أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي السكتاني - تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 4














المزيد.....

تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 4


المهدي السكتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 10:42
المحور: حقوق الانسان
    



هذه المدينة الصغيرة تحمل حقائق أطوارها غريبة، لها من كل الأجناس أصدقاء كل منهم يراها من زاويته خاصة الفرنسيين، وحتى رئيسهم السابق جاك شراك، هذه العلاقة التي بدأت مع دخول المستعمر الفرنسي الذي رأى في الأرض والماء وسيلة إنتاج رأسمالية مربحة، سياسة استعمارية حولت المدينة إلى مرتع للفساد والجنس بعد بروز طبقة العمال الزراعيين، خاصة المرأة العاملة من أصول الفلاحين الصغار الذين تم انتزاع أراضيهم، واستقبلت المدينة الوافدين من الجبال والأحياء الهامشية من المدن المغربية خاصة المرأة الفقيرة، التي يتم يوميا تسويقها وتبضيعها في شوارع المدينة في الصباح الباكر لاستغلالها في ضيعات الملاكين العقاريين الكبار (من الفجر إلى الغروب)، أسرة خطيب الفرنسية تنتمي إلى الأسر المهجرة إلى المدينة تاركة أراضيها مهملة ويستغل بقايا الإقطاع بعضا منها، كانت للفرنسية ذكريات جميلة بالجبال المجاورة لهذه الأراضي التي ترى فيها مجالا حيويا لاستثمار أفكارها وبناء مستقبلها مع خطيبها، وأحبت هذه المدينة التي رأت فيها ما يعوض ما فقدته من أصول أجدادها أبيها المغربي فقررت أن تستقر بتارودانت ؟

عندما قال لها الشرطي:"سترجعين لوحدك... سنحتفظ به بعض الوقت" كانت صدمتها قوية جعلتها تتشبث بزوجها أكثر، وقررت أن تواصل النضال من أجل إخراجه من السجن رغم تخلي الأسرة عنه كما يبدو لها، وهي لم تفهم أن الأسرة قد تم إرهاقها في المرحلة الإبتدائية من هذه القضية وتراكمت عليها الديون بسبب الرشوة (20 ألف درهم ؟) والنتيجة الزج بابنها في السجن الفلاحي بتارودانت، معاناة إضافية لأسرة فقيرة فقدت أرضها وعليها اليوم حمل سلة التمويل للسجن كل أسبوع لزيارة ابنها، الطوابير اليومية من الأمهات وبعض الآباء من الأسر الفقيرة تقف بباب السجن الفلاحي بتارودانت حاملة التموين... تقف الفرنسية محرومة من زيارة خطيبها، فما كان عليها إلا الشروع في استكمال وثائق عقد الزواج.

الشهادة الطبية لخطيبها هي التحدي الأول، فبعد وضع طلب إجراء الفحص الطبي له بالسجن تزور هي الأخرى مستشفى المختار السوسي، تجري الفحص (...) تحصل على شهادتها وشهادة زوجها وتؤدي مقابل ذلك 100 درهم مباشرة للطبيب، شهادة طبية لنزيل بالسجن دون خصوره ؟ لم تستطع الفرنسية فهم أن الرشوة تفعل فعلتها حتى في المستشفيات وأن ما قام به الطبيب خرق سافر للقانون إلا عندما نبهها المناضلون الذين يحتضنونها، لم تعرف أن الشواهد الطبية تباع وتشترى وتلعب لعبتها في الملفات بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت ؟

تحولت الشابة الفرنسية بين عشية وضحاها إلى الدخول في لعبة الرشوة والجنس ؟ خرجت من قوقعتها التي وضعت فيها حيث حصار أسرة خطيبها مشدد عليها بعد فراقهما بسبب السجن، وقررت أن تناضل لوحدها رافضة أن ترافقا أخت خطيبها التي ترى في وجودها إزعاج لها حيث المسؤولون في المحكمة يتجاهلونها عندما تكون الأخت موجودة معها، وهي لا تفهم العربية، قررت اقتحام إدارة المحكمة بدعم من المناضلين الذين شجعوها على النضال من أجل استكمال وثائق الزواج وتسريع إجراء استئناف الحكم لإجراء المحاكمة في أقرب وقت ممكن والحصول على تنازل الضحية لتخفيف الحكم.

