أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم الأشهب - بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط














المزيد.....

بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الحقائق التي أكدها اتفاق جنيف أن حكام اسرائيل والسعودية ومن على شاكلتهم في المنطقة، الذين بذلوا كل جهودهم لمنع الاتفاق، ليسوا في آخر الامر، الاّ أدوات، حين يتعلق الأمر بالمصالح الاستراتيجية الأميركية، وأن الهامش الذي كان يتحرك فيه حكام اسرائيل، على وجه الخصوص، والموسوم بأعمال الزعرنة والعدوان كان يتوافق مع هذه المصالح وفي خدمتها، أو على الأقل، لا يتعارض معها، وليس تعبيرا عن استقلاليتهم


يمكن القول بأن اتفاق جنيف بين ايران والدول الست هو حصيلة مواجهة ملتهبة وغير عادية، على مدى سنين، تفاقمت نوعيا منذ اندلاع الأزمة السورية، كادت خلالها أن تتحوّل، أكثر من مرة، الى حرب اقليمية مدمرة لا يمكن التكهن بأبعادها الدولية. وخلال هذه المواجهة العريضة جرى فرز للقوى، بدا طابعه الطبقي سافرا. فقد اصطفت السعودية مع اسرائيل دون مواربة هذه المرة؛ كما جرى تشابك للأزمات الأساسية في المنطقة على نحو غير مسبوق، من الأزمة السورية الدامية الى الأزمة الايرانية - التي شكل تخصيب اليورانيوم في ايران واجهة لأهدافها الحقيقية - الى الارتباط غير المباشر بقضايا مزمنة في المنطقة وفي مقدمتها النزاع الاسرائيلي – العربي وبخاصة الفلسطيني، وامتلاك اسرائيل للسلاح النووي دون غيرها في المنطقة، الى جانب الصراع المتصاعد على موقع القوة الاقليمية الأولى في المنطقة.
ولعل المغزى الأساس لهذا الاتفاق كونه يمثل إقرارا من الولايات المتحدة بالفشل في التغلب على محور ايران – سورية – المقاومة اللبنانية، المدعوم بتأييد الشعوب العربية، والذي عرقل بنجاح تنفيذ مشاريعها في المنطقة كـ"الشرق الأوسط الجديد" وسواه، رغم ضخامة القوى الدولية والاقليمية المعادية التي جرى تحشيدها في هذه المواجهة. وبالتالي، ينبغي الافتراض بأن الاتفاق التاريخي الذي تحقق في جنيف سيمثل علامة طريق على تحوّل استراتيجي في سير الأحداث في المنطقة، سيفرض اعادة ترتيب للقوى فيها، بما يعزز فرص معالجة وتسوية قضاياها، على نحو يستجيب لمصالح وطموحات شعوبها.
واذا كانت تسوية قضية الكيماوي السوري قد أسهمت في انجاح اتفاق جنيف الأخير، فان هذا الاتفاق سيساهم بدوره في تسوية الأزمة السورية. لكن الانجاز المباشر والأهم، حتى الآن، من هذا الاتفاق هو استبعاد خطر الحرب عن المنطقة وشعوبها، والذي كان هدفا يدفع نحوه حكام اسرائيل والصقور في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، بتعطش وهوس.
وهذا بالضبط ما جعل الاتفاق المذكور يصيب حكام اسرائيل بحالة من الهستيريا، اذ عليهم أن يتوقعوا، في ضوء هذه التطورات، أن يتحوّلوا الى الدفاع الصعب في أكثر من قضية مفصلية بالنسبة لهم، في المقدمة منها: امتلاكهم للسلاح النووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل، اذ ان المعركة المتوقعة ستكون لإخلاء المنطقة من هذه الأسلحة؛ وكذلك التوقعات الواقعية بفقدان اسرائيل لموقع القوة الاقليمية الأولى في المنطقة؛ وبالتالي، تقلص فرصها في فرض تسويات وفق طموحاتها للنزاع العربي – الاسرائيلي وبخاصة للقضية الفلسطينية.
