أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيف الدين البحري - حجاب المرأة ؟















المزيد.....



حجاب المرأة ؟


سيف الدين البحري

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحجاب

حكم حجاب المرأة :
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين "سورة الأحزاب
جذور فكرة الحجاب تاريخيا :
اصل لبس الحجاب يعود بنا الى الألف الثانية قبل ميلاد السيد المسيح زمن عشتار البابلية , فوجود الحجاب نرى آثاره في الشرق الأوسط منذ العصور القديمة بين جميع سكان البحر الأبيض المتوسط تقريبا .
ففي المدن اليونانية تاريخيا فرض الحجاب على المرأة من قبل المجتمع اليوناني . وحسب مفهومهم في تلك الفترة كان الحجاب دليل على الطهارة والعفة ورمز للجمال ..
وفي مدينه روما فرض الحجاب أيضا على المرأة وكأنه دليل على إخلاص الزوجة لزوجها وكان لونه برتقالي .
نجد إذا اتفاق بين الرومان واليونانيين على ان العري والسير بدون حجاب هو للجواري وبنات الهوى والإماء !!.
وفي كتاب قصة الحضارة انتشر لبس الملابس وستر الجسد عند فقط الأسياد من نساء ورجال بينما العبد والأمة كانا يسيران في الشارع بدون لباس . فكان اللباس رمز للغنى والترف عند البابليين . .
بينما في الديانة اليهودية انتشر الحجاب اليهودي المعروف بتغطية الشعر , ثم عززت المسيحية وأكدت وجوب لبس الحجاب كعلامة على العفة والإخلاص والطهر وان لا يكن هدف لنظرات الرجال الشهوانية .


لكل حكم شرعي علة يدور معها وجودا وعدما وهذا شي طبيعي وبديهي ..
فما هي علة تحجب المرأة ؟
وهل يتوجب على المرأة التحجب حتى في عصرنا الرهن أي هل الحجاب فريضة على المرأة في كل زمان ولكل مكان ؟

لنبدأ ببحثنا لا بد من ذكر علة الحجاب كما يذكرها مؤيدو الحجاب في عصرنا الراهن يقولون :
أولا : الحجاب يحفظ العرض : فهو يدفع الريبة والفتنة والفساد والحجاب يؤدي الى صون الأعراض .
ثانيا : طهارة القلوب : ان الحجاب يطهر قلوب المؤمنين والمؤمنات (ذلكم اطهر لقلوبكم) وتعمير القلب بالتقوى .
"ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"،وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج ، .


خامسا: قطع الأطماع والخواطر الشيطانية ووقاية من الأعين وأمراض القلوب من الرجال والنساء فيقطع الحجاب الأطماع الفاجرة ويدفع اذى الرجل في عرضة وابتعاد قوالة السوء والريبة والشك عن الفتاة ,

سادسا: حفظ الحياء: وهو مأخوذ من الحياه ، فلا حياة بدونه، وهو خلق لانه يحفظ المرأه من الرزائل , ويصونها , ،


سابعا : الحجاب يمنع التبرج والسفور والاختلاط في المجتمعات بين الذكور والاناث

ثامنا : الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية فلا تكون المرأة إناء لكل والغ .
لدراسة تلك الحجج نقول :
لابد من التنويه عن اعتراضنا على تلك اللغة المستخدمة في تبرير الحجاب , انها لغة تنتمي الى عصر مختلف عن عصرنا الراهن والمطالع للحجج يكتشف بسهولة ان الأشخاص الذين يبررون الحجاب ينتمون الى حقبة زمنية مختلفة ربما هي قروسطية حيث كانت المرأة فريسة والرجل وحش جنسي يهمه فقط عدد كبير من النساء ويجب على المرأة حماية نفسها من ذلك الوحش الجنسي . زمن يعتبر المرأة التي زوجت من أكثر من رجل اقل قيمة من امرأة تزوجت لمرة واحده , وعلية تقدس البكارة و تمنع الاختلاط بين الجنسين , عقلية لا تستند في آراءها إلى إحصاءات وإنما ترمي الكلام جزافا (عقلية غير علمية ) وايضا عقلية تركز على فكرة الحياء والخجل والغيرة باعتبارها قيم أبدية وقيم سامية وهذا الكلام علميا مرفوض لان تلك القيم وليدة مجتمعات معنية نتيجة ظروف تاريخية محددة تدفع باتجاه هذه المفاهيم فمفهوم الغيرة مثلا مرتبط بالعقلية الذكورية التي تعتبر الرجل الذي لا يغار على أخته وزوجته .... هورجل عديم الشرف وهذه العقلية نابعة باعتبار الرجل مركز العائله وذو قيمه اعلى من قيمه المرأة وان المرأه تخضع لسيطرته سواء كانت اخته ام امه ام بنته ام زوجته ... وهذه المفاهيم لا يجوز على انصار الحجاب الأحتجاج بها اثباتا لاهمية الحجاب لان تلك المفاهيم هي مفاهيم متداولة فقط في المجتمعات المتخلفة وان المجتمعات الأنسانية في الدول المتقدمه خاضت معارك ثقافية لسلخ تلك المفاهيم ومن ثقافتهم وما زالوا في تلك المعركة .

