أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زرواطي اليمين - اللحم البشري الحي وقود الصراعات والحروب الأهلية والإقليمية














المزيد.....

اللحم البشري الحي وقود الصراعات والحروب الأهلية والإقليمية


زرواطي اليمين

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أجد أحسن من اليوم للكتابة عن واقع الكراهية والتعصب الإنساني، أو ربما هو الحنين للكتابة والتعليق والوقوف عند ما يستجد من أجداث سياسية واجتماعية دولية، فاليوم رحل عن الحياة، عن الأرض، عن الوجود، أحد أكبر المدافعين عن جريمة "التعذيب" الجنرال بول أوساريس الذي اعتبر بفعل مواقفه أحد رموز التعذيب في الجزائر إبان احتلالها من الإدارة الاستعمارية الفرنسية، خصوصا خلال فترة الحرب التحريرية ما بين 1954 و1962.
ليس الموقف اليوم هو للشماتة طبعا وليس لسل سيف الكراهية والحقد ضد طرف أو آخر، بل العكس تماما، إنه موقف مشترك لنا جميعا كبشر، وانطلاقا من هذا التاريخ، الرابع من ديسمبر 2014، أرى أن على الجزائريين والفرنسيين أن يقفا لمرة واحدة موقف رجل واحد وعقل واحد وقلب واحد، لا لشيء سوى للتصارح، ثم للتحاور والتصالح، لطي صفحة أليمة من الأحقاد المشتركة المتبادلة، والتي تعتبر واحدة من الأوراق الكبرى التي تلعب عليها اللوبيات وأصحاب المصالح الضيقة من أجل ربح دورات انتخابية وكسب مقاعد تحت قبة البرلمان عند كلا الطرفين أكيد.
إنها لحظة تاريخية للوقوف أمام لوعة وألم الحرب، من أجل تعبئة، تجميع، توحيد، تلك الكراهية وتوجهيها نحو عدونا المشترك، ألا وهو "الحرب" فالواقع أننا اليوم ومع ما نعيشه من تبعات الأزمة الاقتصادية، لفي أمس الحاجة إلى العمل الإنساني المشترك من أجل إطعام مليار إنسان جائع، هذا الرقم ولحجمه الضخم هو رقم خيالي، لكنه بسبب الفشل الذريع الذي نعيشه كبشر، أصحب رقما حقيقيا، أصبح واقعا ممكنا، المجاعة أصبحت أيضا ظاهرة وآفة عابرة للحدود والقارات، المجاعة هنا على أبواب القارة الأوربية أيضا، وما نراه في اليونان وبعض الدول الأوربية دليل دامغ على ذلك.
وأمام كم هائل ومروع من التقتيل والتجويع والكراهية المتنامية عبر الدول والأوطان، تتشتت الشعوب هي الأخرى وتتفشى آفة التعصب مع ما نرى من حروب أهلية تشن تحت مسميات مختلفة، أحيانا يتحول مقدمي الأخبار وحتى الكتاب والصحفيين إلى صناع الخراب ولنقل بكل جرأة وواقعية إلى مجرمي حرب مدركين ذلك أو عن دونما قصد، فما نراه من مسميات وأسباب لما نرى من ذبح وقصف وإحراق للحم البشر الحي، ليدفعنا كمثقفين وأهل مهنة، إلى التحلي بالمسؤولية التاريخية أمام هذا الواقع المخزي، فكيف يتحول الصحفي والإعلامي والمثقف من ناقل للخبر وعنصر حيادي إلى عنصر فعال ومقاتل إلى جانب طرف أو آخر، فنرى إذا أسماء جديدة للحروب الأهلية والحروب الإقليمية، من ذلك "الربيع العربي، الثورات الشعبية، موجة التغيير، الحركات الاحتجاجية، المظاهرات المطالبة بالديمقراطية، الانتفاضات العربية.
إن تعدد المصطلحات التي أطلقت على ما يجري من حروب أهلية وحركات "تفتت" جديدة للدول العربية التي تعاني حالة متقدمة من التخلف الاقتصادي والتبعية للأجنبي، وحالة متعفنة من الفساد السياسي والمالي، لهو دليل على ما يجري من دعاية لا تمس بصلة لأبجديات العمل الإعلامي المحترف والأخلاقي، ما يجري هو مجرد صب للزيت على النار، وهنا فإن الدم العربي للمواطن البسيط، مستقبل أجيال كاملة، حياة عائلات وأسر مشتتة في المهجر واللجوء عبر دول العالم، لهو الزيت الذي تستخدمه تلك اللوبيات لتأجيج الصراع وتغذية الأحقاد ورفع حدة وضراوة المعارك.
هذا وصف بسيط لما يحدث فهمجية ما نراه اليوم لأسباب سياسية واضحة كنا جميعا قادرين على حلها فوق طاولة الحوار كبشر وكأناس متحضرين، أكبر من كل وصف وتفكير علمي منطقي، أقله في الزمن الحالي، ونحن لا نزال نرى هذا الحقد وتلك الأحقاد والضغائن تحصد مزيدا من الدماء، وتلعب بمصير ومستقبل شعوب ودول برمتها، إن لم نقل أمم كاملة، أما المحصلة في الزمن البعيد، فهي استمرار وتعمق الأزمات الإنسانية المشتركة طبعا، فالدول التي تعيش رخاء اقتصاديا وأمانا واستقرارا سياسيا اليوم، قد تدفع الثمن مستقبلا أو على الأكثر في بعد بضع سنوات، طالما أن طبيعة النسق البشري العام في حركته واتجاهاته ونزعة "البقاء" تجعلنا واثقين وعلى يقين من أن حركات اللجوء والنزوح والهجرة السرية والآفات البشرية وعلى رأسها ظاهرة "الإرهاب" إلى ارتفاع، والثمن هو استقرار وأمن دول ومجتمعات من بينها على وجه خاص، الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوربي، المملكة المتحدة، دول الشرق الأوسط، منطقة شمال أفريقيا.
أتمنى أن أخطئ في قراءتي وأن تخيب توقعاتي حتى لا أعيش لأرى أجيال أبناءنا غدا تعيش تبعات سياسات لا ناقة لها فيها ولا جمل، أو دعوني أكون متفائلا أكثر وأتوقع أن يحل الزمن والنسيان أزمات أمم عجزت المنظمات والمؤسسات والجمعيات الدولية عن حلها أو على الأقل اقتراح حلول أو مقاربات لحلحلتها.



