أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اشلي بريان - نيلسون مانديلا: إرث وتناقضات














المزيد.....

نيلسون مانديلا: إرث وتناقضات


اشلي بريان

الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 09:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



سوف يُقال أو يكتب الكثير عن إرث مانديلا. وسنبذل أفضل مستطاع لننصفه. الأشق هو السير ابعد من الأسطورة والإلمام بالطبيعة المتناقضة لهذا الإرث لأنه يتعذر أن ننسب المشاكل التي تواجهها أفريقيا الجنوبية اليوم إلى زوما و نبيكي [خلفاء مانديلا على رأس البلد] وحدهما.

لا جدال في أن مكسبه الكبير متمثل في التسوية المتفاوض عليها التي أتاحت وجود أفريقيا جنوبية ديمقراطية قائمة على مبدأ " صوت لكل شخص" . وكما شرح أحد من شاركوه الاعتقال في روبن إسلند "كان دوما هدفه نزع الطابع العرقي عن مجتمع أفريقيا الجنوبية وخلق ديمقراطية ليبرالية".

تناقضات وانقسامات

ومع ذلك فإن مساومة المصالحة هي التي تجتاز طور تفكك. وحسب تعبير ثابو مبيكي ذاته:" كرست التفاوتات الاجتماعية وجود أمتين في بلد واحد: إحداهما بيضاء ومزدهرة نسبيا، و الثانية زنجية و فقيرة."

لا يمكن لحصيلة مانديلا أن تحجب كون البلد منقسم أكثر من أي وقت مضى. وكانت طبيعة المصالحة ذاتها تجعل كل إعادة توزيع للثروة مستحيلة، وتجري على حساب السواد الأعظم من السكان الزنوج.

وكانت تلك السياسة تعني التخلي عن سياسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي المتجذرة في ميثاق الحرية [1] الذي قال عنه مانديلا في العام 1959 :" صحيح أن الميثاق، إذ يطالب بتأميم البنوك ومناجم الذهب والأرض، يوجه ضربة قاتلة للاحتكارات المالية والمنجمية ولمصالح المزارعين الذين نهبوا طيلة قرون هذا البلد وحكموا على شعبه بالعبودية. لكن هذا إلزامي لأن تحقيق الميثاق غير قابل للتصور، ومستحيل عمليا، إذا لم تسحق تلك الاحتكارات وإذا لم يسترجع الشعب الثروة الوطنية". بيد انه أضاف قائلا:" تفكيك تلك الاحتكارات ودمقرطتها سيمهدان الطريق لتطور طبقة برجوازية غير أوربية مزدهرة". هذا التناقض جزء لا يتجزأ من إرثه.

المصالحة و التكيف

عند خروجه من السجن أكد مانديلا الالتزام بالتأميم. لكن حاجات المصالحة، سواء مع سلطة البيض أو مع الرأسمالية العالمية، أملت التخلي عن تلك السياسة. وقد أقنعته لقاءاته مع النخبة العالمية في دافوس أن المساومات مع المقرضين ضرورية. و عززت لقاءاته مع رجال أعمال أفارقة جنوبيين اقتناعه بأن ليس ثمة بديل للرأسمالية. في العام 1996، وبوجه انهيار مالي، تبنى بطيب خاطر سياسة نيوليبرالية.

بنظر روني كاسريلس Ronnie Kasrils " إنه بين 1991 و 1996 خيضت معركة روح المؤتمر الوطني الأفريقي وكان النصر فيها لسلطة أوساط رجال الأعمال. كان ذلك انعطافا حاسما. كانت تلك لحظتنا الفاوستية لما وقعنا في الفخ – ويرفع البعض صوته اليوم بأننا خونة لشعبنا".

وإذ نواصل مهمة توحيد شعبنا الشاقة في امة واحدة، قد تعود كلفة المساومة و سياسة المصالحة لترعبنا. إن انبعاث سلطة القبيلة و الاعتراف المتنامي بها ينسفان أسس الديمقراطية ويعززان الانقسامات العرقية و القبلية. وبدل القطع مع تلك الانقسامات، استعمل مانديلا كامل ثقله بين السكان القرويين كي يضفي مشروعية على تلك البنيات الفاقدة للاعتبار إلى حد بعيد.

وكي ننصف حياته، وإخلاصه و تضحياته من اجل المساواة بين السود و البيض، يجب أن يستمر النضال. يجب أن ينصب هذا النضال حاليا على إلغاء التفاوت الاجتماعي. ومن أجل هذا سنكون بحاجة إلى عظمة وحكمة العديد من أمثال مانديلا. سنكون بحاجة إلى منظمة مكرسة لتعبئة كل الأفارقة الجنوبيين، بيضا وزنوجا، من أجل التحرر الاقتصادي لهذا البلد. سنكون بحاجة إلى منظمة مثل حزب مانديلا، حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، حركة مرتكزة على زعامة جماعية مع خصائص الأسماء الكبرى التي خاضت نضال تحررنا الوطني. و الأهم أننا سنكون بحاجة إلى أن يمسك الشعب بزمام أمره و يصنع تحرره بنفسه .

أليس هذا ما عاش وكافح مانديلا من أجله ؟

: Hebdo Tout est à nous ! 203 (11/07/13). http://www.npa2009.org/

تعريب المناضل-ة

==========

[1] ميثاق الحرية: إعلان مبادئ صادق عليه في 1955 تحالف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي و الحزب الشيوعي لجنوب أفريقيا ومؤتمر الديمقراطيين وحلفائهم.

بريانت اشلي رئيس تحرير مجلة اماندلا Amandla اليسارية الجذرية



#اشلي_بريان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اشلي بريان - نيلسون مانديلا: إرث وتناقضات