في الحجة الأولى بأن الحجاب يحفظ ويصون الأعراض لنا تعليقين أولا صون العرض هي فكرة ذكورية فهي متفرعه عن فكرة ملكية الرجل للانثى لذلك يجب ان يحميها وشرفه يتركز في اعضائها التناسلية ومراقبه تلك الأعضاء من ان يلمسها احد ما ,, الحقيقة أن العرض بالمفهوم العصري تغيرت كليا ولم تعد تهتم بالمفهوم الجنسي وانما صون العرض والكرامه والشرف يكون بالصدق بالتعامل والأمانه والتسامح وكل شخص يعيش حياته الجنسيه بالطريقه التي تناسبه ,
اما ان الحجاب يصون اللاعراض فهذا هراء ففي مصر هسبه الحجاب بين الفتيات 80 بالمئه وهي اكثر بلد بالعالم بنسبه التحرش الجنسي ,,وفي وقت الحج في العربيه السعوديه تمسك لجنه الامر بالمعروف كل سنه بالكثير من الرجال الذين يتحرشون بالنساء بلمس موخراتهن بطريقه جنسيه , هذه الاحصائيات تكذب القول أن الحجاب يصون الاعراض ,
االحجه الثانية ان الحجاب يطهر القلب ويملئ القلب بالتقوى : القلب هو عضو من اعضاء الجسم مثل غيرة اذا هنا التعبير مجازي أي ان الحجاب يؤثر على داخل الفتاة وجوهرها وسريرتها ونحن لا نرى أي داعي في عصرنا الحالي مع انتشار الثقافة والتعليم للحجاب حتى ترتفع الفتاة بداخلها (تطهير القلب ) لان هناك وسائل اخرى الآن لم تكن متوفرة سابقا تربية داخل الأنسان مثل دخول المسرح السينما المطالعه الرياضة والمشاركة في الجمعيات الخيرية والأعمال الأنسانية الدفاع عن قضايا نبيلة ونصرة قضية لمظلومين حتى يرتقى الأنسان بداخلة (يطهر قلبة) لحسن الحظ باستطاعتنا ذلك بسهولة لو توفرت الأرادة .
ونقول الأمر ذاته عن ملئ القلب بالتقوى لتشابه المعنيين . فانسان يمارس كل تلك السبل الحضارية السالفه الذكر للأرتقاء بداخله سوف يكون حكما انسان تقي والتقوى كما نفهما الآن هي اتقاء اعمال الشر بعد تهذيب الأنسان لداخله بمجموعه من الأعمال والأفعال الأنسانية الراقيه .
اما الحجه الثالثة بان الحجاب يساهم في دعم مكارم الأخلاق فليس هناك أي دليل على هذا الكلام انما هو كلام انشائي من اناس متعصبين للحجاب مع التنوية انهم استخدموا كلمات في الدلاله على معنى مكارم الأخلاق مثل الغيرة والعفة ... وهذه المفاهيم لها علاقه بحقبة معينه ومكان معين وهي ليست مكارم اخلاق على طول الدهر فما معنى القول ان الفتاة التي تهتم بمنظرها الخارجي لتصبح جذابة ان هذا تهتك وسفالة ؟ طبعا لا هذه المفاهيم المتأخرة يجب التوقف عن ترديدها لا يجب على الدين ان يمنع المرأة من ان تكون انوثة متفجرة وجمال لا متناهي يتدفق في شوارع المدينه ناشرا جماله وروعته على الكل ...
الحجه الربعه ان الحجاب علامه شرعية على الحرائر ... ما هذا الكلام وصل بالناس المتعصبين ان يستخدموا لغه القرون الوسطى دون فهم معناها لا ن حرائر هنا كلمه تعود لزمن العبودية ولحس الحظ العبودية منعت ولم تعد موجوده بمفهومها التقليدي فكلمه حرائر ليس لها معنى وكلمه مضحكه عند استخدامها
