أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - المخلب النووي















المزيد.....

المخلب النووي


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل نفّذ الرئيس الأميركي باراك أوباما وعده كاملاً، كما جاء في خطاب تتويجه للفترة الرئاسية الأولى عام 2009، ببسط اليد بمقياس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل للتعاون مع دول العالم الإسلامي ( ويبدو أن في مقدّمة حساباته كانت إيران)، وذلك من خلال اتفاق جنيف بين الأخيرة والدول الكبرى في تسوية للملف النووي الإيراني؟ وهل ارتفاع الأسهم الأميركية وانتعاش السوق العالمي في صبيحة توقيع الاتفاق النووي هو أمر أكثر إلحاحاً لديمقراطييّ البيت البيض والخارجية الأميركية من تفوّق الولايات المتحدة السياسي وسمعة نفوذها المتراجعة في الشرق الأوسط بشكل متسارع ودرامي؟ وهل فلتت إيران بهذا الاتفاق من العقوبات الاقتصادية الخانقة التي جعلت من أحلام مواطنيها تناول وجبة دجاج واحدة في الأسبوع، ما حدا بالإعلام الرسمي الإيراني إلى منع الدعاية التسويقية لهذه المادة الغذائية الأرخص، بينما لم تتخلّى عن تخصيب اليورانيوم بشكل نهائي بل التزمت بتخفيض نسبته لفترة زمنية معينة؟ وهل استقبال "الأبطال" الذي لقيه الوفد الإيراني المفاوض في مطار طهران صباح عودته من جنيف يعتبر نصراً إلاهياً جديداً لسياسة ملاليها ومرشد جمهوريتها، علي خامنئي، الذي اعتبر في رسالة وجهها إلى الرئيس حسن الروحاني أن الاتفاق "نجاح ومكسب ويقرّ بحقوق إيران النووية"، وسيؤهّل إيران لموقع الزعامة الإقليمية بلا منازع، ويحجز لها مقعداً متقدّماً في جنيف سوريا بعد أن حصدت ثمار جنيف إيران بتفوّق؟!

نظرة في التاريخ

لا يعتبر الموقف الأميركي موقفاً مباغتاً وغير متوقعاً، فالعلاقات الأميركية الإيرانية تمتد في تجاذباتها لعقود خلت. وليس اتفاق جنيف النووي إلا ثمرة لهذه العلاقات التي أسّس لها الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر إثر سقوط الشاه.
فقد اتخذت إدارة الرئيس جيمي كارتر الديمقراطية قرار دعم ثورة الإمام الخميني إثر اشتداد أوارها، مُشَيِّدة قرارها هذا على نظرية "الحزام الأخضر" التي صاغها آنذاك مستشار الأمن الوطني في حكومة كارتر، زييغنيو بريجنسكي، والتي مفادها أن نشوء أنظمة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، مدعومة أميركياً، سيكون بإمكانها، وبما لديها من دعم جماهيري قاعدته الإسلام، أن تشكل بدائل حقيقية للنظم الاستبدادية القائمة من جهة، وأن تكبح جماح حركات اليسار المناصرة للاتحاد السوفييتي، قبل انحلال عقده، من أخرى. ومن أجل إشهار دعمه لنظام الملالي الوليد في إيران قام الرئيس الأسبق كارتر برفع الحظر عن بيع الأسلحة والبضائع لإيران الذي كان ساريا منذ العام 1978، وللتأكيد على ميوله لنصرة أصحاب العمائم رفض منح شاه إيران تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج في نيويورك!
وجاءت واقعة الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني للعام 1979 في السفارة الأميركية بطهران واتخاذ الدبلوماسيين الأميركيين في حينها رهائن لمدة 444 يوما، لتضع حجر الأساس لدراما العداء "اللفظي" للشيطان الأكبر (أميركا) اندلع متواقتاً مع اضطرام الثورة الخمينيّة الشيعيّة منذ نيف وثلاثين عاماً.
أما لغة الاعتذار والاستعطاف التي تعامل بها الرئيس كارتر خلال أزمة الرهائن، كأن يخاطب الخميني مباشرة، في رسالة خطية خاصة منه، ملتمساً حل مشكلة الرهائن من "رجل يؤمن بالله"، ناهيك عن لهجة مبعوثه للأمم المتحدة، أندرو يونغ، الذي توسل لآية الله الخميني أن يظهر "شهامة ورحمة" مطلقاً عليه صفة "قديس القرن العشرين"، فقد جاءت مجتمعة لتؤجج لغة التعنّت الإيراني في التعامل مع الأميركيين لما لمسوا فيهم من ضعف وتخبّط في مواجهة مشهد دبلوماسييهم يساقون معصوبي الأعين ومكبّلي الأذرع أمام كاميرات العالم، ما دفع بالرئيس الجمهوري رونالد بريغان أن يخاطب الخميني حال فوزه على منافسه الديمقراطي كارتر في انتخابات الرئاسة للعام 1980 قائلاً:"لو كنت في موقعك لسعيت إلى التوصل إلى حل مع كارتر فهو رجل لطيف، وأنا على ثقة من أن موقفي حينما أصل إلى البيت الأبيض حيال هذه القضية لن يعجبك"! أما ردّ الفعل الإيراني فجاء مباشراً وحاسماً بإطلاق سراح الرهائن الأميركيين في اليوم الأول لدخول الرئيس ريغان ومباشرته لمهامه الرئاسية من المكتب البيضاوي.

