أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مجاهد عبدالمتعالي - انتهاء عصر الأمة بداية عصر الدولة















المزيد.....

انتهاء عصر الأمة بداية عصر الدولة


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 08:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قال لي أحدهم: جبهة النصرة تجاهد في سبيل الله، والغرب يخافهم لأنهم يسيرون نحو الخلافة الإسلامية، ضحكت وقلت له: هل رأيت بندقية واحدة أو ذخيرة واحدة مما في أيدي (المجاهدين) مكتوب عليها (صنعت في دولة الخلافة الإسلامية)، إنها من مصانع الغرب ومدفوع ثمنها بالدولار الأمريكي يا مولانا الطيب، المسألة أكثر تعقيداً من أحلام الترس والنبل والقوس التي في رأسك، غضب صاحبي وانصرف.
عاش العرب مفهوماً قافزاً على منطق الدولة فالأمر بنيوياً داخل نسيج العرب منذ ما سمي بالخلافة الإسلامية كان ينطلق من مفهوم العشيرة إلى القبيلة إلى الأمة وما مسمى الدولة إلا مسمى توصيفي بالمعنى اللغوي لتداولها من يد حاكم إلى آخر، أما الدولة بمعنى المؤسسات الحديثة ممثلة في جهاز حكومي مع وجود سؤال الشرعية والديمقراطية الخ... فليس في قاموس التراث العربي... إلا من أطروحات الفارابي في مدينته الخجولة.
لن أستفيض ولن أعلق الجرس... لكني سأغري من يملك القدرة والشجاعة لاجتراح ذلك، ليعلن لنا موت الأب/موت الأمة بالمعنى القومي والديني، ففي هذا ميلاد للدولة الحديثة في عدلها ونزاهتها وديمقراطيتها، دولة المؤسسات، لا دولة الأفراد الذين ينتمون وجدانياً إلى تقاليد شيخ القبيلة.
هذا الموت السريري أعراضه تظهر منذ عقود ونحن نبرر له بقصائد تحاول إنعاش النهضة، وأن الأمة ستنهض من سباتها، كأنما هي نائمة، وكأنها فقط بحاجة لمن يوقظها، الحقيقة المرَّة التي ننكرها كفصام نفسي بأن الأمة شبعت موتاً.
لنبدأ بمسلمة منطقية بسيطة تقول: كل حلم أو أمل ليس واقعي فما يترتب عليه من محاولات ليس إلا تلاعب عاطفي لاعتصار آخر قطرة من دم الجماهير الهستيرية، التي تجري وراء الشعارات سواء كانت دينية أو قومية، ولن تتوقف عن ذلك أبداً.
إذاً لنبدأ بها واحدة واحدة، ولنبدأ بحلم عودة الخلافة الإسلامية، كلنا يعلم أنه حلم خرافي جداً، ما يمكن فقط على أرض الواقع هو التلاعب بالمسميات فقط لصنع حالة من التماهي الروحي الذي يستثمره أي سياسي عربي، لنجد مثلاً البرلمان بمسمى مجلس الشورى، أو حتى في دولة المغرب نجد مسمى خليفة المسلمين، المهم أن المسألة لا تتجاوز المراوغات اللفظية فقط، فحتى التجربة الإيرانية التزمت بالتقسيمات الإدارية للدولة الحديثة كي تستطيع أن تكون عضواً مقبولاً في هيئة الأمم المتحدة، وبقي نموذج طالبان الذي بقي دليلاً فاقعاً على أن حقيقة الحلم كابوس على مستوى الإنسان وحقوقه.
آخر ما سمعنا به من استدرار عاطفي كان في وصف الرئيس مرسي في مصر بأنه (عمر بن الخطاب)، والمادية الجدلية تصر أن تعري هذا ليرجع (عمر بن الخطاب) في خلاف على الشرعية، إذ لا يوجد صحابة بل يوجد مؤسسة جيش حديثة لها مصالحها وأجندتها الخاصة، متناسين أنه لو كان (عمر بن الخطاب) فمن الضروري أن يستمر في الحكم إلى أن يموت أو يجئ من يطعنه من الخلف كأبي لؤلؤة، إذا فالمحاكمات وإن كانت صورية فهي أقل وقعاً من رومانسية الخلافة العمرية التي انتهت بالقتل غيلة.
حلم الأمة العربية الواحدة بالمفهوم الكلاسيكي، مات مع آخر الحالمين جمال عبدالناصر، وانسحق تماماً مع آخر المجانين معمر القذافي، بقيت رابطة العالم الإسلامي.... انتهت صلاحيتها بوقار يشبه وفاة النبي سليمان، إلا من عناوين فضفاضة ترسب بامتياز في أول احتكاك سني شيعي.
طبعاً بعد كل هذا هل يوجد مبرر للتفاؤل؟ نعم يوجد مبررات فأول طريق الرشاد أن نفيق من سكرة شعارات امتدت لقرون، ولكن هل ثمن إفاقتنا هي الدماء في كل مكان من جسد الدول العربية؟ نعم وهو ثمن بخس إذا ما قورن بثمن الرشاد الذي دفعته أوروبا في سبعين مليون قتيل خلال حربين عالميتين، وقبلها حروب النفوذ التافهة لملوك أوروبا على حساب الشعوب كحرب المائة عام والثلاثين عام والتي غلفوها بغلاف ديني طائفي... الخ.