اما من ناحيه ان الحجاب يدل على العفه ويبعد الريبة فهذا الكلام ضعيف اكثر من سابقه وليس له أي مصداقية على الأرض لان الحجاب هي طريقة باللبس لا تغير داخل الأنسان ولا تمنعه عن شي وتدفعه لشيء اخر انما الذي يدفع الأنسان لشيء ويمنعه عن اخر هو العقل والمفاهيم التي يحملها الأنسان ويعتقد بها في هذا العالم ومجموعه المثل وليس طريقة اللباس .
واما قولهم ان الحجاب يبعد المرأة عن الشك والريبة نقول نفس الشيء ما يبعد الأنسان عن افعال معينه ويقربه من اخرى هي مفاهيمه وقناعاته ومبادئة في هذه الدنيا وليس طريقة اللباس .
الحجه الخامسة : ان الحجاب يقطع الأطماع بالمرأة ويقيها من العين فنحن مرة أخرى أمام مفاهيم قروسطوية للمرأة حيث ان المرأة معتبرة كأنها عضو ضعيف بالمجتمع وفريسة جنسية يجب حمايتها من الغول الرجل الذي يريد ان يفترسها جنسيا هذه الثقافة لم تعد مقبول واسسها فاسده , فلا يجب الاقتناع بها أصلا فما بالكم بالبناء عليها ؟ طبعا لا ,المرأة إنسان مثل الرجل وليست فريسة وعضو ضعيف
الحجة السادسة إن الحجاب يحفظ الحياء أولا ما هو مفهوم الحياء طبعا ان اعرف ما يقصدون بهذا الكلام ,الحياء عندهم هي امرأة محجبة تنظر في الأرض لا تقترب من الرجل ولا يوجد في رأسها إلا مجموعه من المفاهيم الجنسية حول علاقتها بالرجل فاذا صعدت بوسائل النقل العامة تتجنب الرجل كانه أفعى تحت اسم الحياء واذا جلست في حفله تتجنت الرجل الخ , من تضخيم للحياة الجنسية والتركيز عليها مع إن الإنسان يعيش حياته على عده مستويات مستوى فكرية وثقافي وتبادل وحوار ومستوى إنساني وليس فقط مستوى جنسي , لماذا كل هذا التركيز على الجنس تحت اسم الحياة ؟ بكل بساطه من اجل استعباد المرأة لا نه ببساطة بدون مفهوم الحياء لا نستطيع ان نضرب المراه واضطهادها اذا خالفت امر الذكر ( اخ زوج اب...) و لا نستطيع بدون مفهوم الحياة ان نسجنها في البيت ونصدر لها مخطط للخروج والدخول ووقت الزيارة كانها سجينه في سجن مؤبد ..وكله تحت شعار الحياء .
الحياء عندي هو ما يجب توفرة بالمرأة والرجل على حد سواء وليس له علاقة باللباس , الحياء هو ان نخجل من الأفعال الغير أخلاقية والأعمال المشينة مثل أعمال تدل على الطمع والجشع وقله التربية والتوحش من ضرب وعنف وعدوانية واستغلال الضعفاء والمرضى والبشر التي لها ظروف خاصة ليكونوا فريسة لنا نستفيد منها ماديا , الحياء هو ان تكون إنسان خير تحترم الأخر لا كما يفعل معظم المتدينين حاليا للأسف في عالمنا باحتقار أصحاب الديانات الأخره وأصحاب الطوائف الأخر والنظر إليهم كما لو أنهم حشرات ...