الطموح الفارسي

تلك العلاقة الملتًبسة بين الولايات المتحدة وإيران ما لبثت تثير إشارات الاستفهام، والتعجب أيضاً، على غير صعيد. فعلاقة المد والجزر بين البلدين "العدويّن" إنما تخضع لبوصلة المصالح الاستراتيجية التي تتفاوت بين تقارب وتباعد في غير منطقة من العالم. فأولوياتهما الإستراتيجية المشتركة كانت قد جمعتهما خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 حين سقط نظام طالبان الأصولي هناك، وشعرت إيران بالبراء من وجع التشنج التكفيري في خاصرتها اليمنى، بينما استأصل الأميركيون نظام صدام حسين عن خاصرتها اليسرى، فكانت العافية السياسية الإيرانية في بدر اكتمالها. واليوم، وفي قلب الأزمة السورية الخانقة توقف أميركا ضربة عسكرية للنظام السوري كانت شبه حتميّة مع انتقال بوارجها الحربية إلى قبالة السواحل السورية، بينما تغضّ الطرف عن ألوية حزب الله وميليشياته المقاتلة، وهي إيرانية الهوى والعقيدة والتمويل، تدكّ المدن السورية وتنكّل بالمدنيين مستعملة في بعض المواقع أسلحة أميركية كشفت عنها صور تسرّبت إلى الصحافة الأميركية وأثارت ما أثارت من عواصف في الرأي العام الأميركي.
وفي حين يحتشد الخطاب الإيراني السياسي الرسمي بمصطلحات الترويج لعداء الغرب والولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل، بينما ترى أميركا في دولة الملالي مكمناً للشر المنتظر ذي المخالب النووية الذي ينذر بتقويض أمن العالم بأسره، يأتي اختراق العصر الدبلوماسي في جنيف ليمحي من الدفاتر السياسية للبلدين تلك المصطلحات العدائية المتبادلة، فلا تعود أميركا هي الشيطان الأكبر ولا إيران هي محور الشر.

من نافل القول أن لإيران طموحها النوويّ المُلحّ، معزّزاً بهاجسها الإمبراطوري البعيد، وهي ما فتئت تسعى لامتلاك أوراق رابحة على الساحة الدولية تقايض بواسطتها مضيّها الموتور في هذه المشروعين. فمنذ الاحتلال الأمريكي للعراق في أبريل/ نيسان من العام 2003 لعبت إيران دور محامي الشيطان المزدوج المهام في المسألة العراقية، وسعت بانتظام إلى الاتخاذ من نفوذها الشيعي هناك ورقة ضاغطة لمساومة الأميركيين وشراء صمتهم خلال سعيها لامتلاك السلاح النووي، ومدّ حبال نفوذها الإقليمي، والتمادي في استعراض عنجهيتها على مسمع ومرأى من دول المنطقة والعالم.
واليوم، لا تكتفي دولة الملالي بأن تشهر مخلبها النووي في عين الخليج العربي ودوله التي تقف مشدوهة أمام مشهد الـ (5+1) الرخوي، بل هي تمدّ لسانها للعالم استهتاراً، وتقرأ بنود اتفاق جنيف بغطرستها المعهودة وتعنتها الذي يتوازى مع اجتهادها في تفسير بنود الاتفاق الغامضة بما يتوافق مع هواها الاستعماري المستشري، ودونما رادع، لاسيما بعد أن دخل الطرفان، الأميركي والإيراني، في علاقة "متعة" مفتوحة على الظرف السياسي المتغيّر بإطراد.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتركوا الحصان وحيداً!
- حتى لا يكون جنيف 2 -أوسلو- السوريين
- الثورة العميقة
- اللاجئون السوريّون وحقّ العودة
- المرأة والإمامة في سورية
- سوريَسْتان
- الاجتهاديون.. وسلطتهم
- بعيداً من أم الدنيا!ّ
- حروب العرب وسلام الكرد
- جنيف2: مشروع جون كيري الأخير ما قبل الجلجلة!
- القوّة الناعمة.. والولاية
- يوم أغمضت عين الديمقراطية في واشنطن
- المملكة السوريّة !
- أصبح عندي الآن مسدّس!
- وردة الدم
- -الفيل يا ملك الزمان-
- المحافظة 35
- الأسديّة بلا أسد
- الصمت الأبيض
- زوكربيرغ @ تونس


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - المخلب النووي