#زرواطي_اليمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيلالي سفيان يحذر من مخاطر نظام بوتفليقي أقيم على أنقاض النظ ...
- الإفلات من العقاب وتصفية الحسابات وجهين لعملة الاغتيال السيا ...
- الجزائر.. أحزاب مقسمة وشخصيات في الظل ومرشحي الاحتياط لسد ال ...
- طاقم سفينة سلوفينية عالقة في ميناء بجاية يواجه خطر الموت جوع ...
- حواري مع الأديبة المصرية الفائزة بجائزة نازك الملائكة ميمي ق ...
- حوار مع الأديبة الجزائرية الصاعدة هدى درويش
- رجل الأعمال رشيد نكاز يلقي بالجنسية الفرنسية في وجه فرانسوا ...
- حرية التعبير في الجزائر.. إلى تراجع!
- شعب مُحال على التقاعد!
- الشيخ أحمد الأسير يقع أخيرا في مصيدة نصر الله!
- حاملي حطب حرب الجاهلية في سورية!
- من هجرة الأدمغة.. إلى هجرة الرؤساء!
- جزائرنا.. سنعود.. بعد.. قليل!
- أمسك قلمك، فالكلمات تقتل أيضا
- مجرد مباراة في الشطرنج.. والنرد مستقبل الإنسانية!
- حرب باردة جديدة ساخنة بالدماء.. العربية!
- فرانسوا هولاند، اليهودي المزيف
- يُعرون عن التاريخ صفحات، ويدفنون صُحف!
- خنتك مع الكلمة، فأنا وإن فكرت فيك فمنتهى أفكاري الكلمة
- شعوب ليلها كنهارها وشعوب كل أيامها وهج!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زرواطي اليمين - اللحم البشري الحي وقود الصراعات والحروب الأهلية والإقليمية