أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)















المزيد.....

كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


نقلنا في الحلقة السابقة رواية ثمينة ناجي حول واقعة إقصاء حميد عثمان من قيادة الحزب الشيوعي العراقي وذكرنا بأننا سنورد في هذه الحلقة رواية أخرى حول الموضوع ذاته، وقبل ذلك أعيد نص رواية ثمينة ناجي ليسهل للقارئ المقارنة بين الروايتين:
أولا- رواية ثمينة ناجى كماوردت في الصفحة 95 من كتابها ( سلام عادل سيرة مناضل 1):
(إنتخاب سلام عادل سكرتيرا للجنة المركزية
18
اجتماع اللجنة المركزية في حزيران 1955
بعد صدور وثيقة البرنامج الأني إطلاقات أيار‘ التي كتبها حميد عثمان، ووصول الوثيقة الى منظمة الفرات الأوسط أوقف سلام عادل توزيعها، وكتب رسالة الى حميد عثمان يطلب فيها السماح له بالسفر الى بغداد لمناقشة هذه الوثيقة. وجاء الى بغداد فعلاً، والتقى بحميد عثمان، وناقشها معه، وقال له ان صدور وثيقة برنامجية مهمة يستوجب عقد إجتماع للجنة المركزية لمناقشتها وإقرارها، أما الأن وقد صدرت فيجب إيقافها توزيعها، ودعوة اللجنة المركزية إلى إجتماع.
عقد بعد ذلك إجتماع للجنة المركزية في حزيران يونيو‘ 1955 في بغداد وتصدرت جدول الأعمال نقطة محاسبة حميد عثمان لعدم دعوته اللجنة المركزية للإجتماع قبل إصداره هذه الوثيقة، ومعرفة سبب إصداره بقرار فردي من قبله.
تحدث أعضاء اللجنة المركزية واحدا بعد الأخر عن الأهمية الإستثنائية للإجتماع في مثل تلك الظروف العصيبة التي يمر بها العراق وحركته الوطنية. وخلال الإجتماع إدعى حميد عثمان المرض، وطلب أن يذهب الى بيته للراحة، وكلف سلام عادل بقيادة الإجتماع الذي ظل منعقداً. ولما لم يأت حميد عثمان في اليوم التالي، ذهب عضو اللجنة المركزية ناصر عبود الى بيته ليستفسر عن صحته، وعن السبب الذي أخره عن المجئ. ولكنه لم يجد حميد في بيته وقيل له إنه سافر الى مدينة كركوك مساء اليوم السابق. ولما علمت اللجنة المركزية بذلك، أرسلت ناصر عبود الى كركوك للعودة به، وفعلا عاد به ناصر عبود الى إجتماع اللجنة المركزية حيث حوسب على هربه الى كركوك وتعريضه الإجتماع الى الخطر الجدي لو القى القبض عليه خلال الرحلة. والظاهر ان نية حميد كانت شق الحزب من خلال اللجوء الى قيادة الفرع الكردي للحزب.) وتضيف في الصفحة 98 من الكتاب مايلى:
( نعود مرة أخرى الى سلام فبعد انتهاء اجتماع حزيران عاد سلام ليلاً والاجهاد الشديد باديا عليه، فسألته عن قرارات الاجتماع، فأجابني قائلا: لقد جُمدت عضوية حميد عثمان في اللجنة المركزية، وانتخبوني بدلا عنه سكرتيرا للجنة المركزية.)
بموجب رواية ثمينة ناجي هذه هرب حميد عثمان الى كركوك بهدف شق الحزب من خلال اللجوء الى قيادة الفرع الكردي للحزب وقام ناصر عبود باحظاره، من كركوك، لمحاسبته أمام اللجنة المركزية.

