على صحته بالتغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية مع حق رعاية الأمومة والطفولة سواء نتجت العلاقة عن ربط شرعي أم غي ر شرعي ( المادة 25 ) . والحق بالتعليم الإلزامي المجاني في المراحل الابتدائية على الأقل ، وأن يكون التعليم العالي على قدم المساواة وعلى أساس الكفاءة ( المادة 26 ) . وحق الفرد بالاشتراك في المجتمع الثقافي والاستمتاع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه ، وحقه في حماية المصالح المادية أو الأدبية المترتبة على إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني ( المادة 27 ) . وحق كل إنسان بالتمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه هذه الحقوق والحريات ( المادة 28 ) أي أن يتعاون المجتمع الدولي لتحقيق الاجواء التي تتحقق فيها هذه الحقوق والحريات من خلال دعم الإصلاحات وبرامج التنمية وعقد دورات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم ، وخاصة في دول العالم الثالث .
ينتهي الإعلان بعد تعداد الحقوق والحريات المذكورة بذكر الضوابط القانونية لممارسة هذه الحقوق والحريات : ففي المادة ( 29 ) من الإعلان تم التأكيد على ضرورة قيام كل فرد بواجباته نحو المجتمع ، وأن يخضع في ممارسة حقوقه وحرياته للقيود التي يقررها القانون العام لضمان حقوق الغير وحرياته ، وأنه لايجوز في حال من الأحوال أن تمارس هذه الحقوق والحريات ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة ومبادئها .
أما المادة ( 30 ) والأخيرة من الإعلان فتحظر بشكل صريح عدم جواز القيام بأي نشاط أم عمل يهدف إلى هدم هذه الحقوق والحريات من قبل دولة أو جماعة او فرد .
** القيمة القانونية للإعلان ، أو بكلام آخر : هل للإعلان صفة إلزامية أم أنه مجرد توصيه ؟
يرى بعض فقهاء حقوق الإنسان كالفقيه الإيطالي ( لاوتر باخت ) والفقيه البريطاني ( كولشن ) ومعظم فقهاء العرب وفي مقدمتهم (الدكتورعلي صادق أبوهيف ) : ان الإعلان مجرد توصية لايتمتع بصفة إلزامية . ويؤيد مجلس الدوله الفرنسي هذا الرأي وكذلك المحكمة الأمريكية العليا .
لكن فريق آخر من فقهاء حقوق الإنسان اعتبروا أن ان للإعلان قوة إلزامية ، وأن هذه القوة وإن كانت أدنى مرتبة من قوة الاتفاقية ، إلا أنها أعلى مرتبة من التوصية . ومن هؤلاء الفقهاء ( رينيه كا سان ) أحد واضعي صياغة الإعلان وأحد القائلين بالقوة الإلزامية للإعلان ، حيث يقول : ( انه بالنظر إلى أن جميع أعضاء الأمم المتحدة قد تعهدوا بموجب المادة ( 56 ) من الميثاق بأن يقوموا منفردين أو بالتعاون مع الأمم المتحدة لتوطيد احترام حقوق الإنسان .
يستند أصحاب هذا الرأي في إلزامية الإعلان على أن الأمم المتحدة اتخذت الكثير من القرارات التي أدانت فيها الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ، كإدانة النظام العنصري سابقا في جنوب افريقيا استنادا إلى نصوص الإعلان ، وأنها طلبت التدخل في بعض الدول التي انتهكت حقوق الإنسان لفرض احترام حقوق الإنسان . كما يستدل أصحاب هذا الرأي في دعم رأيهم باحتفال الدول والمنظمات والأفراد بالإعلان في ذكرى صدوره والإشادة به .
وبعيدا عن الرأيين المذكورين يمكن القول : أن الأمم المتحدة تقوم بدور كبير في مجال حماية حقوق الإنسان من خلال تشجيع المعاهدات الدولية وتقديم الإغاثة والمساعدات للدول الفقيرة والعمل على الارتقاء بالتعليم في الدول المذكورة وارسال خبراء لتدريب المسؤولين عن السجون فيها. كما أن للأمم المتحدة دور كبير في مراقبة مسيرة حقوق الإنسان في مختلف دول العالم من خلال لجان دولية تابعة لها كاللجنة الخاصة لحقوق الإنسان التي حل محلها مجلس حقوق الإنسان عام 2006 ولجنة مناهضة التعذيب ولجنة مكافحة التمييز العنصري ، ولجنة مكافحة التمييز ضد المرأة واللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، إضافة إلى فرق عمل ومقررين خاصين يتم تشكيلهم في أوقات معينة تستلزم ذلك .
