أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - دندنة شمعون بيرس: -أنا زي مانا وإنت بتتغير-














المزيد.....

دندنة شمعون بيرس: -أنا زي مانا وإنت بتتغير-


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دندنة شمعون بيرس:
"أنا زي مانا وإنت بتتغير"
جواد بولس
لو لم تسرّب صحيفة "يديعوت أحرونوت" نبأ لقاء الرئيس شمعون بيرس بتسعة وعشرين وزير خارجية وشخصية من دول عربية وإسلامية لما انكشف الأمر، ولبقي اللقاء صنوًا لتلك اللقاءات التي تتكتم عليها وثائق الدول والمخابرات في العالم.
صحيفة "القدس العربي" (2 كانون الأول 2013) خصّصت لهذه الحادثة كلمة التحرير، ومقالًا رئيسيًا نقلت فيه تفاصيل الخطاب، وكيف سمعه قادة عرب ومسلمون ببالغ الإصغاء الذي انتهى بحفلة تصفيق وإعجاب. أمّا الكاتب الصحفي "توماس فريدمان" في حديثه عن هذا الحدث، الموصوف بالسابقة التاريخية، فيؤكد لقرّائه أن الظهور غير العادي لبيرس "لم يكن بدافع من رياح المصالحة بين العرب وإسرائيل، ولكن لأن هذا التعاون الضمني بين إسرائيل والعرب السنّة، يستند على التقاليد القبلية التي تقول "عدو عدوي صديقي" والعدو هو إيران".
يأتي هذا اللقاء محاولةً من قبل قادة اسرائيل لفرض رؤية استراتيجية جديدة في المنطقة، ويؤكد جليًا ما تخطط له حكومتها، وتسعى إلى تحقيقه.
بعد انتخابات الكنيست وقفت أمام بنيامين نتنياهو عدة خيارات لتركيب حكومته. طلاقه من حركة شاس، وهي حليف تقليدي، لم يكن من باب صدفة، فقد آثر نتنياهو إقامة ائتلاف "عقائدي" يتكامل مع ما تؤمن به قيادة حزبه اليمينية الجديدة التي أفصح ويفصح ناطقوها في كل مناسبة عن تخليها عن مبدأ "الأرض مقابل السلام" وعن استحالة حل الدولتين. فجاء ضم "بينيت" للحكومة ليعزز هذا التوجه. وفي هذا السياق علينا ألّا ننسى ما أفتى به الرابي "عوفاديا"، زعيم "شاس" الراحل، في الماضي حين أقر أن إعادة الأرض مقابل السلام مع الفلسطينيين تجيزه التوراة.
لم يكن رفع شعار "التهديد الإيراني أوّلًا" من باب صدفة أو تكتيك. فهذه القيادة الإسرائيلية اليمينية الحالية تؤمن أن القضية الفلسطينية لم تكن ولن تكون قضية الشرق الأوسط الأساسية. وحتى نفهم هذه التغييرات الجذرية أكثر فربما علينا أن نعود لسؤال أغفله الباحثون والمتابعون، وهو لماذا اختار نتنياهو الجنرال موشي "بوغي" يعلون وزيرًا للدفاع في حكومته، وهو لم يكن أبرز الجنرالات في محيطه، أو في تاريخ حزب الليكود السياسي.
عندما أنهى "بوغي" يعالون مهمته قائدًا عامًا لجيش الاحتلال أصدر عام (2008) سيرته الذاتية في كتاب أسماه "طريق بعيدة قصيرة" بكل ما يحتمل هذا العنوان من مجاز.
لا يؤمن "يعلون" بأن الحدث الأهم في تاريخ الصراع في الشرق الأوسط تم في العام 1948. بالنسبة له فان العام (1979) هو "العام المفتاح" في التاريخ الحديث للمنطقة. ففي رأيه، كان توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل حدثًا مفصليًا، ولكن الأهم منه كان نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، وإنشاءها نظامًا إسلاميًا دينيا، تحوّل إلى مصدر لعدم الاستقرار بالمنطقة.
وبعودة للخبر، فإن "بيرس" حدّث مستمعيه عن التهديد الإيراني لإسرائيل ولدول المنطقة، وذلك بهدف تجنيد تلك الدول ليس فقط لحلف مشترك ضد إيران، بل لما هو أخطر؛ ففلسطين لم تعد في الصدارة، ومن الممكن تأجيل السعي وراء حل لصراعها مع إسرائيل إلى أجل غير مسمى.
