أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هويدا طه - ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير














المزيد.....

ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 13:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما فاجأتنا الولايات المتحدة منذ شهور بقناة فضائية عربية أسمتها الحرة، كان الأمر بالطبع مستهجنا على المستوى الشعبي العربي، فأي شيء هذا الذي ستقوله أمريكا (بالعربي)؟! كيف يمكن لها أن (تحررنا) من تخلفنا الثقافي وهي (تحتل) بلادنا.. وتقتل العرب فيها كما لو كانوا ذبابا؟! أي مصداقية لها وهي ترسل لنا عبر هذه القناة.. رسائل عن التحضر والديمقراطية واحترام حرية الشعوب.. وهي في ذات الوقت.. تعذب وتغتصب شباب العرب في غوانتانامو أو في أبو غريب؟! لهذا حققت القناة فشلا مدويا في بدء بثها.. خاصة وأنها كانت- حتى على المستوى الحرفي والمهني- تعاني من تفاهة غريبة.. بحيث بدت العربية والجزيرة وأبو ظبي أمامها.. قنوات عريقة!
لكنها وفي اهتمامها بالملف العربي الأبرز.. ملف الإصلاح السياسي، وإن كانت توجد في تناولها لهذا الملف.. رائحة أمريكية إمبريالية لا يحبها العرب! تقدمت على القنوات الفضائية العربية الأخرى.. في تحررها من.. الخوف.. من حكومات النظم العربية، وبدأت بالفعل تناقش ليس فقط قضايا الإصلاح السياسي.. وإنما القضايا الاجتماعية الشائكة التي تحول الميول العربية (المحافظة) من التعمق فيها بجرأة..
وفي برنامج (جدل حر) نوقشت هذا الأسبوع قضية ختان البنات في مصر، بالطبع القضية نوقشت من قبل في فضائيات عربية عديدة.. لكن تلك الحلقة.. ذكرتني بالتعليق الذي طالما سمعته.. كلما طرحت للنقاش قضية ختان الفتيات في مصر:( لماذا نتطرق إلى هذه القضية- الثانوية- الآن.. ونحن بعدْ لم نحرر فلسطين)! هؤلاء الذين يعتبرون أن تحرير فلسطين.. أهم من تحرير (الإنسان) على أرضها وعلى أرض غيرها.. لم يحرروا فلسطين.. ولم يكفوا الاحتلال عن غيرها.. ولم يحرروا حتى أنفسهم! ولن يتمكنوا من تحريرها أبدا.. طالما استمر موقفهم من القضايا (الإنسانية) الأخرى.. بهذه الفوقية الذكورية المتسلطة!
بل سأزيدكم من الشعر بيتا! كرامتي كأنثى لا تقل أهمية عندي عن تحرير فلسطين والعراق! بالطبع سيغضب الكثيرون.. ممن أخذتهم العزة بالإثم! لكنك إذا كنت أنثى.. أنثى مصرية.. ختنوها في العاشرة من عمرها بوحشية مغرقة في الهمجية والتخلف.. ثم وبينما لم تجف دماؤك بعد.. تتلفت حولك بعيون صغيرة دامعة متسائلة.. عن شيء لا تفهمه.. فإذا بهؤلاء السفاحين مشغولين عنك بصلاة العصر! فإنك بالتأكيد.. ستعيد تقليب القضايا من جديد!
في الحلقة كان الضيوف: طبيبا منفتحا وعالمة اجتماع ورجل دين (حليق اللحية) يمسك العصا من وسطها، و.. سيدة مصرية وابنتها غدير، صبية ربما لم يتعد عمرها الثانية عشرة.. كلتاهما محجبتان.. حجاب ضاغط على الرأس والوجه.. يكاد يعصرهما!
غدير ذكرتني بفتاة أخرى.. كانت في عمرها أو أقل قليلا.. عرفتها منذ نحو ثلاثين عاما، لم تنس حتى الآن مشهد الختان الوحشي.. عندما تكالبت على جسدها الصغير امرأتان.. إحداهما فتحت فخذي الطفلة إلى أقصى درجة مؤلمة.. في مواجهة المرأة الأخرى ضخمة البدن.. المتشحة بالسواد.. الممسكة بشفرة حادة.. تلمع.. كما تلمع السن الذهبية في فكها.. وما هي إلا لحظات.. حتى انطلقت صرخة الطفلة.. واختلطت مع الصرخة زغرودة أم جاهلة.. ليسمعهما أب أكثر جهلا.. فينطلق تسبيحه لله حمدا في الغرفة المجاورة!
أم غدير تريد أن تختن ابنتها غدير، وعبثا يحاول الطبيب ورجل الدين وعالمة الاجتماع إقناعها.. بأن ذلك ليس من الدين في شيء.. ولن يمنع عن ابنتها الاستثارة والرغبة الجنسية.. لكنه سيعذبها عندما تفشل في إشباع تلك الرغبة الطبيعية المشروعة، لم تقتنع.. فتلك الأم المصرية.. مشبعة بثقافة مغرقة في التخلف والأنانية والجهل.. تصور لها- على ما بدا في عينيها من جوع تظن أنها تخفيه- أن طلب المرأة للذة.. المشروعة.. عيب وحرام!
نعم.. نحن جميعا نسعى إلى التغيير في مصر بكل جوارحنا.. لكن التغيير الحقيقي لا يقتصر على النظام السياسي للدولة فقط.. فليس وحده الاستبداد السياسي والفساد الحكومي.. هو حافز الحالمين بالتغيير.. بل هناك ملامح شائهة في ثقافة المجتمع المصري.. تدفعنا دفعا للحلم بالتغيير.. منها الإيمان بالخرافة.. والعقلية الدينية.. المهيمنان على الإنسان المصري، ومنها احتقار المرأة.. المتعلل بالدين، وأشياء كثيرة أخرى.. نحلم بتغييرها في البنية الثقافية للمجتمع المصري.. لذلك.. وقبل أن تمتشقوا علينا سيوف شعارات تحرير فلسطين مضافا إليها.. العراق!.. دعونا ننتبه إلى تحرير الإنسان ومستقبله.. من إرث الماضي الثقيل.. دعونا ننقذ غدير....



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...
- !الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. ...
- لقطة قصيرة تعبر عن مأساة كبرى
- في مقابل ثلاث رؤى مختلفة للحالة العربية، حشدْ: حركة شعبية دي ...
- أخبار الشارع المصري تفاجأ وكالات الأنباء: القضاة في الشارع و ...
- أحمد ذكي جسّد اغتراب المصري بين الفقر والاستغناء
- دور المصريين في الخارج في الحركة المصرية للتغيير


المزيد.....




- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هويدا طه - ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير