أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - أبوغريب طويريج نريد الأمان















المزيد.....

أبوغريب طويريج نريد الأمان


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 18:21
المحور: كتابات ساخرة
    


حكم كثيرة تعلمتها من طلابي في سجن (أبو غريب) في مطلع التسعينات حين درّستهم مادة (الفيزياء النظرية) , حدث ذلك قبل هروبي الى ميدان آخر لعدم التصريف والأهتمام , كان تنفيذا لأمر صدر من (تربية الكرخ الاولى) التي أختارتنا مرغمين , تحت ذريعة المهارات, فيما هو أرغام أقرب الى التغرير منها للمغامرة والفضول وسبر الأغوار (في حقيقته كان أمرا صادرا من الرئيس , نهمس بذلك في الخفاء ) لنكون أدوات أصلاح تطبيقا لشعار الأصلاح في مدرسة تحمل نفس الأسم في دولة أشد ماتهتم بالشعارات , ومن بين تلك الحكم الغزيرة والمأخوذة من لسان اللصوص و القتلة وحرّاسهم ومعهم الأبرياء على حد سواء , الكثير نقتبس منها مافي أدناه :
أن أفضل الطرق للتخلص من اللصوص هو أن نجعلهم حرّاس على الأشياء التي يحتمل أن تسرق من قبلهم , فحينها يجبرون على حمايتها ويستميتون من أجلها فهم وحدهم المؤتمنين وماعلينا الا أن نحدد مسؤولياتهم, ومَن مثلهم يملك الخبرة في هكذا ميدان وهم الأعلم بفنون النشل و النهب الأسرع من الضوء , وهناك حكمة أخرى تقول :
أذا أردت الحصول على الأمن والسكينة عليك أن تشاغل مَن حولك وتجعلهم دوما متّهمين , يفرغون جل طاقتهم بالدفاع عن أنفسهم فيما أنت تصغي للدفوعات لتظهر لهم عدم الأقتناع وإن أقسموا بكل مافي الأرض والسماء .
وأخرى أيضا :
السلاح مثل الشيطان إن أبعدته عن المجرم يزول خطره لأنه جزء من أركان الجريمة بزواله تتفكك ويتحقق جزء كبير من الأمان , فكانت ردهات السجن تفتّش يوميا بحثا عن كل ما يمكن أن يستخدم كسلاح ..

مفردات ومفاهيم عجيبه لعالم سفلي يشبه عالمنا العلوي في المضمون ويختلف عنه في الظواهر والمفردات , غزير بالصور و الغرائب و عجيب المفاهيم والأسماء , على سبيل المثال : مفهوم (سفرداش) تعني رفيق الطعام وتشير الى تحالف مصيري يصل حد التضحية بالأرواح بين المجتمعين على سفرة الطعام , (شاش) وتعني المراقب للعالم الظاهري (مكلف بمراقبة عالمنا الاعتيادي نحن الأحرار) فالأخير يشكل لهم خطرا وتهديدا عليهم أن يحترزوا منه بنظام الرصد الدائم والتسليم والأستلام بحسب جدول واجبات يشمل جميع السجناء , اما الـ (لاش) فهو الشاذ وما أكثرهم هناك وهو شخص منبوذ لايشكل خطرا على الأسوياء, وهناك أيضا الأخيار ( شيوخ عشائر ودين وسجناء سياسيين مع أساتذه وحتى وزراء) ,عالم أبو غريب يحتاج مؤلفات مخصوصه لايسعها المكان سنوردها في مكان آخر ربما في زمن آت , لكننا نستقي منه مايلائم فكرة هذا المقال حول بسط الحد الأدنى من السكينة والأمان في مجتمع مليء بالأمراض طفحت في هذا الوقت لتجعلنا في حنين الى عقود الستينات و السبعينات , فالأمن لعبة تصحبها خطّة مدروسة يشترك في تحقيقها كل الناس , لاتتشابه في أشكالها فهي رهينة بالأحوال الآنية والظواهر والأحداث وحين يتعذر تطبيق الأساليب الأنسانية لا مناص للرجوع الى التجارب للحفاظ على الحد الأدنى بحفظ أرواح الناس , وليس الأمر مخجلا إن أستعرنا الأساليب من (أبو غريب ) أو حتى (أسرائيل ) فالروح هي أعز ما في الكون ومن بعدها الموت والفناء.
وفي نفس السياق أفحمنا الصديق (أبو نجلاء) متفضلا وهو يسرد لنا حكاية عتيقة حدثت في ثمانينات القرن المنصرم في كربلاء , بطلها مدير الأمن هناك آنذاك و مكانها قضاء (طويريج) هو نفسه الآن سلوة الحاسدين و قبلة الشطار , يقول والعهدة أليه :
وردت الى مدير الأمن برقيات مقلقه عن ظهور منشورات معادية للدولة تم لصقها على الجدران (يقولون أن مصدرها حزب الدعوة) تحولت بالتدريج الى ظاهرة يومية , لم يوقفها البطش بالمواطنين ولا التضييق عليهم بالمراقبة و لم يجدي معها الزيادة في العدة والعديد لرجال الأمن الصناديد, توالت الأجتماعات وتصاعدت الأتهامات دون الوصول الى الفاعل الذي بقي مجهولا , وبقي الخرق وصمة تقض مضاجع كل أولي الأمر في ذلك الزمان , كان مدير الأمن هو الأشد أرقا دائم التفكير رغم أمتلاكه لكافة الصلاحيات التي تعلو على سلطة المحافظ وكل المدراء , فهو يخشى فقد منصبه أو قطع رأسه حتى بات لا ينام , فأمر أن يتم تسليم ملف الأمن الى جهة بالتحديد في كل يوم , اليوم الأول لرجال الأمن السريين والثاني للشرطة و الثالث لجهة أتت من بغداد والرابع .. ألخ .. وبعد تطبيقها , وفي اليوم الأول تم القبض على مفوّض شرطة متلبسا بحمل المنشورات , ولكن لم ينتهي ظهور المنشورات ..
حتى طفح كيل مدير الأمن وأستدعى كل كبار الناس وأمرهم بأن يكتبوا تقارير أسبوعية ,عن كل مايروه أمامهم , وأفلحت الخطة الى حد ما وقللت من الأمر , ولكن لم تختفي الى الأبد تلك المنشورات .. مما أستدعى بمدير الأمن أن يطلب تكرار الأجتماع مع الناس وأمرهم أن يكتبوا تقاريرا يومية بدل الأسبوعية والأمر يشمل كل المواطنين دون أستثناء, وتنفس رجاله الصعداء حين أقتصر واجبهم على القراءة في مكاتب أنيقة هادئة دون الخروج للشارع والتعرض للشمس والأمطارى, كانت تقاريرا تفصيلية , البعض منها مضحك بسخرية فمن بينها :
أن زوجة سوادي ذهبت زعلانه الى بيت أهلها لأن زوجها عاد للبيت وهو سكران وحين صحى وطار من رأسه الشرب أجهش بالبكاء !
أن جاري (فلان) أشترى ثلاجة بالتقسيط وأعطى مقدمة مئة دينار وقمت بأنزالها من البيكب ومعنا عبد الحسن و جواد !
وآخر كتب : دخل الى منطقتنا (لوري رمل) وأفرغ حمولته أمام بيت (علّان) فهو يبني بيتا منذ سبع سنوات ومطلوب فوكَ الألفين دينار !
.. حينها أبتسم مدير أمن كربلاء لأول مرة و منح رجاله أجازة لم يروها منذ أشهر ليزف البشرى وهو يقول :
أبشروا ياجماعة , مادمنا نعلم بأمر زوجة سوادي والثلاجة ولوري الرمل .. صارت الأمور تمام و عم الأمان ... فالمواطن الآن هو رجل الأمن ليس في طويريج , بل في كل كربلاء .
أكتب تلك السطور وأنا أسمع دوي رابع سيارة مفخخة أنفجرت في منطقتنا وكأننا في غابة بدائية من الأنفلات
متى يكون المواطن رجل الأمن الأول متطوعا ليس بالقهر والأجبار
ومتى توضع الخطط الأحترازية لدرء الأخطار
أما من حكيم يجيد اللعبة من بين هؤلاء الأوباش ليضع لنا خطة و بدل أن ينهي ينتخي للحياة ... إن رأيتموه أبلغوه أن يستجعل وأليه وأليكم خالص التحيات.



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية الشخير العاشرة
- ملاك بلحية يظهر لأول مرّة
- نظرية أبو حيدر في علم الحيوان
- كيف تصبح مدير عام
- صعاليك في زمن النبلاء
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم
- مليوصه يا حسين الصافي
- جمهوريّة التفاطين
- آهات في زمن العاهات
- بغداد عاصمة أبو الزمير
- سليمه الخبّازه وطارق أبن زياد
- إنقلاب تحت اللحاف
- هلهوله لقانون الأحوال
- حين أنقض روميو على جدر الدولمة
- تسقط تسقط گولد ستار
- 56 فقط للفقراء
- تعال أگعد ورا الباب
- يوميات أولاد البطّه السوداء


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - أبوغريب طويريج نريد الأمان