بالمقابل لنقرأ ما يقوله يعلون: "برأيي، لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا يصح التطرق بمصطلح "الحل في المستقبل المنظور"، إنما يجب التحدث بمصطلحات "إدارة صراع"، إنني على قناعة إن التوقف عن البحث عن "حل"، والتحرر من هذا المفهوم الفاشل سيساعد على إيجاد تفكير جديد واتجاهات مغايرة. الطريق الطويل هو الطريق الأقصر".
هكذا كتب "بوغي يعلون" قبل خمسة أعوام، وأضاف، بفصيح العبارة والنص، أنه لا يؤمن بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يشكّل مصدرًا لعدم الاستقرار في المنطقة، وهو لا يؤمن أن حل الصراع مع الفلسطينيين وإعطاءهم دولة مستقلة سيسكتهم، لأنهم يريدون أصلاً محو إسرائيل والقضاء عليها، وهو يؤمن أن الفلسطينيين مارسوا الارهاب، لأن قادة إسرائيل عاملوهم بالحسنى وتراخوا أمامهم، والأخطر أن قادة إسرائيل وثقوا بالفلسطينيين، وهم ليسوا أهلًا لمثل هذه الثقة!
هذا غيض من فيض "بوغي"، وكل ما في الكتاب يوصلنا إلى إيران وحلفاء إسرائيل من عرب ومسلمين.
لا أعرف كم من "أمة اقرأ" قرأوا كتاب "يعلون" الذي يقف اليوم على رأس الهرم لمؤسسة أمنية تمتلك دولة قويّة، ولا تسعى لحل قضية فلسطين. أعرف أن الحدث يضع أمام قادة فلسطين تحديات جدّية وأسئلة صعبة من نوع لم نعهده من قبل. وأعرف كذلك أننا نعيش في زمن الخديعة الكبرى، وفي كل بقعة دجّال وخادم.
فهل تذكرون كيف قامت الدنيا عندما جاء شمعون بيرس ضيفًا على الناصرة واستقبله رئيس بلديتها؟ كيف هاجت رجالات الوطن، ولطمت نساء "مرج ابن عامر" خدودهن؟ هو نفسه "بيرس" يا أمة الدجل والرياء! ها هو يكرز في قادة عرب ومسلمين، ويربت على أكتافهم؛ شركاؤه في حلف مقدس، وإخوته بالدم والحليب والبارود!
أمّا انتم، هنا في جليلكم الغالي والنقب المنكوب، تبلعون الريق، وتغصّون. فكيف يجرؤ عبد على الصراخ في وجه سيّده؟ كيف لا تخجل عين، وصاحبها يملأ فاه بالدعاء لسلطان، في حضنه ينعم بعضكم، ويملأون جيوبهم عسلًا ونغنغات؟
"كان هناك حماس كبير من كلا الجانبين، بيرس والمشاركين العرب، والجميع يفهم ان هذا كان حدثًا تاريخيًا، فرئيس الدولة اليهودية يجلس في مكتبه بالقدس، والناس يجلسون في الخليج الفارسي لمناقشة الأمن ومكافحة الارهاب والسلام"..
هكذا في الجريدة وهنا أحزابنا وحركاتنا، لا مين شاف ولا مين دري، فهل سمعتم مثلي بيرس وهو يدندن لهم:
أنا زي مانا... وإنتو ..؟!



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عوفر-..سجنٌ أم مرجُ غزلان؟
- أصوات وبنادق
- هذا هو شعبي الذي به سررت
- -إلى فلسطين خذوني معكم-
- انتخابات المجالس ويهودية الدولة
- -يهودية الدولة- بين الواقع والخيال
- كفاية!
- الناصرة أختٌ لبيت لحم
- المال السياسي زينة الحياة السفلى
- رسالة عن أبي حنين أحمد قطامش
- وطن شيخ ومطران
- أصالة
- ما هكذا تورد الإبل
- يسار يوك!
- بالطول بالعرض
- عربٌ ونَكَب
- حرّاس التبويل
- حين تصير لندن جالية
- كلّ يغني على -شيخاه-
- الحركة الأسيرة: معدا خاوية من أجل الحياة


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - دندنة شمعون بيرس: -أنا زي مانا وإنت بتتغير-