أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - قحطان محمد صالح الهيتي - الراشدي














المزيد.....

الراشدي


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 13:52
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الراشد في اللغة: اسم علم مذكر عربي، على صيغة اسم الفاعل. معناه: المهتدي، الهادي، المستقيم، العاقل. والرُّشد: هو الاستقامة على طريق الحق ومنه: الخلفاء الراشدون. والراشد: القدير، الخبير، ذو الكفاءة. والراشد الذي بلغ سن الرشد والإدراك.

أدخل من هذه المقدمة اللغوية لكلمة راشد، لأدخل في التعريف بكلمة (راشدي) التي تستخدم كثيرا ككلمة عامية تعني :(صفعة قوية، وقد تقترن بكلمة (محمودي)، وتتم بالضرب بالكف على الوجه أو الخد. حيث يقولون: اضربك راشدي، أو ضربني راشدي. فما هو أصل استخدام هذه الكلمة بهذا المدلول، ومتى يستخدم الإنسان يده ليضرب وجه، او خد شخص آخر (راشدي)؟

تقول الرواية: انه كان في الجيش العثماني ضابط عثماني عرف باسم ابيه (راشدي)

وكان هذا الضابط قوي البنية لدرجة أنه إذا ضرب شخصا على وجهه او خده بكفه يخر المضروب صريعا من قوة الضربة، واشتهر هذا الضابط بقوة ضربته وشدتها، فصار الناس يضربون المثل به، حتى إذا وصل الأمر بأحدهم إذا ما أراد تهديد آخر بالقول له: اذهب وإلا ضربتك (راشدي)، وصاروا يطلقون على أية صفعة على الوجه والخد (ضربه راشدي)، وتجمع ملحقا لجمع المؤنث السالم (راشديات).

بعدها أصبحت هذه الكلمة مشهورة بين الناس كافة كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساؤهم، وصار القيام بها إهانة واحتقارا للمضروب فضلا عن أنها جريمة. ويستخدمها الرجال أكثر من النساء، حيث يضرب الزوج زوجه إذا ما صار عصبيا. ومع الأسف أصبحت هذه الضربة عادة في التربية سواء في البيت أو في المدرسة، حيث يضرب الأب أو الأم ابنهم (راشدي) لأي سبب يثير أعصابهم، وفي المدرسة يستخدمها المعلمون والمعلمات وسيلة للتربية. وفي بعض الأحيان تكون ردة الفعل (راشدي) من المضروب فتكثر (الراشديات) وقد تصل الى معركة تجر بعدها معارك.

وأيا كان سبب القيام بهذا الفعل فهو فعل مستهجن، فكيف يسمح شخص لنفسه أن ينتهك حرمة شخص آخر فيضربه على وجهه أو خده، هذا الوجه الذي خلقه الله في أحسن تقويم. إنه فعل غير مبرر حتى لو عده البعض من أجل التربية والإرشاد.

ربما نقبل هذا التصرف عند تخاصم بعض الناس الغرباء كردة فعل لفعل أثار حفيظة الضارب، ولكن يجب ألا نقبله من أب أو من أم أن تضربا وجه ابنهم البريء، لا نقبله من معلم أو معلمة يضربا وجه تلميذهما الذي جاء ليتعلم منهما التربية. علينا ألا نقبل هذا الفعل في مثل هذه الأحوال، كما أن علينا أن نرفض رفضا قاطعا استخدام (الراشدي) من قبل الرجل في ضرب المرأة أيا كانت فهي الأم والأخت والزوجة والحبيبة. ومهما يظن الضارب (المعتدي) بإن المعتدى عليه سينسى الراشدي بعد أن يراضيه و(يبوس) رأسه أو خده المضروب، فان هذا الظن خائب، فكثير ما يتذكرمن نالته ضربة (الراشدي) تلك الضربة ولا ينساها طيلة حياته.

ولعل من أسوء العادات هو ضرب الزوج للزوجة، حيث أثبت علم النفس أن ضرب الزوج للزوجة أيا كان نوعه يؤثر في العلاقة الزوجية.

ولكن علم النفس بين لنا مرضين هما الماسوشية والسادية. والماسوشي: هو الشخص الذي يشعر باللذة الجنسية عن طريق إحساسه بالألم والأذى الصادر عن شخص آخر، وهذا يعني أن الزوجة المريضة بهذا المرض تثير زوجها في أبسط الأمور ليضربها(راشدي) أو أكثر من أجل تحقيق لذتها. وتزداد سعادتها وربما تصل الى القمة عندما يحاول الزوج ترضيتها، فترضى وترتاح نفسيا، وربما تصل بها هذه الراحة الى الغرور عند شعورها بالنصر في معركة (الراشدي).

أما السادية فهي محاولة من الرجل لإثبات عظمته وقوة رجولته التي تكون متدهورة بالداخل وليس لديه ثقة في قدرته الجنسية. فالماسوشية صفة من صفات النساء بينما السادية من صفات الرجال وقد تشاهد بذورها عند الطفل العدواني والطفل الخاضع منذ نشأته.

أتمنى أن يكون الناس راشدين من أجل أن لا يستخدموا (الراشدي) سواء للتربية أو للعدوان وان أتمنى أن الحب بينهما مدخلا في كل شيء فالحب نعمة والمودة نعمة والرحمة نعمة فعلى الجميع أن يعيش هذه النعمة بلا (راشديات) مع محبتي.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشرى
- قصة مدرسة
- دعوة الى الإستثمار
- ليلة زكريا
- إيمان مهدي
- حبي جميل
- حميدة
- ضياء الخطيب
- بيت الشايع الهيتي
- حنان
- اليها مع التحية
- وداعا ابا حسان
- نجلاء
- رجال في ذاكرتي
- يوميات طالب عامل
- أل ابي الطيب الهيتي
- سيدتي عزيزتي
- آل الخطيب الهيتي
- من الفولكلور العراقي (الجوبي)
- قلبي زورق


المزيد.....




- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - قحطان محمد صالح الهيتي - الراشدي