أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الحايل عبد الفتاح - الظلم والاستبداد هو المبدأ السائد بين الأفراد والدول















المزيد.....

الظلم والاستبداد هو المبدأ السائد بين الأفراد والدول


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 15:57
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الظلم والاستبداد هو المبدأ السائد بين الأفراد والدول
عندما يفهم الشخص ما يطرأ حوله من ظلم على الأفراد والجماعات والدول لا يجد سوى شرحا واحدا : الظلم والإستبداد منتصران على الصعيد الوطني والدولي. والمبدأ أن كل الناس في حرب ضد بعضهم البعض.
وقد أحسن استنتاجا بعض رجال القانون الدولي وبعض علماء الإجتماع حين اعتبروا أن الوضعية العادية للأشخاص وللدول هي وضعية الحرب المستمرة وأن الاستثناء هو السلم وحسيادة قانون ديمقراطي وعادل.
كيف ولماذا ؟
- فعلا ، فعلى الصعيد الوطني، حين نتابع عن كثب ما يطرأ في المراكز والمراتب الإجتماعية والقانونية للأشخاص، نلاحظ أن الأفراد من المجتمع الواحد هم في صراع مستمر. والعداوات بين العديد من نفس الأسرة قائمة ومستمرة...
فالمحاكم على اختلاف أنواعها ومراتبها وما يروج فيها من ملفات متكدسة تفهمنا بدون شك أن بين الأفراد حرب وصراع دائم...والمنازعات بينهم مستمرة ومتلاحقة لسبب من الأسباب...خصومات بين مصالحهم المتضاربة والمتشابكة...كل يعتقد في قرارة نفسه، بالواضح أو المرموز، أن له الحق وأن الخصم أو العدو هو الظالم...علاقة بعضهم بالبعض علاقة عداوة مستمرة...كل يقذف خصمه وعدوه بالظالم والمستبد والجائر...
الحرب بين الأشخاص مستفحلة ومستمرة وما يصل إلى المحاكم لفضها لا يمثل إلا نسبة قليلة جدا جدا. قل خمسة في المائة فقط ولأسباب عديدة...( مادية أو غيرها من الأسباب)
التطاحن والعداوة بين الأحزاب من نفس الدولة موجودان رغم إنكارهما...
الحرب ضد الشرعية والديمقراطية قائمة والإستبداد والظلم منتصر...
العسكر المصري انقلب على الشرعية وعلى الديمقراطية. أوقع الظلم على المصريين فنصر الظلم والإستبداد ولا حرج في ذلك لدى عديد من المصريين مخدوعين...
الحرب الشيعية على السنة واقع لا مفر من إقراره...عداوة تاريخية مطعمة بعداوات سياسية...من الظالم ومن المظلوم؟ الحرب بينهما مستترة لكنها موجودة...
الرئيس بشار يقتل شعبه لأنه يريد البقاء في السلطة...
الشعب اليبي يقتل بعضه البعض بسبب من سيحكم...
اليمنيون يقتلون بعضهم البعض بسبب ظلم أحد الطرفين أو كلاهما...
العراقيون يفجرون بني جلدتهم تحت دريعة معينة...الظلم واقع وفي جميع الأحوال على الشعب العراقي، مهما كانت الأسباب والمسببات ومهما تشابكة خيوط الفهم...
كلها حروب أهلية بين نفس افراد الدولة الواحدة...الظلم والإستبداد يريد أن يستمر أو ينتصر...
حرب أيضا بين الرجال الماضاويين والنساء المتحررات...بين عنف الرجل أو المرأة باسم المساوات...والظلم بينهما مستمر منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا...
وفي مجال آخر، كيف لا يمكن الجزم بوجود حرب أو على الأقل عداوة أو منازعة، ظاهرة أو مستثرة، بين الناس حين نلاحظ أن شخصا يتقاضى أجرا شهريا مبلغه أربعة آلاف دولار في وقت يتقاضى فيه مواطن من نفس جنسيته أجرا لا يتعدى ثمان مائة دولار؟
كيف لا يشعر بالغبن والظلم شخص يشتغل تسع ساعات يومية مقابل أجر لا يتعدى ثمان مائة دولار( أو أقل) في حين يشتغل آخرون فقط أربعة ساعات ( على الأكثر) ويتقاضون أجورا ضخمة فخمة ؟
كيف لنا أن ننكر وجود ظلم واقع حين لا نسطيع تعليم أبنائنا على ما يرام ليحصلوا على مستوى لائق في المدارس الحكومية في وقت يسجل أبناء الأغنياء والميسورين في مدارس خاصة راقية لتعلم أشياء والتفقه في أشياء أخرى؟
كيف لا يحز في نفس الفرد رؤية نفسه مريضا ولا يستطيع أداء مصاريف العلاج في وقت يعالج فيه آخرون بمستشفيات خاصة وعالية الجودة؟
كيف للفرد أن يقتنع بأن له الحق في السكن وهو يعيش داخل كوخ أو براكة أو صفيحية...في وقت يقطن أشخاص آخرون في فيلات ومنازل شاسة واسعة ؟
كيف لنا أن نقنع غيرنا بأن لنا حقوق وطنية في وقت يرفض فيه إداري أن يسلمنا وثيقة بدون مقابل ؟ أو كيف لا يمكننا أن نقر بوجود حرب بين الأشخاص حين يطلب منا يوميا أداء رشوة للحصوص على وثيقة ؟
كيف لا يمكن أن نحس بالغبن والظلم والعدوان والهيجان حين تجد مكتب موظف مغلوقا وتخبر بأن والموظف المعني غائب لعدة أيام بسبب مرض أو ذهب ليصلي مدة طويلة أو ليتناول غدائه خلال ساعات ممتدة...؟
كيف يمكننا أن لا نفهم بأن هناك أشخاص نافدون ومؤثرون في مواقع القرار يشرعنون نصوصا لفائدتهم ولحماية مصالحهم في وقت يرى فيه أناس آخرون أنفسهم خاضعون ومستعبدون وحقوقهم مهضومة ؟
كيف لا نحس بالظلم حين نحصل على حكم جائر في وقت يعطي فيه المشرع ومنظومة العدالة للقاضي سلطة تقديرية واسعة في فهم ظروف وملابسات وقائع ولا رقابة عليه في ذلك إلا ضميره ؟
كيف لا نحس بالظلم حين يصوت الشعب على رئيس ومجلس نواب وياتي عسكر بدبابته ومصفحاته ليأسر الرئيس ويحل المجلس ويقمع الشعب ويتسلم السلطة غصبا وقهرا؟

