أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سهر العامري - حليفكم الجبل يا مسعود !















المزيد.....

حليفكم الجبل يا مسعود !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 08:56
المحور: القضية الكردية
    


تتصاعد هذه الأيام نبرة التنصل من كل اتفاق أو تفاهم قد تم بين ممثلي حركة التحرر القومية الكردية ، وبين أطراف الاتلاف الشيعي في العراق ، رغم أن جميع من كان قد تابع العلاقة بين حركة التحرر القومية الكردية بجميع فصائلها المعروفة ، وبين فصائل المعارضة العراقية على مختلف تلاوينها ، سواء تلك التي ارتدت رداء الدين ، أو تلك التي ارتدت رداء العلمانية ، يعترف بالفضل الكبيرة الذي أسداه كورد العراق لفصائل المعارضة العراقية تلك في الجزء العربي من العراق ، فقد وجدت تلك الفصائل نعم العون والدعم من لدن أبناء كردستان العراق إبان النضال السلبي ، فما من حزب سياسي من الأحزاب السياسية العراقية إلا وقد مسه شيء من ذاك الدعم ، وذاك العون .
لقد كانت كردستان العراق ملجأ أمينا لكل أحرار العراق ، وذلك حين ينزل بهم بطش الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق في زمننا القريب هذا ، ومثلما كانت هي حصنا منيعا يلوذ به أحرار العراق أولئك ، كانت هي كذلك قاعدة ينطلق منها ثوار العراق في كفاحهم المرير ضد السلطات الغاشمة في بغداد ، فسجل تاريخ هذا الكفاح حافل بتلك المعارك البطولية التي سطر فيها الشيوعيون العراقيون القادمون من وسط وجنوب العراق أروع الملاحم ضد قوى البغي والعدوان والجريمة التي كان حكام العراق المتسلطون يزجونها زرافات زرافات نحو سوح كردستان وذرى جبالها ، فمن بين أشهر تلك المعارك التي خاضها أحرار العراق ما وقع منها أيام انقلاب شباط الفاشي – الأمريكي سنة 1963 م ، الذي نفذته المخابرات الأمريكية بعملائها من بعثيي العراق ، مثلما اعترف قادتهم بذلك فيما بعد .
والان وقد قلب الأمريكان ظهر المجن لحلفائهم في الأمس ، ووضعوا أغلبهم في السجون العراقية ، وفي المقدمة منهم المجرم صدام حسين ، مستبدلينهم ،على ما يبدو ، بجنود جدد كانوا للامس القريب يهتفوا : أمريكا هي الشيطان الأكبر ، وذلك حين وصل الطرفان الى تفاهم يقول بلسان أمريكي : لكم الحكم ، افعلوا ما شئتم بالشعب العراقي ، نكلوا به بالطريقة التي تحلو لكم ، وتركوا لنا مصالحنا في العراق وفي المنطقة !
ولهذا ، كما يبدو ، توالت أوامر طرد أعداد كثيرة من موظفي الدولة العراقية الغائبة الآن ، وبنيات مسبقة ، وليس وفقا لمبدأ المحاصصة التي تسير عليه حكومة ابراهيم الاشيقر ، والسبب هو اختلاف هؤلاء الموظفين في الرأي ، مع فرسان الأمريكان الجدد ، أو أنهم ممن لا ينضوي تحت رايات أحزاب أولئك الفرسان ، وعلى ذات النهج الخسيس الذي عهده العراقيون زمن صدام الساقط ، هذا في وقت يُعين فيه موظفون ايرانيون في دوائر الدولة العراقية الغائبة ، وهم ما زالوا في بيوتهم من إيران ، وقبل أن تطأ أقدامهم أرض العراق ، ورغم أنهم لا يجيدون العربية لغة العراقيين في الجنوب والوسط ، حتى صار لزاما على العراقيين أن يتعلموا الفارسية من أجل تمشية معاملاتهم في الدوائر التي يديرها هؤلاء القادمون من ايران للتو.
لقد صار البعض من العراقيين يترحم هذه الساعات على أيام صدام ، بعد أن شاهدوا أكثر من علي حسن المجيد ، وأكثر من ناظم كزار ، يتحكم فيهم ، ويدوس على أعراضهم . أما رأيتهم - يا مسعود - كيف يذلون العراقيين ، ويقودونهم كالخراف معصوبين العيون أمام كامرات تلفزيونات العالم ، وبصور يندى لها جبين الانسانية بحجة أنهم من الارهابيين اشتباه ، وبأمر من الايرانيين الذين وصلوا الى السلطة في العراق على ظهور الدبابات الأمريكية .