ما هي سلبيات الحجاب ؟
تمنع الفتاة من ممارسة الرياضة لانهن لايستطعن ممارسه الرياضة بتلك الملابس وانما هن بحاجة الى ملابس ملائمه .
في البلدان الحارة كالعالم العربي مثلا الحجاب نوع من التعذيب الذاتي فبدلا من يخفف الأنسان من ملابسه في الحر نأمر النساء بلبس اشياء ترفع من حرارة الجسم .
من الناحية الجمالية المرأة بطبعها تحب ان تكون جذابة جميلة والحجاب يمشي بعكس تلك النظرية ولا يستطيع احد أن يقول لنا أن الحجاب لباس جميل .
الحجاب هوعنصرية جنسية لا نه يفرض لباس على المرأة ولا يفرض الشيء نفسة على الرجل .
الحجاب نوع من العنصرية الدينية ويؤدي الى المواجهه مع الثقافات الأخرى وخاصة اذا كانت الفتاة تعيش في دولة غربيه , فهي تلفت النظر لانها تميز نفسها على الأخريات , كم يرفض ان يكون مثل الأخر لسبب ديني, و تمييز نفسه بتكوين أقليات دينية تختلف عن الآخرين بكل شي .. ونحن في عصرنا الحالي بحاجة لمحي العراقيل التي تمنع التواصل بين البشر . لما لذلك من فوائد اجتماعية ولسنا بحاجة الى مجتمعات لا مجتمعيه ,,
وأما في بلدان حيث توجد أقليات أخرى غير مسلمة مثل سورية فأن الفتيات المسيحيات مثلا سوف يشعرن بانهن هدف لنظرات الرجال المسلمين الفضوليه او الشهوانية, لانهم غير متعودين على رؤية المرأة بدون حجاب وهذا شيء مزعج .للفتاة .
الحجاب يعيق الفتاة المسلمة عن الرقص وأقامه الحفلات مع معرفتنا فائدة الحفلات والرقص على نفس الإنسان وروحه, فالرقص رياضة مثل أي رياضة أخر تفيد في تخليصنا من الشدة النفسية والكابة والحزن وبناء الجسم بشكل جيد وتقليل فرص الإصابة بإمراض الإنسان الشهيرة كالسرطان وضغط الدم والسكري والقلب وهي أكثر الأمراض انتشارا ... ويحمي الجسم من السمنة لأنه يفقدنا سعرات حرارية معتبرة ...
كما أن الرقص وسيلة للتعرف على ثقافة الشعوب الأخرى بتعلمك رقصه جدية مثل التانغو او الفلامنكو او الرقص الأفريقي ... مثلا
ثم ان الاسلاميين عندما يصرون على لبس الحجاب حتى زمننا الراهن يتجاهلون الشرط التاريخي للأيه التي نزلت لهدف معين ومحدد وهو تمييز المرأة العبدة من الحرة في زمن العبودية وقتها وذلك بقوله تعالى ( وذلك ادنى ان يعرفن ) اذا هناك ثمة ظرف تاريخي كان سبب نزول الآية وهو وجود المرأة المسلمة في مجتمع طبقي يؤمن بالعبودية ويمارسها وعندما كان الرجال يتعرضوا لنساء النبي والمسلمين بالتحرش أثناء خروجهن للتبرز في الصحراء, فقد ضججن بتلك الحالة وطلبن حلا من الرسول الكريم فأمرهن بلبس الحجاب حتى يتمكن الرجال من معرفتهن بأنهن حرات ولسن عبدات وهذا ما تأكده كتب التفسير الأسلامية نفسها التي يعترفون بها جميعهم