ما أقوله قد يكون قابل لتهمة العمالة والتغريب والفساد والخيانة بهدف تثبيط الأمة.. الخ، لكن كل هذه التهم تسقط إذا عرفنا حقيقة نغفلها دائماً، أن الدولة العثمانية في عز نفوذها في القرن السادس عشر كانت تشبه الآن ما يوازي أمريكا وبريطانيا مجتمعتين في قوة النفوذ والتحكم بسيادة الدول وتوجيهها وفق مصالحها، إذ كان العثمانيون يلعبون (دور الحماة النشطاء لحركة الإصلاح الديني، فقد أيدوا زعماء الإصلاح البروتسانتية حيثما أمكنهم ذلك تأييداً كاملاً) وكتب مارتن لوثر آنذاك (يطالب الكثيرون بقدوم العثمانيين وحكمهم) ويشير في مكان آخر (سمعت أن بعض الناس على الأراضي الألمانية يرغب بمجئ العثمانيين وحكمهم، ويتوق إلى أن تكون الحياة تحت حكم العثمانيين أفضل منها تحت حكم الإمبراطور والأمراء) وذلك لأن طبقة الفلاحين تسمع بمستوى الرفاه والتقدير الذي يعيشه الناس في ظل الدولة العثمانية آنذاك. راجع: نيقولاي إيفانوف ـ الفتح العثماني للأقطار العربية 1516ـ 1574.
إذاً فلنقرأ الوجه الإيجابي لهذه الفوضى الخلاقة التي نعيشها، فقد فعلها العثمانيون في أوروبا بهدف إضعاف إقطاعيات الأمراء والكنيسة، فسقطت الدولة العثمانية على مر قرنين، وازدهرت أوروبا، إزدهاراً ملطخاً بملايين الضحايا، بدء بضحايا الحروب بين البروتسانت والكاثوليك، والتي كانت أبشع في غباءها من الصراع الأحمق بين السنة والشيعة حالياً.
الواقع الآن هو الذي ينطق صارخاً بحقيقة الديالكتيك المادي التاريخي للأشياء، وليس على الحمقى سوى إلباسها ثوب الكنيسة في أوروبا أو ثوب الملا والشيخ في أرض العرب، أما الجدلية فهي تسير بلا استئذان، تقارير التنمية العربية تقول: إن أكثر الشعوب العربية من فئة الشباب المراهق، والتكلس السياسي إلى النخاع في جسد كل دولة عربية، فماذا ننتظر؟ خصوصاً مع معدلات الأمية والفقر.
ما الذي نريد قوله بعد كل هذا؟
مرحباً بالقادم، ولا عزاء لمن لا يريد أن يفهم الحياة كواقع ديالكتيكي، بل يريد فهمها صراع قوميين وإسلاميين حيناً، وصراع سنة وشيعة حيناً أخرى، إنه صراع شعوب عربية شابة تعاني الفقر والجهل والمرض بلا أمل... بلا نافذة.... أهنئ نفسي على الفجاجة في الطرح.... لكن كل ما أكتبه ليس في فجاجة أحمق معتوه يستبيح دم طفل لأنه من طائفة غير طائفته.
انتظروا ولادة الدولة الحديثة الحقيقية من رماد شعارات الأمة التي أجلَّت هذا الميلاد الذي مضت أجيال تنتظره بحثاً عن حياة أفضل لهم ولأبناءهم، حياة حقيقية تتجاوز المسكن والمشرب والمأكل الذي نتساوى فيه مع الثدييات إلى ما يعني الانسانية من حرية وكرامة وعدالة.
لا تنتظروا نهضة عاجلة... إنتظروا ظهور عشرات الأقزام المتشبهين بروبسبيير الثورة الفرنسية... وسنحتاج زمناً أرجو أن لا يطول لنتجاوز موهومي النابليونية العربية/ نسبة إلى القائد العسكري نابليون... المشوار طويل والدم كثير.... فقط... تأملوا الجزء الفارغ من كأس الدم كي نتفاءل، علماً بأن الطريق إلى الحرية لا يوجد فيه تأمين على مستقلي المركبات الأمريكية... يوجد فقط صالة قمار كبيرة مليئة بالأسلحة توزع لعشاق لعبة الروليت الروسي.... من يريد الدخول لمجرد الفرجة سيلعبها رغم أنفه،



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأجل الضحايا قولوا عمار يا مصر
- اللاأدريون والإخوان ومستقبل الحركات
- سؤال الديمقراطية في مصر أم سؤال الإسلام؟
- مصر من العسكريتاريا إلى الإسلامتوبيا
- الدين بين دم الطائفة ودم الإنسان؟
- السحق الطبقي في (تدين المحتسبين) و (أصالة الدرباوية).
- عندما تضيع بوصلة القبيلة
- سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!
- الجميلة ورجل الظلام
- قينان والإخوان هناك طريق آخر
- الخطاب الديني من جيفارا إلى راسبوتين
- الحرية والمخال الكاذب
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية


المزيد.....




- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مجاهد عبدالمتعالي - انتهاء عصر الأمة بداية عصر الدولة