- أما على الصعيد الدولي فالوضع لا يختلف عن سابقه الوطني إلا في بعض الطريق والوسائل المستعملة... فالحرب بين الدول قائمة ومستمرة وستستمر ما دامت هناك مصالح مختلفة ومتناقضة او متنافرة...
هل الحروب عبر التاريخ بين الشعوب والدول كانت حروبا طائشة ؟ هل الحربان العالميتان الأولى والثانية كانتا صدفة ؟ لا. بل كانت كلها نتيجة الظلم والإستبداد الدولي والتكالب على إرادة الشعوب...
كيف لنا أن ننكر أن هناك دول تمنع دولا أخرى من تأسيس ديمقراطية فعلية ؟
كيف لنا أن نقر بالسلم ودولة توزع السلاح على قادة عسكريين ليقتلوا شعوبهم ؟
كيف لنا أن ننكر وجود الظلم على الصعيد الدولي حين نرى بأن الفلسطينيين لا حق لهم في تكوين دولة معترف بها دوليا؟
كيف يمكننا أن نتجاهل الظلم الواقع على الدول الفقيرة واللاديمقراطية حين نرى بأن خمسة عشر دول من مجلس الأمن لدى منظمة الأمم المتحدة، أو خمس دول دائمة العضوية بنفس المجلس لها حق الفيتو تتحكم في الوضع الدولي وتوجه مساره الطبيعي؟
كيف لنا أن ننكر أن الحرب قائمة بين المغرب والجزائر، والحرب في أفغانستان وفي العراق ولبنان وفي فلسطين...كلها حروب مفتعلة من أشخاص ودول...كلها حروب دولية يحاول الظلم من خلال شبعه أن ينتصر فيها...
النتيجة الواقعية هي كلنا، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، مضطهدون ومستبد بنا ومقهورون ومظلومون من قبل شخص بعينه أو عدة أشخاص، من طرف دولة معينة أو غير معينة... فالغلبة للقوي وللذي يمتلك ويستحوذ على المركز الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي والقانوني المشرعن للظلم والإسابداد...الإنتصار والتفوق للظلم هو المبدأ. أما الإسثناء فهو السلم الإجتماعي والدولي والقدرة على حماية الذات والمصالح الشخصية بدون حرب أو ظلم...
كيف يمكن للفرد أن يعيش في أمان واستقرار إذا استخلص بحق كل هذه المعطيات ؟
الفرد حينها سيتمرد على المجتمع وسيستعمل هو أيضا الحيل والقوة والظلم والإستبداد لينال حظه من المجتمع الذي يعيش فيه أو الدولة التي يتعامل معها...فمادام الظلم واقع عليه فهو سيجد شخصا أضعف منه ليوقع عليه ظلمه واستبداده...سيجند كل فرد طاقاته ويوجه نيته السيئة نوح التعامل القاسي مع بني البشر لانتزاع حقه أو كسبه بدون موجب عدل...
أصبح ذو العقل القادرة على استعمال القوة والغش والكذب والقهر والظلم هو سيد الموقف.
خلاصة القول هو أن المجتمع الوطني والدولي في حرب قائمة ومستمرة...وهذا ما نشاهده عبر الأحداث المتراكمة هنا وهناك...
الحقيقة هي أن الظلمة للمواطنين والشعوب كثروا في زماننا هذا، هنا وهناك، وظلمهم واستبدادهم وطرق فهمهم متنوع ومتشكل ومغلوطة ومغلطة. هذفهم الوحيد هو أن يستمر الظلم والإستبداد لتبقى مصالحهم كما كانت وكما يقيمونها. المحافظة التاريخية الستاتيكية هي استراتيجيتهم. لايريدون الحق ولا العدالة ولا الإنصاف ولا الديمقراطية لأنها كلها لا تخدم مصالهم...
فهم إن اتصروا اليوم بطريقة أو بأخرى، وأوقعوا الظلم على مواطنيهم وشعوبهم أو دول أخرى، ففي الغد، بالتأكيد، بشائر مواطنين وطنيين ودوليين لا يخطئون في فهم واختيار الديمقراطية والحق والعدالة الإجتماعية...سينضمون لمن هم في الميدان...
الحايل عبد الفتاح محام من هيئة الرباط. 01 12 2013