لنرى معا ما المقصود من قوله تعالى (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) بالعودة الى كتب التفسير سوف نعرف معا سبب النزول ومعنى هذه السورة تماما

.

يقول القرطبي :يا ايها النبي قل للأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ان لا يتشبهن بالأماء في لبسهن اذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن , ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن , لئلا يعرض لهن فاسق اذا علم انهن حرائر بأذى من قوله .
ثم اختلف اهل التأويل في صفة الأدناء الذي امرهن الله به ....
وتفسير السورة حسب المذهب الأنثى عشري يعطي نفس المعنى فلنقرأ : خاطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } أي قل لهؤلاء فليسترن موضع الجيب بالجلباب وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة عن الحسن. وقيل: الجلباب مقنعة المرأة يغطين جباههنَّ ورؤوسهنَّ إذا خرجن لحاجة بخلاف الإِماء اللاتي يخرجن مكشفات الرؤوس والجباه عن ابن عباس ومجاهد. وقيل: أراد بالجلابيب الثياب والقميص والخمار وما تستتر به المرأة عن الجبائي وأبي مسلم.

{ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } أي ذلك أقرب إلى أن يعرفن بزيّهن أنهنَّ حرائر ولسن بإماء فلا يؤذيهن أهل الريبة فإنهم كانوا يمازحون الإِماء وربما كان يتجاوز المنافقون إلى ممازحة الحرائر فإذا قيل لهم في ذلك قالوا حسبناهنَّ إماء فقطع الله عذرهم. وقيل: معناه ذلك أقرب إلى أن يعرفن بالستر والصلاح فلا يتعرض لهن لأن الفاسق إذا عرف امرأة بالستر والصلاح لم يتعرض لها عن الجبائي { وكان الله غفوراً } أي ستاراً لذنوب عباده { رحيماً } بهم.

اما تفسير الجلالين فيقول :

{ يٰ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱ-;-لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذٰ-;-لِكَ أَدْنَىٰ-;- أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱ-;-للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
{ يأَيُّهَا ٱ-;-لنَّبِىُّ قُل لأَزْوٰ-;-جِكَ وَبَنَٰ-;-تِكَ وَنِسَآءِ ٱ-;-لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰ-;-بِيبِهِنَّ } جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي يُرخِين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهنّ إلا عيناً واحدة { ذٰ-;-لِكَ أَدْنَىٰ-;- } أقرب إلى { أَن يُعْرَفْنَ } بأنهنّ حرائر { فَلاَ يُؤْذَيْنَ } بالتعرّض لهنّ بخلاف الإِماء فلا يغطين وجوههنّ، فكان المنافقون يتعرّضون لهنّ { وَكَانَ ٱ-;-للَّهُ غَفُوراً } لما سلف منهن من ترك الستر { رَّحِيماً } بهنّ إذ سترهنّ.

نقرا تفسير ابو بكر الجزائري من التيار السلفي في كتاب ايسر التفاسير التالي :

فإنه لما كان المؤمنات يخرجن بالليل لقضاء الحاجة البشرية إذ لم يكن لهم مراحيض في البيوت وكان بعض سفهاء المنافقين يتعرضون لهن بالغمز والكلمة السفيهة وهم يقصدون على عادتهم الإِماء لا الحرائر فتأذى بذلك المؤمنات وشكون غلى أزواجهن ما يلقين من تعرض بعض المنافقين لهن فأنزل الله تعالى هذه الآية { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } والجلباب هو الملاءة أو العباءة تكون فوق الدرع السابغ الطويل، أي مُرْهُنَّ بأن يدنين من طرف الملاءة على الوجه حتى لا يبقى إلا عين واحدة ترى بها الطريق، وبذلك يعرفن انهن حرائر عفيفات فلا يؤذين بالتعرض لهن أولئك المنافقون والسفهاء عليهم لعائن الله.

ونأخذ عينه من التفسيرات الحديثة لسيد قطب يقول :
حكم عام يشترك فيه نساء النبي وبناته ونساء المؤمنين، يأمرهن فيه بإرخاء جلابيبهن عند الخروج لقضاء الحاجة حتى يتميزن بهذا الزي السابغ ويعرفن، فلا يتعرض لهن ذوو السيرة السيئة من المنافقين والمرجفين والفساق الذين كانوا يتعرضون للنساء في المدينة! ويختم بتهديد هؤلاء المنافقين والمرجفين بالإجلاء عن المدينة ما لم ينتهوا عن إيذاء المؤمنات وإشاعة الفساد..
ونقرأ في روح المعاني للألوسي ما يلي :
يٰ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لنَّبِىُّ بعد ما بين سبحانه سوء حال المؤذين زجراً لهم عن الإيذاء أمر النبـي صلى الله عليه وسلم بأن يأمر بعض المتأذين منهم بما يدفع إيذاءهم في الجملة من التستر والتميز عن مواقع الإيذاء فقال عز وجل:

