أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - طواف آخر/ محمود عبد الوهاب














المزيد.....

طواف آخر/ محمود عبد الوهاب


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


طواف..آخر/محمود عبد الوهاب
مقداد مسعود
-1-
محمود..يكتب موته نصا في عام 1996(على جسدك يطوي الليل مظلته)...
(أنحنى البدين على سرير الشاب وأستل الغطاء من على رأسه،فتدفق وجهه الممتلىء على المخدة،
تسمرت عيناه في عيني،حدقة بحدقة،ومن محجريهما المصوبتين نحوي تسللت المدن التي زارها
: الصباحات المعبأة بالهواء.أبراج الكنائس. النصب البرونزية.المتاحف. ضجيج الميادين الواسعة.
بوابات المدن القديمة. مقاهي ألأرصفة. أكشاك بائعات الزهور)
(ومن فوق سريره وهو في رقدته الباردة،بدا أنيقا ببلوزته شديدة الزرقة ذات ألأزرار ألأبنوسية،
وبنصف الفتحة التي يعمد إلى اصطناعها ليترك شعرصدره ينتشر في الفسحة الضيقة بين شفتي
البلوزة،على الهيأة التي ألتقى فتاته هناك في صباح ذلك اليوم من أيلول)..
(أحكم البدين اغطاء على جسد الشاب ثم إستدار ..رفع الرجلان جثة الشاب ووضعاها على العربة)
هذه الوحدات السردية الصغرى، من قصته( على جسدك يطوي الليل مظلته) وفضاء النص ينشطرشطرين، لحظة موت الشاب، والسارد الذي حولّه الشاب قبل موته إلى مسرود له، وسيتحول الأخير
إلى سارد، ونحن القراء،إلى( المسرود له) ومن خلاله، سيضيئنا النصف الثاني من فضاء القص وهو النصف الضديد، للمستشفى وبابها المفضي إلى تلك الحديقة الصخرية الحدبات....في الوحدات السردية المتداخلة مع النصف الأول، يسرد علينا الشاب علاقة المتوفي مع تلك المرأة الجميلة،
في ذلك البلد البعيد، والنص هنا يتضافر إجناسيا بين السييري/ واللاسييري..شخصيا اراهما:( كراجينيا ومحمود عبد الوهاب): من أجمل الينابيع العاطفة يتدفقان : حبا بلوري الزرقة
محمود عبد الوهاب بأجمل علاقة عاطفية.. في سنوات الحصار،حين سألته عنها أخبرني إنها ماتزال ترسل له معايدة أعياد رأس السنة،.وهذه كلماتها تحديدا ،كما أخبرني ذات صباح شتوي ونحن ذاهبين إلى البريد المركزي عام 1994 :
(أتعرف ما يحتاجه السائح مثلك في بلد غريب
إمرأة وقدمان
إمرأة تتعلم منها لغتنا وقدمان تكتشف بهما المدينة / ص118/ على جسدك يطوي الليل مظلته)
لكن الواقع وليس النص هو الذي يتحمل ما حدث للشاب ،من متغيرات سالبة،فمنتج النص، لم يتعرض ولو مرة إلى نوبة نرجسية، ركز على عزلة الشاب من خلال موته..كم تمنيتُ عليه، ان يسرد علاقته العاطفية الفذة مع حبيبته البولونية(كراجينا) في رواية قصيرة، لتتعلم الأجيال جوهر الروح الجسداني، ولتنتظم رواية من هذا الطراز،إلى ثريا روايات تجسير العلاقة مع الآخر، كما هوالحال مع(الحي اللاتيني) سهيل أدريس/ (موسم الهجرة إلى الشمال) الطيب صالح(قنديل ام هاشم) يحيى حقي وغيرها من الروايات..