ثانياً- وبالمقابل لنرى كيف يروي منفذ العملية ( ناصر عبود) بنفسه ما حدث وحيثياته، وكيفية إلقاءه القبض على ال(هارب) حميد عثمان وطريقة تنفيذه للمهمة بطريقة تمويهية وابتزازية بعيدة عن ابسط القيم، تثير القرف والإشمئزاز حتى لدى الانسان البسيط الذي لم يُلوث فكره، خصوصا عند معرفته بان حميدعثمان كان محكوما عليه بالاشغال الشاقة و هاربا من السجن والأحكام التي كانت صادرة بحقه لعشرات السنين ناهيك عن دعاوى أخرى لم تصدر الاحكام بصددها، ومجريات ما جرى في مقابلة له مع توفيق التميمي*:
سؤال توفيق التميمي: اشتهرت في تايخ الحزب الشيوعي العراقي قصة تجميد حميد عثمان وهروبه الى الموصل وتكليفك بالقاء القبض عليه والعودة به الى بغداد لمساءءلته حزبيا، ما هي تفاصيل هذه القصة التي وردت في تاريخ من كتب سيرة الحزب الشيوعي العراقي؟
جواب ناصر عبود: خلال بضعة اشهر ابدى حميد عثمان تصرفات مريبة وغير منضبطة فاصدر بيانا باسمه الشخصي ونشره في الصحف، وكانت لديه انطباعات سيئة تجاه الرفيق سلام عادل خصوصا بسبب ما جرى بينهما ايام سجنهما المشتركة.
في ذلك الوقت عاد سلام عادل من البصرة الى بغداد حيث كان يدير تنظيمات البصرة الحزبية هناك، فأمر حميد عثمان بابعاد سلام عادل الى الفرات الاوسط بحجة تكليفه بمهمة، والحقيقة كانت لابعاد قيادته عن بغداد واخلاء الجو له فاعترضنا في القيادة على هذا الابعاد واخبرنا عثمان بان هكذا مهمة لا بد ان تعرض على اللجنة المركزية للحزب، وفعلا نفذ سلام عادل الامر الحزبي الصادر له من حميد وغادر الى الفرات الاوسط وهو موطنه الاصلي، وبسبب هذا الموقف العدائي من سلام عادل وغيرها من التصرفات المريبة التي شخصتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، قررت اللجنة المركزية للحزب في اجتماع خاص لها تجميد عضوية حميد عثمان وبسبب تصرفاته الفردية واصداره بيانا باسمه الشخصي، وبعد هذا القرار الجماعي من اللجنة المركزية بحقه قام عضو المكتب السياسي للحزب هادي هاشم الاعظمي بايداعه في دار خاصة من الدور الحزبية السرية في بغداد للسكن فيه مؤقتا.. وبعد يوم واحد من وجوده في الدار سمعت من احد الرفاق بانه فرّ من الدار واتجه صوب محطة الموصل مساء، في هذا الوقت وبعد تاكدنا من فرار حميد عثمان من الدار الحزبية التي اودعه فيها هادي هاشم الاعظمي، كلفت اللجنة المركزية و بعد قرار تجميد عضوية حميد عثمان سلام عادل بان يكون سكرتيرا للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بدلا عنه، وبعد اختيار سلام عادل سكرتيرا عاما للحزب ارسلت له رسالة موجزة اخبرته فيها بان حميد عثمان يتجه صوب الموصل حسب المعلومات التي توفرت لي، ولا بد من اللحاق به واخبرت سلام عادل بان عثمان على علم بمواقع المطبعة السرية، والبيوت الحزبية، وعناوين القيادات، فكان لا بد من ملاحقته حتى لا يقع بين ايدي رجال الامن و يقوم بفضحنا، وربما يكون دليلا لاجهزة الامن على هذه المواقع والبيوت السرية ويعترف على اسماء القيادة، لانه كان في هذه المرحلة مهيأ جدا لذلك من الناحية النفسية والمعنوية.
في الموصل
ذهبت الى المحطة العالمية بملابسي العمالية وحملت بيدي عدة الادوات باعتباري عامل ميكانيك ومصلح مكائن، قاصدا مدينة الموصل حيث كنت متيقنا من وجود حميدعثمان هناك، واخذت معي عدة العمل للتمويه وكاني مسافر بمهمة عمل مهني وليس حزبيا، وحملت معي مسدسا اخفيته في ملابسي..
استقبلني عند وصولي فجرا في محطة الموصل الرفيق حكمت كوتاني مسؤول محلية الموصل للحزب، فاخبرته بان حميد عثمان موجود في الموصل، واني جئت للقبض عليه واعادته الى بغداد..فرد علي كوتاني بانه سيبحث عنه عن طريق الرفاق، وبعد 3 ساعات من الانتظار عقب وصولي الى الموصل،
جاءني واخبرني بان حميد عثمان موجود في الموصل فعلا وفي بيت احد العناصر غير المرتبطة بالتنظيم.. وطلبت منه بعد ان ياخذ قسطا من الراحة ان يراقب البيت الموجود فيه حميد عثمان، وعاد لي بعد حوالي ساعة ومعه حميد عثمان وكان عثمان منشرحا ولم يحس بما بيتنا له من امر..
وكنت في غرفة مجاورة اسمع حديثه مع الرفيق حكمت كوتاني الذي يتضمن ملاحظاته وانتقاداته على تصرفات القيادة وشكوكها حول نواياه، وبعد نصف ساعة من وجوده في المنزل دخلت عليهم الى الصالة..فاكفهر ملامح حميد عثمان وتجهم وجهه وعندما عاتبته على هروبه الى الموصل في مثل هذه الظروف التي يمر بها الحزب وطلبت منه ان يعود معي الى بغداد.. اجابني قائلا: اتركني في الموصل هذا افضل لي يا ابا خالد..فاعتذرت له وقلت له: ابا خسرو انا جئت الى الموصل لانفذ قرار اللجنة المركزية ولا يمكنني العودة الى بغداد دون ان تعود معي..وفي مساء نفس اليوم اعطيت لحكمت كوتاني نقودا لقطع تذكرتي سفر الى بغداد وفي الوقت المحدد للسفر طلبت من حميد عثمان الاستعداد للسفر واصطحبته معي، وهناك حاول عدة مرات الافلات من قبضتي ومحاولة الهرب داخل المحطة.. وبعد صعودنا الى العربة المخصصة للمسافرين جلسنا في مقعدين متجاوريين وكنت حريصا على مراقبته مراقبة صارمة حتى عند ذهابه الى الحمامات.
عندما وصلنا بغداد قصدت بيتي لاخذ قسط من الراحة، واتصلت هاتفيا بسلام عادل واخبرته باني وصلت الى بغداد وانا بصحبة حميد عثمان وهو الان في البيت، وبعد الظهر جاءني سلام عادل الى البيت وكان حميد عثمان مستبشرا بحضور سلام عادل واخذ يتبادل معه الطرائف والنكات، اتفقت انا وسلام عادل نذهب به الى بيت ليمكث هناك اسبوعين، وفعلا تم ذلك وطلب بعدها ان يذهب الى كردستان لاهله فوافقت اللجنة المركزية على ذهابه، وبعد فترة اسبوع او اسبوعين بدأت صحته تتدهور وعلمنا بانه انتمى الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وعند ذلك وعلى هذا الاساس اتخذنا قرارا بطرده من الحزب الشيوعي العراقي نهائيا.)