كما أن الأمم المتحدة تلجأ إلى إصدار التوصيات بفرض التدابير التجارية والدبلوماسية على الدول التي تنتهك حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ، كالتوصية التي صدرت منها وأدت إلى فرض عقوبات على جنوب أفريقيا عام 1962 بسبب تبنيها سياسة الفصل العنصري .
ولابد من الإشارة إلى دور المنظمات واللجان غير الحكومية في فضح الدول التي تنتهك حقوق الإنسان ، كمنظمة العفو الدولية . ومنظمة (هيومن رايتش ووتش) أي منظمة مراقبة حقوق الإنسان و كل من منظمة أطباء بلا حدود ، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي اللتين تقدمان خدمات لاتقدر بثمن للجرحى أثناء الحروب ..
** ولكن رغم كل هذا فإن واقع حقوق الإنسان على مدى خمسة وستين عاما تبدو سوداويا في دول العالم الثالث التي تحكمها أنظمة شمولية قمعية غارقة في الفساد السياسي والإداري والاقتصادي و ترى في حقوق الإنسان عدوا لدودا لها . وما يحدث في سوريا من مجازر وتدمير للمدن والبلدات والقرى وزج عشرات الألوف في السجون والمعتقلات ولجوء قرابة مليون إنسان إلى الدول المجاورة ، ونزوح قرابة خمسة ملايين إلى الداخل وعجز المجتمع الدولي عن القيام بأي خطوة إيجابية يعد تراجعا كبيرا لمبادئ حقوق الإنسان وحرياته الاساسية التي تضمنها الإعلان الدولي لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية .
وقي النهاية ، لابد من طرح السؤال الذي يدور في ذهن الجميع : لماذا أخذت مبادئ حقوق الانسان التي تضمنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية الاخرى في جال حقوق الانسان مكانها في المجتمعات الغربية مثلا ، وغدت مباديء مهمشة ولاقيمة لها في هذه المنطقة من العالم التي نعيش فيها ؟
اعتقد ان الاسباب عديدة ويحتاج المرء الى وقت طويل جدا للوقوف عليها .
لذلك سأحاول وباختصار شديد ذكر أهم هذه الاسباب :
اعتقد ان النص الديني هو أهم معرقل في مجتمعنا لسيادة مبادئ حقوق الانسان التي تضمنها المواثيق والاتفاقيات الدولية . ففي الوقت الذي يتعامل فيه الاعلان العالمي لحقوق الانسان. مع الانسان لكونه انسانا فقط بغض النظر عن جنسه وجنسيته ولونه ودينه ، فإن النص الديني يحدد حقوق الفرد من خلال انتمائه الى جماعة من الجماعات بوصفه إما مسلما أو ذميا أو مستأمنا تحت حكم الدولة الاسلامية .
ولهذا فإنك ترى ان غالبية الجماعات الدينية تعادي المبادئ التي أقرتها الامم المتحدة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان وغيرها من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الشأن وتعتبرها كفرا وإلحادا.
كما أن الايديولوجية الشمولية تعتبر من أخطر اعداء مبادئ حقوق الانسان لأن هذه الايديولوجية بطبيعتها ضد التشكيلات المدنية الحرة التي تعني بحقوق الانسان وضد التطور الحر للشخصية الانسانية ، حيث تعمل لتحويل جميع افراد المجتمع الى دمى بين يدي القائد التاريخي او القائد الضرورة التي تفرزه هذه الايديولوجيا وإخضاعهم بالقوة لفلسفته وأفكاره .
وإذا كان دعاة حقوق الانسان لدى المتشددين الدينيين كفارا وملحدين ، فإنهم لدى المشبعين بروح الايديولوجية الشمولية متآمرون وخونه .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق ا ...
- قصة مدينة
- صباح آخر حزين
- لالصمت المجتمع الدولي
- على رمال شواطئ عينيك
- في يوم ما
- لدغات في روحي
- ثقافة القتل
- ليت
- هنه وهناك
- براميل وفتاوى ودماء
- امنحيني تأشيرة الدخول
- بقعة ضوء على المحكمة الجنائية الدولية
- بلا عنوان 2
- مطل
- الأنظمه التي تولد العنف
- ماتبقى من عمري
- مصير وطن
- في بلادي
- لن أهجرك


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن نبو - بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 2 من 2 )