-2-
من ...بساتين محمود..
(أسمعي ياعزيزتي،لابد لنا من أحدى النهايتين، إما أن نموت صغارا
أو نعيش حتى نشيخ. هل بإمكاننا أن نفعل غير ذلك؟)
عابر إستثنائي/ تشرين الأول1993
*(النساء والرجال، أين هم آلآن؟ أكانوا يتحركون في حلم قصير)
طقس العاشق/ شباط 1997
(لم تكن الظلمة تامة ولاالضوء كافيا،إلا أنني أعتدت أن اتبين حدود المكان وحافات ألأشياء من غير صعوبة،فها هم ألأشباح الثلاثة لايمكثون في بقعة واحدة ولاعلى هيئة واحدة)
على جسدك يطوي الليل مظلته / كانون ألأول 1996

(يبدو هذا المكان موحشا.أترغبين في الإنتقال إلى مكان آخر؟)
طيور بنغالية/آيار 1996

أحاول الطواف ،عبر مثابات أخر..
في القراءة الأولى/ اكتفي بمقتبسات من قصته( على جسدك يطوي الليل مظلته) يسرد فيها موته ،كما حدث الآن، دون تطابق مطلق بين نص الواقع/ والنص المسطور قصة..إلاّ من ناحية مركز المهيمنة ، فقد تمردت الهوامش على المركز....في القراءة الثانية أكتفي بإ لتقاط مقتبسات من قصص محمود عبد الوهاب مثبتا بالشهر والسنة صلاحيتها للنشر،
تاركا لفطنة إستجابة القارىء،دعوة للمشاركة في الكتابة أو في الأقل فتح شهيته للعودة إلى قراءة هذه القصص أو سواها ..وهي كذلك دعوة (للقارىء غير العادي) للتوقف عند عنوانات القصص..
أستعين بمعايشتي للعابر الإستثنائي الجميل ،التي أبتدأت من صباي،عبر علاقته بالمناضل اليساري ،الخياط/ المعلم( محمد مسعود)، منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي كما أستعين بمعايشتي مع نصوصه وهي معايشة لن تتوقف...نشرت بعضها في الصحف والمجلات
ومايزال البعض الآخر، ينتظر نشر ما لدى إستاذنا كما هو الحال مع مخطوطة كتابي حول (رواية بحجم الكف) للروائي محمود عبد الوهاب، التي واكبتها وهو يكتبها فصلا فصلا بالقلم الرصاص
ثم قرأتها مطبوعة على الكومبيوتر، ثم اعاد طبعها وقرأتها ايضا..وتناقشنا حولها أكثر من مرة في شقته وأحيانا في حديقة منزلنا .. وأطلع إستاذنا على فصول مخطوطتي النقدية،ونصحني ان انتظر إصدار الرواية، ثم أنشر فصولا من كتابي أو وجيزا له...وبعدها أنشره كتابك كاملا..
وقبل رحيله بأشهر حدثته وبحضور الشاعر كاظم اللايذ عن هذا الأمر فأكده بصوته الذي بدأ يوهن ..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القاص والروائي محمود عبد الوهاب
- في شمعته الثانية/ حوار مع الشاعر العراقي الراحل مهدي محمد عل ...
- الأسود والأبيض
- المفكر الدكتور حسام محي الدين الآلوسي.................سلاماً
- استعادة المفتقد/ حوارية الشعر....- الشاعرة رسمية محيس في(ثرث ...
- مسح ضوئي/ أضغاث أحلام
- أميل سيوران/ التخصص في العواء - حياكة الجليد
- فرن صمون
- يوم الظلة في كف الغائب
- كيمياء القصيدة العراقية
- اللون كشخصية رئيسة أو العزف على الالوان....في دورق الشاعر شي ...
- أيام الحلم الممكن. خالدة سعيد...في يوتوبيا المدينة المثقفة
- المراقبة كنظام سلطوي/ المراقبة كسلوك فردي...غائب طعمة فرمان. ...
- الارتهان الانتاجي
- هندسة اجتماعية...55/ 14 تموز
- ياكريم السلمان
- مسح ضوئي/ 2- القراءة السماعية وما ينوب عنها..
- قراءة مجاورة..المفتاح في مرآوية المعرفة..الباحثة فاطمة المحس ...
- مسح ضوئي
- الخياط (ط. ل)


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - طواف آخر/ محمود عبد الوهاب