أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماسه بشار الموصلي - أي محيط من الجماد غارق في أعماقه عقلنا العربي ؟














المزيد.....

أي محيط من الجماد غارق في أعماقه عقلنا العربي ؟


ماسه بشار الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لا نصنع خياراتنا بأنفسنا بل نسعى دوما للجاهز أمامنا ؟ أي محيط من الجماد غارق في أعماقه عقلنا العربي ؟!!
إن كتبنا عن تاريخ الأنظمة في مساحة من الوطن العربي نجدها إما أنظمة حكمها العسكر ، أنظمة ديكتاتورية ذات أيديولوجيات جامدة لم تسع لتطوير ذاتها بل أكثر من ذلك إذ أنها عملت على وضع سقف لعقل المواطن وتفكيره ، مما أدى إلى أن ينحصر إبداعه في مدح السلطة وصولاً للكسب ، وهذا على جميع الأصعدة سواء الثقافية أم الاقتصادية المهنية وطبعاً السياسية
وكذا الأمر نجده بذات المنطق إن تحدثنا عن الأحزاب أو الأنظمة الدينية مع اختلاف الأيديولوجيا .
لقد أضحى نجاح أي فرد في هذه المجتمعات يعود في أساسه لحضرة سيادة السلطة الحاكمة ، لا للعقل المبدع له ، فهكذا يعول الإعلام التابع للنظام نجاحه ، وبالمقابل نجد أن كثيراً من الطرق الموصلة للنجاح بشكل عام قد حُصرت في عقلية الشعوب عند طرق أبواب الفساد بتغطية من مسؤول نافذ في الدولة وما ذلك إلا لأن فساد الأنظمة الحاكمة والقبضة الأمنية المخابراتية لها ارتفعت بقوتها الحاكمية على قوة إعمال القانون ، وأصبح العدل قصة منسية وكذا الحق والأمانة والشرف والكرامة الإنسانية .
في ظل هكذا أنظمة لا يمكن أبدا أن نضع أسباب تخلف المجتمع كاملاً على الفرد ، فنقول إن الدولة الفلانية متخلفة لتخلف أفرادها ، فالنظام الذي لا يحترم شعبه ولا يمده بأسباب النجاح ، لا بد وأن نجد شعبه يعيش تحت خط الفقر الفكري .. ومهما عمل الفرد على تطوير ذاته فكرياً وثقافياً وحاول عبر وعيه الملتزم بحدود مقررات السلطة الحاكمة استخدام حريته في التعبير ، فإنه يبقى محدوداً كثيراً ضمن هذا القدر المسموح له به .
هذا ما هدفت له غالبية الأنظمة الحاكمة في وطننا العربي عبر نصف قرن من الزمن ، تأطير إبداع المواطن وحصره في قوقعتها حفاظاً على موقعها في الحكم تحت شعارات ما عادت تجدي في القرن الحادي والعشرين عصر التكنولوجيا والاتصالات الذي فتح أعين الشعوب لتطلعات أكبر بكثير من تطلعات الأنظمة فكان أن انتفضت مطالبة بحقوقها في الحياة .
وفي خضم ما وصلت له هذه الثورات اليوم من نتائج يمكننا أن نستقرأ العقل العربي وكيفية تكوينه خلال المرحلة الماضية لنجده منقسماً ضمن خيارين لا ثالث لهما ,, الأول : التابع للسلطة والخيار العسكري أما الثاني فهو الخيار الديني تحت منظومة قيادة الإخوان المسلمين .
علماً أنه في بعض البلدان التي تقدمت فيها الثورات عن مرحلة إسقاط النظام ، كان الهدف مشتركاً بين كلا الطرفين .
وما هذا التخبط الذي وقعت به شعوبنا اليوم إلا سياسة ممنهجة لاستبداد حاربته عبر ثوراتها وتحاربه بشعارات المناداة للديموقراطية والتعددية ولكنها بنفس الوقت نشأت عليه وما استطاعت فكرياً تجاوزه بعد ، استبداد بالسلطة لطرف دون مشاركة الطرف الآخر ، بينما العقل الحرّ وأمنيات المستقبل المنشود تتطلب خلقاً جديداً لفكرٍ بعيدا كل البعد عن تلك الأفكار البالية والتي ما عاد لها وجود في المجتمعات المتحضرة والمتقدمة فكرياً .
قد يقول قائل أنني أحاجي الأوهام والخيال بما أدعو له من السعي لخلق فكر جديد يكون لنا القدوة لمستقبل نأمله ، وأنه ليس بمقدور الشعوب الوقوف بمواجهة هذين التيارين الذين يملكان كل أسباب القوة وأهمها المال والسلاح والتأييد الدولي .. ولكني أرى أن هذا صوت اللا عقل ، فمن سعى لحريته عبر ثورات ضد أنظمة مستبدة ظالمة ودفع في سبيل ذلك اثمان باهظة لا بدّ وأن يسعى ليصل إليها كاملة ، فلا يستبدل مستبداً بآخر بل إن الخيارات التي تفتح أبواب المستقبل كثيرة ولا شك أنها أنبل وأرقى وأسمى من خيارين احتست عقودنا الماضية من تخلفهما الفكري الكثير .
فلنعلنها لا هذا ولا ذاك ,, ولنتبع نوافذ النور المنبثقة من العقل ولنمنحها الفرصة لإبداع أفكارٍ تصحح مسارنا عبر تعاضد وطني مشترك من أجل إيجاد مفتاح المستقبل لبلادنا .
تعالوا لنصنع خياراتنا بأنفسنا فلا نتناول البالي منها والجاهز حد التخمة .



#ماسه_بشار_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي محيط من الجماد غارق في أعماقه عقلنا العربي ؟


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماسه بشار الموصلي - أي محيط من الجماد غارق في أعماقه عقلنا العربي ؟