ومن الحقائق التي أكدها اتفاق جنيف أن حكام اسرائيل والسعودية ومن على شاكلتهم في المنطقة، الذين بذلوا كل جهودهم لمنع اتفاق جنيف المذكور، ليسوا، في آخر الامر، الاّ أدوات، حين يتعلق الأمر بالمصالح الاستراتيجية الأميركية، وأن الهامش الذي كان يتحرك فيه حكام اسرائيل، على وجه الخصوص، الموسوم بأعمال الزعرنة والعدوان كان يتوافق مع هذه المصالح وفي خدمتها، أو على الأقل، لا يتعارض معها، وليس تعبيرا عن استقلاليتهم. وفيما يتعلق بلعب نتنياهو في الساحة الأميركية بين الادارة ومعارضيها في الكونغرس، فلا مكان له حين يتعلق الأمر بهذه المصالح الاستراتيجية.
أما على الصعيد الدولي، فقد أثبت اتفاق جنيف المذكور أمرين أساسيين، الأول: الدور الطليعي الذي لعبته الدبلوماسية الروسية، التي كان زمام المبادرة بيدها معظم الوقت، وتداعيات ذلك اقليميا ودوليا، بما في ذلك التأكيد على انتقال النظام الدولي من القطب الواحد الى المتعدد الأقطاب. بينما الأمر الثاني هو تراجع دور ونفوذ الولايات المتحدة في المنطقة. ويعود ذلك الى حالة الانهاك التي سببتها لها حربا أفغانستان والعراق، ثم الأزمة المالية – الاقتصادية الأخيرة والتي ما تزال مفاعيلها تتواصل في الاقتصاد الأميركي كما في العالمي؛ هذا، الى جانب التوجهات الأميركية الاستراتيجية الجديدة بنقل مركز ثقل تركيزها الى الشرق الأقصى، في محاولة لتطويق ومحاصرة الصين الخصم الرئيسي اليوم للولايات المتحدة.
وفي ضوء هذه التطورات النوعية الواعدة يبرز التساؤل عما اذا كانت القيادة الفلسطينية ستستخلص الاستنتاجات الضرورية منها، وبالتالي تعيد تقييم نهجها، وتتخلى عن الرهان على المفاوضات العبثية بالرعاية الأميركية المنفردة، بعد أن لم تحقق على مدى عشرين عاما الاّ منح الفرص للمحتل الاسرائيلي في اقامة المزيد من الاستيطان وتغيير معالم الأرض التي من المفروض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية، أم أن هذه القيادة ستواصل تجاهل كل هذه التطورات ومعها ارادة الغالبية الكبرى من الشعب الفلسطيني في هذا الشأن المصيري؟!



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام السعودية والقضية الفلسطينية
- هل بدأ الانعطاف التاريخي؟
- الاسلام السياسي إلى أين؟
- ماركس والتجربة السوفييتية (3-3)
- اصرار على الركض وراء السراب
- ماركس والتجربة السوفييتية (1)
- ماركس التجربة السوفياتية ؟
- لماذا تبديل الخيل الآن
- محنة بعض المثقفين
- تخبُّط المتآمرين المأزومين
- رئاسة -النص كم- في مصر
- مقدمة كراس بإسم - الحزب السياسي-
- ملاحظات على الوضع السوري
- ظاهرة ديون الدول المتقدمة
- ثورة التغيير العربية والقضية الفلسطينية
- ثورة التغيير التاريخية - واقع .. وتوقّعات -
- طلائع فجر التغيير التاريخي في العالم العربي
- -تمرد الطبقة الوسطى--تقييم ونقد
- أحد مدلولات الهجوم على قافلة الحرية
- كان الشيوعيون الأكثر التصاقا بالواقع


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم الأشهب - بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط