أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - التناقضات الصارخة فى الدستور














المزيد.....

التناقضات الصارخة فى الدستور


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 03:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من حق الشعب المصرى الذى نزف الدم فى ثورته أن يكون له دستور يحقق أهداف الثورة (خبز، حرية، عدالة، كرامة) أو يسير فى الطريق نحو تحقيقها، مشروع الدستور سينجح بدرجة «مقبول» إذا أجرى الاستفتاء عليه بطريقة نزيهة وشفافة، لكن نزاهة الاستفتاءات والانتخابات غير ممكنة فى ظل النظم الطبقية الأبوية (الانتخابات فى أمريكا وأغلب البلاد تقوم على المناورات والأكاذيب والأموال).

سيوافق الشعب المصرى على الدستور، رغم ما فيه من تناقضات ومراوغات، لأن أمانى الثورة الشعبية لا تتحقق بدستور يكتبه خمسون رجلا وخمس نساء، لكن تتحقق الأمانى الثورية بالقوى الشعبية ذاتها التى قامت بالثورة نساء ورجالا وشبابا وأطفالا، إنه دستور المرحلة الانتقالية التى نعيشها، وأمانى القوى التى وصلت إلى الحكم بعد الثورة ومنها لجنة الخمسين.

المادة ٦٤ تقول إن حرية الاعتقاد مطلقة، لكن يتم تقييدها (بعبارة تأتى بعدها) تخص أصحاب الديانات السماوية بهذه الحرية المطلقة، لماذا يتم التمييز بين أصحاب الديانات السماوية وأصحاب الديانات الأرضية وغيرها من الكواكب؟ ألا يرث الجميع ديانتهم ولا فضل لأحدهم على الآخر مادام أنه لم يختر دينه بإرادته الحرة؟

المادة الثانية تبطل مادة حرية الاعتقاد المطلقة بالنص على أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع.

فكيف تتحقق حرية الاعتقاد المطلقة دون أن يتهم غير المسلم بعدم الانتماء للدولة أو الوطن والخروج عن الهوية و.. و.. و.. و؟

هذه المادة الثانية اقتحمت الدستور قسرا فى عصر السادات ـ ريجان، لتقسيم مصر طائفيا، فلماذا الإبقاء عليها؟

والقوانين المصرية كلها مدنية، إلا قانون الأسرة (الأحوال الشخصية) القانون الدينى الوحيد المستمد من الشريعة الإسلامية حسب التفسير الطبقى الأبوى للشريعة.

الدولة مدنية فى الدستور لكن دينها الإسلام فى الدستور نفسه.. أليس هذا تناقضاً صارخاً؟

المادة الثالثة تقول: مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية، أى أن قانون الأحوال الشخصية للمصريين يخضع للقانون الدينى، وهذا تناقض جوهرى فكيف ينص الدستور على خضوع الأسرة للحكم الدينى رغم النص على أن الدولة ديمقراطية حديثة حكومتها مدنية، أو حكمها مدنى (وهناك فارق مراوغ كبير بين الحكم والحكومة) بطبيعة الحال.

وينص الدستور فى المادة ١٠ على أن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق والوطنية وتعمل الدولة على ترسيخ قيمها واستقرارها.

لماذا الأسرة وحدها؟ وهل مؤسسات الدولة الأخرى ليس قوامها الدين والأخلاق والقيم والاستقرار؟

نعم قانون الأسرة لا يعمل على استقرارها ولا يرسخ الأخلاق ولا الدين ولا القيم، فالرجل يملك حق الطلاق والزواج بأربع دون سبب إلا شهوته الجنسية أو الاقتصادية، ويمكن لرجل فى التسعين (متزوج وله أولاد وأحفاد) أن يتزوج طفلة، وقد انتشرت ظاهرة الأطفال غير الشرعيين وزواج القاصرات واغتصاب الأطفال الإناث والذكور بسبب فوضى الرجال الكبار الجنسية والأخلاقية فى ظل القانون والشريعة!

وهناك تناقضات أخرى فى الدستور، وأكتفى بهذا مؤقتا.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو فيروس مجهول ؟
- الثورة تبدأ فى العقل
- الأسرة الدينية فى الدولة المدنية
- قوارير ذكورية والجوهرة المصونة
- واحدة من النساء تكفي
- أيضحكون على دقون النساء؟
- القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!
- فقط لأنها ليست ولداً؟
- لماذا أصبحت المعرفة خطيئة؟
- الأسئلة البديهية الطفولية
- هل نتعلم مما يحدث فى أمريكا؟
- الشيوعية. والإسلام. وجدتى
- الطفلة والشيخ العجوز
- قانون العيب المزدوج
- اقتلاع جذور التفرقة
- لجنة الخمسين والسقف المحرم!
- الجمال والإبداع والنرويج
- ذكرى ثورات كانت ولا تكون
- مكياج الوجوه القديمة
- إقناع أنفسنا قبل إقناع الآخرين


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - التناقضات الصارخة فى الدستور