أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الأفك والكذب وما بينهما














المزيد.....

الأفك والكذب وما بينهما


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 14:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الأفك والكذب وما بينهما
وردت كلمة الأفك ومشتقاتها في القرآن الكريم في أكثر من موقع وفي العديد من الآيات , كما وردت كلمة الكذب ومشتقاتها أيضا في عدد أخر منها ,ويظن الكثير من الناس أن للكلمتين دلالة واحدة أو تفيدان معنى واحد وهو قول غير الحقيقة أو أدعاء بما هو غير موجود أو مخالفة الواقع وهي الحالات التي يمكن أطلاق صفة الكذب عليها.
في النص التالي مثلا{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} فاطر25,هذه الآية تشرح نوع أو صنف من أنواع وأصناف مقولات الكذب وهي نكران الوقائع مع وجود الدليل, فهم أصلا لا يقبلون بتصديق الواقعة مع وضوح وبيان دليل صدقها بما جاءت به الرسل من معاجز ودلائل لا يرتقي إليها الشك وكما هو متواتر في المعاني القرآنية العديدة ,فقد يكون الكذب منسوب للوقائع أو بها مع عدم التشكيك بالقائل أو الداع وهذا الكذب يطلق عليه القرآن المجيد لفظ الجحود لأنهم يستيقنون ان الذي جاء بالوقائع لا يمكن أن يكذب قطعا ولكنهم مع قطعهم هذا يكذبون بها{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام33.
أما الأفك فهي بالأصل تعنى القلب أو الصرف أو التحويل للجهة المخالفة لطبيعة الشيء كما ورد في معاني الكلمات يقال: أفك الشيء وأفك الرجل إذا كذب ،وأفكت الرجل عن الشيء إذا صرفته عنه ،قال الله تعالى قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا, وقال الراغب: الإفك كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه ،ومنه قيل للرياح العادلة عن المهاب مؤتفكة ، وقوله تعالى : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ أي :يصرفون عن الحق في الاعتقاد إلى الباطل ،ومن الصدق في المقال إلى الكذب ،ومن الجميل في الفعل إلى القبيح ومنه قوله تعالى :يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ .ورجل مأفوك: مصروف عن الحق إلى الباطل - قال الشاعر
فإن تـك عـن أحسن المـروءة,, مأفوكا ففي آخـرين قـد أفكـوا
عليه فيكون الأفك ليس مجرد نكران الحق والصحة وعدم الإدلاء بما هو واقع إنما ينصرف إلى درجة أخرى وهو صرف المعنى المتحصل عن الواقعة إلى الجهة المخالفة تماما للمراد ,وهذا يعني أن الأفاك هو ليس كاذب ولا جاحد كما بينا في المعنى السابق ولكنه شخص يجعل من الحال أو الموضوع يسير أو ينطبق مع وصف معاكس ومخالف ومقلوب عن المعنى الحقيقي ,فليس بالضرورة أنه يكذب بالأمر بل من دلائل المعنى أنه مؤمن بصحة الموضوع ولكن لهدف ما يجعل الأمر معكوس في الدلالة حتى يظن من يتلقى الحدث أن الأمر اصلا غير حقيقي وكاذب {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61.
هنا يمكننا جزما أن نقول أن كلمة أفاك لا تعني أبدا كاذب ولا جاحد وإنما تعني الشخص الذي يحول طريق الصدق إلى الكذب بالنسبة للأخرين أو حتى يبدو كذلك في الحين الذي هو مصدف به ولكنه يصطنع الوسائل التي تجعل منه كذب عند الأخرين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معنى الجريمة والإجرام بين الدلالة الأصلية والمصطلح
- مانديلا إنسان بوطن
- حكاية ريما وصباح رائق _ قصة قصيرة
- العجز العقلي
- السلام في الإسلام قاعدة وليس أستثناء
- مفهوم الشخصية الإيجابية
- الوردي والبداوة والديمقراطية
- الشخصية العراقية بين الفعل والإنفعال ج1
- سارة صانعة الحلوى _ قصة قصيرة
- قلم وفرشاة
- منظومة الأخلاق وصنع السلام والحرية
- تأريخنا حقل ألغام
- التسييس الديني والدين السياسي
- صورة الوجود في الموجود
- الرجل الذي أحب حمارا _قصة قصيرة
- اليسار و الدولة المدنية
- كلام فوق المعقول
- مشروع الإنسان _الإنسان
- اليسار وافاق العمل المستقبلي
- اليسار العراقي وقراءة في مستقبله السياسي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الأفك والكذب وما بينهما