لقد سقط جنوب العراق بيد عصابات الحشيشة والترياق القادمة من ايران ، وقد بيعت البصرة - يا مسعود - لإيران من قبل الانجليز المجرمين ، مثلما باعوا الاحواز من قبل لها ، وها هو الدعي الإيراني ، يوسف الموسوي يغتصب العراقيات بنفسه ، حتى وصل صراخهن إلينا نحن البعيدين عنهن ، فلقد تصور هذا الجبان أن المدرعة التي وضعته فيها المخابرات الايرانية ستحميه حين تحين ساعة هبة العراقيين الأبطال القريبة . أما سمعت – يا مسعود - أن جنود البعث الجديد بدأت بمطاردة الحروف في شوارع جنوب العراق ، وتمنع باعة الصحف من بيع جريدة طريق الشعب في محلاتهم ، تلك الجريدة التي ما انقطعت في يوم من الايام في دفاعها عن فقراء العراق ، وفي أحلك ظروف الطغيان والاستبداد ، تلك الجريدة التي ما تركت زاوية من زوايا العراق إلا وكتبت عنها ، وعلى طوال تاريخها المديد ، والمجيد ، وهي في كفاحها هذا ما أخذت أذنا بالصدور من ظالم ، جائر ، متجبر على العراقيين ، ذليل ، وضيع أمام أسياده الايرانيين والامريكان الذين منوا عليه بمنصب وظيفي ، زائل لا محالة عما قريب ، وقريب جدا .
لقد وصل الحال - يا مسعود - أن يطرد من حمل الجنسية العراقية زورا شرطة عراقيين كورد بلغ تعدادهم ما يزيد على ألفين وخمسمئة شرطي من كركوك وحدها ، ربما لم تسمع أنت بالمتحدث باسم أحمد الجلبي الذي فتحتم أنتم كورد العراق له الأحضان ، واستقبلتموه في كردستان العراق سنوات ، حين كان هو يعمل بأجر شهري لدائرة المخابرات المركزية الأمريكية مقداره ثلاثمئة وأربعون ألف دولار أمريكي ، وباعترافه هو .
تريد – يا مسعود – أن تسمع تصريح مناضلي دوائر المخابرات المركزية الأمريكية ، هاكه ، فأنا أضعه بصنه أمامك ، يقول ليث كبة الناطق باسم حكومة ابراهيم الاشيقر : ( إن الحكومة تعمل على حل المليشيات ، تنفيذا لبرنامجها السياسي، مشددا على ان الدولة تسعى الى وضع جميع الاسلحة تحت امرتها بعد امتصاص عناصر هذه المليشيات في الجيش والادارات الحكومية . )
أنت تعرف ماذا يعنون بالمليشيات أنهم يعنون فقط البيشمركة ، والبيشمركة ثانية فقط ، هذه القوة التي كانت حليف الكرد الأمين ، والصادق ، شأنها في ذلك شأن جبال كردستان الشماء حليفكم الوفي الذي لم يخن الكورد يوما ، وحصنكم المنيع الذي فزع إليه أحرار العراق على مختلف مشاربهم واتجاهاتهم ، والذي سيظل كذلك ، مثلما عهده عرب جنوب العراق من الشيعة ، والشيوعيين ، وها هو قد وصلك أبو تحسين ، صاحب النعال المعروف ، فارا بجلده بعد أن أحرقوا داره عليه في مدينة الكادحين ، مدينة الشيعة ، مدينة الثورة التي سالت دماء الكثير من أبنائها هناك على جبل قنديل ، وكن على ثقة أن هناك من أحرار العراق من هو في الطريق إليك ، وقد يكون الشخص المكلف بقضية كركوك هو أول من يصل إليك منهم ، تلك القضية التي حكموا فيها قبل أن يشرع هو بفتح ملفها ، فهاهم يقولون ، وحروف الزيف تتناثر على شفاههم ، وبلغة ملتوية تعودنا أن نسمعها بلسان صدام من قبل ، أنها مدينة التآخي العراقي ! لقد سمعت أنت ذلك من الشهرستاني ، ومن بعده عبد العزيز الحكيم الاصفهاني ، ثم جاء من بعده ابنه عمار الحكيم ليقول : « نحن لا نقبل بدمج كركوك بتلك المحافظة او باخرى لان كركوك هي عبارة عن عراق مصغر وهي لكل العراقيين ». واضاف « كما نحن نرفض اي ترحيل قسري لأي عراقي عن مدينة عراقية لان كل عراقي له الحق في العيش في اي مدينة يختارها ».
