أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانيال الياسي - حرية النقد المشررطة في تقييم الرد















المزيد.....

حرية النقد المشررطة في تقييم الرد


دانيال الياسي

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد همس في أذني ساخرا انك أيضاً دكتاتور مطلق اذاً، ولكن في حدود مملكتك الصغيرة، فليس هناك مجال لقبول الرأي الاخر ما دام هو لا يتطابق ورأيك الخاص بك، ولا حرية لمن يتخذ طريقا منك قصيا، و لا يسترشدك راشدا، و لا يحذوا حذوك، بل و في الأحرى يكون بينك وبينه فراق ما لم يطع لك أمرا.
هل هناك فضاء لحرية النقد لديك أبَتي؟
فيما لو لم يكن هناك جواب مقنع لنقد ما، وتم تقييم ذلك النقد بميزانك، وبدى كأنه يضر بالسلطة، هل مسموح لذلك النقد ان يدور في فلك الانتقادات دون ان يزال قسرا او طوعا ؟
لقد قرأت السطور الاولى من مقالك سريعا فاستقرأت ما تريد نقله للآخر، قالها ولدي سريعا وانصرف.
أربكني قوله، انتَفضت أعضائي و اهتز مقامي في مجلسي، فقلت له، ماذا تقول يا ولد بل كيف تجرأ على ذلك، انه ليس كذلك بل أنا داعٍ الى تحرر العقل و المساواة في الجنس البشري كما أملته علينا طبيعة الخلق والخالق وحسب.
حينها خلدت الى نفسي هنيهه، وطارت بي الأفكار بعيدا فالحق حقاً ولو على نفسك، هذا ما قلته لذاتي بصمت ناقدا نفسي بنفسي. إنه على حق. أنه لابد من تغيير ما. فطوعت نفسي العنيدة رويدا رويدا حتى حدث ذلك التغير فعلا، ونزلت عند الأمر الواقع. و لئن لم يكن ذلك التغيير جذريا اما انه حقق بفضل ذلك النقد تغيرا ولو جزئيا على طريق التكامل. اني أحسبه سوف تكون له اثار طيبة على المدى البعيد.

بالطبع ان حرية النقد كامنة في تقييم الرد و مسموح لها التداول في الأطُر المحددة في المجتمعات الجاهلية في ماضيها وحاضرها. وارتدادات ذلك جلية بشكل او باخر في المجتمعات المصغرة من الأجيال المهاجرة التي اتخذت من أوطان الغرب موطنا لها.
ان حرية النقد، حرية ابداء الرأي وحرية الانتخاب حاجة فرضها وشرعها الانسان او تكاد تكون أخذت مكانها تلقائيا في العقل الإنساني منذ تطوره في بداية الوجود الإنساني بشكله المتقدم في عصور نشوء اللغة و التوافق على تسمية الأشياء.
وربما كانت تلكم الحريات هي الحاجة الملحة لتطور العقل ونمو البشرية وتغير الحياة في الارض على مر الزمن، او انهاكانت المقومات الأساسية للرقي الذهني وتطوير قابليته التحليلية التي دَفعت للتطور ثم كانت وراء عجلة التغير الى يومنا هذا.
وهكذا بدأت حرية النقد والرأي والانتخاب تأخذ شكلها الجديد تبعا لتطور العقل والإنسان ذهنا و جسما آخذة في التغيير و التطور حتى بلغت احد مراحل النمو الإنساني الذي كان من الطبيعي عندها تغير هذا الشكل طبقا لتغير ظروف السلطة والاقتصاد و المصلحة الخاصة لأصحاب تلك السلطة وأصحاب راس المال.
فكان من الضروري وضع قيود على تلكم الحريات و وضع قوانين لتقييدها و تقييمها بما يتطابق و مصلحة السلطة والحكام بكل درجاتهم و النظام السائد آنذاك، مبررة ذلك حفظ النظام العام ومصالح الناس و ما الى ذلك من حجج مما يعطي لها الشرعية لحفظ مكانتها الإجتماعية ومصالحها الاقتصادية بدون تكاليف باهظة تدفعها للاقناع القسري كأعمال السيف او العقوبات الاخرى المُكلفة.
لابد من الإشارة هنا ان التطور الذهني والحاجة للنقد والانتخاب وإبداء الرأي ضلت كامنة في ضمير الانسان و كاد ان يترجمها بأشكال مختلفة، فمرة يصيب ولو جزئيا ومرة يخطأ، وفي كل المرات يدفع فيها ثمنا باهظا.

في المرحلة التي بدأت فيها الحريات بالتقلص و الانكماش والتسيير تبعا للظرف السائد كما أسلفنا كانت هناك قفزات وفلتات قد كسرت أو كادت ان تكسر ذلك القيد و حاولت بشكل ما ان تطلق العنان لحرية العقل و الحريات بأشكال مختلفة متأثرة بالطبع بمحيطها البيئي والجغرافي ما جعلها محصورة الى حد ما بشكل و ظروف ذلك المحيط المحصور، وإن كانت رياح الانطلاقات تلك قد اثّرت بالمناطق المجاورة الأبعد في بعض الأحيان.
وما ظهور الأديان ذات الجوهر التحرري المخلّص والمنجي إلاّ هو لون من تلك الألوان المحطمةللاغلال و الكاسرة للقيود والداعية الى التحررية التي رفعت شعار إعطاء الحرية للعقل بان ينطلق، فعلى الناس ان يتفكرواويتدبروا،وشعار النقد، فمن رأى منكم عوجاً ليقيمه، وشعار تحرر الانسان من العبودية والانصياع الأعمى للمستكبرين و الطغاة الى الحق الذي يكفله له الله (الاله المطلق الذي هو اله كل الأديان)
وهو حق الانتخاب في الحياة الحرة الكريمة دون تفاضل او تمييز على أساس قانون سيدنا الامام علي كلكم لآدم وآدم من تراب.
هنا مربط قتال الحروف وحَدْ سيف الكلمات و تصادم الأضداد في الفكر و الفكر النقيض بهذا الحق المهدور.
وهنا يبدأ الصراع الذي يخوضه الانسان المظلوم ضد نفسه المحرومة .
الانسان المضطهد المحروم وعلى مر الزمان كان وما يزال دائماً الحربة الفيصل في خاصر أخيه الانسان الأضعف و الأشد اضطهادا منه، يضرب ويقاتل بلا رأفة ولا هوادة لكي يحقق حاجة ذوي السلطة (منها السلطة الفكرية) والمال و يحميهم و يحمي جاههم وحياتهم المنعمة من حيث يشعر او لا يشعر. كان اداة زهيدة ومنساقة تلقائيا للوصول الى أهداف ذوي المصالح.
هل يحق للإنسان النقد اذاً على ضوء الشعارات والمطلب الألهي كان ما يكون ذلك النقد؟
ام مشروطٌ ذلك بتقييم الجواب فيما لو يتجاوز السلطة المطلقة او لا !
وهل يجوز للعقل ان ينطلق على ضوء الحرية المعطاة بإنزال الأسئلة العالقة التي بقت محرمة لانها ربما تمس الذات الأميرية او ما علاهها بحسب تفسير بعض المتضررين من تلك الأسئلة ؟
وهل هناك كرامة التساوي في الحقوق للإنسان المصنف في ردهة العبيد والمستضعفين والإناث لطالما لهم قوانين منفردة تخصهم ما لا تخص إخوانهم في النوع البشري ؟
هل حققت الشرائع السماوية شعاراتها التي جاءت بها عندما خرجت الى الناس واستقطبتهم، وخاصة فئة المحرومين منهم التي اجتمعت حولها ودفعت الثمن الأكبر و الأغلى على مر ظهور الأديان السماوية؟
متى وكيف سيخلف المستضعفون الارض؟
هل سيضمن الانسان سلامة سير المستضعفون وعدلهم في خلافة الارض بعد المستكبرين ؟
هل حقق العبيد و المستضعفون و الأناث الذين كانوا منقوصي الكيل على مر الدهر طموحهم في التساوي مع أبناء البشر من بني نوعهم باتّباع الأديان السماوية التي وعدتهم بخير ونعم كثيرة في الارض و بأمثالها وأحسن منها في الآخرة على ان يطيعوا اولو الامر وحسب؟
لقد كان من المستضعفين و المصلحين أعدادا عديدة قد استخلفوا الأرض من قبل و صاروا الى سلاطين و آلت اليهم مفاتيح خزائن الارض واستوى لهم العرش وقدر لهم ما قدر للذين من قبلهم من الامر والنهي والسلطان، ولاكن نسوا وصاروا الى ما صار اليه الظالمون.
اذاً اين موقع هذه الفئة من الناس في الحياة قبلا وحالا في الأديان السماوية ؟
أسئلة لا يجرأ المرء دائماً طرحها. ولكنها ومضة في ظلام ربما تنير دربا او تهدي ضال طريق.
ابو دجلة
للموضوع تتمة



#دانيال_الياسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانيال الياسي - حرية النقد المشررطة في تقييم الرد