{ قُل لأَِزْوٰ-;-جِكَ وَبَنَـٰ-;-تِكَ وَنِسَاء ٱ-;-لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰ-;-بِيبِهِنَّ } روي عن غير واحد أنه كانت الحرة والأمة تخرجان ليلاً لقضاء الحاجة في الغيطان وبين النخيل من غير امتياز بين الحرائر والإماء وكان في المدينة فساق يتعرضون للإماء وربما تعرضوا للحرائر فإذا قيل لهم يقولون حسبناهن إماء فأمرت الحراير أن يخالفن الإماء بالزي والتستر ليحتشمن ويهبن فلا يطمع فيهن، والجلابيب جمع جلباب وهو على ما روي عن ابن عباس الذي يستر من فوق إلى أسفل، وقال ابن جبير: المقنعة، وقيل: الملحفة، وقيل: كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها، وقيل: كل ما تتستر به من كساء أو غيره، وأنشدوا
تجلببت من سواد الليل جلبابا
وقيل هو ثوب أوسع من الخمار ودون الرداء، والإدناء التقريب يقال أدناني أي قربني وضمن معنى الإرخاء أو السدل / ولذا عدي بعلى على ما يظهر لي، ولعل نكتة التضمين الإشارة إلى أن المطلوب تستر يتأتى معه رؤية الطريق إذا مشين فتأمل. ونقل أبو حيان عن الكسائي أنه قال: أي يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن ثم قال: أراد بالانضمام معنى الإدناء، وفي «الكشاف» معنى { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ } يرخين عليهن يقال إذا زل الثوب عن وجه المرأة أدنى ثوبك على وجهك. وفسر ذلك سعيد بن جبير بيسدلن عليهن، وعندي أن كل ذلك بيان لحاصل المعنى، والظاهر أن المراد بعليهن على جميع أجسادهن، وقيل: على رؤوسهن أو على وجوههن لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه.

واختلف في كيفية هذا التستر، فأخرج ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة السلماني عن هذه الآية { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰ-;-بِيبِهِنَّ } فرفع ملحفة كانت عليه فتقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر، وقال السدي: تغطي إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين، وقال ابن عباس وقتادة: تلوي الجلباب فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الألف وإن ظهرت عيناها لكن تستر الصدر ومعظم الوجه، وفي رواية أخرى عن الحبر رواها ابن جرير وابن أبـي حاتم وابن مردويه تغطي وجهها من فوق رأسها بالجلباب وتبدي عينا واحدة. وأخرج عبد الرزاق وجماعة عن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰ-;-بِيبِهِنَّ } خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.






.
يخبرنا ابن كثير في تفسيره : ( كان فساق أهل المدينة يخرجون باليل ........ فاذا رأوا المرأة عليها جلبابا قالوا : هذه حرة فكفوا عنها ، واذا رأوا المرأة ليس عليها جلبابا قالوا : هذه أمة !! فوثبوا عليها !!!!! ) ( ابن كثير : 3/855 )

للأغناء ايضا نقرأ : ( كان نساء النبي يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان الناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين ، فشكوا ذلك ، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا : انما نفعل ذلك بالاماء !!! فنزلت هذه الآية - أي آية الحجاب ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )

و الطبري يقول : ( يا ايها النبي قل لأزواجك ونساء المؤمنين لا يتشبهن بالأماء في لباسهن اذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوهن ، ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يتعرض لهن فاسق ) ( تفسير سورة الأحزاب )
اذا : ....... ( لما كانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى ..... أمرهن الله أن يخالفن زي الاماء ، ويدنين عليهن من جلابيبهن ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )
ويضيف مجاهد يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة ) ( تفسير الطبري لسورة الأحزاب )
اذا مما تقدم نستنتج ان الحجاب له هدف محدد بالقرآن في تلك الفترة وهو التمييز بين الحرة والأمة لحماية الحرات من المضايقات بينما مضايقة العبدة كان شيء مسموح به لان الامة تختلف في الحقوق عن الحرة حسب قوانين تلك الحقبةمن تاريخ البشرية .

ويروى ان الخليفة عمر بن الخطاب كان يطوف في المدينة فرأى أمة محجبة فضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول : فيم الاماء يتشبهن بالحرائر ؟؟؟؟؟ ( طبقات ابن سعد : 7/127 )



( و ذلك ادنى أن يعرفن يميزن من الاماء والقينات فلا يؤذين فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن ) ( تفسير البيضاوي : 4/386 )
- ( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين الا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول ) ( تفسير الطبري : 22/45 (

كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالأماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين , فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء ,
وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن اذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فاذا قيل له قال كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا احدى عينيها ذلك أدنى ان يعرفن يقول ذلك أحرى ان يعرفن ) ( الدر المنثور : 6/659 )


- وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن قال أخذ الله عليهن اذا خرجن ان يعدنها على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الامة وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين إلى آخر الآية وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كانت الحرة تلبس لباس الامة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب ان تقنع وتشده على جبينها.
وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب انها أمة فتؤذى فامرهن الله أن يدنين عليهم من جلابيبهن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فاذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فاذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها ,
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يسدلن عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها.

وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال هو الرداء وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يتجلببن بها فيعلمن انهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال سألت عبيدا السلماني رضي الله عنه عن قوله الله يدنين عليهن من جلابيبهن فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه وأخرج احدى عينيه ) نفس المرجع 6/
661
- عن الحسن قال كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن فكانت المرأة الحرة تخرج فيحسبون أنها أمة فيتعرضون لها ويؤذونها فأمر النبي المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن من الإماء أنهن حرائر فلا يؤذين ) ( تفسير الصنعاني : 3/123 )
- وقال الضحاك والكلبي نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن فيغمزون المرأة فان سكتت اتبعوها وان زجرتهم انتهوا عنها ولم يكونوا يطلبون إلا الاماء ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأمة لان زي الكل, واحد يخرجن في درع وخمارة الحرة والامة كذاك فشكون ذلك إلى أزواجهن فذكروا ذلك لرسول الله ص فنزلت هذه الآية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الآية ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء فقال جل ذكره يا آيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيهن جمع الجلبات وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار.
وقال ابن عباس وأبو عبيدة أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجوهن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم انهن حرائر ذلك ادنى أن يعرفن انهن حرائر فلا يؤذين فلا يتعرض لهن وكان الله غفورا رحيما. قال انس مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يالكاع اتتشبهين بالحرائر القي القناع ) ( تفسير البغوي 3/544 )

ونضيف ايضا بعض المصادر الشيعية الأخرى فلا نجدهم يخالفون اهل السنة في الهدف من الأية وسبب النزول فلنقرأ معا :

- ( ذلك ادنى ان يعرفن ) يميزن من الاماء والقينات (فلا يؤذين ) فلا يؤذيهن أهل الريبة ) ( الصافي للكاشاني : 5/203)
- ( ذلك ادنى ان يعرفن ) انهن حرائر ( فلا يؤذين ) يتعرض أهل الريبة لهم كتعرضهم للاماء ) ( تفسير شبر : 1/425)
- ( كان في الجاهلية تخرج الحرة والامة مكشوفات يتبعهن أهل الريبة، فامرهن باجتناب المواضع التي فيها التهم الموجبة للتأذي بالتستر لئلا يحصل الايذاء الممنوع منه ... فامر سبحانه بالتجلبب ...ذلك ان اهل الريبة كانوا يمازحون الاماء، وربما كان يتجاوز المزاح الى ممازحة الحرائر، فاذا قيل لهم في ذلك قالوا حسبناهن اماء !! فقطع الله عذرهم ) ( مقتنيات الدر للطهراني : 8/325)
- ( الجلباب : هو خمار المرأة ، وهي المقنعة تغطي جبينها ورأسها اذا خرجت لحاجة ، بخلاف خروج الاماء اللاتي يخرجن مكشوفات الرؤوس والجباه في قول بن عباس ومجاهد، وقال الحسن : الجلابيب : الملاحف تدنيهن المراة على وجهها وذلك ادنى ان يعرفن من الاماء ومن اهل الريبة فلا يؤذين ) ( منتخب التبيان للحلي : 2/203)
-( تغطية الرأس والوجه اقرب الى معرفتهن بأنهن حرائر من ذوات العفاف والصلاح فلا يتعرض لهن الفساق من الشباب كما كان من عادة الجاهلية التعرض للاماء ( فلا يؤذين ) أي لا يؤذيهن اهل الريبة بالتعرض لهن كتعرضهن للاماء ) ( الجديد لمحمد السبزواري النجفي : 5/453)
اذا مما تقدم نستنتج ان الحجاب له هدف محدد بالقرآن في تلك الفترة وهو التمييز بين الحرة والأمة لحماية الحرات من المضايقات بينما مضايقة العبدة كان شيء مسموح به لان الامة تختلف في الحقوق عن الحرة حسب قوانين تلك الحقبةمن تاريخ البشرية .

اذا كل الكلام حول ارتباط الحجاب بالعفة والأخلاق كلام لا يرتبط بسبب نزول الأية وغير مذكور وانما اضيف فيما بعد من قبل المفسرين , والكلام حول ان الحجاب يمنع النساء من اثارة الرجال كلام مردود علية سلفا لان الرسول الكريم كان قد سمح للأماء ان يخرجن بدون حجاب وهذا خبر اكيد .
حتى ان موضوع عورة الأمة منظم حسب المذاهب الفقية الأسلامية فالمذهب الحنفي يقول : ..

