أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الكريّم - ايها المتدينون..الوطن في خطر















المزيد.....

ايها المتدينون..الوطن في خطر


محمود الكريّم

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 15:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إزدادت في الآونة الأخيرة نبرة التحريض الطائفي المقيت وبشكل سافر مع تراخي أجهزة الدولة وصمت المرجعيات الدينية المريب.هذا التحريض الذي يأتي تحت مسميات عدة منها البراءة من أعداء أهل البيت أو لعن أعداء المذهب وأهل البيت من صحابة وزوجات النبي ونبش أحداث لم تثبت وقوعها لا تاريخياً ولا حتى منطقياً.وظهر على سطح الأحداث أشخاص جهلة لا يتورعون عن إثارة الفتنة الطائفية وفتح جراح يمكن ان تسيل من جرائها أنهار من دماء ابناء هذا الشعب المسكين . فأجهزة الأمن التي يفترض ان تكون حريصة على أمن الوطن ووحدة نسيجه الإجتماعي لم تحرك ساكناً في مواجهة هذه الممارسات بل شاهدناها تحمي من يقوم بهذا العمل الخطير.فلم يكن يستطيع المدعو ثائر الدراجي الذي لا أعرف كيف يسمح له أهله وعشيرته أن يكون سبباً في تمزيق وحدة الشعب العراقي وإراقة دماء ابنائه.هذا ال (دراجي) لم يكن له أن يقوم بما قام به لولا ان الاجهزة الامنية قد أمنت ومنحته الحماية اللازمة.أما المرجعيات الدينية فأظن إن بياناتها وردة فعلها لم تكن متناسبة مع هذه الحملات التحريضية الخطيرة. فالقنوات الفضائية التي يديرها اشخاص من خارج العراق وبتمويل خارجي كالمدعو ياسر الحبيب الكويتي المقيم في لندن والايراني حسن لاهاري الذي يدير قناة أهل البيت المتخصصة في التحريض على السب واللعن وكأن الدين لم يعد يحوي اِلا موضوع السب والبراءة.
أريد أن أوجه ندائي الى عقلاء الشيعة من العراقيين الأصلاء بصفتي عراقياً أولا وعلمانيأ ثانيا لأني وبصراحة مطلقة إكتشفت ان الأديان خدعة كبيرة فالاله المفترض الذي خلق هذا الكون الفسيح بمجراته اللامتناهية والممتده لملايين السنين الضوئيه مع يقيني ان الكثير من رجال الدين لايعرف معنى السنة الضوئية.أقول كيف لهذا الاله الموصوف بهذه العظمة والجبروت ان يترك هذا الكون الفسيح ويركز نظره على كويكب حقير كالارض ليحاسب سكانه على التبول وقوفاً أو الأكل باليد اليسرى ويتوعدهم بنار تشوي جلودهم بعد الموت خالدين في جهنم. ويبشر عباده الطائعين بجنان تسرح فيها الحور العين ليمارسوا معهن الجنسً متى ما شاءوا. وكأن هذا الاله العظيم يتسلى بأشياء تافهة لا تتناسب وعظمته.إله يلفه الغموض بشكل يدعو الى الشك المطلق.اما الحديث عن الانبياء ومعجزاتهم فيحتاج الى عقل مصنوع في الصين ليصدق ماجاؤا به. لست هنا لأتناقش في موضوع الايمان .فقط أردت أن أٌعرّف نفسي على انني لا أنتمي الى أي تيار ديني ولا أميل الى أي طائفة . أنا عراقي إنساني أقدس تربة العراق من الفاو الى زاخو أكثر مما تقدسون تربة الحسين التي تسجدون عليها وإن قدستها فلأنها من تربة كربلاء المدينة العراقية الجميلة. وأحترم حمورابي الملك البابلي العظيم صاحب أول شريعة على وجه الارض احترمه أكثر مما احترم أبو بكر او خالد بن الوليد.أعتز ببدر شاكر السياب وجواد سليم اكثر من إعتزازي بعبد الحميد المهاجر او حارث الضاري
هكذا انا العراقي. أحب أخي أينما وجد على هذه الارض . أقدس روحه ودمه لانها عزيزة وغالية.لا اتحمل ان ارى الدم العراقي يراق من أجل قضية عفى عليها الزمن منذ مئات السنين وبسبب خلاف بين ابناء الحجاز الذين نقلوه الى ارض العراق عندما حدث الفتح الاسلامي الذي قد يسميه البعض الاحتلال الاسلامي. ولأن الأمور جرت على ما كان ولأن التاريخ صنع خريطته على أرض العراق وحدث ما حدث فما علينا الا ان نسلم بالامر الواقع ونقبل بوضعنا الحالي كمجتمع عراقي منقسم طائفيا الى سُنة وشيعة.ولا شك ان الخلاف كان يختفي تحت رماد الخوف او تحت زهور المحبة والانصهار بين مكونات الشعب العراقي حتى كادت هذه الخلافات والفرقة ان تختفي بعد ان تصاهر وتزاوج طرفي المجتمع العراقي بشقيه السني والشيعي.
الا ان التغيير الدراماتيكي الذي حصل بعد العام 2003 قد احدث هزة عنيفة .ازاحت رماد الخوف كما أزاحت زهور المحبة بين شقي المجتمع العراقي لتتوالى الاحداث ليصل الامر الى الصدام المسلح والحرب الطائفية الاهليه التي راح ضحيتها مئات الالاف من شباب العراق.هذه الحرب الطائفية الملعونة ما كان لها ان تحصل لولا الأطماع التي سكنت نفوس مجموعة من الطائفيين الحالمين بالسلطة والمترعين بروح الثأر والانتقام . ومن اجل الوصول الى مبتغاهم تبنى هؤلاء النهج الطائفي الذي يضمن لهم الصعود وتسلق كراسي الحكم على حساب دماء الشعب ووحدته الوطنية.
أعود الى العقلاء من ابناء هذا الشعب لأنبه الى انكم مدعوون الى الاختيار بين انتمائكم لهذا الوطن او انتمائكم الطائفي . قد يكون الاختيار صعب لأنكم محاطون بكم هائل من المورواث التاريخي والمجتمعي. وأود ان اركز على الجانب الشيعي الذي طالما اتهم الطرف الاخر بأنه يناصبهم العداء او يكفرهم. انا شخصياً لا أرى من يكفركم المشكلة تكمن في ما تمارسونه من سب ولعن لرموز مقدسة لدى الطرف الاخر بل اني ارى ان المشكلة ستنتهي اذا ما توقفتم عن التعرض للصحابة وزوجات النبي وبالتحديد عائشة.كيف لا يكفرونكم وانتم تلعنون رموزهم ليل نهار. بل اصبح اللعن هواية وهوية. أقصد هوية انتماء للمذهب الاخر .فلا يكتمل الأنتماء الا بأنتهاج هذا الاسلوب.أرجو ان لا يفهم كلامي على انه انحياز لطرف على آخر. فكما قلت انا انسان واقعي لا انزه احد اوأقدس أحد ولدي يقين ان النبي أو الرسول الذي لا يعرف كيف يختار زوجاته او اصحابه . لابدان يكون انسان عادي وغير معصوم إذا أفترضنا ان العصمة موجودة أصلاً وربما استغل سذاجة الناس في زمانه وأقنعهم بأوهام وخرافات . بل ان هذا الخطأ في الاختيار والذي جلب الويلات لهذه الامة ينسف مبدأ النبوة من اساسه ويجعلنا أمام الشك المطلق بصدقية الانبياء والرسل.ما حصل بعد مؤتمر السقيفة اللعين قد حصل والانحراف المزعوم الذي حصل في السقيفة كان لابد ان يعالج بتدخل إلهي .فالله الذي اراد ان تكون الرسالة الاسلامية خاتمة لكل الرسالات السماوية كان لابد له ان يتدخل في تلك اللحظة ليصحح مسارها الذي انحرف وهو في بدايته على اساس ان للرسالة رب يحميها كما كان للبيت رب يحميه لا ان يترك الحبل على الغارب وتحصل كل هذه التداعيات الرهيبة التي جرت على المسلمين والانسانية الويلات والحروب والدمار. خلاصة القول انكم يجب ان تقبلوا بالأمر الواقع وما حصل وان تؤمنوا ب( لن يصيبنا لا ما كتب الله لنا) .اما نبش الماضي والبكاء واللعن فلا فائدة منها.أما الكفر الذي تُتهمون به فانتم سببه فاللعن وسب صحابة النبي مبرر كافي لأن تكونوا هدفاً ليس للأتهام بالكفر بل ستكونون هدفاً للانتقام أيضاً.من قبل المتطرفين من الطرف الآخر.
العراق أعلى وأقدس من كل الطوائف والأديان والدم العراقي أطهر من كل الادعاءات والحوادث التاريخية الباطلة . ودمعة الطفل اليتيم الذي فقده أباه بسبب حقدكم الطائفي المتبادل أصدق وأطهر من دموعكم الكاذبة التي تبكون فيها في مجالسكم.
كفى ايها الأخوة أرجوكم ان تضعوا العراق في أعينكم لانه مستقبل أبنائكم وليكن الماضي محفزاً للأنطلاق نحو المستقبل لا ان يكون حافزا على الحقد والكراهية.

محمود الكريّم


‏‫-;-من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬-;-



#محمود_الكريّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الكريّم - ايها المتدينون..الوطن في خطر