(يتبع)
*وردت هذه الرواية في سياق الحلقة الثانية من مقابلة توفيق التميمي مع ناصر عبود في أبو الخصيب ونشرتها جريدة الصباح البغدادية بتأريخ 22/5/2011 في صفحتها الألكترونية تحت عنوان: القيادي الشيوعي والكادر النقابي ناصر عبود: الحلقة الثانية:
http://www.alsabaah.com/Artic1e-print-.aspx?ID=7903
( ملاحظة: يبدو أن هذا الموضوع قد حُذف كليا من أرشيف الجريدة، أو أىّ سبب أخر يجعل الوصول إليه عن طريق الانترنيت غير ممكنا، وان النص الكامل محفوظ عندنا)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 7 )
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (6)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (5)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 4 )
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (2)
- الحيرة كانت أقوى الاسباب (1)
- هل يقع مسعود البارزانى فى الفخ؟
- بعد قراءة متأنية لأخر أقوال مسعود البارزانى
- حكاية تصفية أول برميل نفط فى كوردستان (1)
- أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (2)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)
- أنا وزوجتي وأمي في المشمش(2)
- أنا و زوجتي وأمي في المشمش (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (5)
- القضية الكوردية وحز بالبحث العربي الاسترالى في العراق( إقرأ ...
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)
- عقدة حميد عثمان
- الوعي بدلاًمن الوهم/ إشكالية الإسم (3)


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)