كان عليها أن تتصل ب"قاضي القضاة" في ذلك اليوم، لقد بدا السيد النائب مهتما بها حيث خرج من مكتبه مسرعا ليحضر لها محاضر الشرطة للتأكد من محتواها الذي تعتبره مشبوها ؟ هكذا بدأ السيد "قاضي القضاة" استرجاع علاقته معها التي افتقدها بعد فشله من ترتيب "زيارة خطيبها بالسجن" وقال لها بهذا الصدد : من هو ذلك الشخص الذي رافقته إلى السجن ؟ فردت صديق لي ! ورد قائل لها : ترافقين ذلك الشخص وتريدين دخول السجن ؟ إن دخولك ممنوع ولكنني باستطاعتي تقديم هذه الخدمة ولو كانت غير مقبولة قانونيا !!! كونت الفرنسية فكرة على المسؤولين بالمحكمة الإبتدائية مفادها أنهم يتجاوزون القانون، وأصبحت تستهزئ منهم وتقول لأصحابها المناضلين كيف لهؤلاء المسؤولين تجاوز القانون ؟ تقول مستهزئة : يقول السيد "قاضي القضاة" بكل جرأة أنه باستطاعته تجاوز القانون !!!

لم تفهم الفرنسية أنها في مجتمع غريب، يسود فيه الفساد خاصة في مؤسسة من المنتظر أن تحاربه، ولم تفهم ذلك إلا في نقاشاتها مع المناضلين الذين رافقتهم قي عز محنتها، ولم تفهم لماذا تخلت الأسرة عن متابعة نضالها من أجل إخراج ابنها من السجن ؟ في المجتمع الفرنسي، تقول، تتم تربية الأبناء على الحرية وتكوين الشخصية على أساس الإعتماد على النفس وبناء المستقبل مستقلا عن الأسرة، إلى حد أن الفرنسي(ة) من حقه أن يحلم بأن يصبح يوما رئيس دولة ؟ ولم تفهم معنى أسباب الإتكالية التي تطبع شخصية المغربي(ة) خاصة في الطبقات الشعبية، إلا حينما اكتشفت أن أسرة خطيبها أصبحت ترى فيها عونا نزل من السماء يقيها شر مشاكل الزواج والمحاكمة بمحكمة الإستثناف والعلاقة مع قضاة المحكمة الإبتدائية، هذا العمل الذي يتطلب من الأسرة لو كانت لوحدها أن تدفع المزيد من الرشوة ؟ بينما الفرنسية، أصبح الكل يبتسم لها في المحكمة الإبتدائية ويرغب في الحديث معها، وحتى الشرطي الذي كانت قد كونت عليه فكرة ممارسة العنف تحول شكله ولونه وأصبح يبتسم لها ويقدم خدماته على طبق من ذهب.

أحست الفرنسية أنها الآن مهمة واخترقت مجمع القضاة بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت إلى أن وصلت إلى مستوى حياتهم الشخصية !!!؟؟؟



#المهدي_السكتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 2
- تارودانت : الرشوة والجنس ؟
- رسالة مفتوحة إلى المجلي الأعلى للحسابات بالرباط بالمغرب
- إنجاز معبر على وادي زاكموزن بين حي تكركوت وإمزيزوي بلدية تال ...
- الأوراش الجماعية وسيلة مدبرة لنهب المال العام
- بناء الشطر الثالث لمقر بلدية تالوين وسيلة لنهب المال العام


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي السكتاني - تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 4