#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شلل وغيبة فكر نوال السعداوي
- ارسالة مفتوحة إلى السيد المدير العام للقرض الفلاحي المغرب ( ...
- المساهمون في الإنفجار الثقافي بالعالم العربي الإسلامي
- الظالم قد ينتصر والمظلوم قد ينهزم
- معنويات السيسي بعد الإنقلاب
- ما هو المشروع المرتقب للجنرال السيسي ؟
- الانفجار الثقافي بالعالم العربي الإسلامي
- مصر بين مؤيدي الدولة المدنية الديمقراطية والعسكرية الدكتاتور ...
- الحل لمصر هو خريطة سياسية توافقية
- الديمقراطية عقل وحقوق الإنسان عواطف وأحاسيس
- التداعيات والنتائج الأولية للإنقلاب العسكري بمصر
- الإنحسار السياسي بمصر ظاهرة صحية جيدة.
- الديمقراطية هي الشرعية بصر
- اقلابيو مصر ضد الديمقراطية والشرعية الدستورية
- الإنقلاب العسكري ضد الديمقراطية والثورة بمصر
- ماتت الثورة المصرية ورجع مبارك وأصدقائه للسلطة
- مرسي ضد جبهة الإنقاذ كعلي من معاوية
- استمرار المرفق العمومي
- مازلت أذكرها بصمت
- ضرورة تسجيل الطلاق أو التطليق بالنسخة الأصلية لعقد الولادة


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الحايل عبد الفتاح - الظلم والاستبداد هو المبدأ السائد بين الأفراد والدول