أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!














المزيد.....

مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الكلمة التي ألقاها الرئيس "بشار الأسد" في افتتاح أعمال المؤتمر القطري العاشر لحزب "البعث"،حملت مدلولات بليغة وفي غاية الوضوح لطبيعة الهواجس التي تؤرق النظام السوري.ويأتي على رأسها الهاجس الاقتصادي ،فقد جاء في الخطاب الذي ألقاه الرئيس أن:"الوضع الاقتصادى وتطوير الاداء فيه وتحسين شروط حياة مواطنينا يمثل أولوية بالنسبة لنا جميعا مما يعنى ضرورة ايلائه الاهمية التى يستحق من نقاشاتنا ".
و:"ان أمامنا لذلك فى المرحلة القادمة مسؤوليات كبيرة تجاه مواطنينا الذين يطمحون الى المزيد فى اطار تحسين واقعهم المعاشى
والخدمى وهذا لا يتم الا من خلال تحقيق معدلات أعلى من النمو والطريق الى ذلك يكون بتجاوز حالات الخلل فى أدائنا و معالجة الظواهر السلبية التى تعيق انطلاقتنا وتكبح مشروعنا الاصلاحى الذى ننهض به..".
من هذا الهاجس الاقتصادي،يمكن أن نستنتج ماهية التوصيات"الاصلاحية"التي ستنجم عن هذا المؤتمر الحزبي العتيد.
وفي الوقت الذي خاب فيه أمل المثقفين السوريين،وقوى المعارضة الوطنية والديموقراطية،من غياب أية إشارة جدية في خطاب الرئيس لأي نوع من أنواع الاصلاح السياسي الذي كانت المعارضة ترغب في سماعه،فإن آمال الجماهير الشعبية في تحسين مستواها المعاشي ،ستشهد انتعاشاً واضحاً في المرحلة المقبلة.
ورغم اعتراف الرئيس"بشار"بجدية الضغوط الخارجية،إلا أنه قال:"أن أى قرار أو توصية تؤخذ فى هذا المؤتمر يجب أن تعبر عن حاجاتنا الداخلية فقط بمعزل عن أى اعتبارات تهدف الى دفعنا باتجاهات تناقض مصالحنا الوطنية أو تسىء الى استقرارنا..".
وقد رأى بعض المحللين بهذا نوعاً من التحدي تجاه الخارج.غير أن واقع الحال يقول بأن الوضع الاقتصادي السوري المزري،والذي كما ألمح "جمال باروت" مرشحاً للانهيار بحلول سنة(2010)على أبعد تقدير، له الأولوية الضاغطة بالنسبة للسلطة السورية .
وقد سبق لنا أن أوضحنا في مقالات سابقة بأن إرخاء القبضة الأمنية لم يكن سببها الضغوط الخارجية فقط،ولم يكن ذلك بدواعي سياسية،أو إرضاء للمعارضة الداخلية الضعيفة،بل أن السبب الحقيقي هو تخفيف العبء عن كاهل الشعب السوري المحبط"اقتصادياً"،ومنحه منافذ بسيطة لتنفيس سخطه،والتخفيف من غضبه المتفاقم نتيجة أوضاعه الاقتصادية المتدهورة.
ومن النافل القول،إن الضغوطات الخارجية لاتهدف إلى أية إصلاحات سياسية حقيقية،ولاتهمها حقوق الانسان أو إلغاء قوانين الطوارئ أو قضايا المعتقلين السياسيين،بشيء.
كذلك فإن مطالبات المعارضة الوطنية الديموقراطية المستمرة بالاصلاحات السياسية لايعني بأن تكون هذه الاصلاحات هي المطالب الشعبية ذات الأولوية.وبالتالي فإن تأثير هذه المطالبات سيكون ضعيف التأثير على النظام،ولن يدفعه عاجلاً لاحداث أي تغيير "جذري"في سياساته..والأحرى إعادة النظر بالمادة الثامنة من الدستور،والتي توهم البعض إمكانية ذلك في هذا المؤتمر بالذات!.
والشعب السوري لم تظهر عليه أية دلائل ذات معنى إلى أنه يعاني شديد المعاناة من غياب الديموقراطية والتعددية الحزبية.بل إن جل اهتمامه منصب على السعي للخروج من أزماته الاقتصادية الخانقة،والتي تضيق الخناق عليه يوما بعد يوم،دون أن يتمكن من الربط بين مشاكله الاقتصادية وطبيعة الحكم الشمولي.
غير أن السلطة السورية المطلعة على عمق المأزق الاقتصادي السوري،متخوفة أشد التخوف من لحظة الانفجار القادم للألغام الموقوتة المخيفة المزروعة في طريقها،كالبطالة المتفشية بنسبة عالية مرشحة للتزايد بقوة،ومشكلة نضوب النفط بعد ثلاث أو أربع سنوات وهو الذي تعتمد عليه الخزينة بشكل رئيس...الخ.
وهكذا،فإنه على الأغلب،سيخرج هذا المؤتمر بكثير من التوصيات الاقتصادية.والتي لن يكون من شأنها إذا لم تربط باصلاحات سياسية عميقة،سوى دفع الأمور الى مزيد من التفاقم والتعقيد،..حيث لات ساعة مندم!!.



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!
- سوريا الضائعة بين ثوابت النظام وثوابت المعارضة!
- النزعات الديموقراطية(الطفولية)عند المعارضة اليسارية السورية
- المعارضة السورية والشائعات المغرضة
- الدرس اللبناني والمعارضة السورية
- لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!