الأمة كالرجل في العورة مع ظهرها وبطنها وجنبها ، لقول عمر : الق عنك خمارك يا دفار ، اتتشبهين بالحرائر ؟؟؟ ( الدر المختار - تبيين الحقائق )

- المذهب المالكي :

عورة الامة هي السوأتان مع الاليتين ( الشرح الصغير - بداية المجتهد )

- المذهب الشافعي :

عورة الأمة كارجل في الاصح الحاقا لها بالرجل بجامع أن راس كل منهما ليس بعورة . ( مغني المحتاج - لمهذب )

- المذهب الحنبلي :

عورة الأمة كالرجل تماما : ما بين السرة والركبة على الراجح ، لحديث : ( اذا زوج أحكم أمته فلا ينظر الى شئ من عورته ، فان ما تحت السرة الى الركبة عورة ) ( رواه البيهقي )
و عورة الرجل و الأمة ما بين السرة و الركبة ( شرح العمدة :4/261 )
ومنع الأمة من وضع الحجاب دليل اخر على ان الحجاب لم يكن يوما لمنع المرأة من اثارة الرجال كما يردد البعض في عصرنا الراهن

لماذا منع على الأمة لبس الحجاب ؟ نقرأ ما يلي :

( لما كانت مظنة المهنة و الخدمة و حرمتها تنقص عن حرمة الحرة ، كما انها تباع وتشترى ، ففي هذا اليوم عند هذا وقد تباع من الغد فتكون عند شخص آخر رخص لها في إبداء ما تحتاج إلى إبدائه وقطع شبهها بالحرة و تمييز الحرة عليها و ذلك يحصل بكشف ضواحيها من رأسها و أطرافها الأربعة ) ( الجواهر الدرية : 2/123)

نستدل من ذلك ان القيم والمفاهيم السابقة في زمن الرسول الكريم بما يخص التمييز بين الحرة والأمة لم يعد قائما من حيث انه يحل للمسلم التعرض للأمة ومغازلتها والتحدث اليها وممازحتها .. حتى ان مضاجعه الأمة لا يحسب من عدد الزوجات المباح بهن للرجل المسلم فله الحق بالتزوج باربع نساء و عدد غير محدود من الأماء (ملك اليمين) لقولة تعالى :( وان خفتم الأ تقسطوا في اليتامى فانكحواما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فأن خفتم الأ تعدلوا فواحدة وما ملكت أيمانكم .ذلك أدنى الأ تعولوا ).. سورة النساء أية 3 .
تلك الأحكام اذا مرتبطة بزمن العبودية وهي فترة معينة من حياة البشرية وانقضت ولم تعد قائمة . والآيات الواردة في القرآن الكريم حول تنظيم العبودية لم تعد صالحة كأحكام شريعة وإنما هي آيات للتعبد فقط كقراءتها في الصلاة مثلا ..
أما فيما يخص النقاب فالموضوع مختلف فالنقاب يتجاهل وجه المرأة الذي يمثل هويتها كانسان مساوي بالقيمة للرجل , لذلك لبس النقاب أو البوركة الأفغانية والخمار هو تصرف يمثل شكل من إشكال العبودية للمرأة وهو تصرف بربري يدل على كل أنواع الجهل المختلفة لذلك يجب على الدول الإسلامية ان تمنعه منعا باتا . فهو يسيء للمسلمين وصورتنا في الخارج ويسيء للمرأة باعتبارها إنسان ووجها هو هويتها



#سيف_الدين_البحري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكل لحم الخنزير
- قسمة الميراث اسلاميا أو عصريا ؟
- المذهب الأسماعيلي
- غشاء البكارة
- السحر والحسد في الاسلام
- أين يتعارض الأسلام مع قيم الحضارة الحديثة؟
- السحاقيات من هن ؟
- كيف تقطع صداقه مع شخص بدون الم ؟
- هل قناة الجزيرة ضعيفة باللغه العربية ؟
- لغة قناة الجزيرة
- حب سريع ,ورغبة اسرع في البكاء
- الموت غير موجود ونحن البشر لانموت
- هل فهم الاسلامون معنى العلمانية.؟
- العمليات الانتحاريه
- ظاهره التطرف الاسلامي
- أزمةالنص في الفكر الاسلامي
- نقد الفكر الديني


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيف الدين البحري - حجاب المرأة ؟