أرأيت كيف يتحدث المبتدئون بالسياسة ؟ وكيف يلعبون بالألفاظ ؟ أموقن أنت مثلي أنها ألفاظ مستعارة من وراء حدود العراق ؟ وأنها لعب بالنار ؟ ماذا يريدون لهذا الشعب الذي طحنته الويلات والمحن ؟ هل يراد له أن يُزج في حروب نيابة من جديد ، مثلما كان صدام الساقط أن يفعل ذلك ؟ ليكن في علمك - يا مسعود - أن مطلب حل البيشمركة ، وكركوك ، ثم الفدرالية الجغرافية هي ليست مطالب هؤلاء الذين يدعون أنهم عراقيون ، انها مطالب ايران وتركيا ، وعن قريب سيلتحق بهم الانجليز والامريكان ، وأنت أعرف مني ، وصاحب تجربة مع هؤلاء جميعا ، سيبيعك الانجليز مثلما باعوا الاهواز بعربها لشاه ايران في سوق المساومات الدولية ، لقاء أن يتعهد شاه ايران بمنع النفوذ السوفيتي من الوصل الى مياه الخليج الدافئة ، حيث منابع النفط شريان حياة الرأسماليين في الغرب ، وخانكم الامريكان بنصف مياه شط العرب الذي قدمه المجرم صدام لايران دون أذن من عراقي واحد ، فلا تأمنوا للامريكان ولا للانجليز جانبا ، مادام سوق السياسة عامرة بالصفقات السرية والعلنية فيما بينهم وبين ايران ، وها أنت تشاهد بيع البصرة بعينيك ، وحين تتم صفقة ما بين القادمين من وراء البحار وبين ايران ، سيشن عملاء ايران في العراق ساعتها حربا مقدسة عليكم هذه المرة ، وليس حربا قومية ، مثلما كان يفعل صدام من قبل ، سيهتفون فيها : لا إله إلا الله ... مسعود عدو الله ! ، رغم أنني ليس فتاح فأل ، وليس لي علم بالغيب ، فأنا وعلم الغيب على نقيض ، لكني أنا عراقي ، عربي ، من جنوب العراق أعرف اتجاه الريح حين أبل السبابة من أصابعي بلعاب فمي ، ثم أرفع يدي عالية نحو السماء ، وبفصيح العبارة أقول : لقد اعترضتم أنتم على برنامج حكومة ابراهيم الاشيقر ، بعد أن أغمط هو حقوق الكورد في العراق ، وذلك بعدم تطرقه الى المادة 58 في برنامج حكومته السياسي ، تلك المادة التي نطق بها قانون إدارة الدولة العراقية الذي وضع زمن الملك الأمريكي الراحل ، بول بريمر ، وهذا يعني أنكم صرتم باعتراضكم هذا على نقيض مع الحكومة الأمريكية التي أيدت البرنامج السياسي لحكومة ابراهيم الجعفري ، مثلما أراد أن يلقب نفسه هو بهذا اللقب ، فلتسمع مني ثانية ما تقوله حكومة الولايات المتحدة الامريكية بهذا الصدد ، فأنا على ثقة من أنك سمعت هذا من قبل :
( أعلن المتحدث الرسمي باسم السفارة الاميركية في بغداد، ان حكومة بلاده تدعم البرنامج السياسي الذي قدمه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري .. ) ، فماذا يعني هذا يا مسعود ! ؟ يعني أن تتمسك بصورة أشد بعدم حل البيشمركة خدمة للكورد بالدرجة الأولى ، ولاحرار العراق الذين هم في الطريق إليك بدرجة ثانية ، يعني أن تتمسك هذه المرة بصورة أشد ، وأكثر من ذي قبل بعدم حلها ، ولا تلتف لما يقوله المبتدئون في السياسة من أمثال ليث كبة الذي يريد قتل الكورد بسلاحهم بعد نزعه عنهم ، مثلما يخطط له السادة في ايران .
ويعني كذلك – يا مسعود - أن تثق بأن حليفكم الوفي ، الودود ، الصدوق ، المخلص ، الأمين هو الجبل ، ثم هو الجبل !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق نحو ولاية الفقيه !
- جنود من بطيخ !
- ويسألونك عن الزرقاوي !
- حكومة دونما حكم ودولة دونما حدود !
- حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !
- الشيعة العرب هم الخاسرون !
- إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
- البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
- حلفوا بقسم مزور !
- العراق في العهد الأمريكي !
- مواعيد صولاغ !
- الحكومة البتراء !
- الموت خبط عشواء !
- الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !
- نطقت عن اليمن وصمتت عن الأحواز !
- هكذا تكلم رامسفيلد !
- ملا رسول : المثيولوجيا والواقع !
- دولة على ظهر حمار !
- اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟
- الأعجميان وفوضى الحكم في العراق !


المزيد.....




- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سهر العامري - حليفكم الجبل يا مسعود !